Israeli Report: Israel's Settlement Activities During the Year 2001
Keywords: 
المستوطنات
الضفة الغربية
قطاع غزة
سياسة إسرائيل الاستيطانية
كلفة المستوطنات
Full text: 

مقدمة

إن قيام الحكومة الإسرائيلية التي يقودها الليكود، في صيف سنة 1990، أدى إلى زيادة كبيرة في مجال بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان العامل المساعد في حدوث هذه الزيادة التغيير الذي طرأ على السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط عقب حرب الخليج. فقد شعرت حكومة الليكود بأن المفاوضات الوشيكة بين إسرائيل والعالم العربي قد تعرض الوضع القائم في هذه الأراضي للخطر، وقررت تبعاً لذلك أن تعزز سيطرتها على تلك الأراضي من خلال توسيع المستوطنات القائمة، وبناء مستوطنات جديدة، والاستثمار الكثيف في البنية التحتية وفي الجهود الرامية إلى زيادة أعداد المستوطنين.

إن المستوطنات نفسها، وتكلفة بنائها وصيانتها، موضع جدل حاد في إسرائيل منذ أعوام عدة. والحكومة الإسرائيلية – التي لها قولان مختلفان فيما يتعلق بهذا الموضوع، بحسب ما إذا كان الجمهور محلياً أو دولياً – ليست مهتمة بتوفير معلومات دقيقة في شأن نشاطات الاستيطان، كما أنها كثيراً ما تخفي المعلومات المتعلقة بمخصصات الاستيطان. وعلى سبيل المثال، فإن ميزانية الدولة لا توفر أية تفصيلات بشأن المصاريف في الأراضي [المحتلة]، في حين أن درجة الثقة التي توفرها المعلومات غير المنشورة والصادرة عن مصادر مختلفة خاضعة للشك.

ولمصلحة الاستهلاك المحلي الإسرائيلي العام، فإن الحكومة – الواقعة تحت ضغط شديد من جانب المستوطنين والأحزاب اليمينية – تفضّل أن تعطي الانطباع بأن كل الجهود تُبذل لتعزيز عملية الاستيطان. ولمصلحة الاستهلاك الخارجي، تطلق الحكومة ستاراً من الدخان الكثيف حول عملية الاستيطان، سعياً لتفادي الانتقادات فيما يتعلق بتخصيص الأموال للمستوطنات. وهكذا، وبينما هي تتنصّل في المنابر الدولية من التوسع الكبير الذي يقوم به المستوطنون في الأراضي [المحتلة]، فهي ترسل إشارة إلى مناصريها في الداخل فحواها: "انظروا إلى أفعالنا لا إلى أقوالنا."

إن غياب الإجراءات الحكومية العلنية، في مجالي تدقيق الحسابات والتقارير، لم يزل يشكّل هدفاً لانتقادات حادة من جانب حركة السلام الآن، والمعارضة البرلمانية في إسرائيل. غير أن المطالبة بالكشف التام عن مصاريف الاستيطان في الأراضي ما زالت بلا جواب. وفي ردة فعلٍ على موقف الحكومة، تم إنشاء مشروع مراقبة الاستيطان التابع لحركة السلام الآن. ويهدف هذا المشروع إلى توفير المعلومات التي تحجبها الحكومة عن الرأي العام في إسرائيل. وعلى امتداد السنتين الأخيرتين، كشف هذا المشروع عن وجود مستوطنات جديدة لم تكن قد كُشفت من قبل (طلمون ب، مثلاً، ومتساد)، وعن توسّع خفي في مستوطنات قائمة (إيلي، بيتار)، وعن استثمارات ضخمة في البُنى التحتية (وخصوصاً الطرق)، وعن إغراءات كبيرة تمنح لمن يرغب في الاستيطان. ويتضمن هذا التقرير موجزاً عن نشاطات مشروع مراقبة الاستيطان خلال السنة المنصرمة، وعرضاً حتى الوقت الحاضر للتورط الحكومي في النشاطات الاستيطانية سنة 1991.[1]

وهو يستند إلى قاعدة معلوماتية جُمعت من مصادر شتى: الوثائق الرسمية، وليس في الإمكان الكشف عن مصادرها على الدوام؛ الزيارات لمواقع الاستيطان كافة؛ مصادر حكومية واستيطانية؛ تقارير صحافية؛ وغيرها. إن نتائج المقارنة الشاملة والدقيقة بين كل المصادر المتاحة، قد أدت إلى الخلاصة التالية التي تثير القلق:

استناداً إلى أوثق المعلومات المتوفرة لدينا (وقد خفّض كتّاب هذا التقرير تقديراتهم للمعطيات حيث ساورهم شك في شأنها) كان هناك في قيد البناء سنة 1991، 13,000 وحدة سكنية، ومن المرجح أن العدد يفوق ذلك [...]. وإذا كانت الأعوام الـ 22 الأولى من الاستيطان، حتى سنة 1991، قد شهدت بناء ما مجموعه 20,000 وحدة سكنية، فإن السنة المنصرمة شهدت زيادة تبلغ 60% من المجموع السابق.

