Letter from Prisoner Abdel Razek Farraj on the Occasion of His Book Launching
Date: 
September 17 2020

الأصدقاء الأعزاء سحر وعيسى، وطبعاً لميس رفيقة الدرب،

 الأصدقاء الأعزاء في المؤسسة الرائدة، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الأعزاء الحضور، آمل بأن تكونوا جميعاً بخير وأن تبقوا بخير.

 بداية أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة الدراسات الفلسطينية التي تضطلع بدور مميز في تعزيز الثقافة الوطنية الفلسطينية إدراكاً منها لأهمية ذلك في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني.

 شكر خاص للمؤسسة لإصدارها الدراسة واهتمامها بإعلانها، أشكركم جميعاً على اهتمامكم وحضوركم ومشاركتكم في النقاش. تصدر هذه الدراسة بينما لا تزال سياسة الاعتقال الإداري الاستعمارية سيفاً مسلطاً على رقاب آلاف من أبناء شعبنا، إذ يُحتجز حالياً نحو ٤٠٠ مواطن في قيد هذا الاعتقال التعسفي الذي كان قد وصفه بعض الصهيونيين أنفسهم كمناحم بيغن بالنازي والاستبدادي وغير الأخلاقي حين كان يُستخدم ضدهم!

 حقاً إنه كذلك، فالاعتقال الإداري تشريعاً وتنفيذاً وجهازاً قضائياَ ينطر فيه، هو مكون أساسي من مكونات المنظومة الاستعمارية الصهيونية الذي يستهدف السيطرة على الفلسطينيين وإخضاعهم عبر ما يجسده من تعذيب نفسي متواصل للمعتقلين وأُسرهم.

 وعليه، فإن مواجهته لن تكون فعالة إذا كانت مواجهة فردية، كما تكرر منذ نهاية سنة 2011، على الرغم من البطولة الكامنة في ذلك، إذ إن أكثر ما يخشاه المستعمر يكمن في الأسلوب المجرب لانتزاع الحقوق وهو النضال الجماعي المنظم والموحد، سواء من شعبنا أو أسراه، وهذا ما أكدته التجربة الملموسة وتؤكده.

 إنني على قناعة راسخة عبرتُ عنها في الدراسة التي بين أيديكم بأن مدخل مواجهة الاعتقال الإداري يكمن في قرار واضح وحاسم يتخذه المعتقلون الإداريون بدعم من القوى السياسية التي يؤيدونها في السجون وخارجها، وبدعم من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية وجميع المحامين يقضي بنزع قناع الشرعية عن هذه السياسة التعسفية من خلال مقاطعة شاملة ونهائية للمحاكم العسكرية والمحكمة العليا التي تنظر في هذه السياسة وتسوغها.

 أكرر مرة أُخرى: مقاطعة شاملة ونهائية لا كمقاطعة سنة 2018 التي انتهت بعد ستة أشهر، فلا يمكن لمحاكم الرقابة القضائية ومحاكم الاستئناف كما المحكمة العليا أن تكون عادلة، أو أن تكون نافذه فرج لأنها في الواقع جزء من المنظومة الاستعمارية.

 ستكون لهذه الدراسة المتواضعة ولهذه الندوة قيمة عملية في حال نجحت في إثارة نقاش في الأوساط الفلسطينية السياسية والحقوقية بشأن مقاطعة المحاكم التي تنظر في الاعتقال الإداري، مقاطعة شاملة ونهائية. وفي الإطار ذاته آمل بأن تكون الدراسة فاتحة نقاش فلسطيني بشأن الموقف من المحاكم العسكرية الصهيونية ومجمل الجهاز القضائي الاستعماري، وربما يساعد في هذا المجال أن بينكنّ وبينكم مَن يتمنى تلك المحاججة منذ سنوات طويلة.

 أخيراً، أقتبس مجدداً من الشاعر الشيلي بابلو نيرودا الذي قال في ختام النشيد العام، "يستطيع أعداؤنا أن يقطعوا جميع الورود، لكنهم أبداً لن يكونوا سادة الربيع".

 تحية عهد ووفاء لشهداء شعبنا وشهداء الحركة الأسيرة وآخرهم داود الخطيب ....

تحياتي الحارة لكنّ ولكم جميعاً ومع كل التقدير والمحبة.

 سجن رمون

 7/9/2020

Read more