بينما تستمر إسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة وعلى لبنان، استقطب تصريح أدلى به بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية في حكومة الحرب والمسؤول عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، باهتمام وسائل الإعلام، إذ هو صرّح بأن إسرائيل ستضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بحلول سنة 2025، معتبراً أن عودة دونالد ترامب إلى السلطة تمثّل "فرصة سانحة" لفعل ذلك، وجدد رفضه إقامة دولة فلسطينية، مقدّراً أن إقامة مثل هذه الدولة "من شأنه أن يعرض وجود دولة إسرائيل للخطر"، وأن الطريقة الوحيدة للقضاء على هذا التهديد "هي تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في يهودا والسامرة"، معرباً عن قناعته بأن الرئيس دونالد ترامب "الذي أظهر شجاعة وتصميماً في قراراته خلال ولايته الأولى، سيدعم دولة إسرائيل في هذه العملية"[1]. ويُعتبر بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، اليوم "الحاكم الفعلي" للضفة الغربية المحتلة، وخصوصاً بعد أن منحه بنيامين نتنياهو، في شباط/فبراير 2023، بعد معركة سياسية طويلة داخل ائتلافه، صلاحيات واسعة فيما يتعلق بالتخطيط والموافقة على البناء في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك فيما يتعلق بقضايا تخصيص الأراضي، وقال آنذاك "إنه لم يعد من الضروري له ولوزير الدفاع الإسرائيلي إعطاء الضوء الأخضر الرسمي لكل مرحلة من مراحل بناء المستوطنات"[2].
توافق في الائتلاف الحكومي على إحياء مشروع قديم
لم يغّرد بتسلئيل سموتريتش وحيداً، إذ نقلت إذاعة "كان" عن رئيس وزراء حكومة الحرب بنيامين نتنياهو، في 12 من الشهر الجاري، قوله إنه "يجب استعادة خطة ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل"، مؤكداً أن "العمل على الضم جاهز للتنفيذ"، وأن مجموعة عمل برئاسة وزير القضاء ياريف ليفين، "قامت سنة 2020 بوضع لوائح وأوامر وصياغة قرار حكومي بشأن هذه الخطة، الذي تضمن حفر الشوارع في جميع المستوطنات، بما في ذلك – البؤر الاستيطانية العشوائية وضم مساحات من الأراضي بهدف توسيعها". أما وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، عن حزب "قوة يهودية"، فقد صرّحت لموقع WINT الإخباري في 14 من الشهر الجاري "أن مكتبها يعمل بكل سرعة على تنفيذ السيادة" على الضفة الغربية المحتلة، وأضافت بخصوص مستقبل الفلسطينيين: "لا أريد أن أرسم أي شيء محدد الآن؛ يجب أن يتمتع جميع الناس بحقوق الإنسان، لكن الحق القومي على الأرض سيكون فقط لشعب إسرائيل"[3].كانت "خطة السلام" المعروفة بـ "صفقة القرن"، التي أعلنها دونالد ترامب برفقة بنيامين نتنياهو، في 28 كانون الثاني/ يناير 2020، قد تضمنت بندأ يتيح الضم الرسمي للمستوطنات اليهودية، المقامة في الضفة الغربية المحتلة، إلى إسرائيل. وفي 20 نيسان/ أبريل من العام نفسه، شكّل بنيامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني غانتس حكومة ائتلافية على أساس اتفاقية تضمنت بنداً يسمح للحكومة الإسرائيلية ببدء "العملية القومية لضم مناطق معينة من الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن". وفي 1 تموز/يوليو 2020، شرعت الحكومة الإسرائيلية في مداولاتها بشأن مشروع الضم المقترح، وهو المشروع الذي توقف، بصورة مؤقتة، بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020[4].
