The Seven Hammams of Jerusalem
Date: 
May 30 2023

الحمام[1] هو مؤسسة قديمة ترجع إلى الفترة الرومانية، ويتمثل دورها في النظافة والتواصل الاجتماعي. كما أن للحمام دوراً دينياً أساسياً لدى المسلمين، فكلّ مَن يعاشر زوجته "يصبح في حالة جنابة، ولا يحق له لمس المصحف، أو الصلاة قبل أن يتطهر عن طريق الاستحمام. ومن هذه النقطة، استمر وجود الحمام في جميع الفترات الإسلامية. ترجع جميع الحمامات التي بُنيت في القدس إلى الفترة المملوكية،[2]   فأغلبية البيوت كانت تخلو من الحمامات، وكان الناس، نساءً ورجالاً، كباراً وصغاراً، يقصدون الحمامات، كلٌّ بحسب إمكاناته. ولا نعرف كم من المرات كان الفرد يذهب إلى الحمام، في كل شهر، أو في كل سنة، فلا توجد إشارات من قريب أو من بعيد إلى هذا الأمر، ونفترض أنه لم يكن في مقدور الفقراء الذهاب إلى الحمام كل أسبوع، وفي الأغلب، أنهم كانوا يسكبون الماء على أجسادهم في بيوتهم. وإذا كان الحمام مشتركاً بين الجنسين، فقد كانت النساء تذهبن، في الأغلب، للاستحمام من الظهر إلى المغرب، والرجال من المغرب إلى ظهر اليوم التالي.[3]

 

 

وعادةً ما يتركز موقع الحمامات في مركز المدينة والأسواق، أو قرب الأماكن المقدسة، ولأن تكاليف بناء الحمام باهظة، فقد كانت الحمامات جميعها تتبع الوقف، ويتم تأجيرها لمن يدفع أكثر.[4]  ويمكن تلخيص خطوات الاستحمام فيما يلي: يدخل المستحم إلى القسم البراني، حيث مكان خلع الملابس، ثم إلى الوسطاني ذي الحرارة المتوسطة، وهو من أجل التهيؤ للانتقال إلى الحرارة الأعلى، إلى القسم الجواني، وهو آخر مرحلة في الاستحمام، ثم يعود بالخطوات نفسها عكسياً عندما ينتهي من الحمام، من الحار إلى الوسط، ثم إلى البارد.[5]

حرفة الحمّامين

في سنة 1624، عمل في حمامات القدس خمسة عشر حلاقاً.[6] وفُرض على مستأجري الحمامات توفير فوط لونها أزرق "وزرة" تُلف حول النصف السفلي من الجسم، أما الفوط التي تنشّف الجسم فكان لونها أبيض، وكان ينبَّه على الحمامين بعدم إعطاء الزبائن فوطاً، أو مناشف غير نظيفة، وأن يرفعوا درجة حرارة الحمام.[7]  وتشير إحدى الوثائق، التي تعود إلى سنة 1537، إلى أن أجرة الحمام عن كل رجل كانت درهماً، واستحمام الرجل بنصف درهم، وعن كل امرأة بالحناء درهمين، والاستحمام بدرهم،[8]  ويُفهم من الوثيقة أن دخول الحمام كان يقتضي دفع أجرة، والاستحمام تُدفع عنه أجرة أُخرى.

 

تواقيع واختام الموقعين على بيع حمامي خاصكي سلطان

 

الحمامات من الفترتين المملوكية والعثمانية

سنعرض في هذا المقال 7 حمامات وُجدت في مدينة القدس القديمة، واندثرت ولم يُعرف عن تفاصيلها إلا القليل. 

