أقدم هنا شهادات لطالبات فلسطينيات من قطاع غزة يكملن تعليمهن الجامعي بعد انقطاع طويل، وذلك نتيجة حرب الإبادة، الأمر الذي أدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية التعليمية.
وقد استغرقت في عملية جمع هذه الشهادات، عبر التسجيلات الصوتية، نحو أسبوعين، نظراً إلى صعوبة التواصل مع الطالبات بسبب الانقطاع شبه الدائم للإنترنت والكهرباء.
فبينما يُعتبر التعليم حقاً أساسياً للإنسان، يواجه طلبة غزة عقبات استثنائية؛ إذ يدفعون من صحتهم وأمنهم ومالهم ثمناً لمجرد الوصول إلى موادهم الدراسية. وعلى الرغم من محاولات إتمامهم تعليمهم، تقف الأوضاع القاسية عائقاً أمام تحقيق طموحهم الأكاديمي.
فرات أبو رجيلة
تعيش فرات أبو رجيلة (21 عاماً)، وهي طالبة هندسة الميكاترونكس في جامعة الأزهر، واقعاً تعليمياً قاسياً، يعكس معاناة طلبة غزة ككل؛ إذ تبدأ يومها برحلة شاقة من منطقة عبسان الحدودية إلى وسط البلد، سعياً وراء الإنترنت، وغالباً يكون ضعيفاً ومتقطعاً، وذلك لتحميل محاضراتها، وإنجاز واجباتها الدراسية. وأزمتها هذه، هي نفسها أزمة أخيها وأختها، فهما يدرسان في الجامعة ذاتها، وجميعهم يلجأون إلى حلول بديلة، كإرسال واجباتهم إلى أختهم المقيمة خارج غزة لتسلمها عنهم. فهم يكتبونها، ويقومون بتصويرها وتحويلها إلى صيغة "pdf" لإرسالها، وذلك بعد أن أعلنت معظم جامعات غزة العودة إلى العملية التعليمة عن بُعد ضمن الإمكانات المتاحة.
وتصف فرات تجربتها بالقول: "أقف خلال وقت الامتحانات في وسط البلد لأحل الامتحانات على الورقة والقلم، والإنترنت متاح، لكنه ضعيف جداً." وتضيف: "في كثير من الأحيان، ينقضي اليوم من دون أن أتمكن من تحميل موادي الدراسية، أو حتى حل واجباتي." معضلة الإنترنت تجعلها تبحث باستمرار عن أماكن تجد فيها شبكة إنترنت أقوى في منطقة خان يونس، فينتهي الأمر غالباً من دون جدوى، بعد المشي لمسافات طويلة تحت الشمس، وخطر القصف العشوائي، فتقول: "بصراحة، الإنترنت أرهقني نفسياً، وخصوصاً عندما يكون سيئاً جداً."
وكغيرها، فهي تواجه تحديات إضافية بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، فتضطر يومياً إلى الذهاب في رحلة البحث عن الكهرباء، فتقطع مسافات طويلة لشحن هاتفها وكومبيوترها المحمول باستخدام ألواح الطاقة الشمسية، وتقول: "أحياناً ينتهي النهار والأجهزة لا تزال تُشحن، وبعد ذلك، أبدأ الدراسة في حال تمكنت من تحميل المحاضرات." وتذكر هنا حادثة جرت معها؛ إذ كان عليها تحميل 19 محاضرة استعداداً لامتحان مهم، وعلى الرغم من جهودها، فإنها لم تتمكن من تحميل سوى 9 محاضرات فقط، فأجرت الامتحان معتمدة على ما درسته سابقاً، والمعلومات العامة المتاحة لها.
