"لأن شرارة الحرب إنْ هي ابتدأت ستحرق الكثيرين وتسبب لمن يكون في ميدانها ويلات كثيرة، وبغية وضع الحقائق كما هي في مواجهة الرأي العام العالمي والغربي منه في وجه خاص، فإني أطرح أن تحل كل قضايا الاحتلال أو القضايا التي صورت بأنها احتلال في المنطقة كلها وفقاً لأسس ومبادىء واحدة ومنطلقات يضعها مجلس الأمن كما يلي:
"أولاً ـ إعداد ترتيبات انسحاب وفقاً لمبادىء واحدة لانسحاب إسرائيل فوراً وبلا شروط من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان وانسحاب سوريا من لبنان والانسحاب بين العراق وإيران ووضع ترتيبات لحالة الكويت وأن تنسحب الترتيبات العسكرية في توقيتاتها وكل ما يتصل بها من ترتيبات سياسية على كل الحالات ووفقاً للأسس والمبادىء والمنطلقات المعتمدة نفسها آخذين في الاعتبار الحقوق التاريخية للعراق في أرضه واختيار الشعب الكويتي وأن تكون البداية في تطبيق البرنامج لما هو أسبق في الاحتلال أو ما سمي احتلالاً مبتدئين بتطبيق كل ما صدر من قرارات لمجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لكل الحالات وهكذا وصولاً إلى أقرب حالة وأن تطبق الإجراءات نفسها التي اتخذها مجلس الأمن حيال العراق تجاه من لا يلتزم هذا الترتيب أو يتجاوب معه.
ثانياً ـ بقصد إظهار الأمور على حقيقتها أمام الرأي العام العالمي ليحكم وفقاً لشروط موضوعية بعيداً عن الرغبة والضغط الأميركيين، نرى أن تنسحب فوراً من السعودية القوات الأميركية والقوات الأخرى التي استجابت لمؤامرتها وأن تحل محلها قوات عربية يحدد حجمها وجنسيتها وواجباتها وأماكن وجودها مجلسُ الأمن يعاونه الأمين العام للأمم المتحدة، وبالاتفاق على جنسيات القوات العسكرية بين العراق والسعودية وأن لا يكون من بينها قوات من حكومة مصر التي اتخذت منها أميركا متكأ لها في مؤامراتها ضد الأمة العربية.
ثالثاً ـ أن تتجمد فوراً كل قرارات المقاطعة والحصار ضد العراق وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي بالتعامل الاقتصادي والسياسي والعلمي بين العراق ودول العالم ولا تعود تلك القرارات إلى البحث والتطبيق إلا على من تنطبق عليه في حال خرقه لما ورد ذكره في أولاً وثانياً وثالثاً أعلاه.
وفي كل الأحوال وعندما لا تتجاوب أميركا هي وحلفاؤها الصغار من عملائها مع مبادرتنا هذه، فإننا سنقاوم بقوة نحن والكثيرون من أبناء الأمة العربية وشعب العراق العظيم نزعاتها الشريرة ومخططاتها العدوانية وسننتصر بعون الله وسيندم الأشرار على فعلتهم بعد أن يخرجوا مذعورين من المنطقة يجرون أذيال الخزي والعار والله أكبر وليخسأ الخاسئون."
المصدر: "النهار"، 13/8/1990. تلا المبادرة ناطق باسم الرئيس العراقي عبر إذاعة بغداد بتاريخ 12/8/1990.