Palestine in 3 Months: Israel Committing Genocide in Gaza and Desecrating the West Bank
Full text: 

الأحداث التي شهدها قطاع غزة في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، والتي لم تكن مفاعيلها وانعكاساتها قد انتهت عند إنجاز هذا التقرير، فاجأت الجميع، وخصوصاً عملية "طوفان الأقصى" النوعية التي نفذتها "كتائب الشهيد عز الدين القسّام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتمكنت خلالها من اجتياح مستعمرات ما يُسمى "غلاف غزة"، وتدمير فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في أقل من 5 ساعات، وزعزعة إسرائيل سياسياً وأمنياً. هذا الأمر دفع بحكومات الولايات المتحدة وأغلبية الدول الأوروبية إلى حشد إمكاناتها العسكرية والاستخباراتية والسياسية والدبلوماسية في خدمة المستعمرة التي ساهم هؤلاء في زرعها في فلسطين، فأرسلوا عبر جسور مفتوحة مختلف أنواع أسلحة الدمار التي استخدمتها إسرائيل بكل وحشية، مرتكبة جرائم حرب ضد الإنسانية وإبادة جماعية. وفي الوقت نفسه، صعّدت من اعتداءاتها في الضفة الغربية التي لم تهدأ طوال العامين الأخيرين، وشهدت تصاعداً متدرجاً.

ولأن الحدث نوعي، فإن تقرير فلسطين للفصل الأخير من سنة 2023، سيتماشى مع المفهوم العام للعدد 137 من "مجلة الدراسات الفلسطينية"، فيكون تركيزه على العدوان الإسرائيلي، لكن من دون تدوين أسماء الشهداء الذين فاق عددهم 16,000 شهيد حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2023. وفيما يلي تفصيلات التقرير. 

أيلول / سبتمبر 2023 

20 شهيداً بينهم 7 في غزة و576 جريحاً

في أيلول / سبتمبر، استشهد 20 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 7 في قطاع غزة.

وجُرح خلال أيلول / سبتمبر 576 فلسطينياً برصاص الاحتلال: 274 في نابلس؛ 100 في قطاع غزة خلال مسيرات ومواجهات على التخوم الشرقية للقطاع؛ 76 في قلقيلية؛ 35 في جنين؛ 28 في الخليل؛ 19 في أريحا والأغوار؛ 16 في القدس المحتلة؛ 12 في رام الله والبيرة؛ 9 في طوباس والأغوار الشمالية؛ 6 في بيت لحم؛ 1 في طولكرم.

وأصيب العشرات بالاختناق والرضوض خلال المواجهات الأسبوعية المستمرة منذ أعوام في عدة مناطق، أبرزها قرية كفر قدّوم في محافظة قلقيلية، وبلدتا بِيْتا وبيت دَجَن في محافظة نابلس. وبلغ عدد التظاهرات والمسيرات 23. 

420 اعتقالاً

واصل الاحتلال سياسة الاعتقالات التي طالت 420 شخصاً خلال أيلول / سبتمبر، بينهم 39 طفلاً، و14 امرأة وفتاة، والطفل محمود أبو سنينة (8 أعوام) بعد الاعتداء عليه بالضرب في باب العمود في القدس المحتلة التي سُجل فيها 100 اعتقال، و60 أمر إبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه والبلدة القديمة، و6 أوامر اعتقال إداري، و9 أحكام بالسجن الفعلي.

وشهدت الخليل 73 اعتقالاً؛ رام الله والبيرة 57؛ بيت لحم 46؛ نابلس 43؛ قلقيلية 34؛ طولكرم 22؛ جنين 20؛ أريحا والأغوار 17؛ طوباس والأغوار الشمالية 8.

وقد أصدرت محاكم الاحتلال 296 قراراً إدارياً، بينها 176 أمراً إدارياً جديداً، و120 تجديداً لأوامر إدارية سابقة.

وعقب تراجع إدارة المعتقلات عن قراراتها، علّقت لجنة الطوارىء العليا للحركة الأسيرة في منتصف أيلول / سبتمبر الإضراب المفتوح عن الطعام الذي كان الأسرى بدأوه احتجاجاً على قرار الوزير المتطرف إيتمار بن غفير تقليص الزيارات لذوي الأسرى لتصبح مرة كل شهرين، بدلاً من مرة شهرياً.

وأشار نادي الأسير إلى أن عدد المعتقلين الإداريين ارتفع، حتى نهاية أيلول / سبتمبر، إلى 1319 معتقلاً، بينهم 20 طفلاً، و4 نساء.

وأكد النادي أن هذه الأعداد لم تسجَّل منذ أكثر من 20 عاماً، وأوضح أن عدد أوامر الاعتقال الإداري حتى نهاية أيلول / سبتمبر بلغ 2646 أمراً، بينها 269 صدرت خلال شهر واحد، وطالت بشكل أساسي أسرى سابقين أمضوا أعواماً في سجون الاحتلال، تخللها أعوام رهن الاعتقال الإداري، علماً بأن الاحتلال استهدف منذ العام المنصرم جيلاً جديداً من الفلسطينيين لم يسبق أن تعرض للاعتقال. 

923 اعتداء مباشراً

نفذت سلطات الاحتلال ومجموعات المستوطنين خلال أيلول / سبتمبر الماضي، 923 اعتداء مباشراً على المواطنين الفلسطينيين، وقامت بتخريب أراضٍ وتجريفها، واقتحام قرى.

وتركزت الانتهاكات في: محافظة القدس (181 اعتداء)؛ نابلس (144 اعتداء)؛ الخليل وسلفيت (101 اعتداء)؛ ونفذ المستوطنون منها 123 اعتداء. 

691 اقتحاماً

وجرى توثيق 691 اقتحاماً: 154 في نابلس؛ 111 في جنين؛ 106 في رام الله والبيرة؛ 70 في الخليل؛ 64 في طولكرم؛ 53 في قلقيلية؛ 33 في بيت لحم؛ 33 في سلفيت؛ 29 في أريحا والأغوار؛ 23 في القدس؛ 15 في طوباس والأغوار الشمالية. 

هدم 74 منشأة

هدم الاحتلال 74 منزلاً ومنشأة، من خلال تنفيذه 28 عملية هدم: 10 منها طالت منازل سكنية، و18 عملية هدم لمنشآت تجارية.

وتوزعت المنازل المهدّمة على: القدس (3)؛ نابلس (2)؛ أريحا والأغوار (2)؛ منزل واحد في كل من الخليل، وجنين، وطوباس والأغوار الشمالية.

وأصدر جيش الاحتلال 168 إخطاراً بهدم ووقف بناء وإخلاء منشآت، معظمها في محافظتَي أريحا وسلفيت اللتين تسلمتا 83 إخطاراً.

وقُطعت واقتُلعت 728 شجرة. 

16 مخططاً هيكلياً

ناقش الاحتلال 16 مخططاً هيكلياً بهدف توسعة مستعمرات عن طريق بناء 816 وحدة على 4414 دونماً.

كما صادقت سلطات الاحتلال على 5 مخططات هيكلية لبناء 684 وحدة استيطانية على 204 دونمات من أراضي المواطنين. 

34 جريحاً إسرائيلياً في 1032 عملاً مقاوماً

جرى رصد 1032 عملاً مقاوماً خلال أيلول / سبتمبر، نتج منها 34 إصابة بجروح متفاوتة في صفوف جنود الاحتلال.

وتوزعت عمليات المقاومة على: نابلس (181)؛ جنين (162)؛ الخليل (149)؛ قلقيلية (127)؛ رام الله والبيرة (121)؛ القدس المحتلة (68)؛ أريحا والأغوار (63)؛ طولكرم (63)؛ طوباس والأغوار الشمالية (42)؛ بيت لحم (37)؛ سلفيت (19).