 

1/ حمام النبي داود / جبل صهيون
2/ حمام حارة اليهود
3/ حمام درج العين
4-5/ حمامي خاصكي سلطان (نساء ورجال)
6/ حمام باب العامود
7/ حمام القاضي عبد الكريم

 

حمام النبي داود

وهو الحمام الوحيد الواقع خارج سور المدينة من الجنوب الغربي، في منطقة جبل صهيون، وكان موقوفاً على قبة الصخرة.[9]  وقد أرسلت رسالة من خلال قاضي القدس إلى إستانبول في سنة 1560، بناءً على طلب من الشيخ محمد الدجاني القيّم على قبر النبي داود في الموقع، والساكن هناك، يشتكي فيها من قلة المياه في الحمام، لأن الحمام يعتمد على مياه الآبار التي لا تكون متوفرة إلا مدة شهرين، وبالتالي يبقى الحمام معطلاً بقية السنة، وأن الشيخ الدجاني بحاجة ماسة إلى الحمام. وردّاً على الرسالة، أجاب المسؤولون في الآستانة بأنه يجب أن تبلّغ السلطات بما يلي: إذا ما تم تزويد الحمام بالماء، هل يترتب على ذلك ضرر بحق شرب بقية المستحقين في القدس؟ وما هي كمية المياه الكافية له؟[10]  بعد أربعة أعوام، صدر حُكم أُرسل إلى قاضي القدس بتزويد الحمام بالماء على أن لا يلحق الضرر بحق الشرب لأهالي القدس،[11] ولا نعرف شيئاً عن هذا الحمام سوى ما تم العثور عليه من وثيقة الشكوى السابقة الذكر.

حمام حارة اليهود

يرجع إلى الفترة المملوكية، والإشارة الوحيدة إليه في القرن الرابع عشر وردت عرضياً، عندما وُجد شخص متوفٍ بقرب الحمام سنة 1395، وكتب حصر الإرث له.[12]  استمر هذا الحمام في الفترة العثمانية، وكان موقوفاً على الحرمين (القدس والخليل)، وأول ذكر عرضي للحمام في الفترة العثمانية ورد في وثيقة من سجلات المحكمة الشرعية في القدس، ترجع  إلى سنة 1537 بشأن استئجار دار في حارة صهيون، وقف الحرم القدسي، مجاورة لحمام حارة اليهود.[13]  ويبدو أن المستأجر كان يخطط لأخذ ماء الحمام لكي يستخدمه في مصبنته، التي عُرفت بمصبنة المنصورية، الواقعة في حارة صهيون الجوانية، وتُعرف الحارة بالريشة وحارة اليهود.[14]  ففي منتصف شهر حزيران/يونيو 1554، رُفعت دعوى إلى المحكمة الشرعية من متولّي وقف الحرمين على أبناء عائلة زريق[15]  المجاورين للحمام، تشتكي عليهم بأنهم يستخدمون ماء بركة الحمام الواقعة في حوشهم لمصبنتهم، وتطالب بإيقافهم عن استخدام مياه بركة الحمام. وفي سنة 1595، رُفعت شكوى للمرة الثانية على العائلة نفسها، بأنهم يأخذون جميع ماء الجبّ المعروف بالعنزية المُعد لجمع ماء الأشتية الواقع في حارة صهيون من محلة اليهود الواقع في حوش أولاد زريق، وأيضاً في سنة 1601، رُفعت دعوى أُخرى بشأن الموضوع نفسه.

وردت حجة تبين أنه تم تعمير الحمام فيما بعد، ولم تُحلّ المشكلة مع عائلة زريق بعد أكثر من نصف قرن، فأُعيدَ تقديم شكوى ضد العائلة تتعلق بسرقة مياه الحمام. وبعد تعميره، أُجِّر لأول مرة في سنة 1554، ولكن من غير ماء، لأن مشكلة مياه الحمام لم تُحلّ مع عائلة زريق، واستمر استخدام الحمام حتى سنة 1659. بعد الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس سنة 1967، حفرت سلطة الآثار الإسرائيلية في جانب السور الجنوبي الداخلي للمدينة، وتحديداً إلى الشمال من باب المغاربة، حيث عُثر في المكان على موقع حمام نفترض أنه آثار الحمام نفسه.[16]

