Under Israeli Watch, Looting of Aid Exacerbates the Humanitarian Crisis
Date: 
November 22 2024
Author: 
blog Series: 

ازدادت حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليهم، بسبب تطور نشاط العصابات المسلحة التي تقوم بنهب شاحنات المساعدات مباشرة بعد تجاوزها الحواجز العسكرية الإسرائيلية. وبحسب مقال نشرته صحيفة "لوموند" الباريسية، فإن نهب قوافل المساعدات "يتم بالقرب من وحدات الجيش الإسرائيلي، إذ تُهاجم الشاحنات التي تحملها، بعد تفتيشها في معبر كرم أبو سالم، من جانب عصابات مسلحة صارت أكثر فأكثر تنظيماً، وذلك بحسب شهادات عمال الإغاثة الإنسانية العاملين في القطاع". وتتركّز هذه العصابات "إلى الشرق من مدينة رفح، في منطقة يتعرض كل من يقترب منها للقتل على أيدي الجيش الإسرائيلي، كما يقول مراقب فلسطيني يعيش في جنوب القطاع". وبعد أن تشير الصحيفة إلى أن الجنود الإسرائيليين "استهدفوا مرات عديدة أفراد الشرطة الفلسطينية الذين أرادوا حماية القوافل"، وأن "حركة حماس شكّلت مؤخراً قوة  تدعى "سهم" مهمتها استهداف اللصوص الذين ينهبون شاحنات المساعدات داخل المدن، لكن لا يمكنها أن تفعل شيئاً في المناطق الحدودية"، خلصت إلى أن "من الواضح أن لإسرائيل مصلحة في استمرار عمليات النهب هذه التي يمكنها إيقافها في الحال"[1].  

