بيان صادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بشأن أزمة الخليج، تونس، 12/9/1990
Full text: 

"تعلو، الآن، في العالم الأصوات المطالبة بتوفير فرصة أوسع للجهود المبذولة لحل أزمة الخليج بالطرق السلمية، وضمن الإطار العربي تحت مظلة الشرعية الدولية، وذلك لتجنيب المنطقة العربية والعالم عواقب حرب قد تدمر البنيان العربي والبلاد العربية، وتلحق أفدح الأضرار بمقومات حياة الأمة وحضارتها أمام أطماع أعدائها والمتربصين بها.

.......

"وفي هذا الإطار تبرز أهمية التوجه الذي اختارته منظمة التحرير الفلسطينية، منذ بداية الأزمة، مع عدد من الإخوة القادة العرب، الذين لم يلهثوا وراء الإغراءات، ولم ينساقوا وراء طبول الحرب. بل أعلنوا، منذ اللحظة الأولى، أن الحل الوحيد الملائم هو الحل العربي بغطاء ودعم دوليين، وقدموا في هذا السياق توجّهات ومقترحات تقوم على أساس عدم الفصل بين بؤر التوتر والمشاكل التي تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتتعامل مع الشرعية الدولية تجاه هذه القضايا ككل لا يتجزأ، وتطالب بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بمشاكل الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية خاصة.

"إن هذا النهج الذي اتبعته منظمة التحرير الفلسطينية مع الاخوة العرب المخلصين لمعالجة أزمة الخليج، وتحركت على أساسه في الساحتين العربية والدولية، وصار يحظى، اليوم، بتفهم أوضح وبتأييد أوسع من دول العالم والكتل الدولية وفي أوساط الرأي العام العالمي. كما تزايدت في المحافل الدولي الدعوة إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية، على قدم المساواة مع أطراف الصراع الأخرى.

"إن هذا التطور يفتح آفاقاً جديدة أمام إمكانية حلّ أزمة الخليج، مع حل أزمة الشرق الأوسط وجوهرها القضية الفلسطينية الملتهبة منذ عشرات السنين، بيد أن هذا المسار الذي بدأت تأخذه أزمة الخليج، بالتحولات الجارية في فهم طبيعة الأزمة وعلاقتها بمجمل الوضع في الشرق الأوسط، لم يتفق مع توجهات الإدارة الأميركية ونواياها وإجراءاتها. فهي ما زالت تواصل دق طبول الحرب، وحشد المزيد من القوات الأميركية والأجنبية، والإعداد للعدوان على العراق الشقيق، وتهديد الأمن القومي العربي والأمن الدولي، والإصرار على فصل أزمة الخليج عن أزمة الشرق الأوسط وقضية فلسطين، وكذلك الإصرار على رفض عقد المؤتمر الدولي للسلام.

"وبهذا الموقف ينكشف، بشكل سافر وواضح، نفاق الإدارة الأميركية وازدواجية معاييرها في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية وتجزئة الشرعية الدولية وتفصيلها على مقاس المصالح الأميركية والإسرائيلية العدوانية.

"ومما يؤسف له أن بعض الأوساط العربية ينساق وراء الحملة الأميركية والتآمر على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وقيادته. وتبرز في هذا المجال أيضاً محاولات الضغط على الشعب الفلسطيني وتهديده بمزيد من التشريد ومحاربته في مصدر رزقه وفي لقمة أطفاله وذلك باتباع سياسة طرد الفلسطينيين وإبعادهم من بعض البلدان العربية.

.......

"وهنا نؤكد أن مقياس الإخلاص للتضامن العربي، والعمل العربي المشترك، وقرارات الإجماع العربي، هو الحرص على وحدة الجامعة العربية، ووقف إجراءات تدميرها التي لا تخدم إلا أعداء الأمة العربية. وندعو جميع المخلصين للعمل العربي والحل العربي إلى بذل أقصى الجهود من أجل إنقاذ الجامعة، والحيلولة دون انهيار هذا البيت العربي المشترك.

"إن التطورات الجارية في الفهم الدولي لأبعاد أزمة الخليج والربط بين حلها وبين حل أزمة الشرق الأوسط وقضية فلسطين، والدعوة إلى انعقاد المؤتمر الدولي للسلام، يزيدنا قناعة بالتمسك بخطنا القائم على أساس ضمان الأمن والسيادة والحقوق والاستقرار لجميع الدول العربية."

.......

تونس، 12/9/1990

المصدر: "فلسطين الثورة"، العدد 813،  23/9/1990، ص 6 ـ 7.