إنها حرب ترمي إلى الانتقام... فحكومة الدولة التي قيل إنها تمتلك رابع أقوى جيش في العالم، شعرت بالمهانة عندما تمكن مقاتلون فلسطينيون من اختراق الحاجز المنيع الذي أقامته حول قطاع غزة، واحتلوا لساعات طويلة مساحات واسعة في منطقة "غلاف غزة" (كيبوتسات، وقرى زراعية، وسديروت، ونحال عوز، وكيسوفيم وصولاً إلى قاعدة رعيم العسكرية، ومعبر إيريز، وبلدات ماغن وكفار عزة)، وألحقوا ضربة قاسية ومؤلمة بصورة الردع الإسرائيلي، الذي لطالما كان محط تباهي الإسرائيليين، كما فضحوا الفشل الاستخباراتي الذريع في التنبؤ بهذه العملية الكبيرة، ولا سيما لناحية التكنولوجيا العسكرية التي تفاخر إسرائيل بتصنيعها وتصديرها إلى العالم، وأثبتوا فشل الحصار المطبق الذي فرضته إسرائيل على القطاع منذ سنة 2006. ولهذه الأسباب كانت القوة العسكرية التي استخدمتها إسرائيل في هذه الحرب كبيرة وغير مسبوقة، وبطبيعة الحال غير متكافئة، ذلك بأنها تقاتل تنظيمات صغيرة نسبياً لا دولة أو جيوشاً نظامية.
نزع إنسانية الفلسطينيين لتسويغ الحرب التدميرية
وللرد على المهانة التي لحقت بها، أقدمت إسرائيل على تعبئة جيشها وقواتها الاحتياطية، وحَشَد حلفاؤها حاملات طائراتهم وبوارجهم الحربية لمساندتها، وسارع قادتُها، بغية تسويغ الحرب الانتقامية التي عزموا على شنها على قطاع غزة، إلى نزع إنسانية سكان القطاع الفلسطينيين، فأعلن وزير حربها يوآف غالانت، بعد بدء الحرب مباشرة، قطع الماء والغذاء والكهرباء عنهم، زاعماً أن دولته لا تحارب بشراً بل "حيوانات بشرية".[1] بينما كان رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، قد سبقه إلى وصف الفلسطينيين بـ "الحيوانات البشرية"، وذلك عندما شبّه حركة "حماس" بتنظيم "داعش"، وصرّح، في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أن الحرب قد فرضها "عدو خسيس، وحيوانات بشرية"، وأن إسرائيل "ستدحر" حركة "حماس" كما "دحر العالم المتحضر داعش".[2]
وما دامت إسرائيل تحارب "حيوانات بشرية"، يصبح من المبرر أن تلجأ إلى مختلف أصناف الأسلحة التي تمتلكها، بما في ذلك القنبلة النووية، فصرّح وزير التراث عميحاي إلياهو، بعد نحو شهر من إعلان يوآف غالانت الحصار الشامل على قطاع غزة، بأنه من ضمن الخيارات التي يتوجب على الحكومة الإسرائيلية دراستها خيار إلقاء قنبلة نووية على غزة.[3] وتبعه، بعد نحو أسبوع، وزير الزراعة آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز الشاباك، الذي أعلن، في معرض رده على سؤال بشأن إجبار أهالي مناطق شمال قطاع غزة على النزوح نحو جنوبه، أن ما يواجهه السكان الفلسطينيون هو "نكبة ثانية"،[4] في إشارة إلى النكبة الأولى التي حلت بالشعب الفلسطيني في سنة 1948. وفي الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2023، شوهد رئيس دولة إسرائيل يتسحاق هيرتسوغ وهو يكتب على إحدى القذائف التي ستُطلق على غزة، خلال وجوده في إحدى القواعد العسكرية، عبارة "نعتمد عليكم"،[5] وذلك في إشارة إلى ثقته بالقدرة التدميرية للجيش الإسرائيلي.
نزع إنسانية الفلسطينيين ليست ظاهرة جديدة
في الواقع، لم تأتِ هذه التصريحات المعلنة لقادة إسرائيل خلال حربها المسعورة على قطاع غزة من فراغ، وهي ليست الأولى في سياق الصراع العربي – الصهيوني؛ فعلى سبيل المثال وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي رفائيل إيتان (1926 – 2004)، العرب بـ "الصراصير المخدرة"، وذلك عندما دعا "إلى الرد على كل حجر من حجارة المتظاهرين الفلسطينيين بإقامة عشر مستوطنات، وقال إن الفلسطينيين بعد إقامة هذه المستوطنات ʾسيمشون كالصراصير المخدرةʿ."[6] كما استخدم الزعيم الروحي لحزب "شاس" عوفاديا يوسف (1920 – 2013) وصفاً مشابهاً، عندما قال في أحد دروسه الدينية في أيار/مايو 2000 إن "العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعاً"، ووصفهم بأنهم "أسوأ من الأفاعي السامة". وفي آب/أغسطس 2004، قال هذا الحاخام نفسه في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية إن "اليهودي عندما يقتل مسلماً فكأنما قتل ثعباناً أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاً من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث."[7]
وفي نظرة مقتضبة على مناهج التعليم الإسرائيلية نرى أنها تشكل بيئة حاضنة لتحقير صورة العربي والفلسطيني في المخيلة الجمعية الإسرائيلية. ففي نتائج استطلاع أجراه أحد المحاضرين في كلية التربية في جامعة حيفا، البروفيسور ادير كوهين، بين طلاب صفوف الرابع والخامس والسادس في مدارس حيفا، جاء ما يلي: "في أكثر من 75 بالمئة من الإجابات ترافقت شخصية العربي مع ʾخاطف الأولادʿ وʾالقاتلʿ وʾالمخربʿ وʾالمجرمʿ وأشباه ذلك.... ففي 80 بالمئة من الإجابات تأطرت تشابيه العربي في العبارات التالية: ʾيعيش في الصحراءʿ وʾصانع الخبزʿ وʾيلبس الكوفيةʿ وʾراعي بقرʿ وʾذو سحنة مخيفةʿ وʾفي وجهه ندبةʿ، وʾقذر ونتنʿ وʾتنبعث منه رائحة كريهةʿ وغيرها....ʾالعرب أصحاب شعر أخضرʿ.... ʾالعرب لهم ذيولʿ."[8]
وقد أُنجزت عدة دراسات تتناول أدب الأطفال في إسرائيل.... وكان النمط في كل القصص تقريباً متشابهاً: "العربي العنيف القذر القاسي الجاهل الذي يريد إيذاء اليهود." [9]
وجرى "تمثيل العربي كرجل شرقي بدائيّ يميل إلى تنمية علاقات خصومة. وهذا الفهم انضفر في الخطابين الخاص والعام في الييشوف قبل إقامة إسرائيل، وبعد قيامها، وتغلغل في نتاج الثقافة والتربية، اللتين نمتا وتطورتا في المجتمع اليهودي."[10] كما أن "التعامل السلبي حيال العربي، من طرف اليهود الإسرائيليين عموماً، يتم اكتسابه في جيل مبكر لدى جميع فئات المجتمع الإسرائيلي. ويصبح هذا التعامل السلبي مركزياً لدى معرفة مصطلح ʾعربيʿ ويتفاقم في جيل الطفولة حتى سن 9- 10 سنوات، حيث يبلغ ذروته."[11] و"تمثل المواقف العامة التي يتبناها الإسرائيليون إزاء الإنسان الفلسطيني، والتي تغلب عليها سمات الشيطنة والتنميط ونزع الشرعية، نتاجاً مباشراً للتعليم الإسرائيلي، بينما تكشف نصوص الكتب المقررة في المدارس الإسرائيلية عما يسمى بـ ʾعنصرية النخبةʿ."[12]
كيف انعكست هذه الظاهرة في الميدان
لقد حوّل الجيش الإسرائيلي ظاهرة نزع إنسانية الفلسطينيين إلى أفعال على الأرض. فبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أسقطت إسرائيل "أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار حربها الواسعة النطاق والمتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين نوويتين." ولفت المرصد إلى أن "وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في آب/أغسطس 1945 قُدِّر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات. ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما."[13] ومن جهة أُخرى، أقدم جيش الاحتلال على أسر مئات المواطنين من قطاع غزة، وقام بتجريدهم من ثيابهم، وجمعهم في "محتشدات"، بهدف الحط من كرامتهم وإذلالهم وزرع شعور الانحطاط في نفوسهم، ناهيك عن الأسرى الذين اقتادهم إلى جهات غير معلومة. وقد أفادت تقارير بتعرض نساء لاعتداءات، وتمت تعريتهن واغتصابهن، كما جرى وضع نساء في أقفاص في العراء في البرد وتحت المطر، وقد أبدت خبيرات أمميات قلقهن جراء تلك الانتهاكات بحق النساء.[14]
وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر قد صادق، في 9 تشرين الأول/أكتوبر2023 ، على أن إسرائيل في حالة حرب تتلخص أهدافها في تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحركتي "حماس" والجهاد الإسلامي بطريقة "تلغي قدراتهما ورغبتهما في تهديد وإيذاء سكان إسرائيل." وقد استندت هذه الأهداف الكبيرة التي وضعتها إسرائيل إلى قوة الدعم الغربي أولاً، وإلى حالة الإجماع غير المسبوق عليها داخل إسرائيل ثانياً، إذ عملت جميع المؤسسات الإعلامية الإسرائيلية، على اختلاف توجهاتها، على صهر وعي المجتمع في بوتقة واحدة تحت شعار أن ما جرى في قطاع غزة تهديد وجودي غير مسبوق لإسرائيل، بل هو تهديد وجودي للشعب اليهودي بصورة عامة. ولتعزيز التوجه الرامي إلى تحشيد المجتمع خلف الجيش، صرح وزير الحرب يوآف غالانت، في أكثر من مناسبة، قائلاً: "إذا لم نحقق انتصاراً في حرب غزة فلن نتمكن من العيش في الشرق الأوسط."[15]
وعلى أساس هذا الإجماع داخل المجتمع الإسرائيلي، فضلاً عن الدعم السياسي والاستراتيجي من جانب القوى الدولية الكبرى، جرى ارتكاب مخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وللتقاليد والأعراف المتعارف عليها خلال الحروب والنزاعات؛ من تدمير القطاع الصحي، إلى استهداف العاملين في الصحافة والإعلام (بلغ عدد الصحافيين الذين استشهدوا منذ بداية الحرب 135 صحافياً وصحافية،[16] إلى تدمير قطاع التعليم، والمحاكم، ومقر البرلمان، وقتل آلاف المدنيين، جلهم من الأطفال والنساء.
لقد خاضت إسرائيل حربها هذه وهي تعرف مسبقاً أن سنة 2023 لا تشبه سنة 1948 من ناحية الحضور الواسع للإعلام، ليس الإعلام التقليدي فحسب، بل أيضاً الإعلام الإلكتروني المرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي. وهذا ما جرى في غزة، على الرغم من المحاولات المتكررة لقطع الإنترنت عن القطاع خلال الحرب. فعلى عكس ما جرى في سنة 1948، لم يعد ممكناً اليوم ارتكاب المجازر والجرائم بسرية تامة من دون أن يعرف أحد بها؛ ففي حرب 1948 ارتُكبت مجازر كثيرة من دون أن تظهر إلى العلن إلاّ بعد عشرات السنين، أو بعد فتح الأرشيفات،[17] بينما في حرب أكتوبر 2023، فإن المجازر والانتهاكات تصورها الكاميرات وتُبث مباشرة على شاشات التلفزة من دون شعور بالخوف أو القلق، ومن دون خشية من المحاسبة.
لقد اعتبرت الحرب المتواصلة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 160 يوماً، من أطول الحروب الإسرائيلية وأكثرها دموية وشراسة، إذ تجاوز عدد ضحاياها الـ 33 ألف شهيد و76 ألف جريح،[18] ناهيك عن المفقودين تحت الردم والركام، وأدت إلى تدمير البنية التحتية لأكثر الأماكن اكتظاظاً في العالم (365 كيلومتراً مربعاً يسكنها نحو مليونين وربع المليون نسمة). وفي 19/12/2023 صرح الصحافي الإسرائيلي تسفيكا يحزقيلي، مراسل "القناة 13" الإسرائيلية، بأن "الجيش كان ينبغي له قتل 100 ألف فلسطيني في قطاع غزة بالضربة الأولى من الحرب"،[19] في إشارة إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين ليس كافياً لإخضاعهم. بينما كتب غيورا آيلاند، وهو رئيس سابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي (2004 – 2006)، وباحث مخضرم في معهد دراسات الأمن القومي، في مقال له في "موقع N 12"، ما يلي: "عندما يصرحون في إسرائيل ʾنحن في حالة حربʿ - هذه ببساطة جملة ناقصة. يجب القول بشكل واضح إن غزة تحولت إلى دولة منذ 15عاماً. دولة غزة بادرت إلى شن حرب على إسرائيل الآن، على دولة إسرائيل العمل بكل قوتها، وفي المقابل، الحفاظ على الجبهات الأُخرى، والقيام بأمور لم نقم بها سابقاً." ويستطرد قائلاً: "عندما تكون في حالة حرب مع دولة أُخرى، أنت لا تمدها بالطعام، ولا تزودها بالكهرباء، أو الماء، أو أي شيء آخر؛ أنت تحاصرها بصورة تامة، وضد دولة، يمكن أن تقصف بشكل أوسع بكثير، وذلك كي تجعلها غير فعالة. هذه هي النتيجة الضرورية للأحداث. هذا ما حدث لليابانيين بعد هجوم ʾبيرل هاربرʿ وللألمان، ولغيرهم. لن يكون هذا سهلاً، وتوجد في يد ʾحماسʿ أوراق كثيرة. المطلوب تصميم قومي واستعداد للقيام بأمور بحجم لم نشهده سابقاً."[20]
عقيدة عسكرية تدميرية تحت شعار "الجيش الأكثر أخلاقية"
هذا النهج في العنف التدميري الممنهج تُرجم عسكرياً في أكثر من محطة في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، وحملت هذه الترجمة مصطلحات مختلفة، منها "عقيدة الضاحية" التي كان أول من عبّر عنها غادي أيزنكوت، والتي أضحت فيما بعد عقيدة استراتيجية انتهجها الجيش الإسرائيلي (عقيدة الضاحية) في حروبه، وهي تقوم على استخدام القوة غير المتكافئة، أي تدمير حي أو قرية كاملة في مقابل كل صاروخ يطلق على إسرائيل، وكان المقصود في تلك الفترة قرى جنوب لبنان.
ونُفذت هذه الاستراتيجيا في حرب تموز/يوليو 2006 على لبنان، واستمدت اسمها من الضاحية الجنوبية لبيروت، ومما فعلته آلة الحرب الإسرائيلية هناك. وفي مقابلة لأيزنكوت مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" في سنة 2008، وهي الأولى بعد تلك الحرب، قال: "إن إسرائيل ستستخدم قوة مفرطة (Disproportionate) لتدمير القرى اللبنانية التي يطلق منها مقاتلو حزب الله الصواريخ على مدنها في أي حرب مستقبلية." وأوضح قائلاً: "ما حدث للضاحية الجنوبية ببيروت في 2006 سيحدث لكل قرية تُطلَق منها النار على إسرائيل." وأضاف: "سنستخدم قوة مفرطة ضد القرية ونلحق بها ضرراً ودماراً كبيرين. ومن وجهة نظرنا، هذه لن تكون قرى مدنية، بل قواعد عسكرية." وتابع أيزنكوت: "هذه ليست توصية. إنها خطة. وقد تم إقرارها."[21] ويبدو اليوم أن هذه العقيدة هي التي صار ينتهجها الجيش الإسرائيلي في حروبه، وهو ما نشاهده في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولعل أحد تجليات هذه العقيدة في العقل الإسرائيلي، منذ ما قبل الحرب، يظهر في ما يكتبه المعلقون الإسرائيليون الذين اعتبر بعضهم أنه "لا يوجد مدنيون غير ضالعين في القتال في غزة"، وهذا عنوان مقال للناشط اليميني والمحامي الإسرائيلي أفيعاد فيسولي نشره في "القناة 7 - عروتس شيفع"، والذي أورد فيه ما يلي: "بصورة عامة، يعرَّف ʾالمدنيون غير الضالعين في الأعمال القتاليةʿ، بحسب القانون الدولي، بأنهم ʾمدنيون لا يشاركون في القتالʿ. إن مواطني قطاع غزة، يقاتلون في المعارك التي تخوضها حركة ʾحماسʿ بصورة نشطة، أو غير نشطة: لقد انتخب مدنيو غزة ʾحماسʿ لتمثيلهم... وشارك سكان قطاع غزة، الذين لا ينتمون إلى حركة ʾحماسʿ، في مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر"، مضيفاً "ما دام سكان قطاع غزة لم يرفعوا الراية البيضاء بعد، ولم يقوموا بطرد حركة ʾحماسʿ من القطاع، ولم يتعاونوا مع الجيش الإسرائيلي في الحرب الهادفة إلى القضاء على المنظومة العسكرية، وتدمير الوسائل القتالية، وشبكة الأنفاق التابعة لحركة ʾحماسʿ، وإعادة المخطوفين، يجب اعتبار هؤلاء ʾالمدنيينʿ داعمين للقتال، أو مساعدين للحركة، ويجب تعريف هؤلاء والتصرف معهم، بصفتهم أعداء للدولة، وأعضاء في ʾحماسʿ."[22]
إن هذه العقيدة وغيرها من العقائد والمقولات والأفعال العسكرية التدميرية تعكس جوهر الفكرة الصهيونية التي تقوم على القتل والتهجير والحطّ من إنسانية الإنسان وكرامته، ولا يمكن قراءتها بمعزل عن ذلك، كما لا يمكن قراءة ما يجري في قطاع غزة من حرب تدميرية وتهجيرية بمعزل عنها.
ويتم تسويغ هذا التدمير المنفلت من كل عقال من خلال مقولات وشعارات وخطابات إعلامية تروج لفكرة أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم. وفي هذا الإطار يقول محمد علي الخالدي في مقالة له بعنوان "الجيش ʾالأكثر أخلاقيةʿ في العالم: ʾالشِّرعة الأخلاقيةʿ الجديدة للجيش الإسرائيلي والحرب على غزة" ما يلي: "كثيراً ما تفاخر الجيش الإسرائيلي بأنه يتمسك بأرفع المعايير الأخلاقية، وكثيراً ما وصفه القادة الإسرائيليون، السياسيون والعسكريون على حد سواء، بأنه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم."[23] وبطبيعة الحال هذا مجافٍ للحقيقة، ذلك بأن الممارسات الإسرائيلية، منذ عام 1948 وليس فقط خلال الحرب التدميرية الأخيرة على قطاع غزة، لا تلتزم بأي معايير أخلاقية على الإطلاق. ومنذ تأسيس هذه الدولة المحتلة "روجت من خلال أعتى وأكبر وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية وغير الإسرائيلية، لهذه المقولة المجافية للحقيقة على أرض الواقع. وأكبر دليل على ذلك ما جرى خلال حربها على فلسطين سنة 1948 من تدمير وتهجير وطرد، أو ما جرى خلال عدوان 1967 مع جنود الجيش المصري في صحراء سيناء، ومؤخراً ما كشفته صحيفة ʾهآرتسʿ عن مقبرة جماعية لنحو 80 جندياً مصرياً قُتلوا في العدوان نفسه وقامت السلطات الإسرائيلية بعد ذلك بدفن الجثث في قبر حجمه 20 متراً تحت كيبوتس نحشون في منطقة اللطرون بالقرب من القدس."[24]
ما ذُكر من ممارسات ما هي إلاّ غيض من فيض ممارسات الجيش الإسرائيلي التي تفتقر إلى أي قيم أو معايير إنسانية وأخلاقية، كما أن المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية منذ بداية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي تدحض وتنفي ادعاء الجيش الأكثر أخلاقية. وفي هذا السياق يختم محمد علي الخالدي مقالته بالقول: "ما تريد هذه المقالة قوله هو أن بعض أعمال العنف المتعمدة التي مارستها القوات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين خلال ʾعملية الرصاص المسبوكʿ، يمكن إرجاعه بصورة مباشرة إلى الشِّرعة الأخلاقية التي صادق عليها الجيش الإسرائيلي رسمياً، ونُشِرت على أعلى مستويات القيادة العسكرية الإسرائيلية كي تحكم ʾمكافحة الإرهابʿ.
ويضيف: "يمكن القول إن هناك فارقاً قانونياً أيضاً، فالعنف المتعمَّد ضد المدنيين يُصنَّف كجريمة حرب في القانون الإنساني الدولي، أمّا الهجوم الواسع النطاق على السكان المدنيين ʾطبقاً لسياسة دولة أو منظمة في ممارسة مثل هذا الهجوم، أو تعزيزاً لتلك السياسةʿ، فيُصنَّف في المقابل، كجريمة ضد الإنسانية."[25]
التهجير هدف رئيسي من أهداف هذه الحرب
ما إن بدأ جيش الاحتلال حربه التدميرية على قطاع غزة، حتى طلب من السكان المدنيين، في شمال القطاع بصورة خاصة، النزوح جنوباً، وذلك تحت وطأة القصف والاستهداف الممنهج لمساكنهم ومرافق حياتهم. فألقت الطائرات الإسرائيلية مناشير تطلب من الناس النزوح جنوباً، محددة لهم ممرات آمنة (لم يحترمها الجيش الإسرائيلي في كثير من الأحيان إذ عمد إلى قصف قوافل النازحين). وكان الهدف من هذا الطلب دفعهم إلى الهجرة إلى خارج القطاع، وهو ما صرح به كبار القادة العسكريين السابقين، وكتب عنه الكتّاب والمعلقون في كبريات وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفيما يلي نماذج مما قيل بهذا الشأن:
فقد اعتبر الصحافي شموئيل إلياهو، في "القناة 7 - عروتس شيفع"، أن تهجير أهالي قطاع غزة هو الحل الإنساني لهم، وكتب: "الهجرة من غزة هي حل ʾإنسانيʿ واقتصادي أيضاً، وسيوفر كثيراً من سفك الدماء، ويشكّل كارثة بالنسبة إلى ʾحماسʿ، التي ʾيعتاش زعماؤها من هذه الحرب الدائمةʿ"، مضيفاً أن هذا الاقتراح يشكل "النهاية الحقيقية للحرب، وهو من أكثر الاقتراحات ʾإنسانيةʿ، وهذا ما علّمنا إياه التوراة، أمّا كل الاقتراحات الأُخرى، فهي اقتراحات حل تدعو إلى الحرب المقبلة، وليس لدينا ما يكفي من الأبناء لحروب غير ضرورية. إذاً، فلندفع قُدماً بهذا الحل الذي يحافظ على الحياة."[26]
أمّا ألوف بن فقد قدّر في "هآرتس"، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أن: "الخطوة الاستراتيجية الرئيسية لإسرائيل في الحرب ضد ʾحماسʿ هي طرد سكان غزة إلى الجنوب، ولو موقتاً، وهدم المدينة." مضيفاً: "طرد السكان الفلسطينيين وتحويل منازلهم إلى ركام من الردم وفرض قيود على دخول الوقود إلى القطاع، كانت خطوات كاسرة للتوازن، استخدمتها إسرائيل في المواجهة الحالية، بعكس الجولات السابقة في الجنوب." [27]
ما ذهب إليه ألوف بن، وما سبق ذكره من تصريحات، يؤكد ما كتبته عميره هاس في مقالها في "هآرتس"، بتاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، والذي نقلت فيه تصورات بعض الأوساط الإسرائيلية لمستقبل غزة، ومن هذه الأوساط جنود في الميدان وأكاديميون. وأشارت هاس في مقالها إلى أن الجندي بنيامين كربلز اقترح في تعليق له على صفحة "إلى البيت - عائدون إلى غزة" على فيسبوك، التي أُنشئت في سنة 2014 خلال الحرب على غزة، إنشاء مدينة مكان غزة، إذ كتب كربلز: "بعد عامين، ستقوم مدينة أمّ في إسرائيل تسمى ʾنصر إسرائيلʿ، ستكون في مكان ʾبلد القتَلةʿ، غزة سابقاً."[28] أمّا البروفيسور أفيتار متنياه، من جامعة تل أبيب، فطالب بتدمير غزة، وبحسب مقالة هاس، فإن متنياه عرض بتاريخ 27/10 في النسخة المطبوعة من صحيفة "مكور ريشون" اقتراحاً يقضي بـ "تقليص غزة بحيث تشمل الجزء الجنوبي فقط، بعد تهجير المجتمع الفلسطيني، ثم هدم غزة كلياً، وإقامة حديقة عملاقة مكانها لتكون تذكاراً للضحايا."[29]
التهجير فكرة قديمة تتجدد كلما سنحت الفرصة
بالعودة 75 عاماً إلى الوراء، نجد أن سياسة الطرد والتهجير هي سياسة صهيونية قديمة؛ فقد قامت إسرائيل على أنقاض شعب آخر طردته وهجّرته من مدنه وقراه التي دُمِّر الجزء الأكبر منها بقوة السلاح في سنة 1948، في ممارسة واضحة لما اصطُلح على وصفه فيما بعد بـ "التطهير العرقي في فلسطين".
وقد أثبت العديد من المؤرخين العرب والإسرائيليين، بالرجوع إلى الأرشيفات، أن التهجير هو في جوهر العقيدة الصهيونية، وهو ما عكسته مواقف عديدة لقادة صهيونيين دعوا صراحة إلى طرد الفلسطينيين من وطنهم. فأحد المؤسسين الأوائل للمشروع الصهيوني في فلسطين، وأول رئيس حكومة لإسرائيل، دافيد بن – غوريون، قال في خطاب مهم له أمام اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في حزيران/يونيو 1938 ما يلي: "أنا أؤيد الترحيل القسري، ولا أرى فيه شيئاً غير أخلاقي."[30]
وكانت الخطة التي أُطلق عليها اسم "الخطة دالت"، التي وضعها قادة الهاغاناه في اجتماع عقدوه في آذار/مارس 1948 وشارك فيه دافيد بن - غوريون شخصياً، هي الدليل الدامغ على عزم القادة الصهيونيين على تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين من خلال تكثيف العمليات العسكرية ضدر قراهم وبلداتهم. وفي معرض وصفه لهذه الخطة، كتب المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابه: "في عصر يوم أربعاء بارد، في 10 آذار/مارس 1948، وضعت مجموعة من أحد عشر رجلاً، مكونة من قادة صهيونيين قدامى وضابطين عسكريين شابين، اللمسات الأخيرة على خطة لتطهير فلسطين عرقياً. وأتت الاشتباكات المسلحة مع الميليشيات الفلسطينية المحلية لتوفر السياق والذريعة المثاليين من أجل تجسيد الرؤية الأيديولوجية التي تطلعت إلى فلسطين نقية عرقياً."[31] وكان المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي قد سبق بسنوات طويلة إيلان بابه إلى الكشف عن الخطة "دالت" أو "الخطة د"، وعرّفها بأنها "الاسم الذي أطلقته القيادة الصهيونية العليا على الخطة العامة للعمليات العسكرية، والتي بموجبها شنّ الصهيونيون هجمات عسكرية متلاحقة في نيسان/أبريل وأوائل أيار/مايو 1948 في شتى أرجاء فلسطين، وهذه الهجمات التي أدت إلى تحطيم المجتمع العربي الفلسطيني، وإلى طرد وتشريد وإفقار أغلبية الشعب الفلسطيني، كان محسوباً لها أن تنجز سياسة الأمر الواقع التي بنيت عليها دولة إسرائيل."[32] ويستطرد الخالدي في تعريف جوهر هذه الخطة التطهيري ويربطه بشكل وثيق بالأيديولوجيا الصهيونية، فيكتب: "إن الأسس الأيديولوجية التي بُنيت عليها خطة دالت هي في صميم الفكرة الصهيونية. لقد كان لصهيونيي أوروبا الشرقية في القرن التاسع عشر كثير من السمات المشتركة مع غيرهم من قوميات ذاك الزمن، لكنهم وخلافاً لغيرهم لم يكن لهم آنذاك أرض يسمونها أرضهم. أمّا القوميات الأُخرى فكانت تسعى إمّا للانسلاخ عن سلطة حاكمة أجنبية، وإمّا لانتزاع مزيد من التنازلات من هذه السلطات على أراضيهم بالذات. غير أن الصهيونيين كانوا يبحثون حقاً عن مثل هذه الأرض، والأرض التي كانوا يبحثون عنها هي أرض يبغون تملكها بالكامل وطبعها بطابعهم الخاص."[33] وفي هذا الصدد، يقول نور الدين مصالحه: "كان حلم قيام أغلبية يهودية عظمى في فلسطين يتضمن دوماً قيام دولة يهودية متجانسة...وكانت الفكرة الكامنة وراء ترحيل/اقتلاع السكان العرب من فلسطين تتماشى مع أيديولوجية ترتكز حصراً على إثنية واحدة، وترمي إلى إعادة تكوين الحقائق الإثنية الدينية والديمغرافية في فلسطين، الأرض والبلد الذي كان سكانه بأغلبيتهم العظمى حتى سنة 1948 ينتمون إلى شعب آخر، وجعلها دولة يهودية ʾذات دين واحدʿ."[34]
ولم يقتصر تبني فكرة التهجير على التيار الغالب داخل المنظمة الصهيونية، بل تبناها أيضاً التيار الصهيوني "التصحيحي"، الذي عبّر عنه فلاديمير (زئيف) جابوتنسكي، الذي كتب: "لا يمكننا أن نعد لا عرب فلسطين ولا سائر العرب بأي تعويض عن فلسطين، والاتفاق الطوعي معهم غير وارد في الحسبان. لهذا، فإن هؤلاء الذين يعتقدون بأن مثل هذا الاتفاق هو بمثابة Sine qua non condition (شرط لا غنى عنه) بالنسبة للصهيونية يمكنهم أن يقولوا الآن: non (لا) وأن يغادروا الصهيونية. استيطاننا -إمّا أن يتوقف وإمّا أن يتواصل ضد رغبة السكان الأصليين، وبمقدوره أن يتواصل ويتطور بحماية قوة مدافعة مستقلة عن السكان المحليين- جدار حديدي لن يكون بمقدور السكان المحليين اختراقه."[35]
تلامذة فلاديمير جابوتنسكي، في "الأرغون" (إيتسل) و"ليحي"، الذين كانوا وراء تنفيذ مذبحة دير ياسين في 9 نيسان/ أبريل 1948، إلى جانب قوات تابعة لـ "الهاغاناه"، جسدوا هذه النظرة الصهيونية إلى شعب فلسطين، وهذا ما بيّنه وليد الخالدي في كتابه "دير ياسين الجمعة، 9/4/1948" حين كتب: "ويخبرنا يهودا لبيدوت، مساعد بن تسيون كوهين، في شهادة له عن الاجتماع، أن الاقتراح خلاله بتصفية سكان دير ياسين إنما جاء من ليحي وأن الغرض من ذلك كان أن نثبت للعرب ماذا يحدث عندما تشترك إيتسل وليحي في عملية واحدة، وأن تحدث عاصفة من الأصداء تجتاح البلد بأسره وتصبح نقطة تحول في القتال بيننا وبين العرب. وبكلمة كان المقصد تحطيم معنويات العرب ورفع معنويات الجالية اليهودية في القدس ولو قليلاً، وهي التي كانت في الحضيض نتيجة الضربات الموجعة التي كانت قد تلقتها مؤخراً."[36] ويضيف في موضع آخر من الكتاب، نقلاً عن عاموس بيرلموتر، كاتب سيرة مناحم بيغن: "إن بيغن صرّح تلك الليلة أن احتلال دير ياسين ʾإنجاز رائعʿ (بالعبرية: هيسِغ غَدُول)، وإن حاييم لنداو، نائب بيغن، وجّه الرسالة التالية إلى قادة العملية: ʾتقبلوا تهانينا على هذا النصر المدهش، انقلوا إلى الجميع أفراداً وقادة أننا نصافحهم فخورين بروحهم القتالية الغازية التي صنعت التاريخ في أرض إسرائيل وإلى النصر كما في دير ياسين كذلك في غيرها سنقتحم ونبيد العدو، ربنا، ربنا لقد اخترتنا للفتحʿ."[37]
اليوم يسير حكّام إسرائيل على نهج تلامذة فلاديمير جابوتنسكي ومناحم بيغن، فها هو بنيامين نتنياهو يقول: "أنا طالب والدي البروفيسور بن تسيون نتنياهو وكذلك طالب زئيف جابوتنسكي."[38]
*النص: مقدمة كتاب: "غزة: حرب الانتقام المسعورة"، صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 2024.
[1] "غالانت يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يتجه نحو شنّ هجوم كامل على قطاع غزة ويكرّر القول: ʾإننا نحارب حيوانات بشريةʿ"، نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، العدد 4124، 11/10/2023.
[2] ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، "الأحداث والخطابات: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، 9/10/2023.
[3] يوسي ميلمان، "عميحاي إلياهو دمّر 60 عاماً من سياسة الغموض"، نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، العدد 4150، 6/11/2023.
[4] "The Palestinian Authority Is Israel’s Partner”, Haaretz, 13/11/2023.
[5] "رئيس الاحتلال يوقع على إحدى القذائف المعدة لاستهداف غزة"، "عربي 21"، 25/12/2023.
[6] "رفائيل إيتان"، "الجزيرة نت"، 29/3/2025.
[7] "عوفاديا يوسف.. عندما يتحول الحاخام إلى داعية كراهية"، "الجزيرة"، 7/10/2013.
[8] أنطوان شلحت، "ثقوب في الثقافة الأخروية: متابعات عن الثقافة والواقع الثقافي الإسرائيلي" (عكا: مؤسسة الأسوار، 1988).
[9] إسماعيل أبو سعد، "كيف تصور الكتب الدراسية العرب في جهاز التعليم اليهودي في إسرائيل؟"، مجلة "قضايا استراتيجية"، 17/12/2006.
[10] أنطوان شلحت، "عن تنشئة إسرائيلية صنعت صورة ʾالعربي الخطـرʿ"، "عرب 48"، 31/10/2010.
[11] أنطوان شلحت، "الصراع الصامت [حول كتاب "الصراع العربي - الإسرائيلي في كتب التاريخ المدرسية الإسرائيلية"]"، 16/1/2007.
[12] أنوريت بيلد إلحنان، "فلسطين في الكتب المدرسية في إسرائيل: الأيديولوجيا والدعاية في التربية والتعليم"، تقديم أنطوان شلحت، ترجمة ياسين السيد (عمّان، الأردن؛ رام الله، فلسطين: الأهلية للنشر والتوزيع؛ مدار، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، 2013).
[13] "إسرائيل أسقطت ما يعادل قنبلتين نوويتين على قطاع غزة وحصة الفرد الواحد تتجاوز 10 كيلو جرام من المتفجرات"، المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، 2/11/2023.
[14] "خبيرات أمميات يطالبن بتحقيق مستقل حول ادعاءات حدوث انتهاكات صارخة ضد فلسطينيات"، أخبار الأمم المتحدة، 19/2/2024.
[15] "اجتماعان وخلافات بين نتنياهو وغالانت بشأن ترتيبات ما بعد الحرب"، "الجزيرة"، 2/1/2024.
[16] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، "عدوان الاحتلال الاسرائيلي على فلسطين منذ 2023/10/07" (آخر تحديث: 16/4/2024).
[17] هشام نفاع، "إسرائيل تسمح لمواطنيها بمعرفة 2.8% فقط من صورة الحقيقة التي ترسمها وثائق الأرشيف التاريخية!"، مدار – المركز الفلسطيني للدراسات السياسية، 29/5/2023.
[18] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مصدر سبق ذكره.
[19] "صحفي إسرائيلي: كان علينا قتل 100 ألف فلسطيني بغزة في 7 أكتوبر"، "الجزيرة"، 20/12/2023.
[20] غيورا آيلاند، " دولة غزة فتحت الحرب ضد إسرائيل – ويجب القتال بشكل ملائم"، نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، العدد 4021، 8/10/2023.
[21] "قائد المنطقة الشمالية: إسرائيل ستدمّر القرى اللبنانية إذا أُطلقت منها صواريخ قوة مفرطة في أي حرب مستقبلية"، نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، العدد 552، 8/10/2008.
[22] أفيعاد فيسولي، "لا يوجد مدنيون غير ضالعين في القتال في غزة"، نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، العدد 4189، 15/12/2023.
[23] محمد على الخالدي، "الجيش ʾالأكثر أخلاقيةʿ في العالم: ʾالشِّرعة الأخلاقيةʿ الجديدة للجيش الإسرائيلي والحرب على غزة"، "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 83 (صيف 2010).
[24] خالد فراج (تقديم وتحرير)، "استشهاد شيرين أبو عاقلة: سجل توثيقي" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2022)، ص 2 – 3.
[25] محمد علي الخالدي، مصدر سبق ذكره.
[26] شموئيل إلياهو، "الهجرة الطوعية هي الحل الحقيقي للوضع في غزة"، نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، العدد 4207، 1/1/2024.
[27] ألوف بن، "احتلال مدينة غزة والتهجير الموقت للسكان هما الخطوة الإسرائيلية التي كسرت التوازن"، نشرة "مختارات من الصحافة العبرية"، العدد 4153، 9/11/2023.
[28] عميره هاس، "تهجير جماعي، وإقامة حديقة عامة مكان غزة - لا يجب الاستهتار بخطط المستوطنين"، نشرة "مختارات من الصحف العبرية"، العدد 4151، 6/11/2023.
[29] المصدر نفسه.
[30] Central Zionist Archives, minutes of the meeting of Jewish Agency Executive, 12 June 1938.
[31] إيلان بابه، "التطهير العرقي في فلسطين" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2007)، ص 2 – 3.
[32] وليد الخالدي، "خطة دالت مجدداً"، "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 96 (خريف 2013)، ص 307.
[33] المصدر نفسه، ص 308.
[34] نور الدين مصالحه، "طرد الفلسطينيين: مفهوم ʾالترانسفيرʿ في الفكر والتخطيط الصهيونيين، 1882 – 1948" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1992)، ص 7-8.
[35] المصدر نفسه.
[36] وليد الخالدي، "دير ياسين: الجمعة 9/4/1948" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2003)، ص 30-31.
[37] المصدر نفسه، ص 94.
[38] ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، "فيما يلي مقتطفات من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مراسم التأبين الرسمية إحياءً لذكرى زئيف جابوتنسكي رحمه الله في جبل هرتسل"، 18/7/2023.