حمام درج العين

وُجد حمام عُرف باسم حمام درج العين لعائلة نسيبة المقدسية، ووُصف بأنه من أملاك القاضي فخر الدين بن نسيبة الخزرجي، وكان موقعه في آخر طريق الواد من الشرق.[17] أوقف العمل فيه في نهايات الفترة المملوكية،[18] وتم تأجيره في سنة 1538 بأجرة يومية عن كل نهار 3 فضة حلبية. وبعد عشرة أيام من تاريخ هذه الحجة، بدأ صراع على استئجار الحمام، وتمت المزاودة على أجرته اليومية، فارتفعت من 7.5 حلبية إلى 15 حلبية.[19]  وقد أُجِّر الحمام في سنة 1540 بأجرة يومية بلغت 10 فضة حلبية، والغريب أنه يوصف في الحجة لأول مرة بأنه وقف المدرسة التنكزية.

حماميْ خاصكي سلطان

من الحمامات التي أُسّست في الفترة العثمانية، وهو عبارة عن حمامين، للرجال والنساء، أمرت ببنائهما خاصكي سلطان، زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، في طريق الواد بمدينة القدس. سُميت خاصكي بركسانا بمعنى صاحبة الشعر الأحمر، واختلف الباحثون بشأن هويتها، ومن المرجح أنها إحدى سبايا الجيش العثماني التي اختطفها التتار. ويبدو أن مكانتها لدى السلطان سليمان كانت نابعة، ليس فقط من مرحها ومواهبها الموسيقية، بل لأنها أنجبت له أربعة أولاد، وبعد فترة، تزوج السلطان سليمان منها، على الرغم من وجود معارضة لهذا الزواج.[20]

 

الواجهة الغربية المتبقية من حمامي خاصكي سلطان

 

في 17/6/1554، وردت أول وثيقة تتعلق بالشروع في التحضير لبناء هذين الحمامين، وذلك من خلال الاتفاق مع أربعة من الصنّاع المعلمين لعمل 50000 طوبة من الطين المشوي لبناء جسم الحمام، بمبلغ إجمالي قدره 225 ليرة ذهب.[21]  ومن أجل تأمين وصول المياه إلى الحمامين، تقدم المتولي على العمارة إلى المحكمة في 24/7/1554، طالباً حفر بئرين بأعلى وادي الأبيار (منطقة بيت لحم) لتقوية قناة السبيل التي توصل الماء إلى القدس وتزوّد الحمامين الجديدين بالماء، وقد كلّف حفر البئرين 70 سلطاني ذهب.[22]

في 23/1/1556، أصبح الزعيم في لواء القدس بيرم جاويش[23]  متولياً على تنفيذ ما تبقى من بناء الحمام،[24]  وعقد اتفاقاً مع المعماري علي بن سيد على بناء بيت النار بحجارة نارية جديدة، وبناء خزّانين للماء بالحجارة أيضاً، وبناء عقد الآقميمين في مقابل أجرة 140 ذهب سليماني.[25]

ويبدو أن بيع حجارة المباني المهدمة كان شائعاً، فقد تم إحضار قسم من تلك الحجارة من مبانٍ قديمة في مدينة القدس، منها بناء موقوف على البيمارستان الصلاحي، واحتوى على قبة وقبو ومحراب، وكان داخل كنيسة من زمن الرومان، وبيعت هذه الحجارة لاستخدامها في بناء الحمامين.[26]  كما تم شراء مجموعة من الحجارة بمبلغ 60 ذهب سلطاني من مكان مقابل لكنيسة القيامة من الجنوب، وملاصق للمورستان من الغرب.

