بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
ما من شك أن كل واحد من زعماء هذا العصر، عصر التردي والانحطاط العام، عصر المهانة التي أصابت سهامها الفرد والجماعة والأمة بملايينها التي تقارب المئة والخمسين.. كل واحد من هؤلاء يشكل ظاهرة متميزة التعقيد، تتداخل فيها أعراض الأمراض وظواهرها كما تتداخل ألوان الضوء في المسارح الفخمة وانعكاساتها المختلفة.
ولقد استطاع كل واحد ممن تزعم عائلة أو قبيلة أو دولة صغر حجمها أو كبر في المجتمع المبتعد طواعية عن الإسلام أن يضع له جوقة من أصحاب الحظوة. وحدد لهم أو حددوا هم لأنفسهم مهماتهم "الجسام" وأولها ألاّ ترتفع راية لا إله إلا الله على الأرض.. ولذلك تفننوا في خلط المفاهيم وقلب المعايير كي يبدو كل شيء على غير حقيقته فتغيرت الموازين وانقلبت المعايير. فساد الفساد وانحصرت الفضيلة.. وسقط المجتمع في شِباك الأعداء وانحصر دوره حتى يظهر الإسلام لينتشل الجميع.. فيضع الخطى على الطريق السليم وتعود بوصلة الأمة تعمل ليل نهار في البر والبحر، ويعود منار الحضارة الإسلامية ليضيء لسفن العالم أجمع فيُهديها في ظلمات الجهل الحالكة.
هذه السلسلة من السقوط والنهوض ليست غريبة على مجتمعنا المسلم منذ رسالة محمد عليه الصلاة والسلام.. فما انطبق في هذا السياق على الفرد "الضال" انطبق على أتباع الفكرة أو النظام أو المذهب الوضعي "الضال". ولقد كان في فترات التردي هذه وللأسف صيغ اجتماعية وسياسية وتربة خصبة لنمو الطفيليات ومرتع للنفاق والدجل. ويحدثنا التاريخ في عهد نوح عليه السلام عن مثل صارخ كان فيه المجتمع وكأنه يسير على يديه وقد زين لهم الشيطان هذا الوضع فباتوا يعبدون المادية ويقبلون ما ترفضه الفطرة النقية والذوق السليم.. لقد سخر قوم نوح، عليه السلام، منه وآذوه حتى إذا انهمر الماء وفار التنور أدرك كبار الجهل وصغارهم على السواء أنه لا نجاة.. وذهبت كل الأصباغ عن وجه الجهل وسقطت كل الأقنعة وتهدمت الحصون. ولما قام شعيب عليه السلام يهدي قومه قائلاً "فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، عندما دعاهم إلى ما يصلح حال الفرد والمجتمع كان رد فعلهم كما سجله القرآن الكريم "قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملّتنا." كان المجتمع في ذلك الوقت نهباً لمفاهيم خاطئة، ووجد النبي عليه السلام منهم العنت والصد.. والنتيجة انتصر الإسلام وسقطت جوقة الجهل مع زعامتها. وفي قصة يوسف عليه السلام عِبر كثيرة. لقد أدرك أصحاب العقول أن امرأة العزيز قد راودت فتاها عن نفسه وبالرغم من ذلك قالت "لئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين." وهكذا بدت صورة المجتمع الفاجر تجسدها المرأة الخاطئة.. ثم تبعها نسوة المدينة وهن زوجات صفوة الزمرة "الجوقة" كان موقفهن "امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبّاً إنّا لنراها في ضلال مبين." هكذا كان حكمهن على امرأة العزيز فما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن. وأصبح يوسف مطارداً لكل نسوة الصفوة بدلاً من واحدة...
الأمثلة كثيرة كثيرة.. لوط.. وصالح.. وخاتم الرسل محمد (صلى الله عليه وسلم).. ساد المجتمع في زمانهم وفي كل زمان مفاهيم خاطئة وقيم معكوسة.. رغم علمهم بصدق الداعية وصدق الدعوة ولكن المصلحة.. والمنفعة.. مصلحة الحاكم ومصلحة الجوقة التي تطيعه طاعة عمياء.