وبالإضافة إلى تحليل مستفيض عن نشاطات الاستيطان الجديدة، يتضمن هذا التقرير بحثاً مفصلاً لحجم المستوطنات، ونوعها (ريفي أو مديني)، وتكلفتها. (والتكلفة المباشرة يُشار إليها على أنها تشمل البناء والبُنى التحتية، بينما يُشار إلى التكلفة غير المباشرة على أنها حوافز للصناعة والاستيطان، وللخدمات، ولإيجاد الوظائف). ويبين هذا التقرير أن تكلفة البناء والبُنى التحتية فقط تصل إلى نحو 2,1 مليار شيكل جديد (نحو 900 مليون دولار)، بينما بلغت الأموال المخصصة من خلال مختلف الوزارات (التعليم، والشؤون الدينية، والتجارة والصناعة، وإلى ما هنالك)، على أقل تقدير، 400 مليون شيكل جديد (175 مليون دولار)؛ وهذا يمثّل مجموعاً قدره 2,5 مليار شيكل جديد (1,1 مليار دولار) لسنة 1991 فقط.

 عمليات بناء المستوطنات الجديدة

خلال سنة 1991، تم إيصال 13,650 وحدة سكنية إلى درجات مختلفة من الاكتمال. ومن هذا المجموع، هناك 9980 وحدة دائمة، و 3670 وحدة متحركة ومصنّعة مسبقاً. وكما يلاحظ من الجدول رقم 1، فإن نشاط البناء يشمل معظم أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة.

 الجدول رقم 1

وحدات سكنية في قيد البناء

(عدد المواقع بين قوسين)

 

المنطقة

مستوطنات مدينية

مستوطنات ريفية

الضفة الغربية الشمالية

4250 (13)

1490 (21)

الضفة الغربية الوسطى

1870 (9)

2180 (29)

غوش عتسيون

1070 (4)

560 (13)

جبال الخليل الجنوبية

360 (2)

760 (13)

قطاع غزة

350 (1)

760 (15)

المجموع

7900 (30)

5750 (91)

 

ملاحظة: المعطيات بشأن 23 مستوطنة في وادي الأردن ومنطقة البحر الميت الشمالية غير كاملة. غير أن البناء هناك                  محدد النطاق.

إن التوسع في بعض المواقع يثير الدهشة. فقبل عام ونصف العام فقط، كانت إيلي تضم أربعين عائلة فقط. أما الآن، فهناك 300 وحدة دائمة، و 200 وحدة موقتة في قيد البناء، الأمر الذي يوسّع هذه المستوطنة بمعدل 1200%.

ويُبنى عدد كبير من الوحدات السكنية في مستوطنات تقع إلى جانب "الخط الأخضر"، ويتم الوصول إليها من خلال شبكة من الطرق الكبرى المصمَّمة بحيث تتفادى أماكن السكن العربية. والسبب هو أن السكان المحتمَلين في هذه المواقع ليسوا من ذوي الحوافز الأيديولوجية بل ممن تغريهم الدوافع المادية، أي الرغبة في اقتناء مسكن في موقع آمن، ومركزي، وبسعر معقول.

الجدول رقم 2

مساكن دائمة وموقتة في المستوطنات الريفية والمدينية

(ما يزيد على 1000 من السكان)

مستوطنات ريفية

دائمة

موقتة

الضفة الغربية الشمالية

1110

380

الضفة الغربية الوسطى

1120

1060

غوش عتسيون

190

370

جبال الخليل الجنوبية

430

330

قطاع غزة

670

90

المجموع

3520

2230

مستوطنات مدينية

دائمة

موقتة

أورانيت

100

-

ألون شفوت

40

20

ألفي منشيه

350

-

بيت إيل (ب)

200

130

إلكانا

240

100

أريئيل

1500

340

عمانوئيل

150

40

كرني شومرون

600

-

شعاري تكفا

-

80

غفعات زئيف

50

10

معاليه أدوميم

1100

-

معاليه إفرايم

50

-

إفرات

160

50

بيتار

800

-

كريات أربع

250

110

نفي دكاليم

300

50

مستوطنات مدينية صغيرة

560

510

المجموع

6450

1450

  