تم الانتهاء من بناء جسم الحمامين في 12/2/ 1556، وبدأ التبليط ببلاط رخام أبيض وأسود وبلاط مزي مجلي. كما تم الاتفاق على تبليط مصطبة شمال الرواق وإصلاح الأعمدة الدائرية الثمانية، في كل جانب أربعة أعمدة، وبُنيت ما بين الأعمدة مصاطب بارتفاع 40 سم، وكذلك بُلّطت أرضية المشلحين برخام أسود وأبيض مقابل 75 ذهب سلطاني.[27] 

بعد عمل استمر ما يقارب العامين في البناء، افتُتح الحمامان، في الأغلب، الغربي للرجال والشرقي للنساء. وكان حمام السلطان الوحيد في المدينة الذي استُخدم فيه الحطب لتسخين الماء، فقد كانت بقية الحمامات تستخدم روث الحيوانات. ويبدو أن الحمامين كانا يواجهان مشكلة في تزويدهما بالمياه، ربما بسبب الجفاف المتمثل في قلة الأمطار، وبالتالي انقطاع قناة السبيل، أو خرابها، ويبدو أنه كان لبُعد الحمامين عن الحرم صعوبة في تزويدهما بالماء، أو أن القناة التي توصل المياه إلى الحمامين غير فعالة. وبعد حوالي العقدين، طالب مستأجر الحمامين بإيقاف العمل في حمام النساء لقلة الماء من الشتاء وقلة ما في البرك (برك سليمان في قرية الخضر)، وعليه، أبطل العمل في حمام النساء.

تتحدث نشرة صادرة عن الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية، التي بُنيت مكان حماميْ خاصكي سلطان، بشكل مختصر جداً عن تاريخ الكنيسة التي كان مكانها خالياً من المباني، إلا من حمام تركي، وقام الأب تافيتيان بابتياع الأرض بمال تبرّع به أحد أتباع هذه الكنيسة؛ وفي سنة 1881، اكتُشفت بقايا فسيفساء في المكان. وتذكر النشرة أن أول بناء شُيّد في الموقع كان سنة 1885، واكتمل بناء الكنيسة سنة 1950.[28]

حمام باب العمود

ورد اسمه في فترة مبكرة من الحكم العثماني باسم "حمام العمود"، وفي الفترة المملوكية ذُكر حمام باسم "حمام الشويح" في حارة باب العمود، ولا نستطيع التأكيد أو النفي أن المقصود كان هذا الحمام. ووردت إشارات إلى هذا الحمام في أكثر من مصدر حديث، لكنها كانت عبارة عن تخمينات ومعلومات متضاربة ومكررة، إذ ذُكر أن اسم حمام العمود الذي أُطلق على حمام البطرك، اعتماداً على ما ذكره كوهن ولويس، وعلى قول شلبي،[29]  ووردت معلومات عامة عن هذا الحمام في سجل المحكمة الشرعية في القدس، ونعرف أن الحمام كان يعمل في الفترة العثمانية. عُرف مكان حمام باب العمود منذ فترة قصيرة،[30]  وحديثا تم ترميمه ليصبح "ديوان عائلة عبد اللطيف المقدسية".

 

 

حمام القاضي عبد الكريم

لا نعرف أي معلومات عن القاضي عبد الكريم بن حسين، وما توصلنا إليه من خلال سجلات المحكمة الشرعية، أنه عُيّن في المحكمة الشرعية في القدس أربع فترات متفرقة، وأصبح من الأثرياء كما هو متعارف عليه، بالنسبة إلى القضاة، نتيجة أعماله التجارية والوظائف التي كان يشغلها خلال عمله.[31]  وهذا هو المثال الوحيد في القدس لوجود حمام خاص.