ونُفذت أبرز العمليات في: 5 أيلول / سبتمبر، في الأغوار الشمالية، وأدت إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح متوسطة، واستشهاد منفذها؛ 6 أيلول / سبتمبر عملية طعن بساطور قرب باب الخليل في البلدة القديمة في القدس المحتلة، أدت إلى إصابة 3 مستوطنين بجروح، أحدهم بحالة خطرة؛ إطلاق نار في 12 أيلول / سبتمبر من مركبة مسرعة قرب حوّارة جنوبي نابلس تسببت بإصابة مستوطنَين اثنَين بجروح؛ 21 أيلول / سبتمبر عملية دهس على حاجز قلندية في القدس المحتلة، أدت إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح، واعتقال المنفذ؛ وفي اليوم ذاته، أصيب حارس إسرائيلي بجروح في عملية طعن عند محطة قطار في التلة الفرنسية في القدس المحتلة.

ورُصد خلال أيلول / سبتمبر: 104 عمليات إطلاق نار؛ عملية دهس واحدة؛ 4 عمليات طعن أو محاولة طعن؛ إسقاط طائرتَي استطلاع في جنين بحسب تسجيلات لمجموعات المقاومة عبر منصة "تيليغرام"؛ 48 عملية زرع أو إلقاء لعبوات ناسفة محلية الصنع؛ 10 عمليات إطلاق مفرقعات نارية على أهداف الاحتلال؛ 9 عمليات حرق منشآت وآليات وأماكن عسكرية؛ 38 عملية تحطيم مركبات ومعدات عسكرية؛ 23 تظاهرة ومسيرة؛ 287 إلقاء للحجارة؛ 386 مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال؛ 33 إلقاء لزجاجات حارقة؛ 104 عمليات تصدٍّ لاعتداءات المستوطنين في مختلف أنحاء الضفة. كما نشرت "كتيبة العياش" في 10 أيلول / سبتمبر مقطعاً مصوراً لصاروخ بدائي محلي الصنع، بينما قال جيش الاحتلال إنه رصد محاولة إطلاق فاشلة تجاه مستعمرة "رام أون" قرب جنين.

وكان جيش الاحتلال أعلن في منتصف آب / أغسطس 2023 أنه رصد 6 محاولات فاشلة لإطلاق صواريخ من جنين في اتجاه المستعمرات خلال 3 أشهر. 

18 اقتحاماً لـ "المسجد الأقصى" و4 إغلاقات لـ "الحرم الإبراهيمي"

تعرّض المسجد الأقصى المبارك خلال أيلول / سبتمبر لاقتحامات يومية من طرف المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، مترافقة بصلوات تلمودية وجولات استفزازية. وبلغ عدد تلك الاقتحامات 18 اقتحاماً.

وشرعت "منظمات الهيكل" المزعوم في حملة لحشد أكبر عدد من مقتحمي "الأقصى" خلال الأعياد اليهودية.

وارتفعت حدة الاعتداءات على مصلّى باب الرحمة في المسجد الأقصى، وجرى تدمير جزء من محتوياته والاستيلاء على جزء آخر منه.

ومنع الاحتلال رفع الأذان 60 مرة في أوقات متنوعة في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وأغلقه 4 أيام بحجة الأعياد اليهودية، وطرد المصلين والموظفين منه. 

عباس: إسرائيل تدمّر حل الدولتين

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 78، أن إسرائيل "تُدمّر حل الدولتين بصورة 'ممنهجة' "، داعياً إلى تبنّي خطوات عملية مستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإلى القانون الدولي.

وأكد أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق من دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة.

وأضاف من منبر الجمعية العامة في 23 أيلول / سبتمبر أنه جاء حاملاً قضية شعب يكافح من أجل الحرية والاستقلال، وللتذكير بمأساته التي تسببت بها النكبة منذ 75 سنة، والتي لا تزال آثارها تتفاقم بفعل الاحتلال.

وأوضح أن "إسرائيل تتحدى القرارات الدولية التي زادت على ألف قرار، وتنتهك مبادىء القانون الدولي والشرعية الدولية، وتسابق الزمن لتغيير الواقع التاريخي والجغرافي والديموغرافي على الأرض من أجل إدامة الاحتلال وتكريس الفصل العنصري."

واتهم الاحتلال بـ "التحلل" من اتفاق أوسلو بعد 30 عاماً على توقيعه، وأعرب عن أمله بـ "أن تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ قراراتها التي تقضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967." 

سفير سعودي في رام الله لأول مرة

تلقّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في 26 أيلول / سبتمبر، أوراق اعتماد سفير المملكة العربية السعودية نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة، ومفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً في القدس المحتلة، وهي المرة الأولى التي يزور فيها الضفة الغربية، على رأس وفد رفيع، منذ تعيينه في 12 آب / أغسطس الماضي، سفيراً للمملكة في فلسطين.

وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ("وفا")، فإن الرئيس استقبل السديري في رام الله ورحّب به، مشيداً بـ "زيارته المهمة" لفلسطين.

وأكد السديري أن المملكة تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأن لديها اهتماماً كبيراً بالقضية الفلسطينية وحلّها على أساس الشرعية الدولية. 

تشرين الأول / أكتوبر 2023 

8485 شهيداً في غزة، و137 في الضفة

شهد تشرين الأول / أكتوبر عدواناً واسع النطاق على قطاع غزة، إذ شنّ طيران الاحتلال ومدفعيته وزوارقه البحرية قصفاً على القطاع، أعقبه اجتياح بري للمناطق الشمالية، وذلك بعد عملية نفّذتها "كتائب الشهيد عز الدين القسّام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية - "حماس" في 7 تشرين الأول / أكتوبر في المنطقة المحتلة منذ سنة 1948، والمسماة "غلاف غزة"، وأطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى".

ووفق المعطيات الرسمية، فإنه جرّاء العدوان الدموي على قطاع غزة، ارتفعت منذ بداية تشرين الأول / أكتوبر حتى نهايته، حصيلة الشهداء إلى 8485 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنّين.

وبحسب اعترافات دانيال هاغاري الناطق بلسان جيش الاحتلال، وهيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية، فقد سقط خلال هذا الشهر 1538 قتيلاً إسرائيلياً بينهم 315 جندياً، بينما أسرت "حماس"، وفصائل أُخرى التحقت بعملية "طوفان الأقصى"، 238 إسرائيلياً بين جندي ومدني، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ الاحتلال والمقاومة.

وفي التفصيلات، فإن الاعتداءات منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر حتى 28 منه، ووفقاً لوزارة الصحة، أسفرت عن استشهاد 8485 فلسطينياً، بينهم 3195 طفلاً، و1863 امرأة، و414 مسنّاً، وإصابة 19,743 فلسطينياً، بينهم 6168 طفلاً و4794 امرأة. وجرى استهداف 825 عائلة استشهد 5824 من أفرادها، وبعضها أُبيد عن بكرة أبيه. وتلقّت وزارة الصحة 1800 بلاغ عن مفقودين، بينهم 1000 طفل ما زالوا تحت الأنقاض.

ووفقاً لما نشره مكتب الإعلام الحكومي، فقد ارتكب الاحتلال، حتى 23 تشرين الأول/ أكتوبر، 597 مجزرة في حقّ العائلات الفلسطينية.

أمّا شهداء الضفة الغربية الـ 137، فتوزعوا على محافظات الضفة، على النحو التالي: طولكرم 26؛ نابلس 24؛ جنين 20؛ رام الله والبيرة 16؛ الخليل 15؛ القدس 15؛ أريحا والأغوار 6؛ طوباس والأغوار الشمالية 6؛ قلقيلية 5؛ بيت لحم 4. 