وفي الإمكان أن نستنتج من الجدول رقم 2 الطرق المختلفة المتّبعة لتوزيع السكان في المستوطنات. وفي حين يتركز معظم البناء في بعض المراكز المدينية القليلة العدد، والتي توفّر حلولاً موافقة لذوي الحوافز المادية، فثمة جهود حثيثة تُبذل حتى الآن لتعزيز العديد من المستوطنات الصغيرة المنبثّة في شتى أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة. فالمراكز المدينية (معاليه أدوميم، أريئيل، كرني شومرون، كريات أربع، غفعات زئيف، بيتار، عمانوئيل) لها وظيفة التأثير في الميزان الديموغرافي، بينما المستوطنات العديدة الصغيرة منتشرة في شبكة عريضة بغية تفتيت التواصل الجغرافي للمجتمع الفلسطيني.

وفي سنة 1991، طوّرت وزارة الإسكان أيضاً بنية تحتيّة إدارية تسمح للوزارة بتنفيذ هذا التوسع في المناطق [المحتلة]. وفي وقت مبكر من هذه السنة، تم تأليف لجنة للبناء تنحصر مهمتها في تسريع وتيرة البناء في المستوطنات. وتم تعيين دان ستاف، وهو مخطط للمدن، رئيساً لها. كما تم تقسيم الأراضي [المحتلة] إلى المناطق تخطيط يرئس كلاً منها مهنيٌّ من القطاع الخاص. وهذه اللجنة مسؤولة عن التخطيط في المديين الطويل والقصير. وإحدى خططها الطويلة الأمد هي لبناء 140,000 وحدة سكنية في جميع المستوطنات القائمة تقريباً، كما في المستوطنات الجديدة.

عدد المستوطنات

              يبلغ عدد المستوطنات اليوم 157 مستوطنة. وهذا الرقم يشمل 144 مستوطنة معروفة، و 13 موقعاً إضافياً غير معروف. وكما في النشاط البنائي، فإن هذا الإحصاء يُذكر في تقارير المسؤولين الحكوميين بإبهام مقصود. وهناك، لأسباب سياسية، تبدُّل مستمر في تعريف مواقع المستوطنات القريبة من الخط الأخضر: المواقع "الدائمة" في مقابل "الموقتة"، أو "الضواحي" في مقابل المستوطنات الحالية. وهناك مثال لذلك هو موقع طلمون الذي يضم 39 عائلة. فخلال إحدى زيارات وزير الخارجية بيكر للمنطقة، تم إنشاء موقع "طلمون ب" على مسافة قريبة من طلمون، وعبر وادٍ عميق، وتثبيت 25 وحدة متحركة فيه. وعندما تم اكتشاف الموقع الجديد، زعم المستوطنون والحكومة معاً أن الموقع الجديد كان، في الواقع، الموقع الدائم المخطط له لمستوطنة طلمون. وبعد هذا بقليل، تم إنشاء موقع "دائم" آخر هو "طلمون ج"، وهو يبعد نحو كيلومتر واحد عن "طلمون ب". وقد جرى استخدام هذه الاستراتيجية في مواقع أخرى أيضاً، لأنها تسمح بإقامة مراكز استيطانية جديدة، والاستيلاء على الأرض من دون حاجة إلى قرار حكومي.

 

الجدول رقم 3

مستوطنات بُنيت وفق نظام "الدائم" و "الموقت"

بيت حورون

كيدار

طلمون ب

نيسانيت

طلمون ج

بيعات باده

نوكديم (إيل – دافيد)

رفيَّح يام

مستوطنات بُنيت على أساس أنها "ضواحٍ"

حداشا (قرب غفعون)

 

مِتساد شمعون (قرب متساد)

 

متسبيه راحيل (قرب شيلو)

 

نفي أورانيم (قرب كرني شومرون)

 

ألون (قرب كفار أدوميم)

 

بَرْكان (قرب المنطقة الصناعية)

 

 

وكل حالة من هذه الحالات أعلاه تمثّل مستوطنة جديدة، إذ لا ينوي المستوطنون التخلي عن المواقع الحالية ("الموقتة"). وتقع المواقع "الدائمة" الجديدة على مسافة بعيدة عن المستوطنات الأصلية، ولا يوجد أي رابط مادي بينهما مما هو مخطط له.

وبالإضافة إلى المستوطنات المشار إليها أعلاه، ثمة ثلاث مستوطنات جديدة تم إنشاؤها رسمياً من قِبل حكومة الليكود وهي: دوغيت، ورِفافا، وإشكولوت.

