Trump’s Vision: Peace to Prosperity
Full text: 

في 28 كانون الثاني / يناير 2020، وفي حفل أُقيم في البيت الأبيض، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان يقف إلى جانبه رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، عمّا اعتاد لفترة طويلة سابقاً على تسميته "صفقة القرن"، غير أنها طُرحت في هذا الحفل، بعنوان: سلام نحو الازدهار: رؤية لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي (Peace to Prosperity: A Vision to Improve the Lives of Palestinian and the Israeli People.)

بداية لا بد من الإشارة إلى أن الترجمة العربية لنص الرؤية المكتوبة بالإنجليزية قد لا تكون دقيقة، فمثلاً يرد في العنوان كلمة people بصيغة المفرد، مع أن الحديث يُفترض أنه يتعلق بالشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

في الشكل، تشتمل رؤية ترامب على جزأين وملاحق، الجزء الأول: إطار سياسي يتكون من 39 صفحة تضم 22 قسماً، والثاني: إطار اقتصادي من 38 صفحة، ثم خرائط مفاهيمية وملاحق أُخرى طويلة.

في المضمون: نلاحظ أولاً أن التسمية لم تعد صفقة، وإنما أصبحت الآن رؤية. وهي لا تقدم مشروع حل نهائي بخطوات واضحة ضمن جداول زمنية مفهومة، بغضّ النظر عن فهمنا لجوهرها المنحرف.

كنت قد أشرت في ندوة عُقدت في متحف ياسر عرفات في 7 / 5 / 2019 إلى ما بات مؤكداً لنا الآن: لا توجد صفقة؛ لا توجد خطة سلام؛ لا يوجد مقترح لحل النزاع، وإنما هناك سياسة أميركية شرق أوسطية تجلّت بمجموعة من المواقف والإجراءات رأينا معظمها مُنفّذاً على أرض الواقع، مثل: رفض تأييد حل الدولتين؛ محاولة شرعنة المستعمرات؛ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها؛ محاربة الأونروا؛ إنهاء التمثيل الفلسطيني في الولايات المتحدة وقطع المساعدات.

حينها قلنا إننا لا نحتاج إلى رؤية الصفقة، وإنها ستكون منسجمة مع السياسات الأميركية في الشرق الأوسط. كنا مصيبين جزئياً فقط، لأن ما رأيناه جاء منسجماً نعم، لكنه أسوأ، كما سنرى. سأقدم فيما يلي قراءة، ليس بهدف النقاش أو التفاوض فهذا غير ممكن، وإنما بهدف معرفة التفصيلات وشرحها وإظهار مدى بشاعة النصوص.

أولا: لا بد من ملاحظة أن مصطلح "دولة فلسطين"، عبر جميع أسطر نص الرؤية، يشير إلى دولة في المستقبل، ليست موجودة حاليا،ً ولن يتم الاعتراف بها من طرف الولايات المتحدة إلّا، وفقط إلّا، إذا تم تنفيذ الشروط والمواصفات والمعايير الموجودة في هذه الرؤية.

 

I - الجزء الأول: الإطار السياسي

1) القسم الأول - مقدمة، وتشمل خمسة موضوعات:

أ –خلفية: تشير الرؤية إلى أن: للفلسطينيين طموحات لم يتم تحقيقها، بما في ذلك تقرير المصير، وتحسين مستوى المعيشة...، وتتحدث عن أن المشكلة معقدة لأن هناك تشابكاً بين صراعين منفصلين: نزاع على الأرض، والأمن واللاجئون بين إسرائيل والفلسطينيين، ونزاع ديني بين إسرائيل والعالم الإسلامي بشأن السيطرة على الأماكن ذات الأهمية الدينية. ونلاحظ أن هذا الطرح يعتبر أنه ليس هناك قضية ولا حقوق وظلم تاريخي.

وفي الخلفية أيضاً: نحن نعتقد أنه إذا قام مزيد من الدول العربية والإسلامية بتطبيع علاقاته مع إسرائيل، فإن ذلك سيساعد في تحقيق حل عادل ومعقول للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.

ب – أوسلو: في هذا الموضوع تقدم الرؤية مفهوماً غريباً، ويتم إيراد اقتباس لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق رابين خارج السياق. ولا يوجد أي ذكر لماذا قُتل وكيف.

ج – "حل دولتين واقعي": وفقاً للرؤية، فإن حل الأمر الواقع هذا، يمكّن الفلسطينيين من حكم أنفسهم، لكن لا يمكّنهم من تهديد إسرائيل. وتشترط الرؤية على القيادة الفلسطينية: أن تعترف بيهودية الدولة، وأن ترفض الإرهاب بجميع أشكاله، وأن تقبل بترتيبات خاصة لتلبية الحاجات الأمنية لإسرائيل وللمنطقة، وأن تقوم ببناء مؤسسات واختيار حلول براغماتية. عندها ستدعم الولايات المتحدة قيام الدولة الفلسطينية. وهنا لا توضح الرؤية متى وكيف يتم ذلك.