ولكي تتضح صورة هذه الطاعة "العمياء"، فلتتصفّح الجرائد والمجلات. ولا أقول كلها ولكن معظمها.. وأن تتمعن ما يقال في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة حتى تدرك كيف أن الجوقة يتبارون من أجل طاعته وتنفيذ خطته.
فإذا سأل الزعيم عن نفسه وعن قوله وعن سياسته نصحوه "مخلصين" ليرى ذلك في مرآة فإذا هو طويل.. أطول من المئذنة وعريض بعرض الأرض.. وإذا حُسنه يفوق حُسن يوسف عليه السلام.. وإذا سأل عن الداعية "المشاكس"، شخصاً كان أو جماعة أو حتى دولة حيث الحديث عن العدل والمساواة وإنقاذ المجتمع من الرذيلة والسقوط، انبرت الجوقة ناصحة "مخلصة" أن يرى حجم هؤلاء في مرآة أخرى من مرايا مدينة الملاهي العجيبة فإذا هم في المرآة صغار..
ولا شك أن الحملة مستعرة ضد الإسلاميين. ففي إحدى الصحف جاء: من قال إن المشاركة الفلسطينية في المسيرة السلمية أحدثت تمزقاً في الساحة الفلسطينية؟ أمر طبيعي أن تكون معارضة. والمعارضة أقلية. فأين التمزق إذن مع أننا متأكدون من مشاركة الأقلية في هذه المسيرة وستدخل الانتخابات عبر أشكال مختلفة. "والمؤكد الذي غاب عن أذهان إخوتنا أصحاب الندوة هو أن الغالبية وراء دعم المسيرة والمشاركة فيها وليست الأقلية." كلمات عجيبة تحتاج إلى قليل من التأمل ولكن المرآة إياها دفعت الأخ الصحفي ليتحدث بلغة "من المؤكد"!
فكيف عرف الأخ الصحفي أن الذي يعارض المفاوضات الحالية هم أقلية؟
ولا يقتصر الأمر على العرب أو المسلمين ولكن الخصوم والأعداء يشاركون أيضاً.. في معركة السيرك السياسي. فقد سألت إحدى الصحفيات السويديات شمعون بيرس يوم 15/9/1992م عن تقديره لحجم المعارضة لمسيرة السلام وهل يشكلون عائقاً فعالاً للمسيرة؟ وكانت قبل لقائه قد انتهت من لقاء اطّلعتْ فيه على طبيعة الوضع وأصبحت الصورة عندها واضحة فقال: إن المعارضة أقلية وإن الاتجاهات الإسلامية تؤيد المسيرة السلمية. ولن أخوض كثيراً في مظاهر السيرك السياسي وتأثير المرايا إياها في نفس الإنسان وسلوكه.. ولكن أضع أمام القارئ الكريم صورة الواقع تنطق حروفها وأرقامها وترد بكل قوة..
إن الأرقام وحدها وليست المرايا هي التي تصحح للصحفية السويدية، وكل صحفي، معلوماته وهي التي سترد على كل وزراء خارجية الكون [....].
[.......]
ما هو حجم الحركة الإسلامية وكتلها المهنية والطلابية في هذه المرحلة بالذات؟
والإجابة على هذا السؤال أظنها تهم الكثيرين. تهم الإسلاميين في الداخل والخارج وتهم منظمة التحرير في الداخل والخارج وتهم الأعداء والأصدقاء في كل مكان.
لقد تابعت منذ سنوات منحنيات التوجه الفكري والسياسي في منطقتنا بالذات عبر الأرقام وبعيداً عن الهوى والتمني، فقمت بإجراء بحث ميداني في قطاع غزة فقط، وذلك في أيار [مايو] 1991. احتوت عينة البحث العشوائية على (2221) حالة وكانت ورقة الاستيطان خالية من أية إشارة أو شعار أو كلمة أو آية قرآنية حتى البسملة. وقمت بترتيب البنود المطلوب الإجابة عليها حسب الحروف الأبجدية.. ولقد شملت العينة الصفات التالية – فمن حيث الأعمار كانت نسبة ما تقع أعمارهم بين 16 سنة إلى 45 سنة هي 56.42% من العينة الكلية، وشكّل أصحاب العمر فوق 45 سنة ما نسبته 14.77%، وكان المتزوجون يمثلون 55.7% من العينة الكلية.