يقع الحمام في المجمّع الذي شيّده وأسّسه القاضي عبد الكريم إلى الجنوب من حارة أولاد قطينة، والتي كانت تقع إلى الغرب من آخر سوق خان الزيت. اشتمل هذا المجمّع على اسطبلات وفرن ومعصرة وطاحونة. ومن المؤكد أن مكان المنشآت التي أقامها القاضي، على الأقل يقع جزء منها حالياً مكان الكنيسة الروسية، وهي تقع إلى الشرق من كنيسة الأقباط (دير السلطان) التي يحدّها شرقاً نهاية سوق خان الزيت. ويوصف الحمام في الوثيقة كما يلي "وبصدر الإيوان من جهة الغرب حمام يفوه بابه مشرقاً بباب عسقلاني، يدخل منه إلى دهليز لطيف يتوصل منه إلى داخل الحمام، ويشتمل على ثلاثة اقباء مشلح ووسطاني وبيت حرارة، وبالقبو الوسطاني حوض لطيف بالجهة الغربية، وللحرارة حوضان لطيفان من رخام أبيض مرمر أحدهما بالجهة الشمالية والآخر بالجهة الغربية مزودان بأنبوبين نحاس أصفر، وقدرة نحاس وخزانين من أجر للماء الساخن، وحاصل برسم جمع الماء البارد ومرتفق..."، واشتمل الموقع على أحواض برسم الزراعة في الجهة الشمالية، وسلالم من حجر ومقاعد أو أماكن للجلسات في أكثر من طابق.[32]

بدأ القاضي عبد الكريم بالتحضير للبناء والتعمير عن طريق تعاقُد وكيله مع 12 شخصاً من قرية الطيرة[33] التي تقع إلى الشمال الغربي من رام الله، على بناء لتون لإنتاج الشيد وتزويد القاضي به. وكان القاضي أقام مجمّعه في منطقة تحتوي أصلاً على مواقع اقتصادية ترجع إلى العصر المملوكي في الأغلب، إن لم يكن قبل ذلك، ولكن مع الزمن، اندثرت، أو أُهملت، وجدّد البيت ووسّعه والفرن والمعصرة والقاعات.

بعد انتقال القاضي من قضاء القدس، لم أجد ما يشير إلى مكان الحمام المذكور، كما أن الحفريات التي تمت في نهاية القرن التاسع عشر، بعد شراء الروس الموقع، لم تُشر إلى وجود أي حمام، كما لم تتعرض لأي بناء إسلامي في الفترة العثمانية.

 

الحفرية التي تمت مكان حمام القاضي في نهاية القرن التاسع عشر

 

الخلاصة

إن المصدر الأساسي لهذا المقال هو سجلات المحكمة الشرعية في القدس، ولهذا المصدر دور أساسي في معرفة تاريخ المدينة في الفترة العثمانية بصورة خاصة، وفي الفترات الإسلامية السابقة بصورة عامة، فهو يحتوي على عشرات الآلاف من الوثائق التي تتعلق بجميع نواحي الحياة في المدينة، الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية وغيرها.

كانت الحمامات في مدينة القدس حمامات عامة وملكاً للأوقاف، وقد وُجد في مدينة القدس حمام واحد فقط ملك لشخص، وهو الذي استحدثه القاضي عبد الكريم، كما نجد حماماً وحيداً خاصاً بالنساء، إذ كان يخصص للنساء وقتاً محدداً للذهاب إلى الحمام، الذي كان يقسم وقت الاستحمام ما بين الرجال والنساء.

في القرنين الماضيين، تحول حماما خاصكي سلطان إلى كنيسة للأرمن الكاثوليك، وتم العثور على عدة وثائق تتعلق بتحكير الحمام، كما تم عمل حفريات قبل بناء الكنيسة، ونُشرت في عدة مصادر، وفي فترة لاحقة، تحول حمام القاضي إلى كنيسة روسية، ولم أجد أي معلومات عن هذا الحمام، كيف تم تحكيره، أو شراء الأرض، وكيف انتقل إلى الروس، والإشارة الوحيدة تتعلق بالحفريات التي تمت في الموقع ذُكرت في بعض المصادر، ولم تُشِر من قريب أو بعيد إلى وجود مبانٍ في الفترة الإسلامية قبل بناء الكنيسة.

*يُذكر أن المقال مستل من دراسة للمؤلف نُشرت في العدد 17 من مجلة "المقدسية" الصادرة عن مركز دراسات القدس في جامعة القدس.