أكثر من 23,000 جريح

جُرح خلال هذا الشهر نحو 23,000 مواطن فلسطيني بقذائف الاحتلال وصواريخه ورصاصه، بينهم نحو 22,000 في قطاع غزة، وأكثر من 900 في الضفة. وبسبب عدم القدرة على توزيع عدد الجرحى في القطاع على أماكن سكنهم، فسنكتفي بالتوزيع في مناطق الضفة، والذي جاء وفق التالي: 267 في نابلس؛ 141 في الخليل؛ 97 في رام الله والبيرة؛ 92 في بيت لحم؛ 91 في جنين؛ 65 في طولكرم؛ 57 في قلقيلية؛ 51 في القدس؛ 41 في طوباس والأغوار الشمالية؛ 19 في أريحا والأغوار؛ 18 في سلفيت. 

الطواقم الصحية في عين العدوان

استهدفت قوات الاحتلال خلال العدوان الطواقم الطبية والدفاع المدني خلال عملها بشكل مباشر وغير مباشر، وأعاقت عملها في إيصال آلاف الضحايا إلى المستشفيات، والبحث عن مئات المفقودين تحت الأنقاض.

واستشهد 101 من الكوادر الصحية، بعضهم خلال عمله، ومعظمهم قضى جرّاء قصف المنازل والمنشآت. كما دُمرت 25 سيارة إسعاف.

وتعرّض للتدمير 15 مرفقاً صحياً و51 عيادة صحة أولية، كما استُهدفت 57 مؤسسة صحية، وخرجت عن الخدمة 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية جرّاء الاستهداف أو نفاد الوقود الذي منعت إسرائيل إدخاله. 

دمار هائل

ألحقت هجمات قوات الاحتلال على قطاع غزة، خلال تشرين الأول / أكتوبر، أضراراً بأكثر من 190,000 وحدة سكنية، بما يمثل نحو 50% من مجمل الوحدات السكنية في القطاع، بينها ما لا يقلّ عن 17,000 وحدة سكنية دُمّرت كلياً، وأكثر من 11,000 وحدة سكنية لحقت بها أضرار جسيمة ولم تعد صالحة للسكن، بينما تضرر سائر المساكن جزئياً.

كما دمرت قوات الاحتلال و / أو ألحقت أضراراً بـ 79 مقراً حكومياً، وعشرات المرافق والمنشآت الخدماتية والعامة، و38 مسجداً دُمّر 11 منها بشكل كامل، و7 كنائس تم تدمير 3 منها. وطال القصف 221 مدرسة دُمر 38 منها بشكل كامل. وتسبب القصف غير المسبوق، بتدمير واسع في مرافق الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر في غزة. وشمل التدمير 42 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ("الأونروا")، بما في ذلك منشآت تابعة للوكالة لجأ إليها النازحون.

وألقت قوات الاحتلال الجوية والبرية والبحرية آلاف الصواريخ والقذائف والقنابل الموجهة على قطاع غزة، والتي يصل وزن الواحدة منها إلى نحو 1000 طن، وتم رصد إلقاء قنابل موجهة وبراميل متفجرات استهدفت في أغلب الحالات التجمعات السكنية، مخلفة دماراً هائلاً وآلاف الضحايا.

وقال الخبير الدولي مارك غارلاسكو لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن المتفجرات التي ألقتها إسرائيل على غزة، خلال 6 أيام، من 7 حتى 13 تشرين الأول / أكتوبر، توازي ما ألقته الولايات المتحدة على أفغانستان خلال عام كامل، لكن الفرق أنها أُلقيت على منطقة أصغر كثيراً وأكثر كثافة سكانية، حيث تتضخم االخسائر.

وتلقّت المؤسسات شهادات متواترة، إلى جانب ما شاهدته طواقم "مركز الميزان لحقوق الإنسان"، عن استخدام قوات الاحتلال الحربية الفوسفور الأبيض، المحرّم دولياً، ضد تجمعات سكنية في العديد من الأحياء.

ووثقت طواقم المؤسسات الحقوقية العديد من الحالات التي وصلت مصابة بحروق وتهتكات بليغة. 

تهجير قسري

أجبر القصف الكثيف وغير المسبوق، نحو 1,400,000 فلسطيني على إخلاء منازلهم قسراً خلال أيام العدوان على قطاع غزة، هرباً إلى أماكن ظنّوها آمنة، بعد أن تعرضت منازلهم وأملاكهم لاستهداف مباشر أو غير مباشر من طائرات الاحتلال الحربية، ومدافعه وصواريخه.

وبحسب تحديث لـ "الأونروا" نُشر في 25 تشرين الأول / أكتوبر، فإن نحو 629,000 نازح أقاموا في 150 منشأة تابعة لـ "الأونروا" في مختلف أنحاء قطاع غزة، بينما لجأ الباقون إلى مراكز إيواء غير رسمية في غزة والشمال، وكذلك عند أقارب لهم.

وفي قرار إسرائيلي معلن بالتهجير القسري، طلبت قوات الاحتلال في 13 تشرين الأول / أكتوبر من مواطني شمال قطاع غزة ومدينة غزة التوجه إلى جنوبي وادي غزة، وتعداد هؤلاء المواطنين هو 1,500,000 مواطن فلسطيني. 

حصار وتجويع

واصل جيش الاحتلال منذ بدء العدوان فرض إغلاق محكم على قطاع غزة، مانعاً إمدادات الغذاء والمياه والدواء، باستثناء عدد محدود من الشاحنات سمحت إسرائيل بإدخاله عبر معبر رفح بعد نحو أسبوعين من بدء العدوان، وشددت على تخصيصه لجنوب القطاع.

وفي أول أيام العدوان، قرر وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس وقف تزويد القطاع بالكهرباء، بينما كان الاحتلال قطع إمدادات المياه الواردة عبر الشركة الإسرائيلية، الأمر الذي حرم المواطنين في مناطق وسط قطاع غزة من 50% من حاجاتهم المائية. كما تسبب نفاد الوقود بتعطل أغلبية الآبار، الأمر الذي أحدث أزمة مياه غير مسبوقة.

وقال وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت في 9 تشرين الأول / أكتوبر في تصريحات تلفزيونية، إن إسرائيل تفرض حصاراً كاملاً على قطاع غزة، إذ لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا غاز، كما أن كل شيء مغلق، معتبراً أن هذا كله ضمن معركة إسرائيل مع "حيوانات بشرية"، وهو الوصف الذي أطلقه على سكان القطاع.

وقصف الاحتلال 10 مخابز بعضها كان قد استلم حصصاً من الدقيق من "الأونروا"، كما قصف محالاً ومراكز تجارية.

وقصفت طائرات الاحتلال أيضاً العديد من مزارع الدواجن ومساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، واستهدفت فلاحين خلال محاولتهم الوصول إلى أرضهم، وذلك في إطار الحد من قدرة الفلسطينيين على التزود بالغذاء وبهدف تجويعهم. 

قطع الاتصالات والإنترنت

وأقدمت قوات الاحتلال مساء 27 تشرين الأول / أكتوبر، على قطع الاتصالات والإنترنت بالكامل عن قطاع غزة، كي تقطع التواصل الداخلي، وتعزل القطاع عن العالم.

وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية أن خدمات الاتصالات والإنترنت كلها انقطعت بشكل كامل في قطاع غزة، وذلك بعد أن تسبب القصف الإسرائيلي بتدمير آخر المسارات الدولية التي تصل غزة بالعالم الخارجي، فضلاً عن المسارات المدمرة سابقاً خلال العدوان الذي بدأ في 7 تشرين الأول / أكتوبر.

وأدى انقطاع الاتصالات والإنترنت إلى شلل تام في قدرات المنظومة الصحية وسيارات الإسعاف، وفقدان المؤسسات الحقوقية والدولية والمنظمات الإنسانية الاتصال بفرقها وموظفيها، الأمر الذي حال دون حصولها على المعلومات عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد أعادت سلطات الاحتلال الخدمة لاحقاً، لكن بشكل متقطع. 

2070 اعتقالاً في الضفة

شهد تشرين الأول / أكتوبر ارتفاعاً حاداً في عدد المعتقلين، إذ نفذ الاحتلال 2070 اعتقالاً في الضفة الغربية، 145 منهم من الأطفال والفتيان، وأكثر من 55 امرأة وفتاة.

ونُفذ العدد الأكبر من الاعتقالات بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر، إذ بلغ عدد المعتقلين، اعتباراً من ذلك اليوم حتى نهاية الشهر، 1760 فلسطينياً من الفئات العمرية كافة. وبلغ متوسط عدد المعتقلين يومياً نحو 73 معتقلاً، وهو ما يزيد بثلاثة أضعاف على حملات الاعتقال التي كانت تنفَّذ قبل هذا التاريخ. ووصل عدد الصحافيين المعتقلين إلى 18 صحافياً، وعدد النواب في المجلس التشريعي إلى 14 نائباً، كما أصدر الاحتلال 872 أمراً إدارياً، أغلبيتها أوامر جديدة.

وتركزت حملات الاعتقال في محافظة الخليل وبلداتها، إذ بلغ عدد المعتقلين 500، تليها القدس التي سُجل فيها اعتقال أكثر من 400 فلسطيني. وبلغ عدد الاعتقالات الإدارية التي أصدرتها سلطات الاحتلال 1034 اعتقالاً إدارياً: 904 أوامر جديدة، و130 تجديداً لأوامر سابقة.

كما جرت ملاحقة العمال الغزيّين في الداخل المحتل، وطرد عدة آلاف منهم إلى محافظات الضفة الغربية. 

تضييق الخناق في مناطق 48

وفي الأراضي المحتلة منذ سنة 1948، اعتقلت شرطة الاحتلال الممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي من منزلها في الناصرة، بتهمة "التحريض" عبر مواقع التواصل.

وكانت عبد الهادي نشرت صوراً للمقاتلين في فصائل المقاومة الفلسطينية وهم يحطمون الجدار الإسرائيلي الفاصل عند حدود قطاع غزة، خلال عملية "طوفان الأقصى"، وأرفقت الصورة بعبارة: "لنفعل ذلك على طريقة برلين"، في إشارة إلى هدم جدار برلين في سنة 1989، والذي توحدت بعده ألمانيا.

وفي وقت سابق، اعتقلت شرطة الاحتلال الفنانة دلال أبو آمنة من منزلها في الناصرة أيضاً، بعد منشور في "فيسبوك" في أعقاب العدوان على قطاع غزة، قبل أن تُفرج عنها لاحقاً.

وكانت أبو آمنة نشرت عبارة "لا غالب إلّا الله" مع رمز للدعاء وعلم فلسطين، وهو ما اعتبره الاحتلال "تحريضاً على إسرائيل"، عقب انطلاق عملية "طوفان الأقصى".

وأكدت بعد خروجها من المعتقل، أن عناصر الشرطة الإسرائيلية وجهوا إليها الشتائم، وكبّلوا يديها وساقيها، على الرغم من إعلانها الإضراب عن الطعام طوال فترة اعتقالها. 

اجتماع وزاري عربي تضمّن بيانه تحفظات من بعض الدول

بعد 5 أيام من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً أصدروا في أعقابه بياناً تحفّظ عليه، أو على بنود فيه، وزراء خارجية الجزائر وليبيا والعراق وسورية.

ودعا القرار إلى الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد في القطاع ومحيطه، كما ناشد جميع الأطراف "ضبط النفس"، وحذّر "من التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية لاستمرار التصعيد وتمدده"، وطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية والغذاء والوقود إليه، بما في ذلك من خلال منظمات الأمم المتحدة. 

مجرزة مستشفى "المعمداني" تلغي لقاء مع بايدن

انسحب الرئيس محمود عباس من القمة الرباعية التي كان من المزمع عقدها في 18 تشرين الأول / أكتوبر مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

وعاد الرئيس إلى رام الله على متن مروحية أردنية، في وقت متأخر من عمّان، واتهم في كلمة متلفزة فجر 18 تشرين الأول / أكتوبر، إسرائيل بقصف مستشفى المعمداني في غزة والتسبب باستشهاد وإصابة المئات، وقال إن حكومة بنيامين نتنياهو "تجاوزت كل الخطوط الحمراء".

وقال: "اتفقت مع مصر والأردن على إلغاء القمة مع الرئيس بايدن"، في إشارة إلى قمة رباعية كانت مقررة بحضور الرئيس الأميركي والعاهل الأردني والرئيس المصري. 

فشل قمّة في القاهرة

وفي مصر، انتهت قمة دولية للسلام استضافتها القاهرة في 22 تشرين الأول / أكتوبر، وجمعت ملوك ورؤساء ووزراء خارجية من 35 دولة، من دون اتفاق على بيان ختامي، بينما أصدرت الرئاسة المصرية بياناً منفصلاً وافقت الدول العربية المشاركة في القمة عليه، وطالب بـ "وقف فوري" للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الدول الغربية المشاركة في المؤتمر طالبت بإدانة واضحة لحركة "حماس"، "وتحميلها مسؤولية التصعيد، وإطلاق سراح الذين اختطفتهم"، الأمر الذي حال دون إصدار بيان توافقي. 

ماكرون في رام الله

وفي رام الله، دعا الرئيس الفلسطيني لدى استقباله نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقر الرئاسة، في 24 تشرين الأول / أكتوبر، إلى الوقف الكامل لإطلاق النار، وفتح ممرات دائمة للإغاثة الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان همجي من آلة الحرب الإسرائيلية.

لكن ماكرون كرر أن ما فعلته "حماس" أدى إلى كارثة إنسانية للفلسطينيين ومأساة للإسرائيليين، معتبراً أن "حماس" لا تمثّل الشعب الفلسطيني، وقال: "نفكر في الضحايا في غزة. أرى معاناة المدنيين في غزة، وليس هناك ما يبرر ذلك." وأضاف: "نتقاسم مع إسرائيل الحزن والحداد، ولا شيء يبرّر العنف والإرهاب من 'حماس' "، متابعاً أن "حياة المدنيين لها القيمة نفسها بالنسبة إلينا، وحمايتهم واجب أخلاقي يفرضه القانون الدولي." 

فشل مجلس الأمن ونجاح الجمعية العامة

أخفق مجلس الأمن الدولي، في 25 تشرين الأول / أكتوبر، وقبل ذلك في مطلع الشهر ومنتصفه، في تمرير 4 مشاريع بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بينما نجحت الجمعية العامة في قرار غير ملزم لوقف النار.

وقد صوّت أعضاء مجلس الأمن على مشروع قرار أميركي حصل على تأييد 10 أعضاء، ومعارضة 3، وامتناع عضوين، واستخدمت روسيا والصين حقّ النقض (الفيتو) ضده، فسقط؛ وفشل مشروع روسي بعد نيله تأييد 4 أعضاء فقط، ومعارضة الولايات المتحدة وبريطانيا، وامتناع 9 دول.

وكان المجلس صوّت مرتين على مشروعَي قرار بهذا الشأن: الأول روسي مدعوم من عدد من الدول العربية، لم يحصل على العدد المطلوب من الأصوات لعرضه، إذ أيده 5 أعضاء، وعارضه 4، مع امتناع 6 من التصويت؛ الثاني برازيلي لم يُعتمد بسبب استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضده، بينما أيده 12 عضواً، وامتنع عضوان من التصويت هما روسيا والمملكة المتحدة.

وفي المقابل، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 27 تشرين الأول / أكتوبر، قراراً قدمه الأردن بالنيابة عن المجموعة العربية وعن دول أُخرى، يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة في غزة تفضي إلى وقف "الأعمال العدائية" وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين فوراً ومن دون عوائق، وقد أيدته 120 دولة، وعارضته 14 دولة، بينما امتنعت 45 دولة من التصويت. 