د – فرص للتعاون الإقليمي.

ه – رؤية اقتصادية لمستقبل زاهر.

 2) القسم الثاني - المقاربة، وتشمل الموضوعات التالية:

أولاً - مراجعة لجهود الأمم المتحدة وقراراتها: هذه المراجعة تتضمن هجوماً عاماً على القرارات والجهود، واستنتاجاً بأن هذه القرارات لم تحل ولن تحل النزاع.

وهذا صحيح، لكن السبب هو رفض إسرائيل لها مدعومة بحماية من الولايات المتحدة الأميركية. وهذه الصيغة الجديدة في الرؤية لم ولن تمثل عملياً رفضاً للقانون الدولي ولقواعد العمل الدولي.

ثانياً - الحقائق الحالية: تتطرق الرؤية إلى ما سمّته الحقائق الحالية. وأرى أن هذا هو الموضوع الجوهري الذي يريده أصحاب الرؤية: الإقرار بالواقع القائم، وبإجراءات إسرائيل غير القانونية، ومحاولة شرعنتها كبديل من الشرعية الدولية والقانون الدولي.

ثالثاً - الطموحات المشروعة للأطراف: تبدأ الرؤية بالقول: الفلسطينيون لم يكن لديهم قط دولة. وهنا أقول إن هذه هي المظلمة التاريخية، كأن إسرائيل كانت من القدم؛ أين قرار التقسيم 181؟

ثم تتحدث الرؤية عن أن: الفلسطينيين لديهم طموح كي يحكموا أنفسهم ويقرروا مستقبلهم، وإسرائيل لديها الطموح كي تكون الوطن القومي لليهود.

رابعاً - الأهمية المطلقة للأمن: سيتم تناول هذا لاحقاً.

خامساً - الأرض، حق تقرير المصير والسيادة: تعتبر الرؤية أن: الانسحاب من أراضٍ تم السيطرة عليها في حروب دفاعية أمر نادر في التاريخ. يجب الإقرار بأن إسرائيل انسحبت من 88% من الأرض التي احتلتها وسيطرت عليها في سنة 1967 - الرؤية تتضمن مبادلة إسرائيل أراضي مهمة منها، وهي أراضٍ تمتلك إسرائيل مطالب قانونية وتاريخية مشروعة تجاهها، وتُعدّ جزءاً من وطن الآباء للشعب اليهودي.

يعني ذلك أنه لا توجد أرض فلسطينية، ولا تقسيم ولا قرار 181 الذي قسّم فلسطين إلى دولتين وقدس دولية.

وتواصل الرؤية: السلام لا يتطلب اقتلاع أي أحد عرب أو يهود من بيوتهم، وأن تقرير المصير هو للأمم. ستحاول الرؤية تنفيذ تقرير المصير بحد أقصى، آخذة في الاعتبار العوامل ذات الصلة.

وهذا يفترض أنه لا يوجد شعب فلسطيني له حق تقرير المصير، أي أنهم يُسقطون حق تقرير المصير، ولا يوجد أرض فلسطينية، أو أرض لدولة فلسطين.

سادساً – اللاجئون: ما تقدمه الرؤية هنا هو أن: النزاع العربي - الإسرائيلي خلق مشكلة لاجئين فلسطينية ويهودية. المطلوب هو حل عادل ونزيه وواقعي للاجئين الفلسطينيين، وحل عادل للاجئين اليهود عبر آلية دولية ملائمة.

سابعاً – القدس: تعتبر الرؤية أن: دولة إسرائيل كانت راعياً جيداً للأماكن المقدسة، وأنها ليس كغيرها.

طبعاً هذا كلام فارغ في ضوء الانتهاكات والاعتداءات اليومية على المساجد والكنائس وإحراق المسجد الأقصى والحفريات، إلخ.

ثامناً - مشكلة غزة: إذا توصل الجانبان إلى اتفاق سلام، فإنه يتوقع من دولة إسرائيل أن تنفذ التزامها فقط إذا حققت السلطة سيطرة كاملة على غزة، ونزعت سلاح المنظمات الإرهابية، وحققت نزع سلاح شاملاً في القطاع.

تاسعاً: المساعدة الدولية. وفقاً للرؤية: الدول التي تبرعت تريد أن تتناقص مساعداتها بالتدريج...

