دياب (إشراف). "يافا.. عطر مدينة" (بالعربية)
Reviewed Book
Full text: 

عطر يافا يتسلل إلى الروح مع نسائم بحرها العليلة، في كل كلمة، وفي كل صورة، من كتاب المدينة وذكرياتها التي احتشدت لترسم ملامح شخصية لم أكن أعرف عنها أكثر من عبارة "عروس البحر"، التي ظلت تتردد في خيالنا نحن أبناء فلسطين الذين ولدنا خارجها، وحملناها حلماً لا ينتهي.. ولم أكن إبناً ليافا في يوم ما. لكنني صرت، بعد قراءة سِفرها العظيم، ذلك الإبن العاشق. وانتقلت يافا من الخيال إلى الحلم لتحتل مساحة من الروح بعد أن تسللت إلى خلاياها. وفي الوقت الذي أراد واضعو الكتاب أن يكون كتابهم "إحياء لحنين أهلها"، وتأكيداً لرغباتهم في أن يعودوا ليشمّوا هذا العطر في "ام الغريب.. يافا.."، فقد خلقوا عندي – كما أعتقد أن الكتاب سيخلق عند كل من سيقرؤه – هذه الرغبة وذلك الحنين. فلدى الانتهاء من قراءة الكتاب – وفي أثناء قراءته – تكون رغبة هائلة في الطيران قد تملكت القارىء.

وكتاب "يافا.. عطر مدينة" الذي هو من إعداد مركز يافا للأبحاث في الناصرة، وتم إعداده بإشراف الباحثة القديرة امتياز دياب، وصدر بالتعاون مع دار الفتى العربي، يضم تمهيداً بقلم المشرفة امتياز دياب، ومقدمة بقلم هشام شرابي، وشهادات من شفيق الحوت، ويوسف هيكل، والدكتور حسن فرعون (طبيب أطفال)، والياس رنتيسي.. كما يضم دراسة مطولة هي بمثابة مشروع تخطيط لمدينة يافا نشر في القاهرة قبل سقوط المدينة بشهور، وهو من إعداد المهندس المصري علي المليجي مسعود. وإلى ذلك يضم الكتاب نحو اثنتين وأربعين مقابلة مع شخصيات من أهالي يافا الذي يعيشون في الشتات (بيروت، عمان، الكويت، القاهرة)، تتضمن ذكرياتهم وأحلامهم وآمالهم وأشواقهم.. وثمة أيضاً مائة وخمس وسبعون صورة للأماكن والآثار والشخصيات والوثائق. كل ذلك جاء في مائتين وخمسين صفحة – ورق أنيق، من الحجم الكبير، وغلاف مجلد يحيط به غلاف من الورق المقوى تزينه لوحة للفنان المصري عدلي رزق الله. وقد ساهم في الأبحاث وإجراء بعض المقابلات كل من وليد راغب الخالدي، ومنى اليسير.

وليس ما أقدمه هنا عرضاً – بالمفهوم التقليدي – لمحتويات الكتاب. فلو كان ممكناً عرض المادة المكتوبة فيه – مع صعوبة تامة – لما أمكن عرض المادة الصُّورية التي لا تقل أهمية في إعطاء الكتاب أبعاده المتعددة. ولو تمكنت من ذلك كله، لما استطعت كتابة رائحة البرتقال، ولون الرمال، وحركة النسيم، ومدى التفجع، وأفق الحلم.. التي يشتمل الكتاب عليها وينثرها في فضاء قارئه، فتجتاح كيانه كله. كما أن في الكتاب مادة تتوزع على مجالات متعددة، يمكن أن يفيد منها الباحثون في تخصصات شتى.

 تمهيد وشهادات..

