The Black Monday and Danger Signs for Palestine and Neighboring Countries
Date: 
February 07 2023
Author: 

حتى صباح اليوم الثلاثاء في 7 شباط/فبراير 2023، بلغ عدد ضحايا الزلزالين اللذين ضربا جنوب تركيا وشمال سوريا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية وصحيفة "لوموند "الباريسية، أكثر من 4300 قتيل ونحو 19500 جريح في البلدين. وقد انتشل رجال الإنقاذ 7840 شخصاً من تحت الأنقاض في تركيا، حيث انهار ما يقرب من 5000 مبنى بالكامل، ولا يزال عدد كبير من الأشخاص محاصرين تحت الأنقاض. بينما أعلنت وكالة سانا السورية للأنباء صباح اليوم الثلاثاء ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 812 وفاة و1449

إصابة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس، وذلك في حصيلة غير نهائية. وأدى

هطول الأمطار والثلوج الغزيرة وانخفاض درجة الحرارة إلى جعل عمليات الإنقاذ صعبة جداً، وكذلك ظروف الناجين الذين تمّ تجميعهم في الخيام.

وكان الزلزال الأول قد وقع في جنوب شرق تركيا فجر يوم البارحة الاثنين بقوة 8، 7 على مقياس ريختر، وعُدّ الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 آب/ أغسطس 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص بينهم ألف في مدينة اسطنبول، بينما وقع الثاني ظهر يوم الاثنين بقوة 5، 7، وسُجل ما لا يقل عن 185 هزة ارتدادية عقب الهزتين الأوليتين. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تتوقع حصيلة نهائية للضحايا أعلى بكثير، إذ قالت كاثرين سمولوود، مديرة حالات الطوارئ في المكتب الأوروبي للمنظمة، لوكالة الأنباء الفرنسية: "نرى غالباً أرقاماً أعلى بثماني أضعاف من الأرقام الأولية".

 وبينما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن 45 دولة عرضت مساعداتها على بلاده، ناشدت سوريا الأمانة العامة للأمم المتحدة والدول الأعضاء في المنظمة الدولية ووكالاتها، واللجنة الدولية للصليب العون مد يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر، وهي المناشدة التي استجاب لها بصورة سريعة عدد من الدول العربية وفي مقدمها العراق والجزائر. وأعلنت الأمم المتحدة، من جهتها، أنها ستقدم مساعدات "إلى جميع السوريين في جميع أنحاء الإقليم"[1].

تاريخ الزلازل الكبيرة في فلسطين

يتفق العلماء على أن فلسطين والدول المحيطة بها معرضة لمخاطر الزلازل على فترات منتظمة. ووفقاً لتقديرات بعضهم، فإن من المحتمل أن يضرب هذه المنطقة زلزال كل 90 إلى 100 عام، وذلك لكونها مكان التقاء الصفائح التكتونية الأفريقية والعربية. وبالعودة إلى التاريخ، يُشار إلى أن ما يصل إلى 17 زلزالاً ضرب هذه المنطقة في الألفي عام الماضية. وفي هذا السياق، يذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس أن زلزالاً عنيفاً ضرب المنطقة في سنة 31 قبل الميلاد وتسبب في مقتل عشرات الآلاف وأحدث دماراً كبيراً. كما وقع زلزلال كبير في سنة 1033 ألحق أضراراً كبيرة ببناء المسجد الأقصى وقبة الأقصى. وفي سنة 1837، تعرضت فلسطين لهزة أرضية بلغت قوتها 6 إلى 7 درجات على مقياس ريختر، تسببت في مقتل نحو 4000 مواطن، ودمرت بلدة صفد في الجليل الأعلى. وفي الساعة الثالثة وخمس دقائق من فجر يوم الاثنين في 11 تموز/يوليو 1927، ضرب زلزال قوي فلسطين بقوة 25، 6 على مقياس ريختر، عرف باسم زلزال أريحا واستمر لمدة خمس ثوان مخلفاً وراءه نحو 500 ضحية و352 جريحاً في فلسطين و362 جريحاً في شرقي الأردن، كما ألحق دماراُ كبيراً في الأبنية. وكانت نابلس المدينة الأكثر تضرراً من هذا الزلزال الذي دمر فيها نحو 300 مبنى وسقط فيها 147 قتيلاً، ولحقت أضرار بنحو 175 بيتاً وبكنيسة القيامة وبالمسجد الأقصى في مدينة القدس، كما عانت من نتائج الزلزال مدن اللد والرملة وطبريا والخليل والسلط وعمان، وبعض البلدات والقرى مثل الرام وبير زيت وأبوديس وجفنا وعين كارم[2].