وعن المهنة شكّل العمال ما نسبته 24.3%، وكانت نسبة الطلاب هي 48%. وبلغت نسبة الموظفين 9.9% والمهنيين 11.84%، ومثلت بقية المهن الأخرى حوالي 6% من العينة الكلية، وشكل المواطنون ما نسبته 23.82%. وكانت نسبة اللاجئين هي 74.88%، ولم تملأ بقية النسبة هذه الخانة في الاستبيان.
وكان الذكور يمثلون 83.39% من العينة ونسبة الإناث 16.61%. وقد حوت العينة على معلومات أخرى أرى الاكتفاء بما سردته هنا. احتوت الورقة على ثلاثة أسئلة:
- كان السؤال الأول عن مدى الالتزام بالصلوات الخمس والفرائض الإسلامية فكانت النتائج كما يلي:
وكان عدد المواظبين على الصلوات الخمس هو 1606 يمثلون 72.31% وعدد الذين لا يصلون مطلقاً 279 يمثلون 12.56% وعدد الذين يقطعون في الصلاة 326 يمثلون 14.68%، ولم يملأ البقية هذه الخانة.
- وكان السؤال الثاني عن حدود الدولة الفلسطينية المقترحة مستقبلياً وما الحد الأدنى المقبول لديك؟
فلم يقبل 75.87% من العينة بأقل من فلسطين بكامل ترابها من النهر إلى النهر.
وكانت نسبة من رضي بالضفة وغزة كحدود دولة مستقلة 23.77% ولم يملأ الباقي هذه الخانة.
- وكان السؤال الثالث المطروح عن نظام الحكم المقبول ودستور الدولة المستقبلية؟
فكانت النتائج كالآتي:
كانت نسبة من يرغبونه إسلامياً هي 80.14% ومن يرغبونه اشتراكياً هي 5.61% ومن يرغبونه علمانياً بمعنى فصل الدين عن الدولة هي 13.64%. ولم يملأ الباقي هذه الخانة. وعن العلاقات الثلاث: الصلاة وحدود الدولة ونظام الحكم، حظيت الحركة الإسلامية بنسبة 57.41 من العينة الكلية. وبقي أن أذكر أن العينة أظهرت علاقات تحتاج إلى دراسة وتأمل. فعلى سبيل المثال، من بين العينة ما نسبته 1.44% يحافظ على الصلوات الخمس ويرى فلسطين كلها أرضه لا يمكن التنازل عنها ولكنه يود أن تحتكم إلى الاشتراكية كنظام حكم. ولكي لا تتوه الحقيقة أقول إن الطرح الإسلامي السياسي كان يدعمه في ذلك الوقت 57.41% من العينة العشوائية، وأعلم أن هذا الرقم لن يقبله الرافضون للحقيقة الذين لا يرون الأشياء إلا من خلال مرآة الملاهي في سيرك السياسة المعاصر أو الذين يرون الأرقام دائماً انعكاسات الشيكات التي يقبضونها، أي يقتطعونها من أموال الشعب ومقدراته. ولو اكتفيت بهذه الدراسة لقامت الأقلام إياها للتشكيك في كل رقم. ولكي أضع أمامكم حقيقة أخرى وهي واقع الانتخابات التي حدثت في الضفة وقطاع غزة في الفترة الأخيرة والتي يشهد العالم كله على صدقها والتي لا يصعب على أحد كائن من كان أن يحصل على معطياتها بطريقته الخاصة بشرط أن يترك مدينة الملاهي والسيرك السياسي في لحظة صدق مع الذات وتقييم موضوعي للواقع. وأقول إن صفحات الجرائد والمجلات المحلية قد سجلت وقائع هذه الانتخابات ونتائجها لمن يرغب أن يطلع.