              لعل في التمهيد الذي كتبته امتياز دياب (مديرة مركز يافا) ما يشعل الرغبة في الدخول في الكتاب ابتداء. فباللغة شديدة الدفء، وطريقة السرد كثيرة التشويق، تقودنا امتياز دياب إلى معرفة هذا العمل والجهد اللذين بذلا فيه، والأهداف المنشودة منه. فهو، كما في كتابتها عنه، "لا يهدف إلى التوثيق فقط". وهو، أيضاً، "ليس بكاء على أمجاد العرب وفلسطين الضائعة"، ولا "إثبات حق في البلد"، بل "إحياء لحنين أهلها..."، وهو لـ"دعوة أهالي يافا لمدّ يد العون لبناء المدينة وحمايتها من التداعي. هناك الكتب القديمة المكدسة في أماكن رطبة، وهناك المقابر التي تتدحرج إلى الشاطىء، والأهالي الذين افتقدوا المراكز الصحية والمدارس."

              أما لماذا يافا، فـ"لأنه لم يتبق من أهلها الأصليين المائة والثلاثين ألفاً سوى ثلاثة آلاف"، ولأن المدينة – على الرغم من جهد الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا – تهدد عشاقها بالزوال.. ولأن "صانعي  هذا الكتاب هم الوثيقة الوحيدة الباقية لنا. وهذا أول عمل توثيقي مصوّر من مصادر فلسطينية حية"، وهو أخيراً – وكما كان هشام شرابي يردد قبل إنجازه – "سيكون أول كتاب يسجل التاريخ الفلسطيني بدون الاعتماد على مصادر أجنبية أو إسرائيلية." وصحيح أن الكتاب لا يسجل التاريخ الفلسطيني كله، ولا يصوّره إلا من زاوية نظر أهالي يافا ورموزها، لكنه، بالتقاطه جوهر القضية والقضايا الجوهرية، إنما يعبر عن التاريخ الفلسطيني حقاً. فما حدث ليافا المدينة وأهلها قد حدث في مدن فلسطين في صورة من الصور، على الرغم من الاختلاف في طرق المقاومة في إبان التحضير لمواجهة ما صار يعرف منذ سنة 1948 بالنكبة. وعلى الرغم من أن كثيراً من مناخات الحرب والسياسة يشكل حضوراً يكاد في أحيان يلغي ما عداها، فإن مناخات الأفراح والمواسم وذكريات الأماكن وأسئلة الحياة تطغي، في أحيان أخرى، حتى ليكاد القارىء ينسى المناخات الأولى. إلا إن الروح السائدة في الكتاب هي روح التوازن.

وفي الشهادات، يقدم لنا الشهود صورة من مجموعة ذكريات عن المدينة وأحيائها، وتفاصيل حياتها اليومية، وأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية.. إلخ؛ صورة هي من الغنى بحيث يصعب اختزالها.. صورة مشرق بعض زواياها، وبعض زواياها شديد القسوة والإظلام. لكنها، في الأحوال، صورة يرسمها الحنين والشعور بالفقدان. وكما في الشهادات، نرى في المقابلات أيضاً العناصر نفسها مذكورة بصورة ما. فالكل تقريباً يُجمعون على الملامح نفسها ويؤكدونها، على بُعد ما بينهم من مسافات، وعلى اختلاف ما يعيشون من أوضاع الشتات. وإنْ كان الاختلاف، فهو في تفصيلة من التفاصيل التي لا تحصى، لا في الجوهر.

وعلى سبيل المثال، قلّما يتحدث أحد أهالي يافا عنها من دون أن يمرّ، بشكل من الأشكال، بصورة البيارة، أو الشاطىء ذي الرمل الناعم النظيف، أو – وهذا هو الأكثر بروزاً – موسم النبي روبين الذي يقول الياس رنتيسي (رجل أعمال ومؤرخ) عنه إنه "أكبر المواسم الشعبية الفلسطينية، يقع في شهر أيلول [سبتمبر] من كل عام، يبدأ باحتفال شعبي عارم تهتز له المدينة فرحاً وحماساً، ويشارك فيه العلماء والمشايخ مع الطبول والأعلام الدينية، وعلى رأسها علم النبي روبين وهو أبيض وعليه هذه الكلمات 'لا إله إلا الله وروبين نبي الله'.. وكان الناس يتسابقون للذهاب إلى روبين وقضاء أسبوع أو أسبوعين، على الأقل، على رماله البيضاء.. وكان الناس، قبل انتشار السيارات، يذهبون على ظهور الجمال بعد أن تُزيَّن بالأقمشة الملونة، وفي أعناقها الأجراس، وعليها الأمتعة.." (ص 71).