وقد أُعطيت الموافقة على 13 مستوطنة من جانب حكومات سابقة، لكنها لم تنشأ على الأرض بعد، وهي:

 

الجدول رقم 4

 

المستوطنة

المنطقة

سنة الموافقة

يعريت

جنوبي طولكرم

1984

كدوميم ب

قرب كدوميم

1985

كانيئيل

جنوب شرقي قلقيلية

1984

غافرييل

قرب الطريق التي تمر بشومرون

1982

أميهود

جنوب غربي أريئيل

1982

تِرْتْساه

شمال شرقي نابلس

1983

عيريت

شمال شرقي نابلس

1983

عِنبار

قرب عابود

1984

شَمْغار

شمال غربي رام الله

1984

متسبيه يهودا

جنوبي أبو ديس

1984

نيئوت كيدرون

شرقي بيت لحم

1981

يونيداف

جبال الخليل الجنوبية

1984

زوهير

جبال الخليل الجنوبية

1981

 

الجدول رقم 5

عدد المستوطنات

 

الضفة الغربية الشمالية

35

الضفة الغربية الوسطى

38

غوش عتسيون

17

وادي الأردن

23

جبال الخليل

15

قطاع غزة

16

مواقع أخرى

13

المجموع

157

 

السكان

              وهذا الموضوع يعاني، هو أيضاً، غياب المعطيات الكافية المتاحة من جانب الحكومة للاطلاع. لكن غياب المعلومات الملائمة، في هذه الحال، يؤدي إلى تعزيز التقديرات المبالغ فيها بشأن عدد الإسرائيليين الذين يسكنون المستوطنات. وهذه المبالغة تخدم مصلحة زعماء الاستيطان الذين يرغبون في تأكيد أن هناك حاجة كبرى إلى الأبنية الإسرائيلية العامة في الأراضي [المحتلة]، الأمر الذي يستدعي استثمار مبالغ كبيرة من المال. وتشمل الأهداف السياسية الأخرى تعزيز "اللوبي" الاستيطاني السياسي، وتعزيز المزاعم بأن عملية الاستيطان في الضفة والقطاع عملية طبيعية "وغير قابلة للتراجع".

ويزعم المستوطنون أن عدد السكان ارتفع من 96,000 نسمة أواسط سنة 1990 إلى 112,000 نسمة، أو حتى إلى 120,000 نسمة، أواخر سنة 1991. أما معطياتنا، وهي تستند إلى دراسة تفصيلية لكل مستوطنة على حدة، فإنها تصل إلى مجموع يبلغ فقط 98,750 نسمة. ويمثل الجدول رقم 6 معدل نمو السكان على امتداد السنوات الخمس عشرة السابقة. كما يبيّن الجدول رقم 7 أنماط الانتشار.

 

الجدول رقم 6

سكان المستوطنات

 

1976

3,176

1981

16,119

1986

60,500

1991

98,750

  

الجدول رقم 7

سكان مواقع مختارة

 

موقع مديني

عدد السكان

معاليه أدوميم

15,000

غفعات زئيف

6,000

إفرات

2,500

أريئيل

10,000

ألفي منشيه

3,000

كرني شومرون

4,300

عمانوئيل

4,000

أورانيت

2,500

كريات أربع

5,000

المجموع

54,000

 

وثمة 105 مستوطنات يسكنها أقل من 100 عائلة.

              إن الحوافز المادية الرئيسية التي تمنحها الحكومة للإسرائيليين الذين ينتقلون للسكن في المستوطنات، هي خطط لرهونات معزز وقروض خاصة. وتسمح هذه السياسة للإسرائيليين بالحصول على مساكن في الأراضي [المحتلة] أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من تلك التي في إمكانهم الحصول عليها في إسرائيل ضمن إمكاناتهم المادية. وبالنسبة إلى العائلات المحرومة والمهاجرين الجدد، فإن الاستيطان في الأراضي [المحتلة] قد يكون السبيل الوحيد للحصول على مسكن ملائم بتكلفة معقولة، وخصوصاً بالنظر إلى ضآلة برامج الإسكان المموَّلة في المراكز المدينية.

وتشير المعطيات التي جمعها نائبا الكنيست ديدي تسوكر (راتس) وحاييم أورون (مابام)، إلى أن الرهونات العقارية في المستوطنات أكبر بنسبة 50% من تلك السائدة في مناطق التطوير في إسرائيل، وبنسبة 76% من تلك المتوفرة في المراكز المدينية. كما أن القروض الخاصة أكبر من تلك المتوفرة في معظم أرجاء البلد. وهذه القروض الخاصة متاحة في جميع المستوطنات في الأراضي المحتلة.

