قبل أيام اتصلنا بليلى غسان كنفاني، لإجراء حوار معها، انتبهنا إلى أنها لا تظهر في الإعلام. اعتذرت ليلى بلباقة شديدة، واقترحت أن يكون الحوار مع والدتها آني هوفا كنفاني. وافقنا، وحددت ليلى، بعد التشاور مع والدتها، الزمان والمكان، ففضلتا أن يكون في مقر مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وهذا ما كان.
علمنا من ليلى بأن آني تود مشاهدة معرض "تحية لأسرى وأسيرات الحرية"، ولذلك، فضلت إجراء اللقاء في مقر مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وعلى الرغم من أن بيتها ليس بعيداً، فإنها تضطر إلى النزول عشر طبقات من منزلها بسبب انقطاع الكهرباء، وهي في الثمانينيات من العمر.
قضت هذه السيدة الدنماركية جلّ عمرها في بيروت من أجل فلسطين وشعبها، بعد أن استشهد زوجها غسان كنفاني على يد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في 8 تموز/يوليو 1972 مع ابنة شقيقته لميس، في تفجير لسيارته وقع أمام بيته في منطقة الحازمية في العاصمة اللبنانية.
تعود قصة آني مع غسان – فلسطين، إلى بداية تعرُّفها إلى القضية الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، حين التقت طلبة فلسطينيين في مؤتمر طلابي في مدينة دوبروفنيك في يوغوسلافيا، فشرحوا لها عن القضية "عندما التقيتهم، لم يكن لديّ أدنى فكرة عما حدث. وبدأت أعرف من خلالهم مصير الفلسطينيين وكيف أُجبروا على مغادرة بلدهم. وكنت حقاً حزينة لأنني لم أكن أعرف شيئاً. وعلى الرغم من أنني أتيت من عائلة يسارية، فإنني شعرت بأنه يجب أن أعرف شيئاً، لكن يبدو أن الصهيونية وبعض الدول الغربية تؤثر في شعوب أوروبا. لذلك حقاً، لم يكن أحد يعرف شيئاً. لم تكتفِ بما عرفت من الطلبة الفلسطينيين، وأثارتها المعلومات الجديدة، فسافرت إلى العاصمة السورية دمشق في سنة 1961 "هناك بقيت مدة أسبوعين في كلية للبنات، وفي السكن الجامعي التقيت الكثير من الطلاب الفلسطينيين. كان أحدهم أحمد خليفة لأنه عاش في دمشق. كانت تجربة جيدة جداً، وكنت أخطط للذهاب إلى بيروت، ومنها إلى القاهرة، لأنني كنت أريد أن أفهم حقاً ما حدث للفلسطينيين. وعندما ذهبت إلى بيروت، كان أحمد خليفة (الباحث والمترجم لاحقاً في مؤسسة الدراسات الفلسطينية) قد أعطاني مظروفاً كُتب عليه ‹غسان كنفاني›، وأخبرني أن أطلب من سائق التاكسي أن يأخذني إلى مكتب غسان في مجلة الحرية كي أعطيه المغلف. وكان ذلك يوم السبت. ذهبت إلى مكتبه الذي كان يقع في وسط المدينة بجوار مسرح بيروت. كان مشغولاً جداً، أعطاني بعض المجلات، فأخذت وقتاً لقراءتها. وعندما انتهيت سألني: حسناً ماذا تريدين؟ قلت له إنني لا أملك التجربة، وأريد أن أفهم ما حدث، وأود زيارة المخيمات. لم يكن سعيداً بذلك، وقال لي: قبل أن تعرفي الخلفية، لن يأخذك أحد إلى هناك."
كان اللقاء الأول بينها وبين غسان في أيلول/سبتمبر 1961، وكانت خطتها أن تبقى مدة أسبوعين في بيروت، قبل أن تكمل طريقها نحو القاهرة "قبل أن أذهب إلى القاهرة، بدأت أنخرط أكثر في القضية الفلسطينية. غسان كان شخصاً مثيراً للاهتمام، وبصورة خاصة لدى التحدث معه، كان جيداً، ليس فقط في سرد القصص، بل أيضاً في المحادثة. عندما التقيته، عرفت أنه شخص مميز، كان جاداً ويمتلك روح الدعابة. كان من المفترض أن أغادر بعد أسبوعين، لكنه سأل: لماذا لا تبقين فترة طويلة؟ وفعلاً بدأت بعدها بالعمل في روضة للأطفال في بيروت."
تعمقت العلاقة بين غسان وآني، ودعاها إلى رؤية عائلته "ومنهم ابن عمه فاروق غندور، وأم فاروق وأخته، وكنت أعتقد أن غسان سيكون ناقداً قاسياً، فقد كان قوياً في النقاشات، لكنه كان رقيقاً أيضاً، ومبدعاً، يكتب ويرسم، ولديه قدرة مدهشة على الكتابة، كتابة القصة والرواية والمسرحية والمقالة."