كما نَدَرَ أن يصمت أحد المتحدثين – في الشهادات والمقابلات – عن مناخ الاضطرابات السياسية والمواجهات التي خاضها الفلسطينيون عامة، وأهل يافا  خاصة، مع حكومة وقوات الانتداب من جانب، ومع عصابات الهاغاناه من جانب آخر، منذ وعد بلفور ومصادمات سنة 1929 صعوداً نحو إضراب سنة 1936 وصولاً إلى النكبة، أو مروراً بها إلى المنفى وعذابات الشتات.

يمكن أن نجد سبباً، قد لا يكون كافياً، يبرر هذا الذي يشبه الإجماع في التشديد على مظاهر وظواهر محددة، وهو يتمثل في كون معظم المتحدثين – إنْ لم يكن كلهم – ينتمي إلى الشرائح والفئات الغنية من أهالي يافا، أصحاب الأملاك (بيارات، ومصانع، وعقارات)، والنفوذ والتجار والمثقفين، إنهم أبناء العائلات المعروفة في يافا، أو مَنْ كانت لهم أدوار في حياة المدينة وإدارة شؤونها. أما القلة النادرة فهي نجارٌ، ورئيس بحارة، وعامل في ورشة لميكانيك السيارات.. إلخ. وهؤلاء لا يختلفون كثيراً عن أولئك في سردهم لذكرياتهم – ذكريات المدينة، وإنْ تحدثوا بصورة خاصة من مواقعهم. والكل يتحدث عن مقاهي يافا، وأنديتها الرياضية والثقافية. قد يتحدث الشنطي عن الصحافة بحكم عمله في جريدة "الدفاع" التي أسسها أخوه ابراهيم الشنطي مع ابراهيم طوقان وأبي سلمى. وقد يتحدث رجا العيسى عن وضع الصحافة من داخلها.. عن الصعوبات التي كانت تواجهها، والأحرى عن يافا كعاصمة للصحافة الفلسطينية. ويتحدث شفيق الحوت وفهمي شما وآخرون عن كونها عاصمة للثقافة أيضاً، وخصوصاً بعد تأسيس إذاعة الشرق الأدنى فيها وتسلم شما لإدارتها، حيث استقطبت كتّاباً ومفكرين وفنانين عرباً (العقاد، وطه حسين، وأحمد أمين... ومحمد عبد الوهاب، وليلى مراد، وفريد الأطرش، والريحاني، ويوسف وهبه)، ومحليين (محمد عبد الكريم – أمير البزق، وحليم الرومي..).

وإذا كان حديث أبناء الشرائح الاجتماعية العليا يتركز، في جانب منه، على الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية.. فإنه يبقى الأكثر تفجعاً، وخصوصاً لدى من خرجوا وتركوا وراءهم كل ما يملكون ليبدأوا رحلة معاناة شاقة. وكثيرون هم الذين يتحدثون عن خروج قسري لم يترك فرصة لهم كي يحملوا أي شيء. ويؤكد معظمهم أن خروج الأكثرية قد تم قبل الخامس عشر من أيار/ مايو – موعد رحيل الانتداب، متأثرين بالرعب الذي أشاعته مجزرة دير ياسين وضخّمته الدعاية حولها. وهذا ما يشير هشام شرابي إليه في حديثه عن سبب من أسباب سقوط يافا وهو "جبن الطبقات الميسورة". أما الأسباب الأُخرى التي يذكرها، وكما جاءت في المقابلات، فمنها: عجز القيادات الوطنية؛ الفوضى والخلافات بين الفئات والشخصيات المختلفة؛ عدم الاستعداد؛ انعدام التنظيم.

وفي حديث يوسف هيكل (آخر رئيس لبلدية يافا قبل تسليمها من اللجنة القومية..!)، الذي يتسم بالتركيز على إنجازاته منذ تسلمه رئاسة البلدية، شكوى مرّة من التخاذل الذي أبدته القيادات العربية تجاه يافا – وفلسطين. ويبدو يأس هيكل من العرب ما دفعه إلى تسليم مسؤولياته للجنة من أعضاء البلدية بعد الاتفاق على اعتبار يافا مدينة مفتوحة حتى يدخلها اليهود من دون معارك، وليسافر إلى عمان وينزل هو ومن معه "ضيوفاً على الحكومة في العبدلي"، بعد محاولاته الكثيرة للحصول على أسلحة للدفاع عن المدينة.

أما الجانب الاجتماعي الذي يبرزه المتحدثون عامة، والنساء خاصة، فيرتسم صورة قريبة من الانفتاح، وتظهر فيه ملامح مجتمع قد سار في اتجاه التطور خطوات جريئة على الرغم من طابعه العام/ المحافظ. ففي الصورة نساء يكافحن، ويعملن، ويتعلمن. يقول سابا عازر عن والدته آديل عازر: إنها كانت من النشيطات في الجمعية الإسلامية – المسيحية لمقاومة الانتداب، ورئيسة جمعية السيدات.. وكانت تخطب في الجوامع والكنائس، وتجمع تبرعات لثورة سنة 1936، وكان حسن سلامة يتصل بها. وفي الكتاب صورة تظهر فيها مهيبة خورشيد وهي تتدرب على السلاح مع أحد المجاهدين. وفي حديث مفيدة الدباغ تظهر كأول مديرة مدرسة مسلمة، وأمينة سر جمعية التضامن النسائي، ومؤسسة أول مدرسة للبنات في السعودية سنة 1949 بعد النكبة. أما نجاة الجزائري (ابنة الأمير مختار الحسني الجزائري – متزوجة من يوسف بامية)، فهي الوحيدة التي رأت بحر يافا "عبارة عن حقل من البرتقال"، والوحيدة التي قالت: "كانت لذتي في القراءة أمام البحر." وعملت زليخة رشاد السعيد في جمعية "نجدة الفتاة". وعندما تتحدث ليلى نسيبة عن البحر، فهي تذكر أن الذين يرتادونه ثلاثة مستويات: الإنكليز يسبحون؛ المسيحيون يتمشون على الشط؛ المسلمات – ذوات الملاءات السود – يقعدن على التلة يتفرجن مسرورات. وليلى، ابنة صاحب بيارات، تتحدث بحزن عن تركهم بيارة لهم والرحيل عنها بسبب إطلاق رصاص تعرضت له البيارة من بيارة اليهودي أبي داود. وقريباً من هذا، تروي زهرة علم الدين كيف أن أصحاب الأراضي المحيطة ببيارة عائلتها كانوا يبيعون أرضهم لليهود، ثم كيف قام اليهود بتحطيم بابور البيارة التي كانوا يهدفون إلى الحصول عليها، وهو ما اضطر عائلة علم الدين إلى ترك البيارة والرحيل إلى البلدة القديمة، وبعدها "بعنا البيارة واشترينا بيارة في سلمة"؛ ولا تقول لنا زهرة لمن بيعت البيارة!.