 3) القسم الثالث - رؤية للسلام بين دولة إسرائيل والفلسطينيين والمنطقة

الرؤية تطرح: تأمل الولايات المتحدة بأن تبدأ الدول العربية فوراً بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

 4) القسم الرابع - الحدود

تدعو الرؤية إلى إعادة رسم الحدود بروح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بطريقة تحقق...، وهنا تورد الرؤية تسعة بنود تتعلق بشروط لإعادة رسم الحدود، أولها تلبية الحاجات الأمنية لإسرائيل. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الرؤية لا تحدد أي حدود كنقطة انطلاق.

وتقول الرؤية:

- الأراضي التي ستُعطى لدولة فلسطين ستكون في المساحة مساوية (مقاربة) لمساحة الضفة الغربية. نتساءل كيف؟ ربما بإضافة مساحة منطقة المثلث؟

- لا تحتاج دولة إسرائيل إلى اقتلاع أي مستعمرة، وستستوعب معظم المستعمرات في الأرض الإسرائيلية المتواصلة.

- 97% من الإسرائيليين(المستعمرين) سيكونون جزءاً من الأرض الإسرائيلية.

- 97% من الفلسطينيين في الضفة الغربية سيكونون جزءاً من الأرض الفلسطينية المتصلة. هناك حديث عن جيوب على الجانبين.

- وادي الأردن سيكون تحت السيادة الإسرائيلية.

- سيكون هناك سيادة لدولة إسرائيل على المياه الإقليمية.

- الأراضي المتبادلة من طرف دولة إسرائيل ستكون آهلة وغير آهلة.

- إمكان ضم المثلث إلى أراضي الدولة الفلسطينية. وهذا يعني التخلص من 200,000 عربي إسرائيلي. هذا تطهير عرقي.

وتتحدث الرؤية عن طرق وجسور، إلخ.

- سيتم تغيير مسار الجدار كي يتوافق مع الحدود الجديدة.

- حق الوصول إلى الأماكن المقدسة في الدولتين.

- صندوق دولي لتنمية الأراضي المتبادلة.

 5) القسم الخامس: القدس

تقدم الرؤية هنا كلاماً معقولاً عن حساسية هذا الموضوع، لكن لا يؤخذ هذا بعين الاعتبار في الرؤية كافة.

مثلاً: القدس، عبر التاريخ، كانت مثار الحروب والفتوح. ثم تخلص إلى أن: مقاربة هذه الرؤية هي الإبقاء على القدس موحدة، وجعلها مكاناً يمكن للجميع الوصول إليها...

  • الجوانب الدينية لمسألة القدس:

- تدّعي الرؤية الفهم الثيولوجي (اللاهوتي) للأديان الثلاثة، (هذا غير أمين - على الأقل بالنسبة إلى الإسلام). مثلاً تقول الرؤية: محمد وصل إلى جبل الهيكل / الحرم الشريف حيث صعد إلى السماء. هذا غير صحيح وتحريف للنصّ القرآني.

  • الأماكن المقدسة في القدس:

- تعتبر الرؤية أنه: على عكس القوى السابقة التي حكمت القدس، ودمرت الأماكن المقدسة للأديان الأُخرى، فإن دولة إسرائيل تستحق الثناء على حفاظها على الوضع الراهن للمواقع المقدسة.

هنا لا بد من القول أن هذا كذب واضح، إذ لم يتم أي تدمير في العهد الأردني، ولا في أي من العهود التاريخية التي تلت الفتح الإسلامي للمدينة قبل أكثر من 14 قرناً.

- لا بد من استمرار الوضع القائم (Status Quo).

- يجب أن يُسمح للناس من جميع الأديان بالصلاة في جبل الهيكل / الحرم الشريف بطريقة تحترم ديانتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أوقات الصلوات والأعياد.

نلاحظ هنا أن هذا يعني عملياً تغيير الوضع القائم، واعتماد تقسيم مكاني وزماني للمسجد الأقصى.

  • المكانة السياسية للقدس:

في الرؤية عرض لتطورات الموقف الأميركي / الكونغرس والرئيس ترامب – وهنا لا بد من القول إن آلية قانون الكونغرس تسمح للرؤساء بعدم تنفيذ القانون الخاص بالقدس / فقط ترامب فعل ذلك.

- يجب إبقاء الجدار مكانه، ويجب أن يخدم كحدود بين عاصمتَي الجهتين.

- ستبقى القدس العاصمة ذات السيادة لدولة إسرائيل.

- العاصمة ذات السيادة لدولة فلسطين [....] ستكون إلى شمالي الجدار [....] وقد يكون اسمها ALQUDS، أو أي اسم آخر.

- ستتيح الرؤية للسكان العرب في عاصمة إسرائيل [....] ثلاثة خيارات: 1) أن يصبحوا مواطنين في دولة إسرائيل، 2) أو أن يصبحوا مواطنين في دولة فلسطين، 3) أو الحفاظ على المكانة الحالية كمقيمين دائمين في إسرائيل.