 

 

[1] عن الحمامات في التاريخ الإسلامي وتقسيماتها، ووصفها في المراجع الإسلامية والرحالة، ما عُرف في التاريخ باسم "الحمام التركي"، انظرعلى سبيل المثال:

Sourdel-Thomine and A. Louis, “Hammam,” The Encyclopedia of Islam (1986), vol.III, pp. 140-146.

[2] فيما يتعلق بالحمامات في مدينة القدس، انظر. امتياز ذيب، "حمام العين القدس" (مركز دراسات القدس، 2010)؛ كامل العسلي، "من آثارنا في بيت المقدس" (عمّان: الجامعة الأردنية، 1982)، ص 163-217.

Martin Dow, "The Islamic Baths of Palestine" (the British School of Archaeology in Jerusalem,1996), Oxford University Press, pp. 87-98.

[3] نجاة قصاب حسن، "حديث دمشقي، 1884-1983" (دمشق: طلاس للدراسات والنشر، 1988)، ص 233.

[4] سامي عبد المالك البياضي، "الموروث الثقافي التاريخي في خدمة الاكتشافات التاريخية"، في كتاب "النصوص المطبوعة ودورها في صون الموروث الثقافي وتوظيفه في خدمة المجتمع"، إعداد نادر سراج (بيروت: مرصد  بيروت الحضري، 2010)، ص 163-165؛ محمد أمين، "المصطلحات المعمارية في الوثائق العثمانية" (القاهرة: الجامعة الأميركية، 1990)، ص  37؛ عبد الرحيم غالب، "موسوعة العمارة الإسلامية" (بيروت: جروس برس، 1988)، ص 138-144.

[5] قصاب حسن، مصدر سبق ذكره، ص 288.

[6] محمود عطا الله، "وثائق الطوائف الحرفية في القرن السابع عشر" (نابلس: جامعة النجاح، 1991)، ج1، ص 86، عن السجل رقم 109، ص:156؛ والجدير بالذكر أن كتاب عطاالله جمع الوثائق التي تتعلق بالحمّامين والحلاقين في الجزء الأول، ص 86-96.

[7] المصدر نفسه، ص 90-91، سجل 85، ص 149.

[8] سجل 7، ص 211. كما نصت الوثيقة على دفع غرامة ثمانية عثماني، ومَن يخالف التسعيرة يُضرب 100 عصا.

[9] العسلي، مصدر سبق ذكره، ص 212؛ ويشير كوهين ولويس إلى أن الحمام  كان يُعرف بحمام الجمل، وفي القرن التاسع عشر استُخدم كمصبنة، وأنه في حارة اليهود؟ 

Amnon Cohen and Bernard Lewis, Population and Revenue in the Towns of Palestine in the Sixteenth Century (Princton: Princton University Press, 1978), p. 104.

[10] "بلاد الشام في الأحكام السلطانية الواردة في دفتر المهمة 951/1544 – 973/1566"، إعداد وترجمة فاضل بيات، الجزء الأول، ص 200؛ كما ورد نص الفرمان مترجماً إلى الإنكليزية في:

Uriel Heyd, Ottoman Documents on Palestine, 1552 – 1615  (Oxford: the Clarendon Press, 1960), p. 149, no. 97.

[11] بلاد الشام في الأحكام السلطانية الواردة في دفتر المهمة، الجزء الأول، ص 93- 136.

[12] وثيقة رقم 440 من وثائق المتحف الإسلامي.

[13]سجل رقم 8، ص 88/3، صورة 47.

[14]Amnon  Cohen, Economic Life in Ottoman Jerusalem,  (Cambridge: Cambridge University Press, 1989), p.66- 67 and after.

[15] ورد لدى كوهن دراسة عن مصبنة ابن الدهينة وابن حسونة، ويشير الى أن ابن حسونة من أولاد الدهينة، انظر:

Cohen, op.cit., p. 67 and after.

[16]أفادني بهذه المعلومة توفيق دعادلة.

