تعود أصول السريان إلى الآراميين، وقد وُجدوا فيما يُعرف بسورية الكبرى وصولاً إلى الأناضول. والآرامية هي ثقافة ولغة سادتا هذه المنطقة طويلاً، وتحدّث بها المسيح. والسريانيون هم الآراميون الذين اعتنقوا المسيحية، و أسسوا كنائس لا تزال قائمة، وخصوصاً في سورية. وبينما سلطت الحرب الدائرة في سورية النظر إلى السريان، كقومية، من خلال التشكيل المسلح الذي أنشأوه، وهو ''المجلس العسكري السرياني'' المنضوي ضمن ''قوات سورية الديمقراطية'' (''قسد'')، فإنه عبر التاريخ وُجدت عدة ''ممالك'' آرامية: مملكة الرها في المنطقة التي تقع فيها تركيا حالياً؛ مملكة تدمر في سورية؛ مملكة الحظر في العراق؛ مملكة الأنباط في الأردن. لكن السريان في العصر الحديث كانوا دائماً جزءاً من شعوب المنطقة، ولم تبرز لديهم اتجاهات حقيقية لبلورة هيكل قومي. هذا البحث يتناول السريان في فلسطين، كوجود تاريخي وثقافي ولغوي كان ولا يزال جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.