"إن جلّ ما قاومنا ونقاوم به عدوان الصهاينة هو من صنع كتائب القسّام، من عبوات ناسفة ومقذوفات صاروخية وراجمات ومدافع ومضادات للدروع وقنابل بمختلف أنواعها وبنادق القنص وحتى الرصاص. وهذه الصناعات لم تكن لتجدي نفعاً أمام الترسانة الأمريكية الهائلة القذرة التي نواجهها في أيدي المرتزقة الصهاينة في الميدان لولا الصناعة الأهم التي نمتلكها وهي صناعة الإنسان المقاتل."[1]
أرشيف ملصق فلسطين، "المؤتمر السنوي السادس للاتحاد العام لطلبة فلسطين"، 1971.
تأخذنا هذه المقدمة إلى دور الجامعة في التاريخ الفلسطيني كصانعة للكادرات الثورية والنضالية الفلسطينية، وكبؤرة احتجاج أو "عش دبابير" مثلما يصفها باسل الأعرج،[2] وخصوصاً إلى سنة 1987 حين كان محمد الضيف عضو مجلس طلبة في الجامعة الإسلامية في غزة، وإسماعيل هنية رئيساً للمجلس.[3] وكان الطلبة في الجامعة الإسلامية التي استُهدفت في هذه الحرب منذ 9 تشرين الأول / أكتوبر 2023،[4] جزءاً من حالة غنية في المبادرات التنظيمية والثقافية وحتى في الابتكارات العسكرية. حينها كانت الجامعة بؤرة لـ "النضال الجماعي"، وبلغة أنطونيو غرامشي تمثل "الأمير الحديث" في المشروع الوطني الفلسطيني،[5] لأن هذه المؤسسة "موقع لإعادة تدشين السردية الوطنية، من حيث إنتاج المعرفة [....] في ظل الاستعمار الاستيطاني الصهيوني."[6] والحركة الطلابية عاشت الحرب المستمرة والانتفاضات، الأمر الذي جعل ظروف عملها معقدة وقياداتها عرضة للاعتقال والاستشهاد والنفي.[7] وخلال العام الأول من الانتفاضة الفلسطينية الأولى كان هناك 147 شهيداً من الطلبة، وهذا التقدم الهائل في القدرات الجماهيرية والتنظيمية للطلبة دفع الاحتلال إلى إغلاق الجامعات لمدة استمرت أكثر من 4 أعوام بقرارات عسكرية.[8]
هذا التحقيق محاولة لفهم ماضي الحركة الطلابية الفلسطينية وواقعها، وذلك عبر رصد مجموعة من الشهادات الطلابية من أدبيات متنوعة، وشهادات في زمن الحرب على قطاع غزة بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، وهي حصيلة حوارات ومقابلات معمقة عن الحياة الجامعية، والحرب، والطلبة الشهداء والأسرى، والحركة الطلابية، والأنشطة المناصرة لغزة، مع طلبة فاعلين في تخصصات وأعوام دراسية متعددة، ومن توجهات فكرية / سياسية متنوعة من: جامعة الأزهر (غزة)؛ جامعة بيرزيت (رام الله)؛ جامعة بيت لحم؛ جامعة فلسطين التقنية – خضوري (طولكرم)؛ الجامعة العربية الأميركية (جنين)؛ جامعة القدس (أبو ديس)؛ الجامعة العبرية (القدس)؛ أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم (القدس)؛ جامعة النجاح الوطنية (نابلس)؛ جامعة بن - غوريون (بئر السبع). صحيح أن الشعب الفلسطيني هو وحدة واحدة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط لكننا بكل أسف لم نستطع أن نمثل الشتات الفلسطيني لتعقُّد الخريطة الطلابية الفلسطينية في العالم، وكذلك في "الجغرافيا الفلسطينية السادسة"[9] التي هي سجون الاحتلال، ومنها جامعة سجن "هداريم"،[10] وذلك للظروف الصعبة والمميتة التي تعانيها الحركة الفلسطينية الأسيرة.
شهادات من تاريخ الحركة الطلابية الفلسطينية
يقول جورج حبش: لقد بدأ التحول ابتداء من سنة 1944 حين سافرتُ للدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت، وهناك اكتشفت جواً جديداً وحداثياً وأكثر حرية، وكنت ألتقي طلاباً عرباً من مختلف الجنسيات. كنا نقضي معظم الوقت في الجامعة أو في 'مطعم فيصل' الذي تم إغلاقه بعد أربعين عاماً في الحرب الأهلية. وبالطبع هناك التقيت بزملائي وديع حداد وأحمد الخطيب. كانت سنة 1947 / 1948 أكثر السنوات الدراسية التي شهدت فيها احتجاجات، إذ استشعرنا الخطر في قرار التقسيم الذي أتى مدوّياً على الفلسطينيين والعرب، وفي أحد الأيام قمنا باحتلال القاعة الغربية في الحرم الجامعة وطالبنا الحكومات العربية بتدريبنا على السلاح بهدف التوجه إلى الجبهة. في حينها قابلت معتوق الأسمر وكان طالباً في كلية الآداب وقال لي: إن مشاعر الغضب والحزن لا تكفي، من الضروري أن ننظم أنفسنا لأن العدو يعتمد على العلم وروح التنظيم.[11]
وفي سنة 1951، غادر شاب فلسطيني من يافا اسمه صلاح خلف، مخيم للاجئين في غزة للذهاب إلى القاهرة للدراسة. وفي خريف السنة ذاتها قرر مجلس جامعة الدول العربية وقف مخصصات الطلبة الفلسطينيين، في ظل صعوبة توفير المال، إذ غالباً ما كانوا يعيشون ستة أو سبعة طلاب في شقة، ولهذا كان وقف الدعم تطوراً خطراً. انضم خلف إلى الآخرين في تظاهرة أمام مقر الجامعة في وسط القاهرة احتجاجاً على القرار، واحتل الطلبة المقر ونهبوا مكتب أحمد الشقيري مساعد الأمين العام المكلف بالشؤون الفلسطينية، ونتيجة ذلك، أعيدت الإعانات المقدمة إلى الطلاب؛ لكن زعماء الاحتجاج (وبينهم خلف) سُجنوا ستة أسابيع في سجن عابدين حيث التقى الناشط الشاب لأول مرة ياسر عرفات (22 عاماً) وكان طالب هندسة. ويقول خلف إن عرفات يكبره بأربعة أعوام، وكان يتمتع بطاقة ونشاط وحماسة وروحية ومغامرة أسرته اليه.[12]
تجمعت المبادرات الطلابية الممتدة والموزعة بين بيروت والقاهرة ودمشق والإسكندرية وأسيوط لتقيم أول مؤتمر طلابي شامل في 29 / 11 / 1959، ولم تكتفِ فقط بالطلبة الفلسطينيين، بل دُعي إلى المؤتمر أيضاً العديد من الاتحادات العربية والأجنبية، علاوة على ممثلين عن اتحاد الطلاب العالمي، مؤسسين بذلك الاتحاد العام لطلبة فلسطين.[13] وكان من أهداف الاتحاد الأساسية تدريب الطلبة الفلسطينيين على السلاح لمشاركتهم في معركة التحرير.[14]
أمّا في الداخل المحتل، فكان أول تماسٍ مباشر مع الصهيونيين في الجامعات الإسرائيلية في الفترات التي بدأ اليمين الصهيوني يقوّي أعمدته للانقلاب –برلمانياً - على حزب العمل مؤسس الدولة. وقد قرر هذا الجيل التحدي والمواجهة، وإكمال المبادرة التي بدأ فيها محمد ميعاري وسامي جرايسة وصبري جريس وآخرون، على الرغم من قلة عددهم، بتأسيس أولى اللجان الطلابية العربية في الجامعة العبرية في القدس، مندمجين مع الحالة الفلسطينية والعالمية التي شهدت صعود الطلبة كقوة إلى جانب العمال والمهمشين والفلاحين. وفي السبعينيات والثمانينيات وصل الاتحاد القطري للجامعيين العرب في الجامعة العبرية وبار - إيلان وتل أبيب وحيفا وبئر السبع والتخنيون، إلى مرحلته الذهبية في عملية التأطير والتعبئة والتحشيد، والتي شهدت صعود العديد من المبادرات كاتحادات اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والاتحاد القطري للطلبة الثانويين العرب، إلى جانب اتحاد لجان الطلبة العرب، الأمر الذي انعكس بشكل كامل في يوم الأرض الفلسطيني في سنة 1976، فضلاً عن انعكاسه على طابع العمل اليومي في الجامعات، نضالاً من أجل الحقوق السياسية والقومية للشعب الفلسطيني، وضد التطهير الأكاديمي في الجامعات الإسرائيلية.[15]
التاريخ لم ينتهِ بعد!
"فوكوياما أنتج نظرية نهاية التاريخ وتخلى عنها، لكن هناك مَن لا يزال يعتقد أن الكون توقف عند ما صنعته الدبابة الإسرائيلية."[16]
رمضان عبد الله شلّح شاب فلسطيني من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ولد في 1 / 1 / 1958، وأتمّ تعليمه الابتدائي حتى الثانوي هناك قبل أن يغادر إلى القاهرة في سنة 1978 ليدرس الاقتصاد في جامعة الزقازيق حيث تعرّف إلى فتحي الشقاقي الذي كان يكمل دراسة الطب في الجامعة نفسها بعد تخرجه من جامعة بيرزيت. ودعا هذا الأخير الشاب رمضان إلى الالتحاق به في مجموعته الشبابية الصغيرة "الطلائع الإسلامية" التي أثارت العديد من النقاشات بين الطلبة العرب والفلسطينيين، بشأن البديل الثوري الذي سيحقق آمال الشعب، ويعيد ثقته بذاته بعد حالة الفراغ التي سببتها هزيمة التجربة الناصرية وتوقيع السادات لاتفاق كامب ديفيد. ولم تنتظر المجموعة طويلاً حتى تخرج من عباءة الإخوان المسلمين، وذلك بعد اختلاف الشقاقي معهم بسبب إعجابه بالثورة الإسلامية في إيران في سنة 1979، والتي نظر إليها كتجربة ثورية ناجحة أنتجت خطاباً إسلامياً ثورياً وتقدمياً جديداً،[17] وشكلت النقاشات الدائرة بين الطلبة المدماك الأول لتأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. بعد هذا، عاد الشاب رمضان إلى غزة ليعمل مدرساً للاقتصاد في الجامعة الإسلامية، وكان همّه الأول اقتناص الفرصة التي تمكّنه من تنظيم الطلبة والجماهير في احتجاجات ومسيرات قادها بصوته الجهوري الذي يشحن الجماهير، وبهتافاته التي يبدع في تأليفها. لكن هذا لم يدم طويلاً، إذ قام الاحتلال بمنعه من التعليم في الجامعة، الأمر الذي اضطره إلى التوجه إلى بريطانيا في سنة 1986 للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة "درم"، ثم العمل كباحث وأكاديمي في الولايات المتحدة الأميركية حتى سنة 1995، ليعود بعدها إلى دمشق للقاء فتحي الشقاقي للمرة الأخيرة قبل اغتياله في مالطا في السنة نفسها (1995). انتُخب رمضان أميناً عاماً للجهاد الإسلامي خلفاً لرفيقه فتحي مكملاً بذلك مسيرته ومؤمناً بكلماته:[18] "في ذكراك، آتيك يا مولاي، ولا نجمَ في سماء دربي سوى عشقك، تؤنسني بَحة صوتك في النشيد في صحراء الوجود."[19]
عودة إلى جامعة بيرزيت
متمسكاً بالمثل الشعبي "ادرس تجارة والعب بالحارة"، حوّل الطالب الهادىء والمتواضع خليل الشريف تخصصه من كلية الهندسة في جامعة بيرزيت إلى كلية التجارة في الجامعة نفسها.[20] غير أن هذا الشاب الفائق الذكاء والكتمان لم يكن ليغير تخصصه إلّا ليدخل مضماراً آخر، إذ التحق بجامعة بيرزيت في آخر سنوات الانتفاضة في سنة 1991. وفي تلك الأثناء كانت الجامعة تعجّ بقصص البطولة والتضحية، فهناك مئات الطلاب والطالبات والموظفين في سجون الاحتلال، علاوة على العديد من المطاردين والمختفين كالطالب "كنعان" المسؤول الطلابي السري داخل جبهة العمل والمختفي منذ سنة 1982،[21] كما أن الدماء التي نزفت في أروقة الجامعة من الجرحى والشهداء كصائب ذهب وجواد أبو سلمية وموسى حنفي لمّا تنشف بعد.[22] وانتمى الشاب "القائد المجهول" إلى حركة الشبيبة الطلابية، وهي الذراع الطلابية لحركة "فتح"، ثم أصبح منسقاً لها ومتحدثاً باسمها. لكن هذا لم يدم طويلاً، فوَقْع مدريد ثم أوسلو دفعا الشاب المتحمس إلى حمل السلاح برفقة صديقه أمجد الحناوي والالتحاق بكتائب القسّام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وفي آخر ظهور له في جامعة بيرزيت وقف الشاب على غير عادته، على منصة الدعاية الانتخابية لكتلة الوفاء الإسلامية ليقول لزملائه: "إخوتي، أقف أمامكم اليوم، ولكن ليس على منصتكم، وإنما على منصة أُخرى، أتحدث إليكم بعد أن كنتُ أتحدث باسمكم للآخرين...لا أقول لكم أنني أرى ما لا ترون، أو إن هذه محاولة لإرضاء أحد، ولكن هذه محاولة للفت أنظاركم للحقيقة التي ترونها وتسمعونها، ولكنكم تصرون على تجاهلها… فهذا هو صوتكم، وليس صوت أوسلو ولا مدريد... إخوتي، الطريق واضحة، والشمس لا يمكن أن يحجبها الغربال، فإمّا أن تتكلموا اليوم، أو تصمتوا إلى الأبد." وفي 4 أيلول / سبتمبر 1997 استشهد القائد المجهول برفقة رفاقه بشار صوالحة ويوسف الشولي في عملية مشتركة في مدينة القدس.[23]
الجديد ينفي نهاية التاريخ مرة أُخرى!
في سنة 2006 التي شهدت الشرخ الفلسطيني بين حركتَي "فتح" و"حماس"، اجتمع 30 شاباً فلسطينياً من أوروبا والمنطقة العربية ضمن حالة متنوعة سياسياً وأيديولوجياً في برشلونة لحضور أول اجتماع رسمي لشبكة الشباب الفلسطيني. وقد تركزت مناقشات الحاضرين الذين هم في مجملهم فاعلون في الحركة الطلابية، على أن اتفاق أوسلو خلق وضعاً يتم فيه معاملة الشباب على أنهم أطفال من طرف الأحزاب السياسية، وأن لا دور لهم في تطوير الاستراتيجيا السياسية الفلسطينية. وكان الاتفاق الشبابي أن القاعدة الأساسية للانطلاق هي إعادة بناء المؤسسات الوطنية القاعدية على أساس ديمقراطي. وبحلول سنة 2007 تعاونت شبكة الشباب الفلسطيني مع الاتحاد العام لطلبة فلسطين، واستمرت الشبكة في عقد اللقاءات ونظمت مؤتمراً في سنة 2008 في مدريد، وفي سنة 2010 في إقليم الباسك، ضمن جو مملوء بالآراء والتنوع والنقاش، وهو ما جعل الأمر أكثر قرباً وملامسة للواقع الفلسطيني. وقد تطورت نقاشات مؤتمر سنة 2011 لتغير الاسم من "شبكة الشباب الفلسطيني" إلى "حركة الشباب الفلسطيني" (PYM)، وتركز مجمل عملها في فروعها في الولايات المتحدة الأميركية وكندا،[24] هذه الفروع التي تشارك بشكل فاعل جداً في الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية المناصرة للشعب الفلسطيني، ولوقف حرب الإبادة على قطاع غزة.
مَن قتل الجامعة؟ شهادات طلابية بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023
منذ بداية الحرب على قطاع غزة فقدت الجامعات الفلسطينية 21 طالباً شهيداً من جامعات الضفة الغربية، وما يزيد على 523 طالب / ة جامعي / ة، و98 عضو هيئة أكاديمية استشهدوا جرّاء استهداف صهيوني في قطاع غزة:[25] ثلاثة من رؤساء الجامعات، و18 شخصية تحمل درجة بروفسور، و59 تحمل درجة الدكتوراه، و18 درجة الماجستير،[26] وآخرهم كان الدكتور البروفسور ناصر أبو النور عميد كلية التمريض في الجامعة الإسلامية الذي استشهد في 21 شباط / فبراير 2024، كما استشهد رئيس الجامعة الإسلامية البروفسور سفيان تايه في 2 كانون الأول / ديسمبر 2023. أمّا عن أبنية الجامعات فتُقدَّر الخسائر بأكثر من 90%، إذ طالت الخسارة مجمل أبنية الجامعات الفلسطينية في غزة عبر التدمير الممنهج وتفخيخ المباني وتفجيرها مثلما حدث مؤخراً في جامعة الأقصى، فضلاً عن عمليات السرقة الممنهجة وإتلاف المختبرات والمكتبات والوثائق،[27] وتحوّل ما تبقّى منها إلى مراكز إيواء ونزوح. تقول خلود جرادة:[28] "لن أبدأ من هذه الحرب، لأنها لم تنتهِ بعد، ولم نشهد لها مثيلاً على الإطلاق، والمستقبل فيها غير قابل للتنبؤ. فمنذ خمسة أعوام ونصف عام، وخلال كل فصل، كان هناك مشكلات جرّاء الحروب الدائمة والعدوان على غزة." وتتذكر خلود عدوان أيار / مايو 2023 الذي وقع قبل الامتحانات النهائية بثلاثة أيام، والذي استمر خمسة أيام. ففي أول يوم حاولت أن تُكمل دراستها مع أن القصف كان صوته عالياً وقريباً، وكانت تدرس خوفاً من السقوط في الامتحانات، لكنها في اليوم الثاني توقفت عن الدراسة وقالت لنفسها: "هذا ليس أمراً طبيعياً، هؤلاء أبناء شعبي يستشهدون وتُقصف منازلهم." وبعد انتهاء الحرب تفاجأت بأن الامتحانات في موعدها! وهنا بدأت المشكلات مع إدارة الجامعة والنقاشات مع الحركات الطلابية.
منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، تضررت الجامعة بشكل كبير، فهناك مبانٍ سقطت، وأُخرى تحولت إلى مراكز نزوح لأشخاص سكنوا فيها محوّلين بعض المساحات إلى أمكنة للطبخ، وللباعة المتجولين الذين انتشروا في الساحة. لقد تحولت الجامعة إلى مدينة كاملة، وأغلبية المختبرات والمعامل والقاعات مدمرة، كما أن دوام طلبة الطب في آخر ثلاثة أعوام، والذي يجب أن يكون في المستشفيات، توقف الآن لأنه لم يعد يوجد مستشفى في قطاع غزة لم يتدمر. أمّا مدرّسو الطب، فكانوا في معظمهم، في مستشفى الشفاء، ومنهم مَن استشهد، ومنهم مَن اعتُقل، ومنهم مَن فقد أشخاصاً من عائلته وقُصف منزله. أما خلود جرادة، فقد فقدت كثيراً من رفيقاتها، وخصوصاً زميلة قريبة منها جداً، والتي استشهدت.
جامعات الضفة الغربية المحتلة
بحدود الساعة 9:13، في صباح يوم السبت الموافق فيه 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، أعلنت جامعة بيرزيت في صفحتها أن التعليم والدوام الإداري والأكاديمي في ذلك اليوم سيكون عن بُعد نظراً إلى الأوضاع السائدة،[29] وفي اليوم التالي أعلنت معظم الجامعات بداية التعليم عن بُعد إلى حين إعلان خلاف ذلك. لقد تحولت جامعات الضفة الغربية في مجملها إلى الدوام الإلكتروني خلال الفصل الدراسي الأول، وهو ما ساهم بفصل الطلبة عن الحركة الطلابية، وتحوّل العمل الوطني إلى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لا أكثر. وكان العمل الطلابي مرهقاً خلال هذا الفصل بسبب استهداف الاحتلال للكوادر الطلابية واعتقال معظم الفاعلين، كما كان لسوء الحالة الاقتصادية وصعوبة التنقل دور حقيقي في عدم قدرة الجامعات والحركة الطلابية على صوغ موقف واضح من التعليم الإلكتروني والوجاهي، الأمر الذي كان له دور في دفع الحركة الطلابية إلى خوض إضرابات تحمل مطالب تُعتبر ثانوية في زمن الحرب، وغريبة في ظل ما يتعرض له طلبة وجامعات قطاع غزة. يقول خضر الأحمر[30] (اعتقلته قوات العدو على حاجز الكونتينر في طريقه إلى منزله في 13 / 3 / 2024): إن العام النقابي في جامعة بيرزيت بدأ بطريقة غير طبيعية، إذ كان رئيس المجلس وعدد من الطلبة معتقلين اعتقالاً سياسياً لدى أجهزة السلطة، ولذلك جُمّد العمل النقابي حتى تحرر رئيس المجلس. ويصف الفرحة في صباح 7 تشرين الأول / أكتوبر على وجه الطلبة والعاملين، حتى إن الجامعة دعت إلى إخلاء المرافق، بينما كان الطلبة يرغبون في البقاء متجمهرين، فنُقل التجمهر إلى رام الله. أمّا أكثر العوائق فكان التعليم عن بُعد الذي أثّر جداً في طبيعة حضور الحركة الطلابي، وفي التفاف الطلبة حولها. والعامل الثاني كان الهجمة الصهيونية التي أدت إلى اعتقال ما لا يقل عن 45 طالب / ة من قيادات الحركة الطلابية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحركة الطلابية حاولت بكل الطرق تسليط الضوء في أنشطتها على الشهداء. ويضيف صالح حسن[31] (اختطفته قوة من المستعربين من أمام جامعة بيرزيت برفقة الطالب عمر زلوم في 22 / 2 / 2024): "مهما عملنا في الجامعة نصرة لغزة لن نقدر أن نعوّض دمعة واحدة نزلت من عين أم في غزة." وظل صالح مطارداً لفترة طويلة اقتحم جيش العدو خلالها بيته أكثر من مرة، واعتقل والده وشقيقه للضغط عليه. ويضيف صالح: "الاحتلال يكره أن يرى الجامعة تجمع طلبة الخليل مع رام الله ونابلس في المكان نفسه، ولذلك عمل على إغلاق الطرق والتنكيد على حياة الناس على الحواجز واعتقال عشرات الطلبة. ومع ذلك عملت الحركة الطلابية على تنظيم الاحتجاجات والمسيرات، كما كان هناك صيغة لمقترح عمل دوام مختلط (وجاهي وإلكتروني) كجزء من إعادة الحياة إلى الجامعة خلال الفصل الدراسي الأول."
لم يكن الوضع في جامعة بيت لحم كما هو في بيرزيت. تصف سلوى فراج[32] يوم 12 تشرين الأول / أكتوبر 2023 حين استشهد زميلهم خالد المحتسب في اشتباك مسلح في قلب مدينة القدس كيوم مليء بالفخر والبطولة والحزن فتقول: "كان خالد طالب إدارة فندقية في سنته الثانية، وسكرتير جبهة العمل الطلابي التقدمية – الذراع الطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان استشهاده مؤثراً جداً، وفي اليوم الثاني، أقام له الطلبة جنازة رمزية في باحات الجامعة، وكان هناك صعوبة في الوصول إلى أهل الشهيد وزيارتهم كونهم في بلدة بيت حنينا في القدس، كما أن العدو احتجز جثمان الشهيد وأقفل منزل أهله بالأسمنت وهجّر عائلته من البيت. وشيّد رفاق الشهيد صرحاً له في مقبرة الشهداء في مخيم الدهيشة حيث أضيف اسمه على صرح شهداء جامعة بيت لحم."
وبشكل مشابه في جامعة فلسطين التقنية - خضوري طولكرم، يقول طارق حشمة[33] إنه منذ بداية اشتعال شمال الضفة ارتقى العديد من طلبة جامعة خضوري شهداء، وكان أبرزهم الشهيد البطل أمير أبو خديجة مؤسس الكتيبة، والذي ارتقى في 23 آذار / مارس 2023، ثم الطالب الشهيد لبيب ضميدي الذي استشهد برصاص المستوطنين في بلدة حوارة في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2023، وخالد زبيدي الذي لا تفارق الابتسامة وجهه الجميل، والذي استشهد في 12 / 1 / 2024 بعد قيام جيش العدو بإطلاق الرصاص عليه وضربه حتى الموت والتنكيل بجثمانه. وقد استشهد منذ بداية العام ما لا يقل عن 10 شهداء من الطلبة، فضلاً عن عشرات الأسرى في سجون العدو والسلطة.
وفيما يتعلق بالجامعة العربية الأميركية في جنين، فيقول علي بعجاوي[34] إنه منذ بداية تصاعد الحالة الوطنية في جنين، تبدّل مفهوم الطليعة في قيادة المجتمع والحالة الوطنية، فكان انعكاس الحالة الوطنية في جنين على داخل الجامعة، وليس العكس، وهو ما زاد في الأنشطة الوطنية والثقافية. أمّا عمّن يقود عملية التغيير الفعلية فهم بكل وضوح، الشهداء. فالشهداء الذين يرتقون لهم أصدقاء وأشقاء وشقيقات في الجامعة، وهذا ما يؤثر في الجامعة اجتماعياً بشكل كبير. وعلى المقلب الآخر يبقى هناك ارتهان في مفهوم العمل الطلابي، إذ إن هناك نوعاً من ثقافة الرفاهية الخادعة التي تعمل الإدارات منذ أعوام على تعزيزها عبر المقاهي والمطاعم المحيطة في الجامعة أكثر من التفكير في الجانب الوطني، هذا إلى جانب نقص الكوادر المثقفة ذات الخبرة والقادرة على التغيير.
أمّا عن جامعة القدس في أبو ديس فيقول ممثل أحد الكتل الطلابية في جامعة القدس،[35] إن أخطر ما مرت به الجامعة خلال الحرب كان قرار العدو الصهيوني مصادرة أراضٍ من جامعة القدس وهدم الشارع الرئيسي الواصل بين بلدتَي أبو ديس والسواحرة، وبناء برج عسكري ونقطة مراقبة في داخل الجامعة. وكان هناك تحرك بشكل قانوني عن طريق العيادة القانونية، ومؤسسات حقوق الإنسان، وأشكال أُخرى لإفشال المشروع، لكن مع ذلك بدأ التنفيذ الفعلي في 20 / 2 / 2024 من دون حالة احتجاج حقيقية، وخصوصاً أن التعليم كان إلكترونياً (عن بُعد)، ولم يكن هناك مظهر احتجاجي طلابي أو أكاديمي مثل تظاهرة أو وقفة أو مؤتمر صحافي.
أخيراً تقول زينة عودة:[36] طوال 16 عاماً، كان وجود الكتلة الإسلامية في قيادة مجلس الطلبة في جامعة النجاح ضعيفاً، غير أن فوزها في سنة 2023 كان تعبيراً عن الحالة النضالية المتصاعدة في شمال الضفة الغربية. وكان الوضع ما قبل 7 تشرين الأول / أكتوبر مملوءاً بالأحداث، فجامعة النجاح في نابلس كانت قريبة جداً من بؤرة اشتباك، وكثيرون من الطلبة هم من جنين وطولكرم وطوباس وقلقيلية، كما أن كثيراً من الطلبة[37] والخريجين كانوا جزءاً من حالة الاشتباك مثل الشهيد البطل مهند شحادة منفذ عملية عيلي برفقة خالد الصباح. لكن الصدمة بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر دفعت الحركة الطلابية إلى التوجه مباشرة إلى الشارع، وتلبية جميع الدعوات الاحتجاجية، الأمر الذي زاد في عدد الأسرى والمطاردين من أبناء الجامعة. وفي 15 كانون الثاني/ يناير 2024 اعتُقل 26 طالباً من داخل حرم الجامعة، كانوا في اعتصام طلابي منذ 28 يوماً، ولم تكن إدارة الجامعة تتفاعل مع القضية بشكل ملائم، على الرغم من معرفتها أن بعض الطلبة المعتصمين مطارد من العدو الصهيوني. وبعد الاعتقال استُغل غياب المعتصمين والممثلين الأساسيين لتسوية مطالب الاعتصام، فقد كان لدينا 9 مطالب، لكننا في النهاية لم نحقق إلّا الحد الأدنى منها.
الطلبة الفلسطينيون في جامعات الداخل المحتل
أكثر ما يتعرض له الطلبة الفلسطينيون في جامعات الداخل هو العنصرية المفرطة والعنف الرمزي والعسكرة الدائمة لحرم الجامعات وللمحاضرات، إذ تحول مجمل فئات المستوطنين، بمَن فيهم الأساتذة وطلبة الجامعات إلى جيش احتياط، وهو ما شكل تحدياً أمام الطلبة لحماية أنفسهم، وعدم تعرضهم للأذى، وكذلك لاستكمال تعليمهم وعملهم الطلابي وحياتهم الاجتماعية. تقول مي زبيدات:[38] "بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر كل شيء خرج إلى العلن: التحريض، والعنف، والتجنيد، و'الهاسبراه' (الدعاية الكاذبة)، فعلى سبيل المثال بات قسم الأزياء في أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم يقوم بتصميم مستلزمات للجيش، كما أن الإدارة أوقفت 14 طالباً فلسطينياً عن التعليم وفضحتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، والمعلمة التي كانت تنظّر بالليبرالية صارت تنشر منشورات مليئة بالإسلاموفوبيا. أمّا أول يوم دوام في الفصل، فكان عبارة عن عرض عسكري، ولهذا قررنا في أول أسبوع دوام، وتجنباً لإثارة المشكلات، أن نرسل بريداً إلكترونياً لجميع العاملين في المؤسسة كتبنا فيه: 'نحن الطلبة الفلسطينيين العرب في كلية بتسلئيل نرفض الدخول معكم في أي حوار'."
وتضيف طالبة علم نفس وعلم دماغ في الجامعة العبرية في القدس:[39] "المحاضر يأتي بلباس الجيش ومعه سلاح، الأمر الذي يجعلك غير قادر على التركيز. وفي إحدى المرات كان هناك مشروع مشترك، وللمصادفة كنت في المشروع نفسه مع صهيونية مجندة ومعها بندقية، وطبعاً لم تقبل! وفي محاضرات المشاريع كلها، كانت الأسئلة متعلقة بتأثير حدث 7 تشرين الأول / أكتوبر، وكان على كل طالب / ة علم نفس أن يقوما بسلسلة من التجارب. وفي الصفوف هناك دائماً حديث عن الحرب، لكن طبعاً من وجهة نظر الصهيونيين، كما نُشرت في كل مكان في الجامعة صور للمخطوفين مع بثّ أدعية وموسيقى حزينة. أمّا فيما يتعلق بالطلبة الفلسطينيين فقد تم اعتقال وطرد مجموعة منهم بعد منشورات مناصرة لغزة ورافضة للإبادة."
والوضع مشابه في جامعة بن - غوريون في بئر السبع، فها هي هتاف الهزيل[40] تقول: "أصبح مشهد أن ترى طلبة صهيونيين مع أسلحتهم في المحاضرة مشهداً متكرراً، لأنهم جزء من جيش الاحتياط، حتى إن المحاضر ذات مرة قال أنه عائد من غزة! هذه الحرب جعلت الأمور أوضح، كما أن كمية التحريض على الطلبة الفلسطينيين لا يمكن قياسها، وخصوصاً من خلال حركة طلابية صهيونية اسمها 'إم ترتسو' (إذا اردتم)،[41] وظيفتها التحريض على الطلبة العرب من خلال نشر الصور والفضائح وملاحقة التوجهات الرافضة للصهيونية في المؤسسات المعرفية." وتضيف: "أن تكون طالباً فلسطينياً داخل جامعة صهيونية، يعني حالة قلق دائمة؛ فأنت في قلب مؤسسة قائمة على إبادتك، والسياسات العنصرية لا تهدف إلى تحويلك إلى إسرائيلي، وإنما هي سياسات فردية تهدف إلى تحويلنا إلى أفراد منعزلين عن أي جماعة، وهذه السياسات امتداد للسياسات الخارجية في المجتمع."
خاتمة:
في 30 نيسان / أبريل 2024 كنت أراقب طلبة جامعة بيرزيت وهم يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني في بيرزيت، وهذا ذكّرني بحادثة طرد ليونيل جوسبان، رئيس حكومة فرنسا، من جامعة بيرزيت في شباط / فبراير 2000. وبصفتي موظفاً في المتحف لم أستطع المشاركة في عملية الطرد، لكني رأيت ملامح الفرح على وجوه العاملين والطلبة، لأن هذا كان تعبيراً عن الغضب كممارسة لطرد الاستعمار من الأرض والذاكرة.