ومنذ نيلها الثانوية، كان حلمها دراسة هندسة الطيران خارج قطاع غزة، لكن الحصار والواقع القاسي في القطاع حالا دون تحقيق حلمها، فدرست الميكاترونكس كبديل، وفي هذا الصدد، توضح فرات: "السبب الذي شجعني على أن أكمل تعليمي خلال الإبادة هو أنني لا أريد تضييع سنة كاملة من حياتي بلا تعليم، وأريد أن أنجز قدر المستطاع في تخصصي لأتخرج، وأحقق حلمي في دراسة هندسة الطيران خارج غزة." لكنها في هذا السياق، تشير إلى تحدٍ كبير، وحله صعب، وهو غياب التطبيق العملي الذي يقلل من استفادتها الكاملة من دراستها الهندسية، وتوضح: "يفترض أن تكون أغلب محاضراتي داخل معمل خاص كي أطبق ما تعلمته بصورة عملية، ولهذا السبب، لا أستفيد كثيراً، لأنني لا أستطيع دائماً الاستفسار عن أي أمر لا أعرفه."
وإلى جانب التحديات التي تواجهها، فهي تعاني جرّاء صعوبة إيجاد أماكن مناسبة للدراسة؛ إذ لا تستطيع متابعة موادها الدراسية داخل الخيمة التي تسكنها عائلتها، وذلك بسبب الاكتظاظ والحرارة المرتفعة، فتذهب أحياناً إلى كافتيريا على شاطئ البحر بحثاً عن الهدوء، لكن هذا الخيار يكلفها مبالغ مالية لا تتحملها. وخيارها المفضل هو منزل عائلتها، لكن الخطر القائم يجعل الأمر شبه مستحيل، فضلاً عن ضرورة بقائها مع عائلتها، لما عليها من مسؤولية رعاية إخوتها، إلى جانب والدها، بعد أن اضطرت والدتها إلى السفر إلى مصر لتلقّي العلاج.
قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، كانت تعمل مع زميلها على مشروع علمي يستشعر الأجسام تحت الأرض والركام، وكانا قد أنهيا الجزء الأكبر منه، لكن أوضاع العدوان الصعبة والقاسية حالت دون إتمامه. كما كانت لديها أفكار لمشاريع علمية تطمح إلى تنفيذها، واليوم تنتظر بفارغ الصبر انتهاء العدوان لتحقق أحلامها، فتقول: "كنت دائماً أستشير مهندسين بشأن مشاريع كنت أطمح في تنفيذها. في سنتي الدراسية الثالثة، قررت لأول مرة أن أعمل على مشروع كبير يستشعر الأجسام تحت الركام، هذا المشروع دفعني بقوة إلى التفكير في مشاريع أُخرى، وأحصل على براءة اختراع. بصراحة، أشعر بإرهاق نفسي عندما أفكر في أنه من المفترض أن أكون منجزة لأفكار يمكن أن تساعد أبناء شعبي في ظل هذه الأوضاع."
ترى فرات نفسها مجبَرة على مواصلة تعليمها الجامعي حتى مع الأوضاع المحيطة التي لا تساعد، وتنتظر كأي طالب في قطاع غزة اللحظة التي تعود فيها إلى جامعتها، لكنها تدرك أن ما تعيشه ليس اعتياداً للمشهد، وليس حتى صموداً، فتوضح: "الأوضاع الحالية لا تسمح بالاستمرار في التعليم بصورة طبيعية، الوضع في غزة كارثي." وتضيف: "أنا لست متقبلة لهذه الأوضاع، لكن تأجيل الفصل الدراسي يعني أنني سأظلم نفسي. نتمنى جميعاً أن تنتهي هذه الإبادة، ونعود إلى التعلم في المؤسسات التعليمية التي اعتدنا عليها."
صورة قامت مؤلفة المقال يمنى حميدي بتزويد المؤسسة بها خصيصاً لهذا المقال
لمى المدهون
عرقل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مسيرة الطالبة لمى لمدهون (23 عاماً)، التي لم تتمكن من إتمام آخر 10 ساعات دراسية لنيل درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب من الجامعة الإسلامية.
فقبل العدوان، كانت تعمل في إنتاج مشاريع برمجة، كما كانت تقدم تدريبات في مجال تخصصها إلى طلبة الثانوية والجامعات، لكنها فجأة وجدت نفسها بلا عمل، وغير قادرة على مواصلة مسيرتها التعليمية.