أولاً: نتائج الانتخابات في قطاع غزة
1- جمعية المحامين:
لم يدخل الاتجاه الإسلامي بقائمة كاملة ولكنه عندما نافس على منصبي أمين السر وأمانة الصندوق كان عدد الأصوات الكلية هو 339. كان نصيب الكتلة الإسلامية في كل حالة هو 132 صوتاً. وكان المنافس قد حصل على 207 أصوات، معنى ذلك أن الكتلة الإسلامية قد حصلت على 38.9% في حين حصلت كافة الكتل الوطنية الأخرى على نسبة 61.1%.
2- جمعية المهندسين:
كان مجموع الأصوات الكلية 5302، كان نصيب الكتلة الإسلامية هو 2600 صوت يشكلون 49.03% بينما حصل تحالف فتح والجبهة الشعبية والشيوعيين على 2665 صوتاً يمثلون 50.26%، وحصل المستقلون على 37 صوتاً يمثلون 0.71%.
3- الجمعية الطبية:
كان مجموع الأصوات الكلية هو 7896، وكان نصيب الاتجاه الإسلامي هو 3305 أصوات يشكّل 41.86% من نسبة الأصوات في حين حصل تحالف فتح والجبهة الشعبية والشيوعية على 4318 صوتاً يمثل 54.69%، وحصل المستقلون على 273 صوتاً بما فيهم الجهاد الإسلامي، وكان ذلك يمثل نسبة 3.46%.
4- جمعية المحاسبين القانونيين:
بلغ مجموع الأصوات الكلية 3259 صوتاً، كان مجموع ما حصله الاتجاه الإسلامي من أصوات هو 1443 صوتاً تمثل 48.42%، ومجموع ما حصلته قائمة فتح 1013 صوتاً تمثل 30.16%، ومجموع ما حصله اليسار هو 379 صوتاً تمثل 11.63%، ومجموع ما حصله المستقلون هو 524 يمثلون 16.08%.
5- الغرفة التجارية، غزة:
ورغم المهازل التي واكبت هذه الانتخابات والأيام التي سبقتها حتى تدافع الآلاف من غير التجار إلى التسجيل.. فبعد أن وصل رقم المسجلين إلى أعداد غير واقعية هددت بإلغاء العملية بكاملها وافق الجانب الإسلامي على إلغاء كل طلبات التسجيل بعد تاريخ 20/8/91 وكان كل من تسجل في ذلك الجانب الإسلامي ضمن هذه الشرعية. والجدول الآتي سيظهر ذلك بوضوح، فليس من المعقول أن يكون نصيب الإسلاميين من التجار المسجلين في المنطقة الوسطى المغازي والبريج والنصيرات ودير البلح سوى ثمانية أشخاص وللكتلة الوطنية 17 تاجراً فقط أو أن للكتلة الإسلامية في مدينة خان يونس والقرى الشرقية 77 تاجراً فقط. وبالرغم من ذلك فهذه هي النتائج. تقدم للإدلاء بصوته 1519 وهؤلاء يمثلون 25% من عدد المسجلين أصلاً أصحاب حق الاقتراع وعددهم 7026. هذا إضافة إلى آلاف التسجيلات الجديدة التي أُلغيت. وتوزعت الأصوات كالآتي: كان نصيب الكتلة الإسلامية 2631 صوتاً تمثل 37.45% ونصيب فصائل منظمة التحرير كلها 3820 صوتاً تمثل 54.38%، والمستقلون كان نصيبهم 575 صوتاً تمثل 8.17%.
6- اتحاد موظفي وكالة الغوث:
وهي عينة تشمل الإداري والمهني والمدرس والعامل وغيرهم. وكان مجموع الأصوات المشاركة هو 10399 صوتاً كان نصيب الإسلاميين من ذلك 4644 صوتاً أي ما نسبته 44.66% وحصلت كتلة فتح على 3531 صوتاً أي ما نسبته 33.96% ونصيب اليسار 2083 صوتاً أي ما يعادل 25.03%، وكان نصيب المستقلين 141 صوتاً، ما نسبته 1.36%.
ولا أريد التعرض إلى واقع المؤسسات بسبب إدارتها، الذي فقد إيمانه بالانتخابات منذ سنوات ورضي بهذا الواقع أو بسبب خصوصية العضوية والتركيب مثل المؤسسات الإسلامية الخالصة كالمجمع الإسلامي والجمعية الإسلامية أو بسبب قفل باب التنسيب والاشتراك في وجه الإسلاميين.