نهب المساعدات: ظاهرة قديمة تفاقمت في الأشهر والأسابيع الأخيرة

منذ 21 شباط/فبراير 2024، نشر الصحافي في "راديو فرانس"، إيتيين مونين، مقالاً بعنوان: "قطاع غزة: مشاهد النهب والهجوم على شاحنات المساعدات... في مواجهة نقص المساعدات الإنسانية، يلوح شبح المجاعة في الأفق"، أشار فيه إلى أن قطاع غزة "يغرق في وضع إنساني كارثي مع استمرار القتال في القطاع، وخطر المجاعة الآخذ في الازدياد بحسب الأمم المتحدة"، وكتب: "منذ أسابيع تحوّل شمال القطاع إلى منطقة معزولة عن العالم تقريباً، والمساعدة الإنسانية تدخل إليه بالقطارة، ويجد الناس صعوبة في توفير الطعام"، ثم نقل عن محمد طنطش، النازح إلى جنوب القطاع، بينما بقي ستة من أفراد أسرته في شمال مدينة غزة، قوله: "إن التنقل خطر للوصول إلى المزارع والحقول، ويتم إفراغ المنازل، شيئاً فشيئاً، من محتوياتها، ذلك إن الناس في حاجة ماسة إلى الطعام، بحيث أن أعداداً متزايدة من الأشخاص يدخلون إلى منازل الآخرين عنوة بهدف الحصول على طعام، أو بهدف بيع هذا الطعام كي يتمكنوا من توفير حاجياتهم، لأن الطعام المتوفر صار غالياً جداً". ويضيف الصحافي نفسه أن التوتر والفوضى باتا حاضرين في الجنوب كذلك، ذلك إن شاحنات الأمم المتحدة "تهاجم على الطرقات إذا لم تنطلق من مواقعها باكراً، عندما يكون الناس نائمين، وقد نهبت آخر قافلة لبرنامج الغذاء العالمي قبل أن تصل إلى شمال القطاع؛ وبالتالي، فإن المساعدة الإنسانية غير فاعلة اليوم، لأنها واقعة بين سندان تقييدات الجيش الإسرائيلي ومطرقة سكان يائسين وجوعى"[2]. وفي 8 آذار/مارس 2024، نشر مراسل "راديو فرانس أنترناسيونال" في القدس، سامي بوخليفة، مقالاً بعنوان: "في غزة: تستولي مافيا حقيقية على كل المساعدات تقريباً"، لاحظ فيه أنه بالتوازي مع "التفكيك التدريجي" لسلطة حركة "حماس" راحت "تظهر عصابات تستغل محنة السكان المحرومين"، وأن قوافل المساعدات المحملة بالغذاء والدواء، التي "تحد إسرائيل بصورة صارمة من مرورها"، ما أن تمر إلى القطاع حتى تقوم "مافيا حقيقية بوضع يديها على كل المساعدات تقريباً"، كما تقول رندة، و"يُعاد بيع المساعدات لسكان غزة بأسعار باهظة". وبحسب نادر، وهو أب لثلاثة أطفال، فإن سعر كيس الدقيق كان، قبل الحرب، "حوالي عشرة دولارات"، بينما "تجاوز سعره الآن 200 دولار"، الذي يضيف: "إن القدرة على إطعام أفراد أسرتك كل يوم يعد إنجازاً كبيراً، ولكن ليس لنا خيار آخر، فلكي نأكل علينا أن نغرق في الديون"[3]. وفي 12 من الشهر نفسه، نقلت أسبوعية "كورييه أنترناسيونال" الفرنسية تقريراً نشرته صحيفة "العربي الجديد" اليومية، يتساءل معدّه عن طبيعة العصابات التي تقوم بنهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ورد فيه "أنه في الأسابيع الأخيرة، قامت العصابات المنظمة بسرقة عشرات القوافل الإنسانية، وصادرت المساعدات التي يحتاجها سكان غزة بشدة"، وأضاف أن هذه العصابات كانت ناشطة، في ذلك التاريخ، بالقرب من معبر رفح الحدودي، وعلى طول ممر فيلادلفيا، وكذلك بين رفح وطريق صلاح الدين، كما كانت هناك عصابات مماثلة ناشطة في شمال غزة، حيث "يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة". وتوقف التقرير عند حالة فاطمة النازحة إلى منطقة رفح، التي "عادت خالية الوفاض إلى مركز الإيواء الذي لجأت إليه مع عائلتها بعد نزوحها بسبب الحرب"، وذلك "لأن الشاحنة التي كانت تحمل المساعدات الإنسانية التي كانت تنتظرها أوقفتها مجموعة من الشباب المسلحين بالعصي والحجارة وقاموا بسرعة بنهب محتوياتها"، وتابع نجلها محمود قائلاً: "هؤلاء اللصوص يسارعون إلى سرقة كل شيء في دقائق معدودة، قبل أن يبيعوا هذه البضائع للتجار الذين بدورهم يعيدون بيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة للغاية". وبحسب التقرير، تم تسجيل، منذ شهر شباط/فبراير 2024، 80 عملية نهب من هذا النوع في جنوب القطاع ووسطه، إذ يستغل هؤلاء اللصوص "غياب الشرطة لحماية هذه القوافل"، وخصوصاً "بعد أن قُتل العديد من ضباط الشرطة" على أيدي جنود الاحتلال[4]. وكان المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، قد عبّر، في 24 حزيران/يونيو 2024 خلال اجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة في جنيف، عن قلقه بشأن انهيار النظام المدني في قطاع غزة، مما "أدى إلى انتشار عمليات النهب والتهريب على نطاق واسع، ومنع إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان غزة بشدة"، مشيراً إلى أنه في ظل صعوبات إدخال المساعدات إلى القطاع، فإن "الجوع وصل إلى مستوى كارثي...وعلى الأرض، يموت الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، بينما ينتظر الطعام ومياه الشرب في الشاحنات"[5].

