"قد يحاول صدام حسين أن يحول نزاعه مع الأسرة الدولية إلى نزاع عربي مع إسرائيل. وإننا نفعل كل شيء حتى لا تنجح هذه المكيدة. إننا نراقب كل ما يجري في المنطقة، لكننا نحافظ على ضبط النفس الذي تفرضه مصلحتنا. وأنها لكذبة دنيئة أن إسرائيل تحث الولايات المتحدة على القيام بأي شيء. فمن نحن حتى ندفع القوة العظمى الوحيدة في العالم. إننا لا نقدم النصح إلى الولايات المتحدة. وفي الأساس، إننا لا ندفع الولايات المتحدة إلى خوض الحرب. والمهم كيف ستكون نهاية الأزمة لا طريقة إنهائها."
"لقد تكشف مسار هذه الأزمة عن عدد من الحقائق: الأولى، أن الوحدة العربية هي الآن في نطاق الخطابية المنمقة فحسب، وقد اختفت بضغط الفهم الحالي للمصالح المختلفة. والثانية، أن التنافس بين القوتين العظميين الذي حدد إلى يومنا هذا التطورات والأحداث في الشرق الأوسط، قد بلغ نهايته. والثالثة، أن تحولاً قد طرأ على مكانة م. ت. ف. التي كانت حتى وقت قريب حبيبة الدول العربية قاطبة. ومع أن اعتبار م. ت. ف. عاملاً من عوامل التسوية في المنطقة لم يتغير في العالم العربي أو خارجه، إلا ان جهات عربية متزايدة باتت تعتقد أن م.ت.ف. لا تستطيع القيام بدور إيجابي في تسوية سلمية مع إسرائيل. إن م.ت.ف. لا تستطيع أن تكون محاوراً في أية تسوية في المستقبل. وهناك إمكان للتوصل إلى تسوية مع عرب المناطق فقط إذا امتنعت م.ت.ف. من أي تدخل. وإن وقوف عرب المناطق إلى جانب صدام يجيء ليبرهن على الخطر الكامن في منح سيادة عربية على هذه المنطقة."
"إن العربية السعودية على وشك أن تتلقى من الولايات المتحدة طائرات "ف ـ 15" من نوع جديد لا تملكه إسرائيل. وهذا الأمر يضع إسرائيل أمام مشكلة صعبة: صحيح أنها تعارض مبدئياً وتقليدياً تزويد دول عربية لا تقيم مع إسرائيل علاقة سلام بأسلحة، وخصوصاً أسلحة حديثة. إلا ان هناك، من ناحية أخرى، أوضاع أزمة الخليج الفارسي. ومن الصعب، حتى على أصدقاء إسرائيل، معارضة تزويد بعد الدول العربية في المنطقة بالأسلحة. لذلك، فإننا نطالب بالتزامات قاطعة من جانب الولايات المتحدة تجاه أمن إسرائيل وتفوقها النوعي في الفترة التي تلي انتهاء أزمة الخليج."
"وثمة دول أخرى، إلى جانب العراق الذي يبذل جهوداً لتحقيق قدرة نووية، تراكم أسلحة غير تقليدية تشكل خطراً على إسرائيل."
"إذا تفاقمت أزمة الخليج، فقد يتم ضم وزيرين من حزب العمل إلى الحكومة ـ على غرار انضمام الليكود إلى حكومة إشكول في فترة حرب الأيام الستة. وهذا رهن الوضع الدولي ووضع إسرائيل الأمني والوضع السياسي داخل إسرائيل أيضاً.. وآخر الخيارات المتاحة حتى الآن انضمام وزيرين إلى الحكومة لا على أساس اتفاق ائتلافي وإنما على غرار حكومة الطوارىء في سنة 1967 التي انضم إليها وزيران من المعارضة..."
"إنني أفهم الميل إلى الوحدة الوطنية في مثل هذه الفترة. ويوجد أحياناً تعبير سياسي لميل كهذا، ويوجد أحياناً أخرى تعبير آخر له مثل التشاور مع رابين. إنني لا استثني إمكان أي حل. فكل شيء يتعلق بتطورات الوضع السياسي والدولي..."
المصدر: "دافار"، 29/8/1990؛ "هآرتس" 29/8/1990.