وتتحدث فاطمة الدرهلي عن أمها اليهودية التي رفضت – بعد النكبة -  العرض الذي قدمه اليهود لها بأن تبقى وتحتفظ بأملاكها، لكنها رفضت وهاجرت – مع العائلة – إلى القاهرة. والمرأة الوحيدة التي قتل زوجها هي وصال العمري، وقد قام زوجها بعد النكبة باصطحاب طفلين من أطفاله الأربعة (وترك لها اثنين)، وأطلق النار على نفسه وعلى طفليه، فقتل هو وأحد الطفلين، وعاش الطفل الثاني بإصابة في عينه.. وهنا ربما كانت قمة المأساة؛ أن يقتل الأب نفسه وابنه ليرتاح من "نكد الدنيا". يموت قهراً.

 

[مشياً إلى يافا]

              وفي آخر الكتاب، مقابلات لا يُنسى كثير من كلام أصحابها البسطاء: حسين محمد الصعيدي وزوجته، وحسن نمر يسير، ونمر حمودة محيسن. الأول عمل في بساتين الآخرين ضامناً: "كنا نزرع قصب وخضروات.. بَحْلَم بالعودة إلى يافا، وأشوف سوق الخضرة، وشارع الملكان، وسوق البلابسة.. وحسبة أبو اسماعيل، ومطعم البوشناق، ودكانة أبو سليم بياع البوظة، وقهوة النوفرة..". وتتدخل زوجته: "كنا نروح على المدارس، وأنا تعلمت خياطة. ما كنتش أشتغل. أهلي كانوا أغنياء، بس الزمن حط فينا هون وصرنا نشتغل." وتختم كلامها: "يافا كانت بلد خير. كنا نشتغل ونعيش ببساطة. هون ما بِنْلَحِّق نشتغل حتى نوكل بس. كنا نشتري بالشوال. هون تعرفنا على الكيلو." أترك هذا الكلام، وخصوصاً العبارة الأخيرة منه، من دون تعليق لأنها أكثر بلاغة من أي شرح.

نمر حمودة محيسن، من مواليد سنة 1931: "كنت أشتغل مع أخي معلم ميكانيك سيارات. تركت الكراج واتبعت صيد السمك.. كان عندنا سمك سردين وتستوردها منا تل أبيب وتعملو علب سردين. كان بيافا صيادين سوريين ومصريين.. كنا بملكنا، إذا بدنا نشتغل بنشتغل، ما بدنا مش مهم.. هنا الوضع غير شي، إذا ما اشتغلنا منموت من الجوع.. والله مستعد امشي مشي ليافا.. عندي أمل بالعودة.." (بلا تعليق، وخصوصاً العبارتين الأخيرتين).

الصورة الأخيرة في الألبوم لرئيس بحر في ميناء يافا: حسن نمر يسير، مواليد سنة 1905: "كنا شركة تعاونية بالمينا، وكان 12 رئيس على 435 معونة. نصفهم يشتغل نصفهم احتياط. وكان الربح في الشهر يطلع حوالي 30 ألف جنيه أو أقل، نقسمه على 230 معونة.. يافا اسمها الحمامة. فيها ساعة محطوطة بالبوابة. الملك غليوم أهداها ليافا.. كان عندي 4 بحارة من سوريا من جزيرة أرواد.. طلعنا من فلسطين بعد ما طلبوا منا نطلع. وأنا ندمان ليش طلعت. مؤامرة طلعتنا.. حلمي أرجع ليافا. لازم كنا نكافح. هيهم اليوم بكافحوا بالحجار."

(تعليق أخيرة: المقابلات الثلاث الأخيرة أُجريت في بيروت!).

كل هذا، وهو غيض من فيوض. وتعتقد امتياز دياب، بما تميزت به من علمية الباحثة، أن في إمكان قارىء هذا الكتاب عدم "البكاء على أمجاد العرب وفلسطين الضائعة." فهل ذلك ممكن أمام محيط الأحزان المتدفق، وأمواجه الضاربة؟ لا بد من القراءة إذاً.

Author biography: 

عمر شبانه: كاتب فلسطيني في الأردن.