ماذا تمثّل المستوطنات التي يستهدفها مشروع الضم؟
يُرجح أن يشمل الضم، في حال تنفيذه، نسبة 33% من إجمالي مساحة الضفة الغربية المحتلة، التي أقيمت عليها، وفقاً لتقارير حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، 146 مستوطنة، باستثناء المستوطنات المقامة في مدينة القدس المحتلة، فضلاً عن 144 بؤرة استيطانية، أقيمت بعد "اتفاقيات أوسلو" وتمّ تشريع العشرات منها منذ وصول بنيامين نتنياهو إلى السلطة في سنة 2009. وبحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، بلغ عدد سكان هذه المستوطنات، في سنة 2022، 438600 نسمة (يبلغ عددهم أكثر من 710000 مع مستوطني القدس المحتلة)، في حين لم يتجاوز عددهم الـ 134 ألفاً في سنة 1995. ويتزايد عدد هؤلاء المستوطنين حالياً بمعدل متوسط يبلغ 10 آلاف شخص جديد سنوياً، إذ ينتقل بعض الإسرائيليين إلى الضفة الغربية لأن الحكومة الإسرائيلية تقدم لهم إعانات مالية و"تخلق ظروفاً اقتصادية مواتية، مما يسمح على سبيل المثال بالحصول على منزل والارتقاء إلى مصاف الطبقة المتوسطة". وتتفاوت هذه المستوطنات بصورة كبيرة من حيث الحجم - فبعضها يسكنها بضع مئات من المستوطنين فقط، بينما يسكن في بعضها الآخر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، بحيث تمّ الاعتراف ببعضها بسبب حجمها الكبير بصفتها مدناً، إذ يبلغ عدد سكان مستوطنات "أرييل" و"بيتار عيليت" و"معالي أدوميم" و"موديعين عيليت" وحدها نحو 200 ألف نسمة[5].
وقد تغيّرت المستوطنات بمرور الوقت، إذ كان عدد سكان مستوطنة "جفعات زئيف"، في سنة 2004، حوالي 10,000 نسمة، بينما يبلغ عدد سكانها الآن 17,000 نسمة، وذلك بعد أن توسعت غرباً، وأضيفت إليها منازل جديدة وكنيس يهودي ومركز تجاري. أما أكبر هذه المستوطنات، "موديعين عيليت"، فقد تضاعف عدد سكانها ثلاث مرات في السنوات الـ 15 الماضية، بحيث بلغ اليوم 73,080 نسمة. وتميّز حركة "السلام الآن" الإسرائيلية ما بين ثلاثة أنواع من المستوطنات: مستوطنات دينية يقطنها يهود أرثوذكس متشددون، ومستوطنات قومية، ومستوطنات "نوعية الحياة"، إذ تختار فئة من الأرثوذكس المتشددين "العيش في مجتمعات دينية بحتة"، بينما تعتقد فئة القوميين بأنها تقطن في "أرض الأجداد" وتستند إلى إيديولوجية "إسرائيل الكبرى"، في حين تبحث فئة ثالثة في الاستيطان عن "جودة الحياة"[6].
وشهدت عمليات الاستيطان توسعاً لا سابق له، بعد تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر 2022، إذ أصدرت حركة "السلام الآن" تقريراً يغطي النشاط الاستيطاني الصهيوني خلال سنة 2023، ورد فيه أن ذلك النشاط شمل "الترويج لعدد قياسي من مشاريع البناء بلغ 12349 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، والحد الأدنى من تطبيق القانون ضد الأنشطة الاستيطانية غير القانونية، وتخصيص مخصصات كبيرة في الميزانية، والأهم من ذلك، تقديم الدعم السياسي غير المشروط تقريباً للمستوطنين"، وأضاف التقرير أنه في سنة 2023، "أنشأ المستوطنون ما لا يقل عن 26 بؤرة استيطانية جديدة غير قانونية"، تسببت في "تهجير 21 تجمعاً فلسطينياً"، وفي إجبار "ما يقرب من 1345 فلسطينياً على ترك منازلهم بسبب الهجمات العنيفة التي شنها المستوطنون عليهم"[7]. ومن جهة أخرى، كشف تقرير صدر في 8 آذار/مارس 2024، عن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن الوحدات السكنية التي أقيمت أو تمت الموافقة على بنائها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، في الفترة ما بين 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 و31 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بلغ عددها 24,300 وحدة سكنية، من ضمنها 9670 وحدة سكنية في القدس الشرقية، "وهو أعلى رقم مسجل منذ بدء الرصد في سنة 2017". وتوقف التقرير عند المعلومات "التي وردت هذا الأسبوع ومفادها أن إسرائيل تخطط لبناء 3476 منزلاً إضافياً للمستوطنين في معاليه أدوميم وإفرات وكيدار، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي". وأعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان "عن أسفه للتوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيراً إلى أن هذا التوسع "الذي ينطوي على نقل إسرائيل سكانها المدنيين، يمكن أن يشكل جريمة حرب بحسب القانون الدولي". وبعد أن لاحظ التقرير أن "عنف المستوطنين والانتهاكات المتعلقة بالمستوطنات قد وصلا إلى مستويات جديدة مروعة، تهدد بالقضاء على أي إمكانية عملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة"، خلُص إلى أن سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية "تبدو متوافقة، إلى حد غير مسبوق، مع أهداف حركة الاستيطان الإسرائيلية المتمثلة في بسط سيطرتها طويلة الأمد على الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ودمج هذه الأراضي المحتلة تدريجياً ضمن دولة إسرائيل"[8].