منظمة التحرير ترفض التهجير وتدعم قمة عربية

عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في 28 تشرين الأول / أكتوبر، اجتماعاً برئاسة الرئيس محمود عباس، هو الأول بعد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكدت اللجنة أن جوهر الصراع هو الاحتلال والاستيطان والتوسع والحصار، وإغلاق أفق السلام، وأن أساس تحقيق الأمن والسلام يكون بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

ودعمت اللجنة الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة لتكثيف الاتصالات والجهود على المستويات الإقليمية والدولية لوقف العدوان. وجددت رفضها الحازم للتهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو خارجه أو الضفة والقدس، معتبرة أن هذا التهجير الذي يحاول الاحتلال ترويجه إنما يهدف إلى نكبة جديدة للشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، والذي من حقه المقاومة والنضال من أجل حريته واستقلاله. 

2074 اعتداء في الضفة

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين خلال تشرين الأول / أكتوبر، 2074 اعتداء تراوحت بين اعتداء مباشر على المواطنين، وتخريب أراضٍ وتجريفها، واقتحام قرى، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على أملاك. وتركزت الاعتداءات في: محافظة القدس 523 اعتداء؛ محافظة نابلس 224؛ محافظة الخليل 205 اعتداءات. والباقي توزع على محافظات أُخرى.

وسجل عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون رقماً قياسياً بلغ 390 اعتداء في شهر واحد، أسفرت عن استشهاد 9 مواطنين: 6 منهم في قرية قَصْرة في محافظة نابلس؛ سابع في بلدة الساوية جنوبي نابلس؛ واحد في قرية دورا القرع في محافظة رام الله والبيرة، وآخر في رأس كركر شمالي غربي رام الله والبيرة. وتم تهجير 9 تجمعات فلسطينية بدوية تتكون من 100 عائلة تشمل 810 مواطنين من أماكن إقامتهم إلى أماكن أُخرى.

ونفذ المستوطنون بحماية جيش الاحتلال 126 اعتداء عنيفاً ضد المواطنين العزّل في أثناء قطف الزيتون، الأمر الذي ضرب الموسم وجعله في حدوده الدنيا. وترافق 55 من هذا الاعتداءات مع إطلاق النار، و41 حالة تحت التهديد وإشهار الأسلحة، الأمر الذي حرم المواطنين من استكمال القطاف، بينما استولى المستوطنون على المحاصيل كلها في بعض المناطق.

وعمد المستوطنون إلى اقتلاع وحرق 3465 شجرة، بينها 2730 شجرة زيتون في محافظات الخليل، ورام الله والبيرة، ونابلس، وقلقيلية، فضلاً عن 37 عملية تجريف تركزت في محافظات نابلس، وسلفيت، وطوباس والأغوار الشمالية.

واستولت سلطات الاحتلال على ما مجموعه 5382 دونماً تحت مسميات متنوعة منها: 9 أوامر وضع يد استهدفت 116,63 دونماً لبناء أبراج عسكرية، وشقّ طرق لجيش الاحتلال؛ أمران لتعديل أراضٍ استولت عليها: الأول بذريعة أنها "محمية طبيعة"، وقد استولت بموجب ذلك على 4761 دونماً، والثاني قضى بالاستيلاء على غابة طبيعية باعتبارها محمية بمساحة 499 دونماً؛ أمران لاتخاذ ما سمّته "وسائل أمنية" تقضي بالاستيلاء على أراضٍ مساحتها 29,714 دونماً من خلال إزالة أشجارها.

كما وضعت سلطات الاحتلال 4 مخططات هيكلية لمستعمرات في الضفة الغربية، استهدفت ما مجموعه 26,835 دونماً من أراضي المواطنين من خلال محاولات توسيع المستعمرات عليها. وهدفت هذه المخططات إلى بناء ما مجموعه 551 وحدة استعمارية جديدة، وصادقت على إنشاء محطة للطاقة الكهرومغناطيسية على أراضي محافظة طوباس والأغوار الشمالية. 

تصاعد الاعتداءات في القدس وعلى المقدسات

في القدس استشهد 15 فلسطينياً بينهم 7 أطفال خلال تشرين الأول / أكتوبر، واحتجز الاحتلال جثامين 5 منهم ليرتفع مجمل عدد الجثامين المحتجزة إلى 30 شهيداً مقدسياً في الثلاجات و"مقابر الأرقام".

وجرى رصد 394 حالة اعتقال، بينهم 22 قاصراً و27 امرأة. كما تم توثيق 37 إصابة جرّاء إطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح من طرف قوات الاحتلال، علاوة على مئات حالات الاختناق بالغاز.

ونفذ المستوطنون 29 اعتداء على المقدسيين، منها 6 اعتداءات بالإيذاء الجسدي، و6 على الأملاك، بينها سرقة ثمار الزيتون في وادي الربابة في بلدة سلوان.

واقتحم 8006 مستوطنين المسجد الأقصى، كما تم إدخال 16,255 مستوطناً تحت مسمى سياحة (من خلال وزارة سياحة الاحتلال)، وهو الرقم الأعلى للاقتحامات خلال العام الحالي، وبذلك يكون 49,168 مستوطناً قد اقتحموا الأقصى المبارك منذ بداية العام الجاري.

وسُجّل خلال تشرين الأول / أكتوبر، 24 اقتحاماً وانتهاكاً للمسجد الأقصى من طرف شرطة الاحتلال والمستوطنين، استولى الاحتلال خلالها على محتويات مصلّى باب الرحمة منذ 8 تشرين الأول / أكتوبر، ولم يُعِد أي منها، وإنما زاد في تشديداته بمنع المصلين من دخوله، كما أقدم على تحطيم زجاج النوافذ، وتخريب المكنسة الكهربائية الخاصة بالمصلّى، فضلاً عن تقطيع أسلاك المكبرات الصوتية.

ووُثقت حالات من الاعتداء والبصق من جماعات يهودية متطرفة على المواطنين المسيحيين في منطقة كنيسة حبس المسيح في القدس.

ووُثّقت 19 عملية هدم منازل في القدس، بينها 7 عمليات هدم ذاتي (قسري)، و12 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، شملت منازل، ومكتباً، ومنشأة تجارية (مطعماً شعبياً).

وأصدرت محاكم الاحتلال 29 حكماً بالسجن الفعلي في حقّ معتقلين مقدسيين، بينها 28 حكماً إدارياً، فضلاً عن فرض غرامات باهظة جداً تزيد في معاناة اعتقالهم.

وسُجل 44 قراراً بالاعتقال المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال في حقّ مقدسيين، بينهم العديد من الأطفال. كما أصدرت 23 قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وسلّمت قرارين بمنع من السفر.

وفي الخليل منعت قوات الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 142 مرة، وعرقلت وصول المصلين إلى الحرم عبر نصب عدة حواجز مؤدية إليه، مع استمرار الاحتلال في تركيب جهاز تشويش على السماعات الداخلية.

وحطم جنود الاحتلال أيضاً سماعات مسجد قرية جَنْبا في مسافر يطا، في محافظة الخليل.

وقصف الاحتلال مسجد الأنصار في مخيم جنين، الأمر الذي أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين، علاوة على إلحاق أضرار جسيمة بالمسجد.

وشنّ مستوطنون اعتداء على مسجد يانون الأثري في نابلس، من خلال تقطيع أسلاك شبكة الأذان الموحد، ومنعوا المصلين من إقامة الصلاة فيه.

واقتحم مستوطنون بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي محيط برك سليمان جنوبي بيت لحم. 

قتيلان إسرائيليان و48 جريحاً في 2508 أنشطة مقاومة

قُتل إسرائيليان وأصيب 48 بجروح في 2508 أنشطة مقاومة في تشرين الأول / أكتوبر.

وتوزعت عمليات المقاومة على النحو التالي: نابلس 477 عملاً مقاوماً؛ القدس 366؛ رام الله والبيرة 343؛ الخليل 303؛ جنين 285؛ بيت لحم 187؛ طولكرم 181؛ قلقيلية 164؛ أريحا والأغوار 78؛ طوباس والأغوار الشمالية 68؛ سلفيت 56.

ووقعت أبرز أعمال المقاومة في 19 تشرين الأول / أكتوبر، في مخيم نور شمس قرب طولكرم، وأسفرت عن سقوط 12 شهيداً، وإصابة 10 جنود بتفجير عبوة ناسفة. وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال لاحقاً مقتل جندي إسرائيلي من وحدة المستعربين أصيب في المخيم.

ورُصدت خلال هذا الشهر: 482 عملية إطلاق نار؛ 4 عمليات دهس؛ 4 عمليات طعن أو محاولة طعن؛ 3 حوادث إسقاط لطائرات استطلاع في جنين وفق تسجيلات لمجموعات المقاومة عبر منصة "تيليغرام"؛ 94 زرعاً أو إلقاء لعبوات ناسفة محلية الصنع؛ 23 عملية إطلاق لمفرقعات نارية على أهداف الاحتلال؛ 24 عملية حرق لمنشآت وآليات وأماكن عسكرية؛ 26 عملية تحطيم لمركبات ومعدات عسكرية؛ عملية تسلل واحدة إلى داخل أراضي 48؛ 373 تظاهرة؛ 593 عملية إلقاء للحجارة؛ 1868 عملية مقاومة شعبية ومَسِيرة؛ 53 إلقاء لزجاجات حارقة؛ 105 عمليات تصدٍّ لاعتداءات المستوطنين في مختلف أنحاء الضفة؛ 721 مواجهة بأشكال متعددة مع المحتلين.

وبحسب تسجيلات لفصائل المقاومة عبر منصة "تيليغرام"، أطلق مقاومون صاروخَين بدائيين من جنين في اتجاه مستعمرة ميراف الواقعة شرقي جنين، لم يتسببا بوقوع إصابات أو أضرار. كما نفذ المقاومون عملية إطلاق نار وتفجير عبوة ناسفة بدورية الاحتلال قرب بلدة برقة شمالي نابلس، واشتبكوا في مخيم جنين مع جنود الاحتلال، وفجروا عبوات محلية الصنع. 

استهداف كثيف للصحافة الفلسطينية

اعتُبر تشرين الأول / أكتوبر الشهر الأكثر دموية في استهداف الصحافيين الذين استشهد منهم 26 صحافياً، كما رُصد استشهاد 9 من العاملين في قطاع الإعلام، وكذلك استشهد عدد من أفراد عائلات الصحافيين جرّاء قصف بيوتهم.

وأصيب عشرات الصحافيين بشظايا في القصف على قطاع غزة، وتم اعتقال 18 إعلامياً في الضفة الغربية، ومُنع صحافيون من دخول المسجد الأقصى.

وحدث انقطاع الاتصال مع أكثر من 1000 صحافي في قطاع غزة جرّاء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أبراج الاتصالات، الأمر الذي أثّر سلباً في نقل ما يشاهدونه إلى العالم.

وسُجّل تدمير أكثر من 50 مقراً لمؤسسة إعلامية، وهدم منزل أكثر من 20 صحافياً، وتعطّل بث 24 إذاعة بسبب القصف على قطاع غزة ونفاد الطاقة.

وتعرّض بعض الشبكات الإعلامية لهجوم سيبراني مثل: وكالة "وفا"، و"شبكة راية"، و"راديو الرابعة".

وقيّدت سلطات الاحتلال بثّ قناة "الجزيرة" في الداخل الفلسطيني، وأوقفت بثّ "قناة الأقصى" من القمر الصناعي Eutelsat.

وأُغلق بعض المؤسسات الإعلامية في المحافظات الشمالية مثل "جي ميديا" و"دريم". 

تشرين الثاني / نوفمبر 2023 

أكثر من 7000 شهيد في غزة و125 في الضفة

تواصل خلال تشرين الثاني / نوفمبر العدوان الإسرائيلي الدموي وغير المسبوق على قطاع غزة، وتابع طيران الاحتلال ومدفعيته وزوارقه البحرية وآلياته ومسيّراته قصفها العنيف للمنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والجامعات، في موازاة استمرار اجتياح بري لشمالي غزة.

واستناداً إلى حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت المجازر المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في حقّ المواطنين والعائلات خلال هذا الشهر عن استشهاد أكثر من 7000 مواطن، ليصل عدد الشهداء منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر إلى ما يزيد على 15,000، نحو 69% منهم من النساء والأطفال والمسنّين، فضلاً عن أكثر من 7000 ما زالوا تحت الأنقاض بينهم 4700 طفل وامرأة.

ونفّذ المحتلون، منذ بداية العدوان، ما يزيد على 1400 مجزرة في حقّ عائلات فلسطينية قضى خلالها ما يزيد على 6120 شهيداً، فضلاً عمّا يزيد على 50 عائلة أُبيدت بالكامل ومُسحت من السجل المدني، و312 عائلة فقدت أكثر من 10 شهداء.

ولم تسلم المستشفيات والمنشآت والكوادر الصحية من جرائم الاحتلال، إذ سُجل استشهاد أكثر من 210 من الكادر الصحي، وإصابة 236 آخرين. كما استشهد 183 من الكادر التعليمي، و3141 طالباً، وأُصيب أكثر من 4613 طالباً بجروح، وجميعهم من مراحل تعليمية متنوعة.

واستُهدفت الكوادر الصحافية والمؤسسات الإعلامية، وسُجل استشهاد 67 صحافياً وإعلامياً فلسطينياً، فضلاً عن ثلاثة صحافيين لبنانيين استشهدوا جرّاء قصف الاحتلال للجنوب اللبناني، كما أصيب 20 آخرون بجروح.

وفي محافظات الضفة الغربية، استشهد 125 مواطناً توزعوا على الشكل التالي: جنين 40؛ طولكرم 19؛ الخليل 17؛ نابلس 16؛ القدس 10؛ رام الله والبيرة 9؛ طوباس والأغوار الشمالية 4؛ بيت لحم 4؛ قلقيلية 3؛ سلفيت 2؛ أريحا والأغوار 1. 

أكثر من 14,000 جريح

جُرح خلال هذا الشهر أكثر من 14,000 مواطن فلسطيني بقذائف الاحتلال وصواريخه وذخيرته، وما يزيد على 13,000 منهم في قطاع غزة وحدها.

وارتفع عدد الجرحى في القطاع منذ بداية العدوان إلى أكثر من 36,000 مواطن، 75% منهم من النساء والأطفال. وهذه الحصيلة غير نهائية، بسبب وجود أعداد كبيرة من المصابين والمفقودين تحت الأنقاض، وتشويش خدمة الاتصالات وشبكة الإنترنت وصعوبة التنقل، وانهيار معظم المستشفيات.

أمّا في الضفة الغربية فتوزعت الإصابات، وعددها 841، على النحو التالي: نابلس 180؛ جنين 140؛ بيت لحم 128؛ رام الله والبيرة 109؛ الخليل 105؛ طولكرم 59؛ القدس 53؛ طوباس والأغوار الشمالية 27؛ قلقيلية 22؛ سلفيت 11؛ أريحا والأغوار 7. 

تضرر 275,000 وحدة سكنية

وفقاً لأرقام أولية، تضررت منذ بداية العدوان حتى نهاية تشرين الثاني / نوفمبر، وبسبب القصف الجوي والبحري والبري، أكثر من 275,000 وحدة سكنية، منها 59,000 أصبحت غير صالحة للسكن.

وفي مطلع تشرين الثاني / نوفمبر، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل أسقطت أكثر من 25,000 طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار حربها الواسعة النطاق والمتواصلة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين ذريتين.

