يسعدنا ويشرفنا في "مجلة الدراسات الفلسطينية" أن نعلن انضمام الكاتب الفلسطيني الكبير، الأسير وليد دقّة، إلى مجلس التحرير الذي تشكّل حديثاً، وهو يضم مجموعة من الباحثات والباحثين والكتّاب الذين سيرفدون عمل مجلتنا بمعرفتهم وخبرتهم.
مجلس التحرير سيخلف هيئة التحرير الاستشارية التي نود أن نشكر أعضاءها فرداً فرداً، على الجهد الذي بُذل، ذلك بأن تطوير عملنا التحريري يتطلب تشكيل هيئة جديدة تقوم بمتابعة عمل المجلة، بالاشتراك مع طاقم التحرير.
سمحت لنفسي بأن أخص وليد دقّة بترحيب خاص، فهذا المفكر الفلسطيني الكبير يواجه اليوم خطراً على حياته، جرّاء الإهمال الطبي في سجون دولة الاحتلال.
صوت وليد دقّة، وصموده، و"زمنه الموازي"، سترافق عمل مجلتنا، وقرارها الواعي بأن تستكشف "جغرافيا فلسطين السادسة"، بحسب تعبير زميلنا عبد الرحيم الشيخ، وأن تولي اهتماماً خاصاً لنتاج الأسرى الثقافي والفكري الذي بات يشكل مكاناً موازياً تنفض فيه فكرة فلسطين عنها ما علق بها من أمراض الترهل والاستسلام، وتستعيد صورتها وصوتها، كأفق للحرية والتحرير.
يهمنا أن نوضح أن هناك توازناً دقيقاً في أبواب المجلة، نحرص على استمراره، فالمجلة تحتوي على خمسة أبواب:
1 - الدراسات، وهو باب مختص بنشر دراسات أكاديمية محكّمة، تلقي أضواء جديدة على الواقع الفلسطيني من زاوية علمية دقيقة نحرص عليها. وفي هذا الإطار فإننا نسعى لاستقطاب الأجيال الجديدة من الباحثات والباحثين، وندعوهم إلى الكتابة بلغتهم العربية.
2 - المقالات: ننشر نوعين من المقالات: النوع الأول يجده القارىء في باب مداخل، وهو باب مختص بمعالجة القضايا الساخنة والمستجدة، والنوع الثاني يشتمل على مقالات تبحث في جوانب متنوعة من القضايا الفلسطينية، من دون أن تحمل الصفة الأكاديمية، وهي مزيج من البحث والرأي.
3 - التقارير: تتألف من تحقيقات ومتابعات للحياة اليومية في فلسطين ومخيمات الشتات، وواسطة عقدها هو تقرير تفصيلي عن المواجهات اليومية مع الاحتلال بدأنا بنشره منذ عددين، وتحول إلى باب فصلي ثابت في المجلة.
3 - قراءات: باب يهتم بمراجعة الكتب الصادرة حديثاً، والتي تعالج الشأن الفلسطيني.
4 - بابان غير ثابتين: الأول هو المقابلات، وفيه نحاور شخصيات ثقافية ومناضلين فلسطينيين وعرب، يروون تجاربهم، ويضيئون الحاضر بخبراتهم. والثاني باب أطلقنا عليه اسم فسحة، وهو منبر ننشر فيه نصوصا أدبية ونقدية وتأملية، ودفّته مفتوحة للكتابات الإبداعية والنقدية.
مجلتنا منبر حرّ للاجتهادات والأبحاث والمقالات المتنوعة التي تدور في إطار فكرة فلسطين، بصفتها فكرة حرية وتحرر، ومساحة للتفاعل الفكري والثقافي، وإطاراً لاستكشاف الجديد والخلاق في الثقافة العربية.
كتب افتتاحية العدد الماضي القائد الأسير مروان البرغوثي، ويكتب افتتاحية هذا العدد القائد الأسير أحمد سعدات، على أمل بأن تشكل افتتاحيات المجلة إطاراً ينقل أصوات المقاومين الذين يعيدون صوغ الحلم، ويرسمون احتمالات الآتي بفكرهم ونضالهم وصمودهم.