"تعيينات دونالد ترامب “فريق الأحلام” لإسرائيل"
هذا هو عنوان المقال الذي نشره في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري باسكال برونيل، مراسل صحيفة "ليزيكو" الباريسية في تل أبيب، تعليقاً على قيام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بتعيين شخصيات موالية بشدة لإسرائيل وسياسات حكامها الاحتلالية في مناصب مهمة في إدارته، وهي التعيينات التي استقبلها المسؤولون الإسرائيليون بحماسة كبيرة. وكما قال أحد المعلقين في إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن "الفريق الجديد الذي قدمه دونالد ترامب هذا الأسبوع ليس فقط مؤيداً لإسرائيل، بل حتى مؤيداً لليمين الإسرائيلي"[9]. ومن ضمن هذا الفريق، جرى تعيين مايك هاكابي، الحاكم السابق لولاية أركنساس، سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وستيفن ويتكوف، وهو صديق شخصي لترامب وقطب من أقطاب تجارة العقارات، مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الأوسط، وإليس ستيفانيك، النائبة الجمهورية في مجلس النواب، سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وتنتظر هذه التعيينات موافقة مجلس الشيوخ عليها[10].
مايك هاكابي: نصير حازم للاحتلال ومعارض شديد لحقوق الفلسطينيين
بعد تعيين مايك هاكابي سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل، قال دونالد ترامب عنه: "إنه يعشق إسرائيل وشعب إسرائيل، وفي المقابل يعشقه شعب إسرائيل، وسيعمل مايك بلا كلل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط" ! فمن هو "عاشق" إسرائيل هذا، وكيف سيعمل من أجل "إحلال السلام"؟شغل مايك هوكابي منصب حاكم ولاية أركنساس من سنة 1996 إلى سنة 2007، وفشل في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في سنتَي 2008 و2016، وهو يُعتبر من أبرز داعمي إسرائيل داخل المجتمع المسيحي الإنجيلي، ومن أشد معارضي الحقوق الوطنية الفلسطينية، إذ قال، في سنة 2008، لحاخام ماساتشوستس وفقاً لصحيفة نيويوركر: "يجب أن أكون حذراً عندما أقول هذا لأنه يجعل الناس غاضبين حقاً، ولكن لا يوجد شيء اسمه فلسطيني؛ إنها وسيلة سياسية تستخدم لمحاولة انتزاع الأراضي من إسرائيل"، ثم صرّح، في سنة 2015 لصحيفة "واشنطن بوست": "إن فكرة أن الفلسطينيين يملكون تاريخاً طويلاً يعود إلى مئات أو آلاف السنين، ليست صحيحة". وهو اشتُهر بزياراته المتكررة إلى إسرائيل، وأعلن، خلال جولة قام بها في سنة 2017 إلى مستوطنة "معاليه أدوميم": "هناك كلمات معينة أرفض استخدامها؛ فالضفة الغربية غير موجودة، إنها يهودا والسامرة، ولا توجد مستعمرات، بل يوجد مجتمعات، وأحياء، ومدن، والاحتلال غير موجود". كما أعلن في سنة 2018، لدى مشاركته في حفل وضع حجر الأساس في مستوطنة "إفرات"، قبل بناء مجمع سكني جديد فيها، أن العلاقات بين إسرائيل والضفة الغربية "أقوى من العلاقات التي تربط الأميركيين بمانهاتن، وهو ما يبرر مطالبة الدولة اليهودية بهذه الأراضي". وخلال جولة قام بها، في كانون الأول/ديسمبر 2023، في كيبوتس "كفار عزة" أحد التجمعات السكانية القريبة من حدود قطاع غزة الذي استُهدف في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قال مايك هوكابي "إن جولته داخل الكيبوتس بدت وكأنها “لكمة في الأمعاء” عززت تصميمه على التعبير عن التضامن مع الشعب الإسرائيلي". وفي شهر آذار/مارس 2024، وجّه انتقادات شديدة للرئيس الأميركي جو بايدن، وقال في مقابلة مع شبكة "نيوز نيشن" للأخبار: "إذا كنت مؤيداً لإسرائيل، فكيف يمكنك أن تكون مؤيداً لبايدن... لأن إدارة بايدن أوضحت أنها ستقدم تنازلات لحماس"[11].