وأبرز المرصد، ومقرّه جنيف، اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن طائراته استهدفت أكثر من 12,000 هدف في قطاع غزة، مع حصيلة قياسية من القنابل بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلوغرامات من المتفجرات.

ونبّه إلى أن وزن القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان قبل نهاية الحرب العالمية الثانية في آب / أغسطس 1945، قُدّر بنحو 15,000 طن من المتفجرات.

كما استهدف الاحتلال 446 كادراً ومنشأة صحية، وتسبب القصف بإلحاق ضرر بـ 152 مرفقاً صحياً، وبتوقّف 56 مرفقاً عن العمل بشكل كامل. كما تم قصف 26 مستشفى أُخرجت عن الخدمة كلياً.

ولاحقت صواريخ طائرات الاحتلال سيارات الإسعاف، وجرى استهداف 60 سيارة إسعاف كانت تقوم بمهماتها في نقل الشهداء والجرحى إلى المشافي، وخرج 55 منها عن الخدمة كلياً.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة في مؤتمر صحافي في أواخر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، انهيار المنظومة الصحية في مستشفيات القطاع، ووجود نقص حاد في الأدوية، وأن ثمة مشكلة كبيرة في الوصول إلى مستشفيات وزارة الصحة، كما أعلنت توقّف المولدات الرئيسية للكهرباء في معظم المشافي في القطاع.

وتعرضت 278 مؤسسة تعليمية للقصف، خرج ما يزيد على 67 منها عن الخدمة ودُمرت عن بكرة أبيها، فضلاً عن تدمير 140 مؤسسة إعلامية ومقارّ صحافية بشكل كلي.

وفي 11 تشرين الثاني / نوفمبر أُعلن إخراج مجمع الشفاء الطبي عن الخدمة وتوقّف مولداته مع نفاد الوقود وحصاره من قوات الاحتلال وتركُّز القصف في محيطه.

كما حاصر الاحتلال مستشفيَي الرنتيسي والنصر للأطفال قبل أن تقتحمهما قواته لاحقاً وتجبر الطواقم الطبية والمرضى على الخروج بعد التنكيل بهم.

وفي 15 تشرين الثاني / نوفمبر اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، ونفذت عمليات تدمير وتخريب وتنكيل بالمرضى والمصابين والنازحين، وأجبرت الآلاف منهم على الخروج.

وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميراً كلياً 85 مسجداً، أمّا المساجد المدمرة تدميراً جزئياً فبلغ عددها 174 مسجداً، علاوة على استهداف 3 كنائس. 

1782 معتقلاً في الضفة

رُصد في تشرين الثاني / نوفمبر 1782 حالة اعتقال في الضفة الغربية: في الخليل 448؛ في القدس المحتلة 273؛ في رام الله والبيرة 243؛ في نابلس215؛ في بيت لحم 189؛ في جنين 180؛ في طولكرم 76؛ في قلقيلية 54؛ في أريحا والأغوار 49؛ في طوباس والأغوار الشمالية 33؛ في سلفيت22.

وشملت الاعتقالات 125 امرأة، منهن نساء اعتُقلن في أراضي 1948؛ فضلاً عن 145 طفلاً، و41 صحافياً.

وبلغت أوامر الاعتقال الإداري بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر 1661 أمراً تراوحت بين أوامر جديدة وأوامر تجديد. كما قضى في معتقلات الاحتلال 6 أسرى. 

1692 اعتداء لقوات الاحتلال والمستوطنين

جرى توثيق 1692 حالة اعتداء لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين خلال تشرين الثاني / نوفمبر في الضفة الغربية.

ونفذ جيش الاحتلال 1472 اعتداء، ضد محافظات جنين، والقدس، والخليل، ونابلس، ورام الله والبيرة، بينما نفذ المستوطنون 220 اعتداء توزعت على محافظات نابلس، والخليل، وبيت لحم.

ونفذ المستوطنون خلال اعتداءاتهم 179 عملية تخريب واعتداء على أملاك المواطنين، فضلاً عن تسجيل 4 محاولات لإقامة بؤر جديدة في محافظات بيت لحم وسلفيت ورام الله وطوباس والأغوار الشمالية، ومحاولة شقّ أربعة شوارع في محافظات نابلس والخليل وسلفيت.

كما سُجلت عمليات تهجير قسري لـ 35 عائلة من 4 تجمعات بدوية جديدة تركزت في محافظتَي رام الله والبيرة والخليل، علاوة على مواصلة تهديد تجمعات أُخرى شرقي أريحا والأغوار بالرحيل تحت تهديد السلاح.

واتّبع الاحتلال نهجاً عدوانياً في الضفة الغربية، تمثل في تدمير الطرقات واستهداف البُنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء، وتحطيم الميادين العامة التي ترمز إلى الشهداء، وذلك عبر الاقتحامات المتكررة، مثلما جرى خلال تشرين الثاني / نوفمبر في مخيمات: جنين، وبَلَاطة، وطولكرم، ونور شمس، وعُقبة جبر. هذا فضلاً عن فرض حصار على المستشفيات ومنع سيارات الإسعاف من التحرك. 

اقتلاع 3232 شجرة و64 حالة هدم

أسفرت هجمات المستوطنين عن اقتلاع وحرق ما مجموعه 3232 شجرة منها 3082 شجرة زيتون في محافظات بيت لحم ونابلس وقلقيلية وسلفيت والخليل، وسرقة أكثر من 70 رأس بقر، وتنفيذ 9 عمليات سرقة معدات لمزارعين، و6 حالات سرقة لثمار زيتون، و3 بيوت متنقلة وجرار زراعي.

ونفذت سلطات الاحتلال 64 عملية هدم طالت 80 منشأة، منها 37 مسكناً آهلاً، و9 مساكن غير آهلة، و17 منشأة زراعية، وغيرها. وتركزت عمليات الهدم في محافظات الخليل والقدس وبيت لحم وجنين.

وبدأت سلطات الاحتلال، خلال تشرين الثاني / نوفمبر بإصدار كثير من الأوامر ذات الصبغة العسكرية، والتي أطلقت عليها "أوامر عاجلة" لوضع يدها على مساحات من أراضي المواطنين. وتتميز هذه الأوامر بأنها تحظر على المواطنين إمكان الاعتراض عليها، في محاولة لإحباط جهود المواطنين في متابعة واستعادة هذه الأراضي. وفي هذا السياق، استولت أجهزة الاحتلال على 20 دونماً من خلال إصدار 5 أوامر وضع يد لأغراض عسكرية في محافظات نابلس وقلقيلية وبيت لحم ورام الله والبيرة، فضلاً عن إخطارها بهدم 9 مبانٍ تعود إلى مواطنين في محافظات القدس وبيت لحم ورام الله وطوباس والأغوار الشمالية.

وكثف الاحتلال دراسة المخططات الهيكلية للمستعمرات سواء بالمصادقة أو الإيداع من أجل عمليات التوسعة على حساب أراضي المواطنين، وقدمت 19 مخططاً هيكلياً لأغراض توسعة مستعمرات في قيد الدراسة بواقع 2364 وحدة استيطانية، تركزت في محافظات قلقيلية وبيت لحم وسلفيت وأريحا والخليل، فضلاً عن الموافقة على إقامة منشأتين للطاقة الكهربائية في محافظة أريحا والأغوار. 

الاحتلال يعترف بمقتل 72 جندياً في غزة

اعترف الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العملية العسكرية البرية في قطاع غزة بمقتل ما يزيد على 72 من جنوده، وإصابة 1000 آخرين، وبمقتل ما يزيد على 1200 من الجنود والمستوطنين في 7 تشرين الأول / أكتوبر، منهم 392 ضابطاً وجندياً و59 شرطياً، و10 من جهاز "الشاباك"، علاوة على إصابة ما يزيد على 7262 بجروح منها 51 خطرة.