لم تشعر آني بأنها غريبة في المجتمع الجديد الذي انضمت إليه، بل وجدته مجتمعاً منفتحاً ويحمل قيماً سامية "في الستينيات، كان الناس منفتحين أكثر من الآن، وكان المسلمون يتزوجون من المسيحيين وبالعكس. لذلك، لم يكن هناك مشكلة أبداً في زواجي من غسان. كما أنني قادمة من بلد كالدنمارك إلى الشرق الأوسط، ربما يظن البعض أنها تجربة مختلفة، لكن لأن بيروت مدينة مفتوحة، كان لدينا أصدقاء دنماركيون متزوجون من لبنانيين أو فلسطينيين، وكنا مجموعة صغيرة، والحياة كانت لطيفة للغاية".
لم يكن الزواج وحده سبيل المعرفة بين غسان وآني، العلاقة اليومية والتفاصيل التي عاشاها معا هي التي عمّقت علاقتهما، تروي آني عن قراءات غسان المتعددة، والكتّاب الذين كان ينهل منهم "كان يقرأ الروايات العربية والقصص القصيرة. ومن الكتّاب الذين كان يقرأ لهم، فوكنر وهيمنغواي ومكسيم غوركي. كان يقرأ بسرعة ويكتب بسرعة أيضاً "تلك التفاصيل أدت حتى إلى انتباه آني إلى دفتر غسان الذي تصفه بالمدهش "كان هناك تصحيحات صغيرة وليست كبيرة. وإذا كان لديه فكرة قصة أو رواية، كان يجري بحثاً، ويبني ما يريد أن يقول في ذهنه قبل أن يكتب. ولذلك، لم يكن هناك تصحيحات كبيرة".
كان غسان يترجم لآني ما يكتب ليأخذ رأيها ويتركها على علاقة بكل التفاصيل التي ينتجها "كان رائعاً. كونه صحافياً ويكتب ويقرأ، وعندما يجد الوقت، كان يرسم وينجز الكاريكاتور. وكان إبداعه يذهب في اتجاهات أُخرى "تلك الاتجاهات كانت متعددة، بحسب آني، فالشهيد كان مبدعاً في شتى نواحي حياته، حتى في الزراعة "مثلاً، عندما وُلدت ليلى، انتقلنا إلى الحازمية، وهناك كان لدينا حديقة، وكان غسان يحب العمل فيها والاهتمام بالزهور والنباتات، كانت هذه وسائل للتعبير، وحتى كبستاني، فهذا نوع من الإبداع. وهي طريقة للاستمتاع بالوقت وإيجاد المعنى. لم يكن يعتبر نفسه رساماً عظيماً، لكنه كان يحب الرسم كثيراً. عندما يكون في الاجتماعات، يبدأ بالخربشة ويرسم الكاريكاتور. على سبيل المثال، لوحة فلسطين أنجزها وهو في الاجتماع. هناك الكثير من البوسترات والرسومات التي أنجزها في أثناء الاجتماعات. والأحصنة الصغيرة، لقد كان يحب الأحصنة. وذكرها أيضاً في بعض قصصه، هناك قصة بعنوان: لو كنت حصاناً؛ وستجدون أن هذه الأحصنة أنثوية نوعاً ما. وعندما كان يزورنا الأصدقاء وأفراد العائلة، كان يهديهم رسومات الأحصنة. لذلك، لم يعد لدينا الكثير منها كعائلة".
تكمل آني: "عندما بدأ غسان بالعمل في مجلة الهدف، كتب أحد الصحافيين مقالاً ضد السعودية، ولأن غسان كان رئيس التحرير، فقد سُجن. ومن المعروف أن غسان كان مريضاً بالسكري، لذا، قضى فترة سجنه في المستشفى. وهناك أصبح صديقاً للممرضين والأطباء. فكان يرسم في ذلك الوقت، وقد أهداهم الكثير من أحصنته".
الأدب والسياسة
بمجرد ذكر اسم غسان كنفاني، تتبادر إلى الذهن عناوين قصصه ورواياته، كما يتبادر أيضاً أنه كان سياسياً وناطقاً باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ترى آني كنفاني أن غسان كان أديباً وسياسياً، كما قال غسان في إحدى المقابلات "لقد قال مرة في مقابلة: إن الناس يسألونني لماذا لا أركز على الأدب، وألا أنخرط في السياسة، لكن لا فرق. لأنهما خطان متوازيان، وأحياناً يكون لدي فكرة أود التعبير عنها في قصة قصيرة، أو مقالة ساخرة، أو مقالة سياسية. لكن الأدب بالنسبة إليّ يسبق السياسة."