وبناء على ما تقدم فإن مجموع الأصوات التي شكلت العينة في انتخابات المؤسسات السالف ذكرها هو 34221 صوتاً كان نصيل الإسلاميين منها 14655 صوتاً تمثل 42.82% بينما حصلت كل فصائل منظمة التحرير المؤيد منها للمسيرة والمعارض على 18016 صوتاً تمثل 52.65% بينما حصل المستقلون على 1550 تمثل 4.53%.
والسؤال الآن إذا دخلت فتح والحزب الشيوعي في منافسة مع الاتجاه الإسلامي، ترى أي الفريقين يفوز؟
ثانياً: انتخابات المؤسسات في الضفة الغربية
أعترف أن البعض سوف يعتب لأنني لم أذكر نتائج انتخابات الجامعة الإسلامية ولكن عذري هو أنها جرت قبل الانتفاضة.
1- الغرفة التجارية "نابلس":
كان مجموع الأصوات المشاركة فعلاً هو 1743، وكان نصيب الكتلة الإسلامية منها 794 تمثل 45.55 % بينما حصلت منظمة التحرير بكل فصائلها المشاركةعلى 875 صوتاً تشكل 50.20% وحصل المستقلون على 74 صوتاً يمثلون 4.25%.
2- الغرفة التجارية "رام الله":
بلغ عدد الأصوات الفعلية المشاركة 11277 وكان نصيب الكتلة الإسلامية 5632 صوتاً تمثل 49.94% بينما حصلت قائمة منظمة التحرير على 4319 تمثل نسبة 38.30% وحصل المستقلون على 1326 صوتاً تمثل 11.76%.
3- غرف تجارة قلقيلية:
كان مجموع الأصوات الكلية المشاركة هو 6723. كان نصيب الكتلة الإسلامية هو 2932 صوتاً تمثل نسبة 43.61% وحصلت قوائم منظمة التحرير على 3791 تمثل 56.39%.
4- نقابة عمال وموظفي شركة كهرباء القدس:
كان مجموع الأصوات الكلية هو 2525 وكان نصيب الإسلاميين منها 1086 صوتاً تمثل43.01% بينما حصلت كتلة منظمة التحرير على 1187 بنسبة 47.01% وحصل المستقلون على 252 صوتاً تشكل 9.98% من العينة.
5- معهد رام الله للمعلمين:
كان عدد الأصوات الكلية 3558 حصل منها الإسلاميون على 1803 أصوات يشكلون بذلك نسبة 50.67%، في حين حصلت كتلة فتح على 1633 صوتاً تمثل 45.90% وحصل اليسار على 122 صوتاً بنسبة 3.43%.
6- معهد قلنديا:
كان مجموع الأصوات المشاركة فعلياً 453 كان نصيب الإسلاميين منها 146 صوتاً بنسبة 32.23% ونصيب فتح 261 صوتاً تمثل بنسبة 57.62% وحصل اليسار على 46 صوتاً أي ما نسبته 10.15%.
7- كلية الآداب، جامعة القدس "الطالبات":
كان مجموع الأصوات الكلية 267، حصلت الكتلة الإسلامية على 141 صوتاً تمثل 52.81% وحصلت قائمة منظمة التحرير على 108 أصوات تمثل 40.45% وحصلت كتلة المستقلين على 18 صوتاً تمثل 6.74%.
8- مجلس طلبة الخليل:
كان مجموع الأصوات المشاركة هو 11975 صوتاً حصلت الكتلة الإسلامية على 6105 أي ما نسبته 50.96% وحصلت قائمة منظمة التحرير على 4679 أي ما نسبته 39.06% وحصل المستقلون على 1191 صوتاً أي ما يمثل 9.94%.
9- معهد البوليتكنيك:
كان مجموع الأصوات الكلية المشاركة هو 841 صوتاً حصلت الكتلة الإسلامية على 410 أصوات تمثل 48.75% وحصلت قائمة منظمة التحرير على 400 صوت تمثل 47.56% وحصل المستقلون على 31 صوتاً تمثل 3.69%.