قد يكون جمع هذه التأملات ليس سوى محاولة لمقاومة اليأس في تخيل مستقبل الحركة الطلابية الفلسطينية، فالتاريخ ليس ببساطة سرد قصصي لفاعلين كان لهم دور تاريخي في بناء الحركة الطلابية، أو لطلبة عاديين يعيشون حياتهم الأكاديمية والطلابية، وإنما هو تاريخ من العلاقات الاجتماعية المعقدة التي شكلت الحركة الطلابية عبر سلسلة طويلة من النضال. فمشاركة الطلبة في العملية السياسية، ومحاولة تأطير أنفسهم، والتعبير عن ذواتهم بشكل دائم، هي أمور ضامنة للاستمرار في النضال، وفي خلق القيادات القادرة على تحمّل أعباء النضال، وردم الشرخ بين الداخل والشتات الفلسطيني،[42] ونحن أمام تحدٍّ هائل يتمثل في إعادة إعمار جامعات قطاع غزة التي تدمرت بالكامل. وقد يكون ظهور الكتيبة المسلحة أنتج تبدلاً في موقع الطليعة في الضفة الغربية، إذ وضع الحركة الطلابية أمام تحدٍّ حقيقي في قدرتها على العمل الوطني والنسوي والثقافي المساند للكفاح المسلح مع عدم نسيان العمل النقابي أو الغرق فيه، وكذلك محاولة التشبيك مع الحركة الطلابية في أميركا وأوروبا التي انتفضت من أجل فلسطين، والتي تستخدم أدوات في التعليم الشعبي لإعادة تعريف فلسطين بشكل يتجاوز حدود مؤسسة الجامعة معرفياً. وهذا الأمر يتكثف في رسالة الأسير الأميركي موميا أبو جمال لطلبة جامعة نيويورك المعتصمين من أجل فلسطين، والتي يقول فيها:
أنا تلميذ للراحل العظيم فرانز فانون. وأنا أقرأ له كل يوم وأفكر في أفكاره. وعندما أرى ما يحدث في غزة الآن، أعرف أن أهل غزة الآن هم "معذبو الأرض"، وهم يقاتلون من أجل التحرر من أجيال من الاحتلال. لذلك، أيها الإخوة والأخوات، الطلبة، لا يكفي أن نطالب بوقف إطلاق النار. ماذا عن هذا: اجعلوا مطلبكم أن يتوقف الاحتلال! أوقفوا الاحتلال! أوقفوا الاحتلال![43]
* هذا الريبورتاج مُهدى إلى الشهيدَين تامر فقها وأيسر صافي.
المصادر:
[1] انظر "كلمة أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسّام في اليوم الـ 100 من العدوان على غزة"، 14 / 1 / 2024، في الرابط الإلكتروني التالي:
[2] انظر محاضرة لباسل الأعرج خلال ندوة "بين ألف الانتفاضة وباء الهبّة: قراءة في أبجديات المقاومة"، 14 / 11 / 2015، في الرابط الإلكتروني التالي:
[3] دلال باجس، "الحركة الطلابية الإسلامية في فلسطين: الكتلة الإسلامية نموذجاً" (رام الله: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية / مواطن، 2012)، ص 200.
[4] أكدت "الجامعة الإسلامية في غزة" تعرّض مبانيها للقصف في 9 تشرين الأول / أكتوبر 2023، في بيان منشور على صفحتها في فيسبوك، في 10 تشرين الأول / أكتوبر، في الرابط الإلكتروني التالي:
The Islamic University of Gaza الجامعة الإسلامية بغزة | Gaza | Facebook
[5] أحمد مفيد أبو زيّاد، "إضراب: نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت والجامعة الحديثة، 1978 – 2021"، رسالة ماجستير (بيرزيت: جامعة بيرزيت. 2023).
[6] عبد الرحيم الشيخ، "فلسطين - الهوية والقضية: الجامعة وإعادة بناء السردية الوطنية الفلسطينية"، موقع "باب الواد"، 2 / 11 / 2017، في الرابط الإلكتروني التالي:
[7] مجدي المالكي، محرر، "الحركة الطلابية الفلسطينية ومهمات المرحلة: تجارب وآراء" (رام الله: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية / مواطن، 2000)، ص 12.
[8] عماد غياظة، "الحركة الطلابية الفلسطينية: الممارسة والفاعلية" (رام الله: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية / مواطن، 2000)، ص 148.
[9] يقول عبد الرحيم الشيخ: "في إثر نكبة 1948، شهدت فلسطين صدعاً تراجيدياً طال المكان والزمان والإنسان في القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وفلسطين 1948، والشتات. لكن تجربة الأسر، وخصوصاً بعد نكسة 1967، أضافت إلى هذه الأمكنة 'جغرافيا سادسة' هي السجون الصهيونية." انظر: عبد الرحيم الشيخ، "المكان الموازي: رسم الزمن في فكر وليد دقة"، "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 135 (صيف 2023)، ص 187.
[10] انظر: قَسَم الحاج، "جامعة السجن في 'هداريم': استِئْلاف الموحِش وفقه البقاء"، "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 135 (صيف 2023)، ص 107 – 130.
[11] جورج حبش، "الثوريون لا يموتون أبداً"، حاوره جورج مالبرينو، ترجمة عقيل الشيخ حسين (بيروت: دار الساقي، 2009)، وقد أُخذ الاقتباس بتصرف من، ص 24 - 35.
[12] صلاح خلف، "فلسطيني بلا هوية: سيكون لنا ذات يوم وطن" (عمّان: دار الجليل، 1996)، ص 46.
[13] بكر أبو بكر، "الاتحاد العام لطلبة فلسطين" (رام الله : حركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح، مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، د. ت.)، ص 6.
[14] وليد سالم، "الحركة الطلابية بين مهمات استكمال التحرر الوطني ومهمات البناء الديمقراطي"، في: مجدي المالكي، مصدر سبق ذكره، ص 21.
[15] هذه المعلومات أوردها أمير مخول في لقاء عبر "الزووم"، في 31 آب / أغسطس 2021.
[16] رمضان شلّح، "بلا حدود | الدولة الفلسطينية بين مشروعَي المقاومة والتسوية مع أمين حركة الجهاد رمضان شلّح"، حوار مع قناة "الجزيرة"، 11 / 6 / 2008، في الرابط الإلكتروني.
[17] إبراهيم الأمين، "رمضان عبد الله: القائد المفكر والمناضل الواقعي"، جريدة "الأخبار" (بيروت)، 8 حزيران / يونيو 2020، في الرابط الإلكتروني.
[18] يوسف فارس. "رمضان شلّح: الرجل الذي لم يؤمن بنهاية التـاريخ"، جريدة الأخبار" (بيروت)، 8 حزيران / يونيو 2020، في الرابط الإلكتروني.
[19] إبراهيم عز الدين، "إلى الشهيد المعلم فتحي الشقاقي في ذكراه الـ 22"، موقع "باب الواد". 26 / 10 / 2017، في الرابط الإلكتروني.