مخاطر حدوث زلازل في المستقبل

تحدث هزات أرضية خفيفة في فلسطين التاريخية بين فترة وأخرى. فخلال الأسبوعين الأولين من شهر تموز/يوليو 2018، شعر الناس بعدة زلازل منخفضة الشدة حول بحيرة طبريا، بلغت أقواها حوالي 4.5 درجة على مقياس ريختر، ولم تتسبب في أضرار. ويشير الخبراء إلى أن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة معرضة بشدة للنشاط الزلزالي وتعاني من سوء تشييد المباني فيها. فبحسب جلال الدبيك، رئيس التخطيط الحضري والوقاية من الكوارث في مركز جامعة النجاح في نابلس، فإن زلزالاً متوسطاً بقوة 6 أو 6.5 درجة من شأنه أن يؤدي إلى أضرار جسيمة في الضفة الغربية. وبعد أن أجرى دراسة للمباني في سبع مدن فلسطينية رئيسية في الضفة الغربية، خلص إلى أن نسبة كبيرة من هذه المباني "معرض لأضرار كبيرة" في حالة وقوع مثل هذا الزلزال. وفي دراسة أخرى أولية أجراها، تتنبأ باحتمال "وقوع 5000 أو 6000 حالة وفاة" في الضفة الغربية في حالة وقوع زلزال شديد، فضلاً عن دمار آلاف المباني بالكامل وتعرض عشرات الآلاف للانهيار الجزئي[3]. وأكد الدبيك نفسه، الذي تسلّم لفترة رئاسة نقابة المهندسين في الضفة الغربية، ضرورة التخلص من نمط العمل الاختياري في التشييد، الذي كان سائداً في الماضي، وضبط الجودة والنوعية لتصميم المباني والإشراف عليها، والقيام بحملات توعية وإعلام، إلى جانب الرقابة على أذونات الصب والأشغال، على أن يتم ذلك بالتعاون بين نقابة المهندسين ومختلف الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الحكم المحلي والمجالس البلدية وهيئات الحكم المحلي والدفاع المدني والشرطة والوزارات ذات العلاقة[4].وبحسب الخبراء الإسرائيليين، فإن المدن الإسرائيلية ليست مستعدة لزلزال كبير، ذلك إن معظم المباني فيها بنيت على عجل في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ولم تكن مصممة لتحمل الهزات الأرضية. وفي تقرير أعدته لجنة مختصة برئاسة عالم الزلازل آفي شابيرا تم تسليمه إلى الكنيست في سنة 2013، قدر التقرير أن زلزالاً بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر سيقتل حوالي 7000 شخص، ويتسبب في 40 ألف إصابة وتدمير آلاف المباني، وصرّح رئيسها آنذاك: "بما أن الهزات الأرضية هي ظواهر غير متوقعة، فإن الطريق الوحيدة لتجنب الكارثة هو البناء بصورة جيدة". وعلى الرغم من تحديث معايير البناء، منذ ذلك الحين، لتأخذ في الاعتبار الدراسات الجيولوجية الحديثة، فإنه لا توجد ضوابط كافية لضمان أن المباني التي شُيدت قبل التسعينيات تفي بهذه المعايير، ذلك إن التكاليف المرتفعة أعاقت الجهود المبذولة لتجديد المباني التي شُيدت قبل وضع معايير الزلازل[5].

صعوبات التنبؤ بوقوع الزلازل

بحسب عالم الزلازل الفرنسي أنطوان شلوب من جامعة ستراسبورغ: "نحن قادرون بصورة جيدة جداً على تفسير العلامات المؤذنة بحدوث الزلزال بعد وقوعه، ولكن من الصعب علينا التنبؤ بحدوثه قبل وقوعه، لأن هذه العلامات نفسها يمكن أن تسبب زلزالاً أو لا تسبب"[6]. وعلى الرغم من أن جامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا أطلقت، في سنة 2019، نظاماً يدعى TRUAA، ينبّه عند وقوع الهزة الأرضية الأولى، بما يسمح بنشر المعلومات بسرعة على أمل أن يكون لدى أكبر عدد ممكن من السكان الوقت للوصول إلى بر الأمان، صار يمتلكه عدد صغير من الدول، ومنها اليابان وتايوان وإسرائيل، فإن العديد من الخبراء الإسرائيليين ما زال يرى أن هذه التكنولوجيا المتطورة "لا يمكنها حتى الآن التنبؤ بدقة بموقع أو توقيت أو حجم الزلزال"، وأنه لا يوجد نظام إنذار مبكر "يمكن أن يحل محل الحاجة إلى تعزيز المباني ضد الزلازل"، والعمل "على تدريب السكان بانتظام على التصرف في حالة حدوث زلزال"[7].

 

[1] https://www.lemonde.fr/international/article/2023/02/07/seismes-en-turquie-et-syrie-plus-de-4-300-morts-les-secours-a-la-lutte-avec-le-froid-pour-retrouver-des-rescapes_6160792_3210.html

[2] https://www.jstor.org/stable/44102131

https://www.terresainte.net/2018/07/tremblements-de-terre-sainte-bientot-la-secousse-de-trop/

[3]https://www.liberation.fr/planete/2018/04/17/en-israel-la-frousse-de-la-secousse_1639320/

[4] https://www.maan-ctr.org/magazine/article/2054/

[5] https://fr.timesofisrael.com/israel-nest-pas-pret-pour-affronter-un-grand-tremblement-de-terre/

[6] https://www.terresainte.net/2018/07/tremblements-de-terre-sainte-bientot-la-secousse-de-trop/

[7] https://fr.timesofisrael.com/seisme-israel-se-dote-dun-systeme-qui-alerte-des-la-premiere-secousse/

Read more