وقد نزحت مع عائلتها 8 مرات خلال العدوان بحثاً عن النجاة، ولما عادت إلى منزلها في شمال غزة، وجدته متضرراً جداً بقصف الاحتلال. وخلال نزوحها، لم تتابع دراستها نظراً إلى انقطاع الإنترنت، وتقول: "بصراحة، هذه الفترة كانت سيئة جداً، لأنني وجدت نفسي فجأة متوقفة عن العمل والدراسة، وأنا أحب كثيراً مجال عملي، واعتدت أن أتواصل باستمرار مع طلبتي، وأساعدهم في جميع المواد، لكنني فقدت التواصل معهم." وفي أيار/مايو الماضي، تمكنت من الاتصال بشبكة الإنترنت، واكتشفت أن جامعات الضفة الغربية أطلقت مبادرة تعليمية لطلبة قطاع غزة (الطالب الزائر بعد قرار وزارة التعليم)، فقدّمت طلباً للالتحاق بجامعة النجاح الوطنية، وسجلت المواد الدراسية التي لم تستطع إنهاءها في الجامعة الإسلامية.
وتعاني لمى كغيرها من الطلبة في قطاع غزة جرّاء معضلة انقطاع الإنترنت، الأمر الذي فاقم من صعوبة وصولها إلى المحاضرات عبر منصة "المودل"، فلم تستطع حضور المحاضرات في وقتها الفعلي، لذلك، كانت تضطر إلى مشاهدتها لاحقاً، بعد تحميلها على كمبيوترها بصعوبة. تقول: "شريحة الإنترنت التي أستخدمها لا تتيح لي خدمة مشاهدة الفيديوهات مجاناً عبر اليوتيوب، لذلك، أطلب من صديقتي المقيمة خارج قطاع غزة تحميلها وإرسالها إليّ عبر رابط درايف كي أدرسها." وتردف: "عندما أواجه صعوبة في المادة، أجد نفسي مجبرة على البحث عنها عبر الإنترنت، أو طلب المساعدة من أصدقائي." أمّا بالنسبة إلى الامتحانات، فتقوم بحلها، ثم ترسلها إلى صديقتها أيضاً عبر "واتساب" لتتولى مهمة تحميلها على منصة "المودل" بالنيابة عنها، لأنها تخشى انقطاع الإنترنت فجأة وخسارة الامتحان.
وتعيش هذه الأيام في مبنى سكني متعدد الطبقات، وتضطر يومياً إلى التنقل بين الطبقتين الأرضية والعلوية، فالمكان الوحيد الذي يؤمّن اتصالاً بشبكة الإنترنت هو الطبقة العلوية، أمّا بالنسبة إلى شحن هاتفها وكومبيوترها المحمول، ففي الطبقة الأرضية. وفي هذا الصدد، تصف لمى: "هذا التنقل المتواصل أرهقني، وأنا أنتظر بفارغ الصبر انتهاء الفصل الدراسي كي أتخلص من هذه المعاناة." وتتابع: "بطارية اللابتوب لم تعد تعمل بكفاءة، لأنني تركته من دون استخدام لمدة 9 أشهر، ولا توجد أماكن في منطقتي متاحة لتغيير البطارية."
وتعبّر لمى عن شعورها بالإحباط قائلة: "أنا رجعت عشر خطوات إلى الوراء"، فالعدوان الإسرائيلي سرق منها الكثير، وحرمها فرصة التخرج من الجامعة الإسلامية؛ إذ كانت تتطلع بشغف إلى نيل درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب لتطلق مشروعها الخاص، وتقدم ورشاً تدريبية، أو تسافر إلى الخارج لنيل درجة الماجستير. وتردف بحسرة وألم: "خلال دراستي في الجامعة، تلقيت العديد من الفرص والوظائف، لكنني لم أتمكن من الاستفادة منها بصورة كبيرة لانشغالي بالدراسة والعمل، وكنت أنتظر التخرج لأغتنم تلك الفرص. أمّا اليوم، وبسبب الحرب، فأنا أجد نفسي مضطرة إلى البدء من الصفر، وإعادة بناء ما بدأته قبل أربع سنوات."