هل ستدعم إدارة دونالد ترامب مشروع الضم؟
في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أجرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقابلة مع مايك هوكابي بدأها بالقول إنه "يشعر بشرف كبير" لأن دونالد ترامب طلب منه تولي هذا الدور، وأضاف: "أنا مقتنع بأن شعب إسرائيل يستحق دولة آمنة، وأي أمر يمكنني القيام به لتحقيق ذلك سيكون امتيازاً كبيراً بالنسبة لي؛ إنها فرصة استثنائية أن أتمكن من تمثيل بلدي في بلد أحببته منذ زيارتي الأولى له في تموز/ يوليو 1973". ورداً عن سؤال بخصوص موقف الإدارة الأميركية المقبلة من مشروع الضم، أجاب السفير الأميركي المعيّن لدى إسرائيل أن الإدارة القادمة يمكن أن تدعم ضم الضفة الغربية، على الرغم من أن مثل هذا القرار ليس في يديه، وقال: "كما تعلمون، لقد زرت في كثير من الأحيان يهودا والسامرة، وبالطبع، فأنا لن أكون مسؤولاً عن السياسة؛ سأنفذ السياسة التي سيقررها الرئيس، لكن الأخير أثبت بالفعل خلال فترة ولايته الأولى أنه لم يكن هناك رئيس أميركي أكثر فائدة في إرساء السيادة، سيادة إسرائيل، منذ نقل السفارة [من تل أبيب إلى القدس]، والاعتراف بضم مرتفعات الجولان وبالقدس عاصمة لها؛ لم يقم أحد بأكثر مما قام به الرئيس ترامب وأتوقع أن يستمر ذلك". كما لم يستبعد مايك هوكابي قيام إسرائيل بإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة، وأجاب رداً عن سؤال حول هذا الموضوع: "لم يكن لدي الوقت للتفكير في ذلك، لا أريد التعليق على السياسة، لأنه ليس من اختصاصي أن أتحدث عنها". وقد أعلن ديفيد فريدمان، الذي عمل سفيراً لإدارة دونالد ترامب لدى إسرائيل خلال فترة ولايته الأولى وكان مدافعاً قوياً عن مستوطنات الضفة الغربية، أنه "مسرور" باختيار مايك هوكابي لمنصبه السابق، وأرسل له وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر "تهانيه"، وقال في رسالة على منصة "إكس": "باعتبارك صديقاً قديماً لإسرائيل وعاصمتنا القدس، أتمنى أن تشعر وكأنك في بيتك"، بينما أكد الوزير بتسلئيل سموتريش على المنصة نفسها أن السيد مايك هوكابي "يؤيد عملية الاستيطان، وليس لدي شك في أننا معه سنعزز أمن إسرائيل وسيطرتنا على جميع مساحاتها"، في حين تحدث رئيس "مجلس السامرة الاستيطاني الإقليمي"، يوسي دغان، هاتفياً معه وهنأه على تعيينه، وكتب في بيان: "لقد كسبت الولايات المتحدة وكذلك كسبت دولة إسرائيل؛ فمايك هاكابي هو زعيم حقيقي، ورجل ذكي"، ووجّه يسرائيل غانتس، الذي يرأس مجلس "يشع" (الهيئة التي تمثل المجالس المحلية والإقليمية للمستوطنين في الضفة الغربية وغزة)، في بيان له "الشكر" للرئيس المنتخب دونالد ترامب على "اختياره الجيد" لمايك هوكابي، "الصديق القديم للمستوطنين الإسرائيليين"[12].