كما أقرّ بأسر واحتجاز 242 إسرائيلياً لدى "حماس"، منهم 184 كانوا لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، حتى إعداد تقرير تشرين الثاني / نوفمبر، بينهم 80 إسرائيلياً من مزدوجي الجنسية، كما أنه لا يزال يعترف بوجود ما يتراوح بين 100 و150 مفقوداً.

وأشارت التقارير الواردة من ميدان المعارك في الجبهتين الجنوبية والشمالية، والمستندة إلى تصريحات الناطق الإعلامي بلسان "كتائب الشهيد عز الدين القسّام" إلى استهداف ما يزيد على 335 من الآليات العسكرية، منها دبابات وجرافات وناقلات جند دمرتها كتائب "القسّام" جزئياً أو كلياً منذ بداية التوغل البري في 23 تشرين الأول / أكتوبر.

وأعلن جيش الاحتلال في 28 تشرين الثاني / نوفمبر أن 1000 من جنوده وضباطه أصيبوا بجروح متنوعة منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

كما اعترف رئيس الأركان في جيش الاحتلال بالفشل في التصدي لهجوم المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول / أكتوبر الماضي. 

8 قتلى للاحتلال في الضفة في 1250 عملاً مقاوماً

نفذ مقاومون فلسطينيون 1250 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية في تشرين الثاني / نوفمبر، قتلوا خلالها 8 جنود ومستوطنين إسرائيليين، وأصابوا 39 بجروح متفاوتة.

وتوزعت عمليات المقاومة وفق التالي: جنين 300؛ نابلس 204؛ رام الله والبيرة 136؛ الخليل 129؛ طولكرم 119؛ القدس 102؛ بيت لحم 90؛ قلقيلية 81؛ طوباس والأغوار الشمالية 49؛ أريحا والأغوار 21؛ سلفيت 19.

ومن ضمن عمليات المقاومة، رُصدت خلال هذا الشهر 275 عملية إطلاق نار، وعملية دهس واحدة، و4 عمليات طعن أو محاولة طعن، وعمليتا إسقاط طائرات استطلاع في جنين وطولكرم وفق تسجيلات لمجموعات المقاومة عبر منصة "تيليغرام"، و135 زرعاً أو إلقاء لعبوات ناسفة محلية الصنع، و33 عملية تحطيم لمركبات ومعدات عسكرية، وعمليتا حرق لآليات ومواقع عسكرية، و12 إلقاء لزجاجات حارقة.

وتركزت عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية بين محافظتَي جنين (111)، ونابلس (51)، من أصل عمليات إطلاق نار.

وشهدت طولكرم إطلاق نار وتفجير عبوة ناسفة قرب مستعمرة "بيت ليد" في 2 تشرين الثاني / نوفمبر، أسفرت عن مقتل وإصابة 6 من جنود الاحتلال والمستوطنين.

وفي 6 تشرين الثاني / نوفمبر وقعت عملية طعن قرب محطة للشرطة عند باب الساهرة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل مجندة وإصابة أُخرى بجروح خطرة.

ونفذ 3 شبان عملية إطلاق نار على حاجز النفق العسكري الفاصل بين بيت لحم وجنوبي القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل جندي وإصابة 6 آخرين.

ونفذ شقيقان مقدسيان عملية قرب محطة انتظار حافلات في العاصمة المحتلة أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة 12 آخرين، تلتها عملية دهس قرب مستعمرة "بقعوت" في الأغوار الشمالية، نفذها شاب من بلدة طمون، أسفرت عن إصابة جنديين.

كما أطلق مقاومون في 23 تشرين الثاني / نوفمبر صاروخاً من جنين في اتجاه مستعمرة "شاكيد" غربي جنين، وفق تسجيلات لفصائل المقاومة عبر منصة "تيليغرام" أيضاً، لم يتسبب بوقوع إصابات أو أضرار.

وفي مجال المقاومة الشعبية، سُجلت 142 تظاهرة، و593 إلقاء للحجارة، و817 احتجاجاً على عمليات الاستيطان، و20 عملية تصدٍّ لاعتداءات المستوطنين في مختلف أنحاء الضفة، و637 مواجهة بأشكال متعددة مع المحتلين. 

تحرير 240 أسيرة وأسيراً في تبادل بين المقاومة والاحتلال

بلغت حصيلة مَن تم تحريرهم من الأسيرات والأطفال في سجون الاحتلال خلال 7 دفعات تمت بموجب هدنة إنسانية قصيرة بين المقاومة وإسرائيل بوساطة قطرية – مصرية - أميركية منذ 24 تشرين الثاني / نوفمبر حتى نهاية الشهر، 240 أسيرة وقاصراً: 71 أسيرة، 169 قاصراً. 

الاحتلال يحوّل المعتقلات إلى مقابر للأحياء

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن وتيرة الاعتداءات على المعتقلين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تصاعدت منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في ظل تعتيم شديد من طرف إدارة المعتقلات التي حولت تلك المعتقلات إلى مقابر للأحياء. 

قمة غزة العربية والإسلامية بلا نتائج عملية

انفضّت قمة زعماء الدول العربية والإسلامية التي وُصفت بالطارئة بعد 36 يوماً من العدوان الإسرائيلي الواسع على غزة، من دون أي نتائج عملية. واكتفى البيان الختامي للقمة التي عُقدت في 11 تشرين الثاني / نوفمبر في الرياض بالدعوة إلى وقف الحرب على قطاع غزة، ورفض توصيف الحرب الانتقامية الإسرائيلية بأنها دفاع عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة.

وأكد القادة ضرورة كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية إلى القطاع. ودانت في بيانها الختامي العدوان الإسرائيلي على غزة، و"جرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري."

ودعا زعماء العالمَين العربي والإسلامي جميع الدول إلى "وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل"، كما طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار.

ودعا الرئيس محمود عباس، في كلمة بثّها تلفزيون فلسطين في 18 تشرين الثاني / نوفمبر، الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى التدخل الفوري لوقف الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية في حقّ أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإرهاب المستوطنين المتواصل في الضفة الغربية والقدس، والذي يُنذر بانفجار وشيك. 

مجلس الأمن يقرر "هدنات وممرات إنسانية" في غزة

تبنّى مجلس الأمن الدولي، في 16 تشرين الثاني / نوفمبر، للمرة الأولى منذ بدء العدوان على غزة، قراراً بأغلبية 12 صوتاً، يدعو إلى "هدنات وممرات إنسانية" في غزة، ويؤكد ضرورة حماية الأطفال وإطلاق المحتجزين. وجاء القرار بعد 4 محاولات فاشلة في المجلس بسبب استخدام الولايات المتحدة وروسيا والصين الفيتو ضد قرارات سابقة. وحاولت الولايات المتحدة الأميركية تضمينه إدانة لهجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها فشلت.

 

* خلافاً للتقارير السابقة، ونظراً إلى العدد غير المسبوق من الشهداء في غزة، ووجود كثير من المفقودين تحت الأنقاض، ولعدم توفر بيانات دقيقة ونهائية بشأن الأعداد المرشحة للارتفاع، لن ننشر الأسماء وبياناتها خلال 3 أشهر (أيلول/سبتمبر - تشرين الثاني/نوفمبر)، مثلما جرت العادة. وقد ننشر مستقبلاً ملحقاً إلكترونياً في صفحة المجلة في موقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بالأسماء المؤكدة في حال حال توفُّر المعطيات.

ويسعى التقرير للوصول إلى بيانات وإحصاءات وأرقام موثوق بها ودقيقة، وترتكز المجلة في معطياتها على البيانات الرسمية اليومية والدورية لوزارات الصحة، ووزارة الأشغال العامة والإسكان، والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ووزارات: الإعلام، والتربية والتعليم، والصحة، والأوقاف والشؤون الدينية، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومحافظة القدس، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

Author biography: 

عبد الباسط خلف: إعلامي وباحث فلسطيني مقيم في جنين.