تؤكد آني كلام غسان من خلال أم سعد الشخصية الحقيقية لرواية "أم سعد" الصادرة سنة 1969 عن "دار العودة" في بيروت “في رواياته، هناك شخصيات حقيقية كأم سعد التي أتت من قرية، وكانت تذهب إلى البيوت وتساعد الناس، وكان لها صلة بعائلة غسان. كنت معلمة، وكانت تأتي لمساعدتي، تقريباً كل يوم. وأصبحت صديقة لغسان واعتبرها أمّاً. فالقصص في ‹أم سعد› هي التي كانت تسردها. لذلك، أم سعد حقيقية وسعد حقيقي. كانت تتحدث عن صعوبة العيش في المخيم، وخصوصاً في الأيام الممطرة، إذ تدخل المياه إلى البيوت، وكيف كانت إسرائيل ترمي المسامير من الطائرات. وقد أهدى غسان الرواية لأم سعد وللناس الذين هم مدرسة. لذلك، كان الأمر وكأن الناس العاديين هم مَن يعلّمون المثقفين.”
لم يقتصر أمر الشخصيات الحقيقية لدى غسان على رواية "أم سعد"، فرواية "رجال في الشمس" الصادرة في بيروت سنة 1963 انطلقت من واقع اللاجئين الفلسطينيين الذين ذهب بعضهم إلى الخليج العربي للعمل هناك لإعالة أسرهم، كما أن أحداثها تجري اليوم "في كل العالم" بسبب الحروب والمجاعات واضطرار المواطنين في بعض الدول إلى الهجرة.
فلسطين عالمية
تُرجمت أعمال غسان الأدبية إلى العديد من اللغات العالمية، منها السويدية، وساهمت هذه الأعمال في تعريف المواطنين في كثير من البلاد بالقضية الفلسطينية "عندما تزوجت وأقمت ببيروت، كنت أرسل الرسائل البريدية إلى الكثير من الأصدقاء. وكان لدي صديقة، مديرة جامعة، وكانت يسارية. كتبت لها رسالة أخبرها فيها عن القضية، لكنها لم تتفاعل كثيراً كما توقعت. لكن عندما ترجمت ‹رجال في الشمس› إلى السويدية، أرسلت إليها الكتاب. فردت بعد أسابيع: لقد فهمت الآن، وهذا ما أعنيه. لذلك، على الروائيين وصانعي الأفلام والمبدعين الفلسطينيين التعبير عن أنفسهم، لأن الناس يتفاعلون مع الأدب والفن، لذلك، فإن الكلمة خطيرة."
أجيال تكبر مع غسان
بعض الدول العربية أدخل قصصاً لغسان كنفاني في المناهج الدراسية، كسورية التي تضع رواية "أم سعد" للصفوف الإعدادية ضمن دروس اللغة العربية، بعض الدول الأُخرى يضع فقرات من قصص غسان لتقديمها للطلبة، فضلاً عن الأندية والمؤسسات الثقافية، كمؤسسة غسان كنفاني التي تديرها آني في لبنان "في المؤسسة، بدأنا بإنشاء الروضات، وكان ذلك شيئاً مهماً تحدثنا أنا وغسان كثيراً عنه، وهو أن يكون هناك نوع من المراكز الثقافية للأطفال في المخيمات. وفي ذلك الوقت، لم يكن هناك إمكانات. لكن عندما استشهد غسان ولميس سنة 1972، أنشأنا لجنة تذكارية، وأول ما فعلناه، كان إعادة نشر كتب غسان وجمع القصص التي لم تُنشر بعد. وبعد عامين، أدركنا أن هدفنا هو إنشاء الروضات، لأنني كمعلمة وغسان كفلسطيني، مرّ بكل شيء، فهو يدرك أهمية هذا العمل للمستقبل. بعدها، بين سنتي 1974 و1982، أنشأنا ست روضات وأسسنا المكتبات. وفي سنة 1986 ، أنشأنا مركزيْ تأهيل للأطفال من ذوي الحاجات الخاصة. أحدهما في عين الحلوة والآخر في بيروت. وهما مدعومان من منظمة "انقذوا الأطفال" النرويجية والسويدية. وفي سنة 1996، أنشأنا المكتبات. وبهذا الشكل ننشر أدب غسان، والأدب عامة." لا يقتصر الأمر على المناهج والمؤسسات، فالأجيال الجديدة، كما تلاحظ آني، تُقبل على كتب غسان بصورة كبيرة "في معارض الكتب، أرى الكثيرين من الشبان والشابات يشترون كتب غسان، وفي الأونروا يطلب العديد من المعلمين من الطلاب قراءة غسان كمبادرة منهم، أو من المدرسة ربما. كما أن بعض المدارس الأميركية في لبنان أدرجت قصصاً لغسان في مناهجها."