نهب نحو مئة شاحنة مساعدات إنسانية تحت تهديد السلاح

في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أعلنت وكالة الأونروا عن واحدة من أسوأ حوادث النهب منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وألقت باللوم في ذلك على إسرائيل. إذ تعرضت قافلة مساعدات إنسانية كبيرة مكونة من 109 شاحنات للنهب بالقوة، يوم السبت في 16 من الشهر نفسه، بعد مرورها عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، وأُجبر السائقون تحت تهديد السلاح على تفريغ حمولتهم، بعد أن أطلق المهاجمون النار على إطارات المركبات لشل حركتها. وقالت لويز ووتردج، المتحدثة باسم وكالة الأونروا الموجودة حالياً في غزة: "لم تصل سوى 11 شاحنة إلى وجهتها؛ الناس يائسون تماماً، وقد وصلنا إلى النقطة التي نرى فيها الناس يتقاتلون حرفياً من أجل الحصول على كيس من الدقيق". وكان من المقرر في البداية أن تدخل القافلة قطاع غزة يوم الأحد، لكن الجيش الإسرائيلي أمرها بالمغادرة قبل يوم واحد "في غضون مهلة قصيرة عبر طريق بديل غير مألوف"، بحسب الوكالة. وأشارت السيدة ووتردج إلى أن منظمتها "لم يكن أمامها سوى 30 دقيقة لإعادة تنظيم النقل"، وهو "خطر لوجستي كبير للسائقين الذين ليس لديهم سوى القليل من الوقت للوصول إلى بيانات الهاتف المحمول للتخطيط الآمن للطرق الجديدة"، وأضافت أنه "لا يُسمح للقوافل الإنسانية أن يكون لها حراس مسلحون، ولا يمكنها الاعتماد إلا على شبكات معدنية ضخمة ودروع حول كابينة الشاحنة لحماية السائق". وتعزو وكالة الأونروا تكرار أعمال النهب "إلى انهيار القانون والنظام في غزة في زمن الحرب، واليأس المتزايد لدى الفلسطينيين، وسياسات السلطات الإسرائيلية التي لا تزال تتجاهل التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي لضمان التوصيل الآمن للمساعدات الكافية للفلسطينيين"[6]. وكان متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قد نبّه إلى أن نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة "أصبح منهجياً ويجب أن يتوقف فوراً"، وأعرب عن قلقه إزاء بعض التقارير التي "تفيد بأن السلطات الإسرائيلية قد تسمح بوقوع هذه الهجمات". ووفقاً لمقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، تشير مذكرة داخلية للأمم المتحدة إلى أن بعض العصابات يمكن أن تستفيد من "غض الطرف" أو من "حماية" القوات الإسرائيلية، وعلّق الناطق باسم الأمم المتحدة على ذلك بقوله: "إن فكرة أن تسمح القوات الإسرائيلية لناهبي الشاحنات بالإفلات من العقاب، أو لا تفعل ما يكفي لمنعهم، هي فكرة مثيرة للقلق بصراحة، نظراً لمسؤوليات إسرائيل بصفتها قوة احتلال"، مع تأكيد عدم علمه بهذه المذكرة الداخلية[7]. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الشاحنات "تعرضت لأضرار بالغة، وفي بعض الحالات فقدت الشحنة بالكامل"، ووصف الحادث بأنه "أسوأ حالة نهب في غزة من حيث الحجم". أما حركة "حماس"، فقد أعلنت "أن أكثر من 20 من أفراد العصابة المتورطين في نهب شاحنات المساعدات قتلوا في عملية نفذتها قوات الأمن التابعة لها بالتنسيق مع اللجان العشائرية"، وأضافت أن "العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة، وأن ظاهرة سرقة الشاحنات أثرت بصورة خطيرة على المجتمع وأدت إلى ظهور بوادر مجاعة في جنوب قطاع غزة"[8]. وتشكل هذه العملية، التي "تم تنفيذها في جنوب قطاع غزة بمساعدة رجال العشائر المحليين، ضربة لإسرائيل، التي زعمت أنها دمرت قدرات المنظمة الفلسطينية في القطاع"[9].

هل وحدات جيش الاحتلال متواطئة مع عصابات النهب؟

في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، نقلت نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، تقريراً نشرته صحيفة "هآرتس" ورد فيه أن الصحيفة علمت "بأن الجيش الإسرائيلي يتيح لمسلحين فلسطينيين في قطاع غزة نهب وجباية إتاوة من شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع، ويستهدف أفراداً من الشرطة في غزة كلّما حاولوا منع هذه العصابات من السيطرة على الشاحنات"، وأكدت

المنظمات الإنسانية "أن قوات من الشرطة المحلية حاولت في عدة حالات التحرك ضد المسلحين، لكنها تعرضت لهجوم من طرف الجيش الإسرائيلي، الذي يعتبرها جزءاً من حركة حماس"، مضيفة أن حلّ هذه المشكلة بطريقة تسمح بوصول المساعدات إلى السكان، "بات يتطلّب نشر قوة شرطة خاصة فلسطينية أو دولية في القطاع، وهي خطوة ترفضها إسرائيل". ولاحظ التقرير"أن مشكلة هذه العصابات المسلّحة تفاقمت منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، الذي كان حتى ذلك الحين بمثابة المحور الرئيسي لدخول البضائع والمساعدات إلى القطاع، ومنذ توقف المعبر عن العمل، تدخل البضائع، في معظمها، إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم المتاخم للمنطقة التي سيطر عليها المسلحون"، الذين يقومون "بإيقاف شاحنات المساعدات باستخدام حواجز موقتة، أو بإطلاق النار على إطارات الشاحنة المطاطية، ثم يطلبون من السائقين دفع رسوم مرور بقيمة 15.000 شيكل؛ والسائق الذي يرفض الطلب، يواجه خطر خطف الشاحنة، أو الاستيلاء عليها وسرقة محتوياتها"، واختتم التقرير بالإشارة إلى أن "عدداً من منظمات الإغاثة، التي تعرّضت شاحناتها للهجوم، اتصل بالجيش الإسرائيلي بشأن هذه القضية، لكن الجيش رفض التدخل"[10]. وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، اتهمت 29 منظمة غير حكومية، من ضمنها "منظمة أطباء العالم" و"أوكسفام" و"المجلس النرويجي للاجئين (NRC)"، إسرائيل بتشجيع نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وجاء في التقرير الذي أصدرته: "إن النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل لقوات الشرطة المتبقية في غزة، ونقص السلع الأساسية، وعدم وجود الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية"، بينما "فشل" الجيش الإسرائيلي في منع نهب شاحنات المساعدات والعصابات المسلحة وابتزاز الأموال من المنظمات الإنسانية لحمايتها". وزعمت المنظمات غير الحكومية في تقريرها أيضاً أنه "في بعض الحالات، بينما كان ضباط الشرطة الفلسطينية يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، تعرضوا لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية"، التي وقعت العديد من الحوادث "بالقرب منها أو تحت أعينها، دون تدخلها، حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة". كما سجلت المنظمات غير الحكومية "سبع هجمات ضد العاملين في المجال الإنساني، نسبت معظمها إلى الجيش الإسرائيلي، في الفترة ما بين 10 تشرين الأول/أكتوبر و7 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل خلالها أحد عشر عاملاً في المجال الإنساني وثلاثة أطفال"[11].