وتختم قولها: "لم أعتد المشهد، ولم أتقبل هذا الأمر الواقع الذي فُرض علينا. أنا غير راضية عن طريقة التعليم هذه، فهذا ليس مكاني. لكن الانتظار حتى نهاية هذه الحرب ليس خياراً، فالحرب تقترب من عامها الأول، وأنا أريد أن أشعر بأنني حققت شيئاً في خضمها، فقد سلبت منا حرفياً كل شيء. أنا في حاجة إلى شهادتي، وأبحث عن أي طريقة تمكنني من العودة إلى عملي، وتقديم التدريبات."
وتضيف: "لست صامدة كما يظن البعض. والعالم خارج غزة يعتقد أننا صامدون، وهذه صورة مضللة، لا أريد أن أوقف حياتي على نهاية حرب غير معلومة. أريد أن أعيش كأي طالب جامعي في العالم، يتطلع إلى طموحاته، وأحاول أن أحقق ولو جزءاً بسيطاً من أحلامي التي كنت أسعى لتحقيقها قبل هذه الإبادة."
صورة قامت مؤلفة المقال يمنى حميدي بتزويد المؤسسة بها خصيصاً لهذا المقال
شهد سعدوني
شهد (19 عاماً)، هي طالبة هندسة أنظمة حاسوب في سنتها الثانية في جامعة الأزهر، تصف تجربتها مع التعليم خلال العدوان بأنها "أسوأ من السوء"، وتجد نفسها عالقة في مكانها، وتجربتها لم تضف إليها أي معرفة جديدة للتقدم في تخصصها الأكاديمي، وتعبّر عن ذلك بقولها: "كطالبة هندسة، كان من المفترض أن أبدأ في التعمق في مجال الهندسة، والسنة الثالثة تعتمد على ما أتقنته في السنة الثانية، ولا أعلم كيف سأنتقل إلى المرحلة المقبلة وأنا لم أكتسب الأساسيات التي تؤهلني لذلك."
إن معاناة شهد تبدأ من التسجيل الجامعي، الذي عادة ما يكون إجراء بسيطاً لأي طالب جامعي حول العالم. أمّا في قطاع غزة، فيشكل تحدياً كبيراً، فهو يحتاج إلى إنترنت مستقر، وتوفيره معجزة في ظل هذه الأوضاع. لذلك، فقد لجأت شهد إلى طلب المساعدة من صديقتها لتتولى مهمة تسجيلها في الجامعة، فتوضح: "عانيت كثيراً في مرحلة التسجيل فقط، وهي من المفترض أن تكون أبسط خطوة في مسيرتي التعليمية."
عندما تفشل شهد في الوصول إلى الإنترنت، تجد نفسها مضطرة إلى الذهاب من مواصي خان يونس إلى دير البلح، لتحمّل المحاضرات وتقدّم الامتحانات. وتصف شهد إحدى رحلاتها إلى المدينة قائلة: "لا يوجد أمان مطلقاً، ولا أعلم في أي لحظة يمكن أن يقصف الاحتلال المكان الذي أكون فيه. أذهب إلى مناطق لا أعرف ما الذي يمكن أن ينتظرني فيها، ومن يرافقني في السيارة نفسها. الطريق عادة يستغرق ساعتين، بينما كانت أساساً تستغرق ربع ساعة، وأركب أحياناً كارّة أو سيارة قديمة ومكتظة بالركاب." أمّا في الأوقات التي تتحسن فيها خدمة الإنترنت، فتلجأ شهد إلى الدراسة ليلاً تجنباً للضوضاء الناتجة من الاكتظاظ السكاني في منطقة مواصي خان يونس، وتقول في هذا الصدد: "تكون الليلة متعبة جداً لأنني أقضي وقتي ساهرة طوال الليل، ولا أستطيع النوم بعد ذلك، لأن ارتفاع درجات الحرارة والأصوات العالية تجبرنا على الاستيقاظ مبكراً."