في الحديث عن الأجيال الجديدة، تتحدث آني كنفاني عن لميس ابنة شقيقة غسان التي استشهدت معه، متذكرةً ما الذي كانت تعنيه له هذه الفتاة "كانت لميس أول حفيدة في العائلة. لقد وُلدت سنة 1955، وسافر غسان إلى الكويت بقصد العمل في التعليم سنة 1956. كانت لميس مركز العائلة، والكل يحبها، كانت فتاة رائعة جداً. كتب لها غسان قصة ‹القنديل الصغير› مع رسومات بريشته عندما كانت في الثامنة من عمرها، ونشرناها لاحقاً، لم نغير شيئاً، ترجمناها إلى الإنكليزية، كما تُرجمت إلى لغات أُخرى، كالبرتغالية والإيطالية. لقد كانت قصة لها معانٍ كثيرة، فهي قصة سياسية أيضاً، ومهمة جداً في هذا الزمن، لأنهم يبنون الجدران في كل مكان، وهي تتحدث عن كسر الجدران. حُولت إلى مسرح للدمى في الدنمارك، وجالت عشرة أعوام حول العالم. كما حُولت إلى مسرحية عيد ميلاد في أدنبرة، وفي أماكن كثيرة في العالم. وتمسرحت في مخيم برج البراجنة. إنها للأطفال من عمر ستة أعوام، وحتى المئة عام." تضيف آني عن أهمية الصغار ولميس بالنسبة إلى غسان، وقناعته بضرورة الكتابة لهم والتأثير فيهم "لأن القصة كتبها غسان للميس، تأثرنا بها بصورة مضاعفة، لما لها من علاقة خاصة بغسان. إنها ابنة فايزة شقيقة غسان القريبة جداً منه. فهي كانت القارئة الأولى له، لقد كان يستمع إلى ملاحظاتها في كل ما يكتبه، مثلاً، حين كتب ‹رجال في الشمس› وأرسل إليها المخطوطة، كتبت له: كم أنت قاسٍ، لماذا لم تترك واحداً منهم يعيش، أما لميس فكانت تعني له كل شيء، وهو يعني لها الكثير. لقد كانت ملهمته. ففي عيد ميلادها، كان يهديها قصيدة أو بطاقة عيد ميلاد، أو قصة. وكان أن انتهيا معاً. فمن لم يفهم علاقة غسان بلميس لن يتمكن من فهم غسان، فلا مجال لفصلهما عن بعضهما البعض."
تفاؤل غسان
قناعة غسان بالعودة راسخة، وهذا ما خطه في كتبه، لكنه كان يدرك، كما تقول آني "أن الرحلة صعبة وطويلة ومكلفة. كان يعلم بأن جيله لن يرى فلسطين، إنما الجيل الذي سيأتي سيراها. كما أننا لسنا جيل الثورة، بل الجيل والأجيال التي ستأتي فيما بعد، كما كان يؤمن بأن فلسطين لن تتحرر ما لم يتحرر العالم العربي."
إيمان غسان بالعودة والنصر، جعل جزءاً من نضاله يذهب إلى خلق حالة تضامُن كبيرة في العالم مع القضية، وانتبه إلى ذلك مع رفاقه الذين استلهموا معاً تجارب حركات المقاومة في فيتنام وأميركا اللاتينية، وقد سافر غسان إلى الصين والهند مرتين، فكتب عن تلك الرحلة دراسته المعروفة "ثم أشرقت آسيا" التي تناولت تجربة الصين ما بعد الثورة والنهوض بالمجتمع، وفي تلك الدراسة تبدو حذاقة غسان في الحوارات التي أجراها مع المسؤولين الصينيين والعمال والصحافيين، والتي بدت، بشكل أو بآخر، أنها قراءة في التجربة الصينية والهندية، وكيفية تطبيق بعض ما فيها على القضية الفلسطينية ومسار الثورة التي كانت قائمة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
خمسون عاماً على الغياب
استشهد غسان، لكنه ظل حاضراً في الحياة، فكأنه لم يمت، تقول آني في ختام اللقاء "إنهم يقتلون الأجساد، لكن الفكرة والروح لا تُقتل. أحياناً، أتخيله جالساً معنا. وأنت تعلمين بأنه كان مصاباً بالسكري، واغتيل وهو في السادسة والثلاثين فقط. يقول الناس أنه أنجز كل هذا في ستة وثلاثين عاماً، لكن في الحقيقة، لقد أنجز ذلك في ستة عشر عاماً، فقد كان طفلاً قبل ذلك. إنها ليست مسألة عدد السنوات، بل الأهمية والإنجاز."