الإدارة الأميركية: حل المشكلة يتطلب "حكماً جديداً وسلطة أمنية جديدة" 

في 20  تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، انتقد ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحفي عقده، النهب المتكرر لقوافل المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، قائلاً "إن الجناة يمنعون المساعدات عن المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها"، وقال إن مشكلة نهب قوافل المساعدات الإنسانية "لا يمكن حلها بصورة كاملة إلا إذا تم وضع حكومة جديدة وسلطة أمنية جديدة تحت قيادة فلسطينية لتحل محل حماس"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "تعارض بشدة أن تصبح إسرائيل القوة المحتلة في غزة". وبينما

أيّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، نظرياً، قيام السلطة الفلسطينية بهذا الدور، فإن هذه الفكرة لقيت رفضاً قاطعاً من قبل رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي "غالباً ما ساوى بين السلطة الفلسطينية وحماس". لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا لـ "تايمز أوف إسرائيل"، إن "الأجهزة الأمنية تعتقد أيضاً أن السلطة الفلسطينية هي البديل الوحيد القابل للتطبيق لبقاء حماس في السلطة في قطاع غزة"[12].

خاتمة

يبدو أن حل مشكلة قيام عصابات محلية بنهب شاحنات المساعدات يتطلب، أولاً، أن تسارع بعض العشائر التي ينتمي إليها بعض أفراد هذه العصابات إلى رفع الغطاء عنهم وفضحهم علناً، كما يتطلب ثانياً –وهو أمر بات ملحاً- أن يتم ترتيب البيت الفلسطيني والتوصل إلى تفاهم وطني، على قاعدة الإجماع والشراكة الحقيقية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، يضمن النضال المشترك من أجل دحر الاحتلال وبقاء الحكم في قطاع غزة، المرتبط بالضفة الغربية، في أيدي أبنائه الفلسطينيين.

 

[1] https://www.lemonde.fr/international/article/2024/11/14/a-gaza-le-pillage-de-l-aide-humanitaire-sous-l-il-de-l-armee-israelienne_6393463_3210.html

[2] https://www.francetvinfo.fr/monde/proche-orient/israel-palestine/scenes-de-pillages-camions-d-aide-attaques-dans-la-bande-de-gaza-la-situation-humanitaire-se-deteriore-encore_6379564.html

[3] https://www.rfi.fr/fr/moyen-orient/20240308-%C3%A0-gaza-une-v%C3%A9ritable-mafia-met-la-main-sur-quasiment-toute-l-aide

[4] https://www.courrierinternational.com/article/guerre-qui-sont-ces-gangs-de-pilleurs-de-l-aide-humanitaire-qui-sevissent-a-gaza

[5] https://news.un.org/fr/story/2024/06/1146551

[6] https://www.i24news.tv/fr/actu/israel-en-guerre/artc-gaza-une-centaine-de-camions-d-aide-humanitaire-pilles-sous-la-menace-des-armes

[7] https://www.rts.ch/info/dossiers/2024/guerre-au-proche-orient/2024/minute-par-minute/28699783.html

[8] https://fr.timesofisrael.com/lonu-affirme-que-pres-de-100-camions-daide-humanitaire-ont-ete-pilles-a-gaza

[9] https://www.mizane.info/a-propos-2/

[10] https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35677

[11] https://www.trtfrancais.com/actualites/une-trentaine-dong-accusent-israel-de-favoriser-le-pillage-de-laide-humanitaire-a-gaza-18232676

[12] https://fr.timesofisrael.com/le-pillage-des-aides-a-gaza-insoluble-sans-une-nouvelle-gouvernance-et-une-nouvelle-autorite-de-securite/

From the same blog series: Genocide In Gaza

Read more