وفي هذه الحرب، بعد أن كانت لها ميزة ملْك كمبيوتر خاص بها، أمست من دونه، وتصف ذلك بأصعب المواقف التي زادت من مأساتها الدراسية قائلة: "تعطل كمبيوتري، في وقت كنت أستعد فيه لاختبارات، فلم أتمكن من إصلاحه بسبب إغلاق محلات الصيانة." وجرب والدها حل المشكلة، فاستعار لها كمبيوتراً محمولاً من ابن جيرانهم، وهنا تقول شهد: "بعد أن استعرت اللابتوب، ذهبت إلى مقهى قريب لأتمكن من الاتصال بالإنترنت وتحميل البرنامج، فقضيت وقتاً من الساعة الرابعة عصراً حتى الحادية عشرة مساء أحاول تحميله، وبعد ثماني ساعات من المحاولات لم أنجح."
وفي هذا السياق، ذهبت في إحدى المرات إلى منزل خالتها في دير البلح لتقديم اختبار، ونامت عندها لتقديم اختبار آخر في اليوم التالي، وخلال تلك الليلة، عاشت لحظات ملأى بالخوف؛ إذ قصفت قوات الاحتلال منزلاً قريباً من بيت خالتها، وفي اليوم نفسه، أصدر الاحتلال أوامر إخلاء في منطقة مواصي خان يونس، حيث تعيش عائلتها، وهو ما زاد من قلقها. وتصف شهد تلك الليلة قائلة: "كنت عند خالتي، لكنني شعرت بالغربة لأنني بعيدة عن عائلتي، والوضع كان غير مستقر. بقيت أفكر في إمكان حدوث قصف وأنا بعيدة عن أهلي." وفي اليوم التالي، عادت إلى أهلها: "كان وجهي حرفياً محروقاً من الشمس من المسافة التي مشيتها، لأننا لا نمشي بين مبانٍ، إنما بين خيم، وبقيت أسبوعاً كاملاً مريضة من المشوار."
تواجه شهد صعوبات جمة في العثور على مكان مناسب للدراسة، فتقول: "في الوقت الذي يفترض فيه أن نبحث على مكان نتطور فيه، صرنا نبحث عن ظل نحتمي فيه، أو مكان نتمكن فيه من تحميل محاضراتنا. نحتاج إلى أسبوع كامل فقط لتحميل ملف يساعدنا في دخول محاضراتنا. أُضطر في كثير من الأحيان إلى وضع سماعات في أذني كي أتمكن من الدراسة بعيداً عن الضجيج المحيط بي، فكل الأقارب والأهل مجتمعون في مكان واحد."
في البداية، رفضت شهد فكرة مواصلة التعليم إلكترونياً، لكنها فكرت في هذه الفرصة لإنجاز المزيد من الساعات الدراسية في حال امتد العدوان. لكن بعد التجربة التي مرت بها خلال هذه المرحلة، أدركت أن الطريق أمامها مسدود، ولم تعد قادرة على مواصلة التعليم، فلم تضف إليها أي معرفة جديدة بحسب ما تقول، إنما شعرت بأن مستقبلها ينهار أمام عينيها، وأنها لن تتمكن من استكمال تعليمها الجامعي كأي طالب آخر يعيش تجربة جامعية طبيعية في العالم.
وفي هذا الصدد تقول بحسرة: "حتى لو ضاعت مني سنوات تعليمي كلها، لن أكمل التعليم الإلكتروني في ظل هذه الأوضاع، أنا ببساطة غير قادرة، غير قادرة على إنقاذ مستقبلي. عمرنا يضيع، وفي اللحظة التي قررت فيها التسجيل لإنجاز ساعات دراسية، اكتشفت أنني لم أستفد شيئاً من تخصصي. هناك حسرة كبيرة داخلي عندما أرى العالم يتقدم، ونحن عاجزون عن العثور على مكان نتمكن فيه من الدراسة."