[17] منذ أواخر القرن العشرين حتى تاريخه، تُجري سلطات الاحتلال الاسرائيلي حفريات في الموقع، وقد تم الكشف عن أساسات لحمام منذ الفترة الرومانية، انظر: مقال بالعبرية، كتبه توفيق دعادلة:

-“A Mamluk bathhouse and Early Remains in Ohel Yizhaq,”  joint article with H. Barbe, in Qadmoniot 43, no.140, 2010, pp.133-137 (in Hebrew).

كما كان بين هذا المستحم وحمام تنكز، خان ملك عائلة نسيبة أيضاً، وقد تم بيع حصصهم فيه سنة 941/1534، " الخان بالقرب من درج العين، المشتمل على بوائك ومخازن سفلية وعلوية يحدّه قبلة حاصل حمام العين، وشرقاً دار ابن أبي شريف، وتمامه حائط خان باب القطانين، ومن الشمال حمام تنكز، ومن الغرب الدرب، وفيه الباب،" سجل 4، ص 440. 

[18] القاضي فخر الدين بن نسيبة الخزرجي، وفي سنة 1489 نفاه السلطان المملوكي مدة عامين، وبعدها عاد إلى القاهرة، وفي الأغلب توفي هناك؛ مجير الدين الحنبلي، "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" (عمّان: مكتبة المحتسب، 1973)، ج2 ، ص  353-354 .

[19] كان السلطاني ذهب يساوي 80 عثمانية، ويساوي 200 فضة حلبية (سجل 10، ص 336/2).

[20] المصدر نفسه، ص 123-125؛ حسين مؤنس، "الجارية خاصكي سلطان تتزوج السلطان سليمان الفاتح" (بيروت: مؤسسة المعارف للطباعة والنشر)؛ عبد العزير الشناوي، "الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها" (القاهرة: مكتبة الأنجلو، 2013)، ج1، ص 614؛ كامل العسلي، "وثائق مقدسية تاريخية" (عمّان: مطبعة التوفيق، 1983)، ج1، ص 125.

[21] سجل رقم 28، ص 387؛ 415.

[22] سجل رقم 28، ص 431.

[23] عن بيرم جاويش وأوقافه وحياته ومماته في مدينة، انظر بالتفصيل:

Yusuf Natsheh, Ottoman Jerusalem, part 2, p. 709-741.

[24] سجل رقم 31، ص 290.

[25] المصدر نفسه، ص 86.

[26] سجل رقم 30 ، ص 170.

[27] سجل رقم 31، مصدر سبق ذكره، ص 110.

[28]IVth Station of the Cross: Armenian Catholic Patriarchal Exarchate of Jerusalem.

[29]Cohen and Lewis, op. cit., p. 96-97; Martin Dow, “the Hammams of Ottoman Jerusalem,” in Ottoman Jerusalem, vol.1 (2000),  p. 520. 

[30] الفضل في معرفتي بمكان الحمام يرجع إلى توفيق دعادلة، إذ ذكر لي أنه تجري ترميمات في المكان، وعليه، قمت بزيارة إليه عدة مرات، والتقطت بعض الصور له.

[31] عن القاضي عبد الكريم وعن القضاة في القرن السادس عشر في القدس وموقعهم الاجتماعي والاقتصادي، انظر رسالة دكتوراه مقدمة إلى الجامعة العبرية في القدس، خضر سلامة، "المحكمة الشرعية في القدس في فترة السلطان سليمان القانوني 1520-1566: الجهاز القضائي والإداري".

[32] سجل رقم 51، ص 672.

[33] في فلسطين خمس قرى تُعرف بهذا الاسم، والمقصود قرية تقع غربي رام الله، فهي الأقرب إلى القدس، فلا يعقل أن يحضر الشيد من طيرة حيفا، أو بيسان، أو قلقيلية، انظر: محمد شراب، "معجم بلدان فلسطين" (عمّان: الأهلية للنشر، 1996)، ص 510-511.

Read more