في 26 كانون الأول / ديسمبر 2015، عُقد في رام الله مؤتمر عالمي، وسلسلة من الوُرَش، بعنوان: "فالتر بنيامين في فلسطين: مكان الفكر الراديكالي ولامكانه" (Benjamin in Palestine: On the Place and Non-Place of Radical Thought)، شارك فيه منظّرون وباحثون في النظرية النقدية، وفنانون، وناشطون من الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية.[1]
استضاف المؤتمر كل من: جامعة بيرزيت؛ مركز خليل السكاكيني الثقافي؛ الأكاديمية الدولية للفنون المعاصرة – فلسطين؛ معهد غوته - الأراضي الفلسطينية. وجاء عقد هذا المؤتمر بمثابة فعل مناوىء لعدم استجابة جمعية فالتر بنيامين الدولية لمناشدات ناشطي حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، عدم عقد مؤتمر دولي في جامعة "تل أبيب" بين 13 و16 كانون الأول / ديسمبر 2015، بعنوان: "المؤتمر الدولي لجمعية فالتر بنيامين الدولية: الفضاءات، الأمكنة، المدن، والحيّزية".[2]
أستذكر قصة هذين المؤتمرين خلال هذا التقديم النقدي لمقالة كتبها عالم الإنسان الأسترالي مايكل تاوسيغ، بعنوان: "قبر فالتر بنيامين: إضاءة مدنّسة" (Walter Benjamin’s Grave: A Profane Illumination)، ونشرها كفصل في كتاب حمل العنوان نفسه في سنة ٢٠٠٦،[3] تناول فيها زيارته (في سنة 2002 على الأغلب) قبر بنيامين في بورت بو على الحدود الإسبانية - الفرنسية، أو ما يُعتقد أنه مكان دفنه، والذي صار نصباً تذكارياً أكثر من كونه قبراً.
وقد جذبتني الدراسة بسبب اهتمامي بسياسات الحياة والموت في فلسطين ضمن مشروع متواصل لا يزال برسم الاكتمال، بعنوان: "المقبرة الفلسطينية الحية". وذِكْر هذين المؤتمرين له سببه الوجيه، ذلك بأن قصة حياة وموت فالتر بنيامين تحمل من التراجيديا الشيء الكثير، وتجعل الذاكرة تتّقد بكلام عن واحد من أبرز مثقفي العالم في القرن العشرين. ولذلك اقترحت نشر دراستَين عن هذا الموضوع في "مجلة الدراسات الفلسطينية"، واحدة لعبد الرحيم الشيخ بعنوان " قبر فالتر بنيامين وفلسطين"، والثانية هي دراسة تاوسيغ المشار إليها أعلاه.
المصادر:
[1] لمزيد من المعلومات، انظر صفحة المؤتمر.
[2] لمزيد من المعلومات، انظر صفحة المؤتمر.
[3] Michael Taussig, Walter Benjamin’s Grave (Chicago: University of Chicago Press, 2006), pp. 3-30.