خاتمة
منذ انتخاب دونالد ترامب لمنصب الرئيس، أثار المؤيدون للاستيطان في الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل مراراً وتكراراً الآمال في أن تقوم إسرائيل بضم الضفة الغربية، أو أجزاء واسعة منها، وأن تكسب دعم واشنطن لهذه الخطوة، وهو أمر لن يكون مستبعداً إذا ما أخذنا في الاعتبار مباركة إدارة دونالد ترامب في فترة ولايته الأولى لضم القدس والجولان المحتلين، وإدراجها مشروع ضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ضمن "صفقة القرن" التي اقترحتها.وعلى الرغم من أن الضم الزاحف للأراضي الفلسطينية المحتلة يجري على قدم وساق منذ سنوات، فإن الإعلان الرسمي عنه سيشكّل منعطفاً خطيراً في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وسيرتب على الشعب الفلسطيني تبعات كفاحية جديدة في مقاومته المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي. بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماذا سيكون، في هذه الحالة، موقف الدول العربية التي سارعت في سنة 2020 إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بذريعة عزمها على إفشال مشروع الضم الذي كان مطروحاً آنذاك، وفي مقدمها دولة الإمارات التي دافع وزير خارجيتها، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 أيلول/سبتمبر 2020، عن قرار بلاده تطبيع العلاقات السياسية والتجارية مع إسرائيل، وأصر على أن هذا القرار "أدى إلى وقف خطط إسرائيل بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية"، بينما كان رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يؤكد أن بلاده قررت "تأجيل الضم وليس التخلي عنه"[13] ؟!
[1] https://www.bfmtv.com/international/moyen-orient/israel/guerre-au-proche-orient-un-ministre-israelien-promet-l-annexion-des-colonies-en-cisjordanie-en-2025_AD-202411110778.html
[2] https://www.france24.com/fr/moyen-orient/20240327-colonisation-cisjordanie-isra%C3%ABl-smotrich-saisie-terres-vallee-jourdain-cr%C3%A9ation-d-un-%C3%A9tat-palestinien-colons
[3] https://french.wafa.ps/Pages/Details/225472
[4] https://www.amnesty.fr/justice-internationale-et-impunite/actualites/le-projet-d-annexion-cisjordanie-illegal
[5] https://www.francetvinfo.fr/monde/proche-orient/israel-palestine/colonisation-en-cisjordanie-l-article-a-lire-pour-comprendre-pourquoi-la-guerre-entre-israel-et-le-hamas-a-ravive-les-tensions-dans-le-territoire-occupe_6187347.html
[6] https://www.bbc.com/afrique/articles/cn7l58jkj7ro; https://www.lemonde.fr/les-decodeurs/article/2023/07/31/cinquante-ans-d-occupation-illegale-en-cisjordanie-comment-la-colonisation-n-a-cesse-de-s-etendre_5386842_4355771.html
[7] https://www.aa.com.tr/fr/monde/peace-now-nombre-record-de-colonies-en-cisjordanie-/3139870
[8] https://news.un.org/fr/story/2024/03/1143832
[9] https://www.lesechos.fr/monde/afrique-moyen-orient/les-nominations-de-donald-trump-une-equipe-de-reve-pour-israel-2131297
[10] https://www.liberation.fr/international/moyen-orient/a-peine-reelu-donald-trump-nomme-deux-fervents-soutiens-disrael-a-des-postes-cles-20241113
[11] https://fr.timesofisrael.com/trump-choisit-mike-huckabee-pro-implantations-comme-prochain-ambassadeur-en-israel
[12] https://fr.timesofisrael.com/ladministration-trump-pourrait-soutenir-lannexion-de-la-cisjordanie-mike-huckabee
[13] https://arabic.euronews.com/2020/09/29/uae-fm-defends-normalization-with-israel-during-unga-speech