 

الإنفاق الحكومي على الاستيطان

خلال سنة 1991

              إن المعطيات المتعلقة بإنفاق الحكومة على المستوطنات هي التي تختفي أكثر من غيرها وراء ستار حكومي من الدخان، عندما يتصل الأمر بإيراد التقارير عن النفقات على المستوطنات. وعوضاً من أرقام رسمية، فنحن مرغمون على اللجوء إلى تقديرات للإنفاق على المستوطنات. وهذه التقديرات، التي خفّضناها بصورة مستمرة عندما كانت الشكوك تساورنا، تفيد عن إنفاق بلغ 2,5 مليار شيكل جديد على المستوطنات في سنة 1991.

ويمكن تقسيم هذا الإنفاق إلى تكلفة الإسكان التي تشكل الجزء الرئيسي منه، وإلى البُنى التحتية ما بين المواقع (طرق)، وإلى إنفاق مصدره مختلف الوزارات.

الإسكان

بسبب غياب أية معطيات موثوق بها في شأن الإنفاق الفعلي على الإسكان، وما يتصل به من بُنى تحتية (تحضير الأرض، الخدمات، المجارير، وإلى ما هنالك)، فإننا نقدم تقديراتنا بالاستناد إلى عدد الوحدات السكنية مضروباً بما يعتبره الخبراء معدلاً واقعياً لتكلفة الوحدات السكنية الدائمة والمتحركة، أي 180,000 شيكل جديد للأولى، و80,000 شيكل جديد للثانية، وتبلغ النتائج ما مجموعه 1,8 مليار شيكل جديد (780 مليون دولار) للإسكان الدائم، و300 مليون شيكل جديد (139 مليون دولار) للمساكن المتحركة المصنَّعة مسبقاً.

الطرق والطرق السريعة

              إن شبكة الطرق التي هي في قيد البناء في الأراضي [المحتلة] قد وُصفت بالتفصيل في التقرير رقم 2 للجنة مراقبة الاستيطان التابعة لحركة السلام الآن. وقد تم تخطيط وبناء كل الطرق من جانب وزارة الإسكان، وذلك بهدف خدمة حاجات المستوطنين فقط. والهدف الأساسي لهذه الطرق هو السماح بالاتصال المباشر بين المستوطنات والمراكز المدينية الإسرائيلية، وهي في الوقت ذاته تتفادى التجمعات السكنية الفلسطينية. أما نفقات بناء الطرق في المناطق [المحتلة] خلال سنة 1991، فتُقدَّر بنحو 50 مليون شيكل جديد (21,7 مليون دولار).

 

اعتمادات من وزارات أخرى

غير وزارة الإسكان

الصناعة والتجارة

              من الشائع في إسرائيل أن تقدم الحكومة للمستثمرين في مناطق التطوير معونات سخية. والحوافز الأكبر هي التي تُقدَّم في المناطق المسمّاة منطقة التطوير أ، وهي 38% علاوة مباشرة، و 66,66%، ضمانات قروض، مع فترة إعفاء من الضريبة تبلغ عشرة أعوام. وقد صُنِّفت كل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة بأنها منطقة تطوير أ. وفي سنة 1991، تمت الموافقة على 54 مشروعاً للاستثمار في المستوطنات.

وحتى سنة 1992، كانت المبالغ الفعلية المخصصة للمستثمرين في الضفة الغربية تُدرج في الميزانية العامة. غير أن التعليمات القانونية فرضت على الوزارة، في سنة 1992، أن تُدرجها تحت بند مستقل هو "حوافز الاستثمار في يهودا والسامرة وغزة". لذا، فإن ميزانية سنة 1992 تخصص 117 مليون شيكل جديد للمستثمرين، و 46 مليون شيكل جديد إضافي كمخصصات للتمويل في المستقبل.

الخزينة

بالإضافة إلى الإعفاء من الضريبة للصناعة، فإن جميع المستوطنين اليهود في الأراضي [المحتلة] يتمتعون بتخفيض قدره 7% على ضريبة الدخل.

الزراعة

إن ميزانية قسم الاستيطان التابع للمنظمة الصهيونية العالمية تُرسَل عن طريق وزارة الزراعة كي تتفادى التقييدات المفروضة على ميزانية الوكالة اليهودية. وفي سنة 1991، خصصت الوزارة 90 مليون شيكل جديد للاستيطان في الأراضي المحتلة. وهذا المبلغ يضاف إليه مبالغ أخرى تختفي في بنود أخرى من الميزانية، وليس ثمة تقديرات في شأنها (مثلاً: تشمل ميزانية مراكز الأبحاث تلك التي بُنيت حديثاً، وإلى ما هنالك).