10- الكليات العربية للمهن الطبية:
كان مجموع الأصوات المشاركة 225 صوتاً حصلت الكتلة الإسلامية على 99 صوتاً تمثل 44% وقائمة منظمة التحرير على 126 صوتاً تمثل 56%.
11- مجلس اتحاد طلبة كلية العلوم والتكنولوجيا – جامعة القدس:
كان مجموع الأصوات الكلية هو 737 صوتاً حصلت الكتلة الإسلامية على 289 صوتاً تمثل 64.51% وحصلت قائمة منظمة التحرير بكل فصائلها على 159 صوتاً تمثل 35.49%.
12- نادي جبل المكبر "القدس":
كان مجموع الأصوات المشاركة 9797 صوتاً حصلت القائمة الإسلامية على 5015 صوتاً تمثل 51.19% وحصلت قائمة فتح على 2577 صوتاً تمثل 26.30% وقائمة اليسار على 2205 أصوات تمثل 22.51% بمعنى أن قوائم منظمة التحرير تمثل 48.81%.
13- مجلس طلبة جامعة النجاح:
فقد بلغ عدد الأصوات المشاركة في الانتخابات 33337 صوتاً حصلت الكتلة الإسلامية على 13926 صوتاً يمثلون 41.77% وحصلت قائمة فتح على 18770 صوتاً تمثل 56.30% وحصلت الجبهة الشعبية على 641 صوتاً تمثل 1.92%. معنى ذلك أن نسبة فئات المنظمة هي 58.23%.
14- نقابة المهندسين:
بداية أود أن أشير إلى الأخ القارئ أن يراجع جريدة القدس الصادرة في 25/8/92 الصفحة الثالثة، فيها قراءة شاملة لانتخابات المهندسين في الضفة بصورة مفصلة وواسعة ولكن أختار منها ما يعطي هنا الصورة الحقيقية لواقع المنافسة. فقد حصلت الكتلة الإسلامية مع الكتلة المستقلة على 2512 صوتاً من مجموع أصوات مرشحي مكتب النقابة العامة للضفة ويمثل هذا 42.95% في حين حصلت كل فصائل منظمة التحرير على 3336 صوتاً يمثلون 57.05%.
مجموع الأصوات التي شاركت في انتخابات الضفة الغربية نجد أنها 96256 صوتاً حصلت الكتلة الإسلامية منها على 44091 صوتاً تمثل 45.81% وحصلت كافة فصائل كمنظمة التحرير على 48971 صوتاً يمثلون 50.88% وحصل المستقلون على 3005 أصوات ويمثلون 3.31%. ولكي نزيد الصورة وضوحاً علناً بهذه الحقائق نقول إننا لو جمعنا عينة الانتخابات في الضفة وقطاع غزة في الآونة الأخيرة نجد أنها بلغت 130288 صوتاً حصلت الكتلة الإسلامية فيها على 58746 صوتاً تمثل 45.09% في حين حصلت كل فصائل منظمة التحرير المعارض منها للمسيرة والمؤيد لها على 66987 صوتاً يمثلون 51.41% وحصل المستقلون على 4555 صوتاً يمثلون 3.5%.
وبعد، أخي القارئ، هذا هو حجم الكتل الإسلامية على أرض الواقع ولا أقول إنها الحقيقة الوحيدة ولا أقول إن هذه النسب هي نهائية وأبدية وشاملة ومعبرة عن واقع التحول الفكري والعقيدي في المجتمع الفلسطيني ولكنها تسجيل دقيق لجانب من الواقع يمكن أن يبنى عليها مواقف وتكون منطلقاً للتحليل والتقييم واستخلاص العبر.
وأخيراً أُذكّر المؤمن فالذكرى تنفعه وأُذكّر اللاهي، إن الإسلام قادم لا محالة وإن راية الله ستُرفع.. وما علينا إلا أن نصبر ونذكر قول الحق تبارك وتعالى "حتى إذا استيأس الرُسُلُ وظنوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرُنا فنُجّي من نشاء ولا يُردّ بأسُنا عن القوم المجرمين."
المصدر: "القدس"، 10/11/1992.