An Interview with Abba Eban
Keywords: 
أبا إيبان
العلاقات الإسرائيلية – الأردنية
معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية 1994
مقابلات
Full text: 

[.......]

اجتمع آبا إيبن، بوصفه وزيراً للخارجية في حكومتي ليـﭭـي إشكول وغولدا مئير، إلى الملك حسين ثماني مرات. ومن الممكن القول إنه يعرفه جيداً. ففي تلك الأيام، وإضافة إلى موشيه دايان ويغآل آلون، نسج الخيوط الأولى في هذه العلاقة... بين الأردن وإسرائيل، التي تعمقت مع السنين.

[.......]

- متى وكيف بدأت العلاقات السرية مع الملك حسين؟

- في سنة 1968 مرت على حكومة إسرائيل لحظة حقيقة. لقد كانت تلك الحكومة، حكومة إشكول، وحتى بعد أن انضم موشيه دايان ومناحم بيغن إليها، من أكثر الحكومات جرأة بالنسبة إلى السلام، حتى الحكومة الحالية. وعلى الرغم من موقف العرب العدائي تجاهنا، فقد افترضنا على كل من مصر وسوريا عقد اتفاق صلح معهما على أساس الحدود الدولية.

تمت الاتصالات كلها عندئذِ بواسطة الولايات المتحدة، عن طريق وزير خارجيتها وسفيرها في الأمم المتحدة. وكنت أنا الذي أبلغهم ذلك، وقلت لهم إنه بالنسبة إلى الضفة الغربية هنالك آراء مختلفة لدى حكومة إسرائيل، لكننا مع ذلك نريد للأمور أن تتقدم. ولذلك فإننا ننوي رفع الهاتف والاتصال بحسين.

[.......]

وقد جاء حسين مع رئيس حكومته آنذاك، سعيد الرفاعي، فلسطيني في صفد، ومن إسرائيل وصل يعقوب هرتسوغ، مدير عام مكتب رئيس الحكومة. وحسناً فعل شمعون بيرس عندما أخذ معه إلى واشنطن أيضاً بنينه هرتسوغ، الذي أصبح مع مرور الوقت حلقة الوصل بيننا وبين حسين.

- متى قابلته أول مرة؟

- في ايلول/ سبتمبر أو تشرين الأول/ أكتوبر 1968. ومنذ ذلك الوقت لم يمر عام واحد إلاّ واجتمع إليه أحد أركان الحكم في إسرائيل. غولدا، آبا إيبن، دايان، آلون، بيرس، رابين، شمير، كلهم. لم تكن هنالك مشكلة في الاجتماع إليه...

لا أذكر أنه رفض مرة واحدة. فقط لم يرد الاجتماع إلى شمير مرة أُخرى. وقد ابلغ شولتس أنه لا يتحمل هذا الرجل. أنا شخصياً اجتمعت إليه سبع مرات أو ثماني مرات. ثلاث مرات أو أربع مرات مع يعقوب، والمرات الأُخرى مع غولدا ودايان وآلون.

[.......]

- هل أسفرت هذه الاجتماعات عن شيء ما؟

- كانت لنا مصالح مشتركة. كلانا أراد أن يعم الهدوء على الحدود. كلانا عارض الإرهاب والسيطرة السوفياتية على المنطقة. قدمت لإشكول تقارير بشأن اللقاءات: كثير من الأدب، وقليل من الالتزامات. ومرة قدمنا له خريطة مشروع آلون... لكنه لم يرد أن يسمع عن ذلك. وبحسب طريقته ترك لرئيس حكومته قول الأشياء غير اللطيفة... لقد طالبناه بأمور كثيرة غير لائقة. كنا آنذاك في قمة عجرفتنا واعتقدنا أن في إمكاننا إملاء شروط السلام. ولم يكن في استطاعته الاستجابة لطلباتنا الإقليمية.. إلا إن خطأنا الأكبر في حق الملك وقع سنة 1974، عندما وقعت اتفاقات الفصل مع مصر وسوريا، ولم نوافق على ضم حسين إلى الصفقة.

[.......]

جاء كيسنجر إلى رابين وقال له إن حسين يريد موطىء قدم في أريحا. والأمر يتعلق بكم... فيما إذا كنتم تريدون لحسين أن يبقى شريككم في الضفة، وهذا يتطلب الوصول إلى اتفاق معه وإعطاءه أريحا. وبعكس ذلك، ستضطرون إلى التعامل مع م. ت. ف.

[.......]

إلا إن رابين شطب هذا المسار بشأن أريحا بسبب عوائق كثيرة صغيرة [مشكلات حكومية ائتلافية]... وفي منتصف الثمانينات قرر شمعون [بيرس] أنه بعد عقد السلام مع مصر، هنالك إمكان لإعادة حسين إلى الصورة. ثم بلور اقتراحاً، بمساعدة من وزير الخارجية شولتس، وذهب إلى حسين.

كان الاقتراح: مؤتمر دولي لجسلة واحدة أو اثنتين، شيء ما احتفالي، وبعد ذلك التوزيع على لجان. لجنة إسرائيلية – سورية ووفد أردني – فلسطيني في مقابل وفد إسرائيلي. تماماً مثل مدريد. وقد صاغ بيلين جدول الأعمال والجميع كانوا جاهزين. إلا إن شمير قال لا. ثم أرسل مريدور وآرنس إلى شولتس لإبلاغه ألاّ يحضر.

- حسناً، هذا اتفاق لندن والليكود نسفه. إلا إن رابين أعلن الآن أن المسارات الأخيرة التي سبقت لقاء واشنطن بدأت في أيار/ مايو، وهو الذي قام بها، من دون بيرس.

- هذا ليس دقيقاً. أولاً، قبل [اللقاء مع] حسين كان هنالك مسار أكثر أهمية ودرامية، وهو الاتفاق مع عرفات. هذا يسجّل ربحاً صافياً لشمعون [بيرس]. ولولا ذلك الاتفاق، لما جاء حسين الآن. وكان هنالك أيضاً الاتفاق الذي عقده بيرس مع حسين خلال تشرين الثاني/ نوفمبر. لقد كان بيرس في عمان وعاد منها متحمساً حقيقة. وهنالك اتفقوا على إجراءات المفاوضات وعلى إلغاء حالة الحرب. وكان اتفاق واشنطن بمثابة نسخة عن الاتفاق الذي عقده بيرس مع حسين في تشرين الثاني/ نوفمبر.

.. بعد تشرين الثاني/ نوفمبر، ساد البرود لفترة ما. لكن في أيار/ مايو عاد بيرس لمتابعة الأمور مع الأردن بكل قواه. في استطاعة رابين أن يقول ما يشاء. لكن عندما نتحدث عن القضايا بالتفصيل، هنالك عملياً وزير الخارجية ووزارة الخارجية فقط. وبيرس فقط والدائرون حوله هم الذين يقومون بالعمل. إن أيار/مايو هو فعلاً مرحلة مهمة، لكن ليس رابين وحده هو الذي قام بذلك.

 [.......].

 

المصدر: "هآرتس"، 29/7/1994.