التعليم

              قد يقال، عامة، إن شبكة التعليم في المستوطنات قد نجت من معظم الأمراض التي تفتك بنظام التعليم في إسرائيل؛ فالصفوف صغيرة، ومباني المدارس حديثة ومهيأة بصورة جيدة، ولا يوجد نقص في عدد المعلمين. وعلى العكس، فهناك برنامج خاص للحوافز لمعلّمي المدارس، وهو يتوفر من خلال وحدة الإسكان والحوافز. وتشمل الحوافز ترقيات متسارعة، وعلاوة إضافية قدرها 4,2% للترقي المهني، و80% للتعويض من تكلفة الإيجار. والدرجة العليا لهذه الحوافز هي أ +، ومن الـ 66 موقعاً في هذه الدرجة، ثمة 54 موقعاً هي مستوطنات في الأراضي [المحتلة].

وثمة بند آخر في الميزانية هو التنقل بحافلات الركاب. واستناداً إلى المعطيات التي أوردتها وزارة التعليم، فإن تكلفة التنقل بالحافلة لألفين من تلامذة المدارس في منطقة السامرة، تبلغ 14 مليون شيكل جديد (6 ملايين دولار)، وهي تمثّل 8% من ميزانية الانتقال بالحافلة في إسرائيل كلها.

وفي المستوطنات عدد كبير من مراكز الحلقات الدراسية المعترف بها. وتموّل الوزارة حلقات دراسية هناك لطلاب المدارس، وخصوصاً للمهاجرين السوفيات الجدد.

وتتلقى كلية أريئيل هبة قدرها 400,000 شيكل جديد، بالإضافة إلى معونات غير مباشرة على شكل هبات حكومية، لتعليم العديد من تلامذة المستوطنات.

الداخلية

بلغت الاعتمادات 40 مليون شيكل جديد في سنة 1990. وإذا أخذنا في الحسبان معدل التضخم فقط، فإن مخصصات سنة 1991 كان يجب أن ترتفع لتصل إلى 50 مليون شيكل جديد.

الشؤون الدينية

تموّل الوزارة شبكة من المجالس الدينية في المستوطنات، كما تمول المحكمة الحاخامية في كريات أربع قرب الخليل. وهي توفر، أيضاً، الأموال والعشرات من المعابد ودور الدراسة.

وزارات أخرى

تخصِّص الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى مبالغ غير معلومة من المال للأنشطة في المستوطنات (وعلى سبيل المثال، فإن وزارة الدفاع توفر العون الكبير للمستوطنات؛ ووزارة السياحة تروّج للمشاريع في قطاع غزة؛ وهيئة الآثار تطور المواقع الأثرية، وتجري الحفريات في مواقع البناء). وثمة المئات من الوظائف في القطاع العام التي توفر المداخيل للمستوطنين. ويسمح بعض هذه الوظائف للزعامة السياسية [في المستوطنات] بأن تمارس الضغوط السياسية وتدير التظاهرات التي تموَّل، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، من جانب الجمهور. كما أن المستوطنين معفون من رسوم المذياع والتلفاز، ويتلقون تخفيضات كبيرة على بعض الخدمات كمراكز الاعتناء بالأطفال.

خلاصة التكاليف غير المباشرة

              في غياب المعلومات التفصيلية، أجرينا تقديراً تقريبياً بقيمة 350 مليون شيكل جديد للمخصصات غير المباشرة التي تُعتمد من قِبَل مختلف الوزارات لمصلحة المستوطنات. وهذا الرقم يستند إلى الرقم الأساسي البالغ 240 مليون شيكل جديد؛ وهو رقم متوفّر من وزارات الصناعة والتجارة، والزراعة، والداخلية. لكن التقدير الإجمالي يجب أن يُنظر إليه على أنه تقدير محافظ، ولا ريب في أنه سيزداد حين يتم الكشف عن التكاليف الحقيقية.

الاستثمارات في المستقبل

              كشف النقاش الذي دار في الكنيست بشأن ميزانية سنة 1992، عن اعتمادات إضافية للاستيطان. ففي 2 كانون الثاني/يناير، وافق الكنيست على ميزانية تسمح ببناء 5000 وحدة جديدة في المناطق [المحتلة] من مجموع 7500 وحدة مخطط لها سنة 1992. وبالإضافة إلى ذلك، تم نقل 12,000 وحدة من ميزانية سنة 1991. ومن المحتمل أن عدداً من الوحدات الـ 12,000 هذه سيُبنى في المستوطنات. وهكذا، فإن رُبع البناء على الأقل لسنة 1992 سيتم في المستوطنات. وبالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص مبلغ 35 مليون شيكل جديد لبناء الطرق في مناطق الاستيطان، كمرحلة أولى في بناء 130 كيلومتراً من الطرق بتكلفة تقدر بـ 390 مليون شيكل جديد.