[20] رند أبو صالح، "بالفيديو | قصة حياة... وكرامات 'القائد المجهول' "، شبكة "قدس"، 21 / 11 / 2018، في الرابط الإلكتروني.
[21] وسام رفيدي، "الأقانيم الثلاثة" (القدس: مركز الزهراء للدراسات والأبحاث، 1998).
[22] عبد الرحيم الشيخ، "سيرة جابي برامكي وتجربته في جامعة بيرزيت (1929 - 2012)" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2015)، ص 154.
[23] مثنّى خميس وسامر كراجة، "الشّهيد خليل الشريف: حكاية توديع اللغة"، "متراس"، 26 / 11/ 2018، في الرابط الإلكتروني.
[24] Mjriam Abu Samra and Loubna Qutami, “Alterity Across Generations: A Comparative Analysis of the 1950’s Jeel al-Thawra and the 2006 Palestinian Youth Movement”, Open Edition Journals, no. 147 (2020).
[25] انظر، إنفوغراف وزارة التربية والتعليم العالي، "انتهاكات الاحتلال بحق التعليم 7 / 10 / 2023 – 7 / 5 / 2024"، في صفحة الوزارة في فيسبوك، في الرابط الإلكتروني.
[26] معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان، "آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع التعليم العالي في قطاع غزة"، إنفوغراف، 2024.
[27] يوسف فارس، "تدمير 90% من الجامعات: هكذا أجهز العدو على قطاع التعليم الغزّي"، جريدة "الأخبار" (بيروت)، 12 / 2 / 2024، في الرابط الإلكتروني التالي:
تدمير 90% من الجامعات: هكذا أجهز العدوّ على قطاع التعليم الغزّي(al-akhbar.com)
[28] خلود جرادة، طالبة طب في جامعة الأزهر في غزة. أُجريت المقابلة معها عبر واتساب، في 1 شباط / فبراير 2024.
[29] جامعة بيرزيت، "مجلس الجامعة يدين العدوان على قطاع غزة"، 9 تشرين الأول / أكتوبر 2023، في الرابط الإلكتروني التالي:
مجلس الجامعة يدين العدوان على قطاع غزة | جامعة بيرزيت (birzeit.edu)
[30] خضر الأحمر، طالب قانون في جامعة بيرزيت. أُجريت المقابلة معه عبر واتساب، في 27 كانون الثاني / يناير 2024.
[31] صالح حسن، تخصص علم حاسوب سنة ثالثة، ورئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت. أُجريت المقابلة معه عبر واتساب، في 27 كانون الثاني / يناير 2024.
[32] سلوى فرّاج، تخصص تمريض سنة ثالثة، وناشطة طلابية في جامعة بيت لحم. أُجريت المقابلة معها عبر واتساب، في 27 كانون الثاني / يناير 2024.
[33] طارق حشمة، تخصص تكنولوجيا إعلام سنة ثانية في جامعة فلسطين التقنية-خضوري. أُجريت المقابلة معه عبر واتساب، في 1 شباط / فبراير 2024.
[34] علي بعجاوي، تخصص تمريض سنة ثالثة، وهو أسير محرر، دخل الجامعة في سنة 2017 حيث درس عاماً واحداً، واعتُقل حتى سنة 2022، وبعد 4 أعوام رجع إلى الجامعة ليُكمل دراسته في الجامعة العربية الأميركية - جنين. أُجريت المقابلة معه عبر واتساب، في 27 كانون الثاني / يناير 2024.
[35] ممثل أحد الكتل الطلابية في جامعة القدس، أُجريت المقابلة معه عبر واتساب، في 27 كانون الثاني / يناير 2024.
[36] زينة عودة، تخصص علوم سياسية سنة رابعة في جامعة النجاح. أُجريت المقابلة معها عبر واتساب، في 27 كانون الثاني / يناير 2024.
[37] في 4 أيار / مايو 2024 استشهد في بلدة دير الغصون بعد حصار دام 15 ساعة، أحد كوادر الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وهو المطارد تامر فقها من طولكرم، وكان برفقة خلية قسّامية مكونة من علاء شريتح، وعدنان سمارة، وآسال بدران، والخلية متهمة بتنفيذ عملية بيت ليد في 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
[38] مي زبيدات، تخصص هندسة معمارية سنة ثالثة، في "أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم" في القدس. أُجريت المقابلة معها عبر واتساب، في 28 كانون الثاني / يناير 2024.
[39] طالبة علم نفس وعلم دماغ في الجامعة العبرية في القدس. أُجريت المقابلة معها عبر واتساب، في 27 كانون الثاني / يناير 2024.
[40] هتاف الهزيل، ماجستير علم النفس الاجتماعي في جامعة بئر السبع. أُجريت المقابلة معها عبر واتساب، في 28 كانون الثاني / يناير 2024.
[41] "إم ترتسو" (إذا أردتم) هي جزء من العبارة المشهورة التي تحولت إلى أسطورة في الرواية والوعي الصهيونيَّين، وهي لمؤسس الصهيونية ثيودور هيرتسل: "إذا أردتم فإنها ليست أسطورة" التي ذكرها في روايته "ألتنويلاند" (Altneuland)، أي: "أرض قديمة جديدة (The Old New Land)، و"إم ترتسو" مؤسسة منذ سنة 2007. انظر: مهند مصطفى. "حركة 'إم ترتسو': حدود الحرية الأكاديمية وتعريف الصهيونية من جديد"، "قضايا إسرائيلية"، العدد 46، المجلد12 (30 حزيران / يونيو 2012)، ص 96.
[42] مؤتمر "الحركة الطلابية الفلسطينية: النقابي والسياسي لإعادة بلورة المشروع التحرري" (رام الله: معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان، 2020).
[43] “Mumia Abu-Jamal Speaks with CUNY Students at Free Palestine Encampment” (April 26th 2024 9:41 PM).