يُعدّ خريف سنة 2017 مفصلاً في تاريخ الأكراد في الشرق الأوسط، فالاستفتاء الذي كان يُفترض أن يضع لبنة صلبة في عملية تأسيس الدولة الكردية، غدا وبالاً عليهم بعدما فشلت القيادة الكردية ممثلة في مسعود برزاني في إقناع دول الإقليم والمجتمع الدولي بتأييد نتائج الاستفتاء على الاستقلال في إقليم كردستان العراق، والذي صوّت فيه بنعم 92 % من أصل 70 % من مجمل عدد الناخبين المشاركين، كما فشلت في مواجهة القوات العراقية والحشد الشعبي اللذين أعادا السيطرة على مناطق متنازع عليها، وخصوصاً كركوك، بفعل عدم استعداد قسم من الأكراد لمواجهة الحكومة العراقية المركزية بالسلاح، الأمر الذي أطلق اتهامات ب ''الخيانة'' في أوساط الأكراد. ومع انقلاب مسار الأمور على غير ما كان متوقعاً، فإن الأكراد شعروا مجدداً بخيانة العالم لهم، وبأنهم لا يزالون منقسمين على أنفسهم، وبأن ''لا أصدقاء سوى الجبال''. لكن، وعلى الرغم من اندثار حلم الدولة الكردية إلى أجل غير مسمى، فإن عدم حل قضية الأكراد، سواء من خلال تحوّل في طبيعة الأنظمة التي تتقاسم وجودهم، أو من خلال إعطائهم حق إقامة دولة، يعني أن الشرق الأوسط لن يشهد استقراراً مستديماً.
Kurds in the Middle East: Aspirations, Disappointment, Disunity, Trauma, Instability
Digital Section: