كان أحد أهدافي لهذه السنة الانضمام إلى الفريق التنظيمي لجائزة الـ "هالت برايز" بين الجامعات على مستوى العالم، فانتظرتُ بفارغ الصبر صدور استمارات التسجيل، وقمت بملئها، ومن حسن الطالع أني قُبلت في المرحلة الأولى لهذه المسابقة، وانتقلت إلى مرحلة المقابلات، وكانت مقابلات الفريق التنظيمي للـ "هالت برايز" في يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في فندق آيان على شاطئ بحر غزة. يومها، استيقظتُ باكراً، وبدأتُ تحضير الزي الرسمي للمقابلة، وتجهيز نفسي لأسئلتها. إن هدفاً من أهداف السنة سيكون مصيره في يد مقابلة لا تتجاوز مدّتها ربع ساعة، لكنه اصطدم بواقع مرير حطمه وأنهاه؛ إذ تبلور حصار خانق منذ 17 عاماً، ليصبح انفجاراً وصراعاً توسع، منهياً أحلاماً وأهدافاً. بدأت الحرب، وبدأت الانفجارات حولنا، لكنها لم تكن الجزء الأسوأ، إذ فوجئنا في اليوم الثاني لها بإلقاء مناشير على منطقتنا، حي النصر، تطالبنا بالنزوح وإخلاء المكان إلى مناطق أُخرى يزعمون أنها آمنة، فنزحنا للمرة الأولى مع العائلة تحت وطأة القصف الشديد، وذهبنا إلى بيت دار خالي في منطقة الصفطاوي، وقمنا بالمكوث عندهم مدة لا تتجاوز الأسبوع، لنتفاجأ عصر اليوم السادس من هذا النزوح باتصالات من ضباط الاحتلال يطالبوننا فيها بإخلاء المنطقة، لأنهم سوف يقصفونها! ربما لم تكن تلك المشاعر مؤلمة كألم النزوح الأول من البيت، لكنها تظل مؤلمة. فنزحنا للمرة الثانية، ذاهبين إلى بيت أختي الوسطى في منطقة اليازجي، ومكثنا هناك لمدة لم تتجاوز الأربعة أيام، وكانت حينها بداية الكارثة والمجاعة وانقطاع المياه والكهرباء، إذ لم تكن تأتي الكهرباء لأكثر من ساعة ونصف الساعة يومياً، وكنا نتصيدها لنقوم بشحن هواتفنا، والاطلاع على آخر الأخبار، وكل ذلك تحت وطأة القصف الشديد. وفي الليلة الرابعة من النزوح الثاني، وبعد منتصف الليل بقليل، فوجئنا بأصوات متعالية في الشارع، وصراخ المواطنين وهم يطالبون جميع سكان الحي بإخلائه بسبب اتصال الضباط بهم، مطالبين بإخلاء المنطقة، والانتقال إلى منطقة أُخرى، زُعم أنها آمنة. وكان المنظر قاسياً؛ أمهات يصرخن ويركضن مع أولادهم في الشارع، وآباء كانوا يسعون لإرسال أولادهم مع أمهاتهم إلى مناطق أُخرى، والعودة إلى بيوتهم في محاولة لجمع أغراضهم واللحاق بعائلاتهم، لكن إلى أين؟ لم أجد مع عائلتي أي مأوى، أو منزل يمكن أن نذهب إليه، فاضطررنا إلى الذهاب إلى مستشفى النصر للأطفال، لأنه، وبحسب القانون الدولي، يُمنع قصف المستشفيات أو المناطق المحيطة بها. وكان هذا في اليوم الـ 13 للحرب، وهو النزوح الثالث لنا خلال أقل من أسبوعَين! ولا بد لنا هنا من الإشارة إلى أن كلمة نزوح ليست كلمة تُقال، وليست هيّنة؛ فبهذا التعبير، تضطر، في كل مرة، إلى حزم أمتعتك، والانتقال إلى مصير مجهول، ولا تدري ما الذي يمكن أن تواجهه، وفي حالتنا هذه، في مستشفى النصر للأطفال، عانينا جرّاء انقطاع الكهرباء، وشح المياه. جلستُ في المستشفى مع عائلتي وعائلات أخوالي، الذين اضطروا أيضاً إلى النزوح من منطقتهم بسبب التهديدات، وكان الطعام قليلاً جداً، والقصف أكثر كثيراً، فضلاً عن الاكتظاظ الكثيف في المستشفى؛ فقد تم قصف أكثر من منزل ملاصق للمستشفى، ومن الغريب هنا أنه كان يوجد برج مدني في مقابل المستشفى، ومسجد ملاصق أيضاً، وكان هذا المسجد، مع كونه مصدر طمأنينة لنا، إلاّ إنه أيضاً كان هاجساً يؤرقنا من إمكان قصفه في أي لحظة؛ إذ كانت المساجد هدفاً أساسياً للاحتلال، وكان الذهاب للصلاة فيها بمثابة مخاطرة. فحاولتُ، خلال جلوسي في المستشفى، قراءة الكتب لأهرب من هذا الواقع، وبصعوبة، وبين قراءة كلمة وصوت قصف، تمكنتُ من قراءة رواية للكاتبة أغاثا كريستي، بعنوان "ثُم لم يبق أحد"، وأذكر مرة أني كنت أجلس مع أختي على درج المستشفى نستذكر أيامنا قبل الحرب، فأخذني الحنين، فأخرجتُ دفتر مذكراتي، وأخذتُ أكتب مذكرات اليوم الـ 25 للحرب، والموافق في 31/10/2023، في تمام الساعة 8:10 مساءً، وأذكر أني كتبتُ أنه في تلك الليلة، وخلال جلوسي مع بعض الأصدقاء تحت الشجرة، دوّى انفجار قريب منا، وأسقط علينا بعض الشظايا، وأُصبنا إصابات طفيفة. وتوالت الأيام تباعاً، واشتد القصف حولنا، وفوجئنا ذات يوم بصوت من داخل المستشفى، يقول: "هناك قناصة قرب المستشفى تقوم بقنص كل من يخرج من الباب"، وتطورت الأمور بعد ذلك ليشمل القنص كل من يتحرك داخل ساحة المستشفى! وفي مرة، اضطررنا جميعاً إلى دخول الأقسام الداخلية، بسبب اشتداد وتيرة القصف حولنا، ونمنا تلك الليلة في الممرات، ومن شدة القصف، فوجئنا صباح اليوم التالي بأن هناك غرفة تطل على الساحة قُصفت، فاستشهدت فتاتان، وفتاة ثالثة بُترت يدها، لكننا على الرغم من أن القصف كان داخل المستشفى، فإننا لم نستطع تمييز أي صوت هو لاستهداف المستشفى، وذلك من شدة الضرب تلك الليلة، وأذكر أنه كان اليوم الـ 30 من الحرب.
واستمرت أصوات الاشتباكات والقصف حول المستشفى، ولا أحد يستطيع الدخول والخروج، وأذكر أنني استيقظتُ ذات يومٍ على خبر استشهاد 3 أشخاص تم استهدافهم عند البوابة! وكان اليوم الـ 35 للحرب نقطة تحول؛ إذ جاء ابن خالي صباح ذلك اليوم ليقول لي: "الدبابات على باب المستشفى"، فلم أصدق الخبر في البداية، حتى جاء انفجار في المبنى، وأذكر أني كنت ممدداً تحت الباب، ولم أستطع الوقوف، فقام الأطباء بإغلاق كل الستائر، وقاموا بإطفاء كل الأضواء، ولم يجرؤ أحد منا على التحرك أو إصدار أي صوت، فأضحى المكان في لحظة مدينة أشباح. ثم سمعنا صوت انفجار قوي آخر، ليتضح لنا أن الدبابة التي تقف عند باب المستشفى استهدفت الطابق العلوي!
بعد ذلك، تجمّعنا جميعاً في الساحة، وتجهّزنا للخروج، وفي أثناء وقوفنا، بدأت الاستفزازات من جانب الاحتلال، الذي ألقى القنابل الدخانية حولنا، لكننا لم نأبه، وذهبتُ أبحث عن عائلتي، واجتمعتُ بهم، وتأكدتُ من أن الأشياء المهمة معنا؛ كأوراق البيت، والمستندات. وفي خط واحد، بدأنا الخروج، وكان أول ما أبصرتُه هو قصف طال الشارع على طول امتداده، فذهبنا وتحركنا في اتجاه مفترق العيون، وبدأتُ أبصر الدبابات من بعيد، وأسمع صوت هدير محركها، وفي أثناء انشغالي بتفحص تفاصيل تلك الدبابات والجنود المعتلين للعمارات حول المستشفى، تعثرتْ قدمي بشيء ما، وهنا كانت الفاجعة؛ إذ رأيتُ جثتَين: شاب وأمه، قُتلا برصاص قناص، وكانت الراية البيضاء بجانبهم، وقد لُطخت بدمائهم... وأكملنا المسير، وانعطفنا يميناً في اتجاه شارع الجلاء، وهنا افترقتُ عن عائلتي، لألتقي لحظتها بالشهيد الدكتور رفعت العرعير، والذي كنتُ أدرس مساق الشعر معه في الجامعة، فسألني في وسط الحشود: "هل تحتاج إلى أي شيء أو مساعدة؟ أنا جاهز لأي شيء." فتلعثمتُ وقلت له: "لا يا أستاذ شكراً لك"، واستدركت نفسي قائلاً: "أقصد يا دكتور"، ومضى في طريقه، ولم أعلم أنه اللقاء الأخير... وعدتُ أدراجي، والتقيتُ أمي وأختي في البداية، ثم أخي وأبي، وتجمّعنا جميعاً، وقمنا بالتحرك لنصل إلى شارع الجلاء، وهنا كان القرار الأصعب بالنسبة إلينا مع كثير من التردد؛ فهل نتوجه جنوباً، أم نبقى في الشمال تحت رحمة آلة القتل المدمرة؟ وأذكر أن الساعة كانت 12:00 ظُهراً تقريباً، وبعد تردد بسبب تأخر الوقت، اتفقنا جميعاً على التوجه جنوباً، وكانت هذه بداية فصل جديد من فصول المعاناة والحرب التي سأكملها. وفي وقت لاحق، تابعنا شق طريقنا في اتجاه مفترق الطيران وسط غزة مشياً على الأقدام، مع حشود كبيرة من الناس، بكثير من الإرهاق، لكن لا بد من الوصول، فحملنا ما استطعنا حمله، وواصلنا مسيرنا. ولدى وصولنا إلى المفترق، أدركتُ سيارة أجرة، وقمتُ بالجري نحوها وأوقفتها، وكان طريقنا متجهاً من مفترق الطيران إلى الدوار الكويتي، وحين وصلنا، كان علينا أن نركب على عربات تجرّها الأحصنة للوصول إلى مسافة ما قبل الحاجز بين الشمال والجنوب، وقد استغرقنا مدة تقارب الساعة للوصول إلى هناك، وعند نقطة معينة، كان على صاحب العربة أن يتوقف ولا يتقدم، وهنا أكملنا المسير أيضاً على الأقدام في اتجاه الحاجز، والتحقنا بحشود الناس، ورأيتُ ما لن أنساه طيلة حياتي! في البداية، شاهدتُ آثار أناس قبلي اضطروا إلى ترك أمتعتهم وأوراقهم على الأرض لعدم مقدرتهم على حملها، إذ حذّرنا صاحب العربة: "لو سقطت أمك بجانبك، فلا تلتفت، وأكمل المسير إلى الأمام فقط!" أي عنجهية ودمار وظلم هذا يمكن أن يقاسيه بشري في وسط عالم ادّعى أنه في القرن الواحد والعشرين؟! استكملتُ طريقي، وبدأت أرى الجنود المتسترين خلف جبال التراب، وكذلك دباباتهم وآلياتهم وجرافاتهم. طُلب منا سابقاً رفع البطاقات الشخصية الخاصة بنا، لكن أختي الطبيبة فقدت بطاقتها سابقاً، واضطرتْ إلى تعريف نفسها ببطاقة الطب خاصتها. وفجأة، صاح ضابط الاحتلال فينا أن نقف، وطلب من صاحب البطاقة الزرقاء أن يتقدم في اتجاهه، وكانت أختي هي صاحبة تلك البطاقة، فرفضتْ التقدُم، ورمت بطاقتها، ووقفت مكانها، فصاح مجدداً فينا أن نكمل المسير، فأكملنا وتخطينا ذلك الحاجز على شارع صلاح الدين، وهنا، بدأت رحلة أُخرى من المشي الطويل. وفي أثناء مشيي، لاحظتُ سقوط امرأة كبيرة في السن مغشياً عليها بسبب التعب، وأذكر أن طبيباً هرع إليها لمساعدتها ومداواتها. ولدى وصولنا إلى جسر وادي غزة، سمعنا بعض أصوات الانفجارات، وإذ ببعض القذائف تسقط حولنا، في محاولة استفزازية ضدنا، لكنها تعدّت ذلك، لتصل إلى مرحلة الاستهداف المباشر للنازحين على شارع صلاح الدين، الذي ادعوا أنه آمن، ليسقط على مرأى من عيني شهيدان من ذلك الجمع الذي التحقنا به، كان ذلك اليوم الـ 35 للحرب، وكانت الساعة تقارب 3:30 عصراً. وأكملنا المسير على عربة يجرها حصان في اتجاه مُفترق دير البلح، ثم قمنا بركوب باص مع عائلة نازحة أُخرى، لنشق طريقنا في اتجاه بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوباً، ولدى وصولنا إلى مشارف خان يونس، بدأ المواطنون يتوافدون إلينا، وقدّموا إلينا الماء والطعام والعصير، وجميعهم كانوا يقولون: "إذا لم يكن لديكم مأوى، فبيوتنا مفتوحة لكم"، وهنا اختلطت مشاعر الحزن العميق من ترك غزة ببعض السعادة لأنه، وعلى الرغم من كل هذا الدمار، فإن الشعب لا يزال على قلب واحد، يشارك طعامه وزاده القليل، وربما ما بقي من سعادة له مع غيره من الأهالي المنكوبين "ولو كان بهم خصاصة" (الآية 9 من سورة الحشر).
ولدى سماعنا أذان المغرب، أدركنا المنزل المنشود، وهو بيت أقارب صديقة أختي، فدخلنا الغرفة، وأعد أهل البيت لنا كل وسائل الراحة المتاحة في تلك الفترة من الحرب، كما أعدوا لنا طعام الغداء، وأماكن النوم، وكل شيء، وقمنا جميعاً بإلقاء الحقائب على الأرض والجلوس على الفراش، ومن دون استثناء، ذرفنا جميعنا الدموع في تلك اللحظة، وأشهد أن ذلك اليوم كان من أصعب أيام الحياة التي يمكن أن يقاسيها أي إنسان. وجاءت صديقة أختي، وقامت بمواساتها ومواساة والدتي، وقمتُ بمواساة والدي، وفي محاولة لتغيير الجو العام، طلبتُ منهم جميعاً وبإصرار أن نبدأ بتناول الطعام، فأكلنا، ولا ندري ماذا حدث بعدها، وكانت الساعة تقارب 7:00 مساءً، لكنها فجأة أضحت 1:00 بعد الظهر، وكانت تلك أول مرة نركن إلى النومٍ من دون رعب أو خوف من صوت القصف المستمر، وقد صادف ذلك اليوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر من السنة الماضية، موافقاً النزوح الرابع. وحاولنا استرجاع الحياة الطبيعية، وشفاء أنفسنا من التشوه النفسي على مدار الشهر الماضي، فمرّت الأيام طبيعية، مع قدر معيّن من أصوات القصف والانفجارات، لكن استمرت معاناة انقطاع الكهرباء والمياه وغاز الطهي، فكنا نضطر إلى إشعال الخشب لنقوم بطهي الطعام عليه، وهذا فضلاً عن الشح في الموارد الأساسية، لكن لا بد من التأقلم والعيش. ومضت الأيام سريعة في بني سهيلا، والتقيتُ بعض الأصدقاء القدامى، وكنا نجلس ونقوم بمحاولة تذكُر الأيام الطبيعية لنا، والحياة الجامعية، وغير ذلك، ونضحك، وقد كان يخفف ذلك الحمل عنا، ولو قليلاً. وبعض الليالي كانت تمر علينا من دون أن نستطيع النوم، بحكم أن بلدة بني سهيلا قريبة من الحدود الشرقية، وكانت أصوات الاشتباكات مسموعة بوضوح، لكن ماذا عسانا نفعل؟ وبعد 20 يوماً من المكوث في مدينة خان يونس، فوجئت ذات يوم بصاحب المنزل يطرق باب غرفتنا بقوة صباحاً، ويقول: "إخلاء! إخلاء! اتصل ضباط الجيش بنا، ويجب إخلاء كل المنطقة الشرقية من خان يونس"، هل تمزح معي؟ هؤلاء هم الضباط نفسهم الذين طالبونا بالتوجه جنوباً، وقالوا إنها مكان آمن؟ كيف يطلبون منا إخلاء المكان، وفي اللحظة والوتيرة نفسهما كما في مستشفى النصر. اشتد القصف المدفعي من حولنا، فاضطررنا إلى إخلاء بني سهيلا، والتوجه نحو المنطقة الوسطى إلى بلدة دير البلح، وهنا افترقنا عن أختي، فذهبتْ برفقة زوجها إلى بيت أقاربه، وذهبتُ مع والديّ وأخي في اتجاه مراكز الإيواء الخاصة بالأونروا، حيث كان يقطن اثنان من أعمامي، وخالة والدي البالغة من العمر 80 عاماً تقريباً، وهذا كان النزوح الخامس، في اليوم الـ 55 من الحرب، بعد 20 يوماً في بني سهيلا. جلسنا بضعة أيام في مركز الإيواء الذي كان عبارة عن مدرسة إعدادية، وهنا كانت قمة المعاناة من انعدام نظافة المركز، إلى عدم توفر طعام، ولك أن تتخيل أنك كنت تضطر إلى الوقوف ساعة في انتظار دورك أمام دورات المياه! كان المركز الذي نقطن فيه يقع على شارع صلاح الدين، الذي صُنف أكثر من مرة أنه منطقة حمراء، وذات يوم، اشتد القصف والاشتباكات من حولنا، وفجأة، سمعنا صوت انفجار داخل المدرسة، وتصاعد بعض الدخان من إحدى الغرف، فقمنا بالخروج من المدرسة بسرعة تحت القصف، وتوجهنا في اتجاه بلدة الزوايدة قرب مستشفى شهداء الأقصى، إلى أرض كان يمكث فيها اثنان من أخوالي، وهنا نصل إلى النزوح السادس خلال 60 يوماً من الحرب!