              وتمت الموافقة على هبات وقروض للإسكان قدرها 36 مليون شيكل جديد، وعلى ميزانيتين مقدار الأولى 28 مليون شيكل جديد لـ"استيطان جديد"، ومقدار الثانية 41 مليون شيكل جديد لـ"استيطان ناشىء". وإذا تذكّرنا أن الإنفاق على الاستيطان لم يُعرَّف بهذه الصفة في ميزانية سنة 1991، ففي الإمكان توقع أن نشهد مخصصات إضافية للمستوطنات على امتداد العام المالي الجاري.

خلاصة

              هذه المعطيات تعرّف عن نفسها بنفسها. ومن وراء ستار الدخان الحكومي، تجري عملية من الخداع المالي على نطاق هائل. وهذه ليست مثالاً لرشاوى سياسية في اللحظة الأخيرة (على الرغم من أن المستوطنين ضغطوا للحصول على مثل هذه الرشوة، وحصلوا عليها فعلاً قبل التصويت على ميزانية سنة 1992). وهي ليست أيضاً خطة حكومية محكمة للاستثمار الحكومي، تهدف إلى تلبية حاجة اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية ملحّة. والواقع أنها جزء خفي من الميزانية لا يظهر في أي مشروع للميزانية، ولا يتضمن أي طلب للموافقة الحكومية أو البرلمانية، كما أن مثل هذه الموافقة لا يُطلب. فقد تم اعتماد 2,5 مليار شيكل جديد من أموال دافعي الضرائب الإسرائيليين (أي ما يوازي 2000 شيكل من جيب كل عائلة في إسرائيل) لمصلحة المستوطنات، ومن دون علم الجمهور.

              وليس ثمة قطاع آخر من قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي يشهد مثل هذه الجهود المحمومة التي تشهدها المستوطنات. وفي زمن تزداد فيه الضائقة الاقتصادية – مع تعاظم البطالة وتوقع وصول أعداد هائلة من المهاجرين – فإنه لا يحظى باهتمام كبير سوى المستوطنين والمستوطنات، وذلك عن طريق التخطيط والتمويل السخي. ما الهدف من ذلك؟ إنه إرضاءٌ لأيديولوجية متطرفة لا يؤمن بها سوى عدد صغير من الجمهور الإسرائيلي، كما أنه إعاقةٌ جدية لفرص التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.

الضفة الغربية الشمالية

المستوطنات

الأبنية الدائمة

الأبنية الموقتة

السكان

افني حيفتس

-

30

100

أورانيت

100

-

2500

إيتمار

57

25

180

إيلون موريه

43

64

1200

ألفي منتشيه

350

-

3000

إلكانا

240

100

2400

أريئيل

1500

344

10,000

بيراخاه

18

5

170

بَرْكان

153

130

520

غانيم

20

؟

170

حومش

70

10

200

حينانيت

20

10

170

حرميش

40

12

200

يتسهار

20

63

150

ياكير

70

15

400

كاديم

؟

؟

120

كفار تبواح

80

10

220

ميفو دوتان

40

10

260

معاليه شومرون

-

12

340

نوفيم

40

-

200

سلعيت

6

-

300

عيناف

40

10

300

عمانوئيل

150

40

4000

عيتس إفرايم

30

-

100

تسوفيم

40

50

300

كدوميم

520

100

2200

كرني شومرون

600

-

4300

غفينوت شومرون

200

42

(مشتملة في السابقة)

كريات نتافيم

15

8

140

رِفافا

-

32

50

ريحان

-

-

50

سا – نور

-

-

40

شفي شومرون

20

10

500

شعاري تكفا

-

80

1500

شيكد

35

10

340

المجموع

4517

1223

36,3

  

الضفة الغربية الوسطى

المستوطنات

الأبنية الدائمة

الأبنية الموقتة

السكان

ابير ياكوف

114

75

300

أدام

30

34

250

ألون

-

44

؟

بيت إيل

-

-

1500

بيت إيل ب

200

135

1300

بيت آرييه

150

36

1400

بيت حورون

-

44

550

غفعون هحدشا

34

60

500

غفعات زئيف

50

10

6000

غفيفون

-

50

(مشتملة في السابقة)

