Abstract:
بلغت المنافسة الاستعمارية بين دول أوروبا العظمى ذروتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتعاظمت بعد بروز قوى جديدة ممثلة في ألمانيا أساساً، وإيطاليا، بعد تشكيل الدولة القومية في كل منهما (1871)، ودخول الولايات المتحدة حلبة المنافسة لاحقاً، وخصوصاً في شرق آسيا. وفي الوقت ذاته، كانت الدولة العثمانية تعيش أسوأ أزماتها السياسية والاقتصادية؛ فاتفاقية السلام التي تلت حرب القرم، أعطت فرنسا حقوق التدخل في شؤون السلطنة الداخلية، الأمر الذي فسح في المجال أمامها لإرسال قوات تابعة لها إلى جبل لبنان بعد مجازر سنة 1860، كما أعطت دولاً أُخرى حقوقاً للتدخل أقل. وقد تعاظم الأثر الروسي في الداخل العثماني، وخصوصاً في فلسطين والبلقان.