حظيت قضية قرية أم الحيران في منطقة بئر السبع أو النقب باهتمام شعبي و إعلامي كبير في سنة 2016، كما هي الحال بالنسبة إلى قرية العراقيب قبلها، وقرية أبو جرول قبل العراقيب. ووصل هذا الاهتمام إلى ذروته بعد الهدم البشع لعشرة بيوت في القرية، وقتل ابن البلدة يعقوب أبو القيعان على يد قوات الشرطة الإسرائيلية في كانون الثاني/يناير 2017 . وهذه الاهتمامات تعلو وتنخفض بشكل طبيعي مع وتيرة الممارسات الإسرائيلية ومداها من هدم لتلك القرى وتشريد أهاليها، لكن ما يغيب غالباً عن التعامل الإعلامي والشعبي والقضائي مع قضية قرى بئر السبع، أو ما يُعرف بقضية بدو أو عرب النقب، هو السياقان التاريخي والقانوني لتلك القضية، ولهذا فإن هذه المقالة ستتناول قضية أم الحيران في سياق قضية الصراع على الأرض والمسكن في بئر السبع، وفي سياق المشروع الصهيوني الاستيطاني الأوسع في فلسطين، مع التركيز على دور القانون وتوظيفه الإسرائيلي في سياق الصراع.