دوليف

-

30

380

هار أدار

-

-

1100

حلاميش

20

23

800

حشمونائيم

-

95

1000

طلمون (أ، ب، ج)

88

60

150

كوخاف هشاحر

52

10

550

كفار أدوميم

-

20

500

ميفو حورون

-

28

300

مغداليم

30

11

70

معاليه أدوميم

1100

-

15,000

معاليه إفرايم

46

-

1700

معاليه لفونا

80

10

200

معاليه مخماش

50

20

450

متسبيه راحيل

-

32

؟

متتياهو

30

13

280

نيلي

-

15

320

نحلئيل

25

35

120

نعالي

-

20

150

عطيرت

-

-

100

إيلي

304

200

500

ألي زاهاف

26

5

250

ألمون

-

-

300

عوفرا

47

84

1000

عوفريم

-

؟

30

بدوئيل

-

30

220

بساغوت

-

70

650

ريمونيم

32

82

300

شيلو

130

35

700

المجموع

2638

1416

38,920

 

غوش عتسيون

المستوطنات

الأبنية الدائمة

الأبنية الموقتة

السكان

ألون شفوت

36

35

1400

إلعازار

14

10

350

إفرات

160

50

2500

بيتار

800

-

1700

هدار بيتار

-

25

90

هار غيلو

-

-

340

كفار عتسيون

-

40

450

كرمي تسور

8

20

160

مغدال عوز

-

6

190

متساد (أسفار)

10

160

300

معاليه عاموس

40

10

290

نفي دانيال

32

9

300

نوكديم

20

-

200

تسوريف (بات عين)

-

30

110

كيدار

30

28

180

روش تسوريم

؟

؟

270

تكواع

34

30

500

المجموع

1184

443

9330

 

جبال الخليل الجنوبية

المستوطنات

الأبنية الدائمة

الأبنية الموقتة

السكان

أدوفا

50

-

200

إشكولوت

؟

25

؟

بيت ياتير

-

6

180

الخليل

؟

؟

550

حغاي

60

95

200

تيني (عومريم)

56

40

250

كارمل

30

15

140

ليفنه (شاني)

50

48

190

ماعون

-

15

100

سوسيا

25

25

220

عوتنئيل

40

45

200

بْنِي حيفر

15

-

80

كريات أربع

250

110

5000

شيما

60

20-

80

تيلم

40

-

55

المجموع

676

444

7445

 

قطاع غزة

المستوطنات

الأبنية الدائمة

الأبنية الموقتة

السكان

إيلي سيناي

35

-

300

بدولاح

66

-

150

بني عتسمون

82

18

200

غديد

54

-

190

غان أور

56

-

200

غاني تال

28

-

300

دوغيت

-

36

80

كفار داروم

54

6

120

موراغ

-

15

60

نفي دكاليم

300

51

1000

نيسانيت

100

20

60

نيتسر حزاني

22

-

280

نتساريم

؟

؟

45

بات ساديه

40

-

؟

قطيف

100

-

100

رفيّح يام

30

-

130

كفار يام (لا تُصنف مستوطنة)

-

-

5

المجموع

967

146

3220

 

وادي الأردن وشمالي البحر الميت

المستوطنات

الأبنية الدائمة

الأبنية الموقتة

السكان

ألموغ

 

 

100

أرغمان

 

 

130

بيت هعَرفا

 

 

30

بيكاعوت

 

 

135

غيتيت

 

 

120

غيلغال

 

 

130

فيريد يريحو

 

 

150

حمرا

 

 

170

ييتاف

 

 

-

يافيت

 

 

80

ميحولا

 

 

230

ميحورا

 

 

120

متسبيه شاليم

 

 

100

متسبيه يريحو

 

 

500

مسوءة

 

 

100

مِعامه

 

 

70

نعران

 

 

55

نِتيف هاغدود

 

 

200

بتسائيل

 

 

250

كاليا

 

 

250

روعي

 

 

120

شديموت ميحولا

 

 

220

تومر

 

 

260

المجموع

 

 

3520

 

المجموع العام

المستوطنات

الأبنية الدائمة

الأبنية الموقتة

السكان

144

9982

13,654

98,755

 

*   التقرير رقم 4 الذي أعدته لجنة مراقبة المستوطنات التابعة لحركة السلام الآن. وقد نشرته الحركة في 22 كانون الثاني/يناير 1992، تحت عنوان: “Israel’s Settlement Activities”

[1]  يشمل هذا التقرير المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، ولا يشمل منطقة القدس البلدية.