..........
اعتقد أن معظم الناس في هذا البلد يكنون إعجاباً عميقاً وثابتاً للشعب اليهودي، ولما أنجزه في إسرائيل. وما زلت أذكر محاضرة رئيس الحاخامين، منذ بضعة أعوام، إذ ذكّرنا فيها بأن مُثُل التعاطف والرفق والعدالة والحرية والإخاء تصدر في أصولها عن الريادة الخلقية لإسرائيل القديمة، في وجهها، وأنبيائها، وديمومتها. والحق أن العهد القديم قد علّمنا احترام الفرد، ومفهوم حقوق الإنسان، وتقاليد الفكر المنعتق من القيود، وحكم القانون، وفكرة التقدم.
تلك هي مساهمات الشعب اليهودي في الحضارة، وقد جعلت من إسرائيل البلد المميّز الذي نعرفه. ما من شك، ولن يكون ثمة من شك في إعجابنا بانجازات إسرائيل، وفي دعمنا لحقها في الوجود ضمن حدود آمنة، أو في رفضنا القاطع لما يجانب الصواب مجانبة تامة، كقرار الأمم المتحدة الذي سعى لمساواة الصهيونية بالعنصرية.
ونحن، إذ نرى الكثير من المشكلات التي أقلقتنا في أنحاء العالم تجد طريقها إلى الحلول، لنحرص أشد الحرص على أن نرى تقدماً مشابهاً نحو حل مشكلات الشرق الأوسط. لقد تقدمت إسرائيل باقتراح مهم للانتخابات في الأراضي المحتلة، لكن يجب أن يشرك الفلسطينيون فيه. وهذا يعني أن على إسرائيل أن تفاوض ممثلين عن الفلسطينيين، من داخل الأراضي المحتلة ومن خارجها. ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم وإيجاد الحل لما يسود الأراضي المحتلة من وضع مأساوي يسيء أشد الإساءة إلى سمعة إسرائيل ومكانتها في العالم.
نحن ما زلنا نرى أن التنازل عن أرض في مقابل سلام مضمون يجب أن يكون أساساً للحل. وأعلم بأن المشكلات سوف تزداد سوءاً إذا ما سعت إسرائيل لإيجاد مساكن لليهود القادمين من الاتحاد السوفياتي بتوطينهم في الأراضي المحتلة.