عند التفكير في هذه الخيارات نجد أنها خيارات كاذبة تهدف إلى التخلص من أكثر من 140,000 فلسطيني، إذ لم يأخذ الجنسية الإسرائيلية عبر الأعوام سوى 6% من المقدسيين، وأغلبية هذه الحالات مرتبطة بقرى قسمتها خطوط الهدنة، أو بسبب إجراءات إسرائيلية.

- ستقام منطقة سياحية في عطاروت [....] مع طرق للوصول إلى الأماكن المقدسة.

- تتحدث الرؤية عن بعض الأمور المتعلقة بالسياحة في البلدة القديمة القدس (معظمها)، وعن إنشاء هيئة مشتركة بين العاصمتين Jerusalem-Alquds لتطوير السياحة.

  • الاعتراف بالعاصمتين:

تتحدث الرؤية عن اعتراف دولي بالقدس:  Jerusalemعاصمة لدولة إسرائيل، وAlquds عاصمة لدولة فلسطين.

 6) القسم السادس - خطة ترامب الاقتصادية

- ستمكّن الشعب الفلسطيني من بناء مجتمع فلسطيني نابض بالحياة ومزدهر. تتكون من ثلاث مبادرات [....]: الاقتصاد، الشعب، الحكومة. نتساءل هنا كيف يمكن أن يحدث هذا في ظل هذه الرؤية؟

- إضافة إلى متطلبات التزام دولة فلسطين بجميع متطلبات الاتفاق الإسرائيلي - الفلسطيني، فإن السلام نحو الازدهار سيكون مشروطاً بـ: 1) إقامة دولة فلسطين لنظام مالي يتمتع بالجدارة الائتمانية، 2) إقامة هيكل إداري ملائم [....]، 3) إقامة نظام قانوني يمكنه حماية الاستثمارات.

 7) القسم السابع: الأمن

- هدف هذه الرؤية هو تمكين الأطراف من معالجة التحديات الأمنية، وتمكين دولة فلسطين من تحمّل أكبر قدر من مسؤولياتها الأمنية بأسرع ما يمكن في دولة فلسطين كلها.

- كل دولة تنفق كمية كبيرة من المال على الدفاع ضد التهديدات الخارجية. دولة فلسطين لن تتحمل هذا العبء، لأن دولة إسرائيل ستتحمل ذلك. فائدة ذلك ستعود على الاقتصاد الفلسطيني.

- عند توقيع الاتفاق الإسرائيلي - الفلسطيني، ستحتفظ دولة إسرائيل بالمسؤولية العليا للأمن لدولة فلسطين، مع الطموح بأن الفلسطينيين سيكونون المسؤولين عن قدر من الأمن بحسب الممكن وفقاً لأحكام هذه الرؤية. ستعمل دولة إسرائيل بجدية لتقليص وجودها الأمني في دولة فلسطين، والأردن ستساعد في ذلك، وهناك معايير أمنية.

- ستعمل دولة إسرائيل على زيادة القدرة لـ "القوات الأمنية للسلطة الفلسطينية" (PASF) لبناء قدرتها في منع الإرهاب. تحقيق هذا الهدف بطريقة تعزز أمن البلدين يقتضي:

- دولة فلسطين ستكون منزوعة السلاح تماماً.

- سيكون لدى فلسطين قوات أمن مسؤولة عن: الأمن الداخلي؛ منع الهجمات الإرهابية؛ النظام العام؛ تنفيذ القانون؛ أمن الحدود؛ حماية المسؤولين والضيوف؛ الكوارث الطبيعية...

- تتحدث الرؤية عن منطقة تجربة (pilot project)، وعن لجنة للمراجعة، ولجنة للأمن الإقليمي.

- دولة إسرائيل ستحتفظ على الأقل بمحطة واحدة للإنذار المبكر في دولة فلسطين [....] تديرها قوات الجيش الإسرائيلي. وستكون حرية الوصول والحركة من وإلى محطة الإنذار المبكر مضمونة للقوات الإسرائيلية.

- ستعتمد دولة إسرائيل على المناطيد والدرونز ومعدات جوية مماثلة [....] لتخفف من وجودها وتأثيرها المباشر.

 8) القسم الثامن - المعابر(عبور الحدود)

- ستعمل دولة إسرائيل عن كثب مع الأردن ومصر ودولة فلسطين لتحسين نظام عبور الحدود.

- جميع الأشخاص والبضائع الذين يدخلون دولة فلسطين عبر المعابر المعتمدة، سيخضعون للمراقبة من طرف دولة إسرائيل [....] السلع مزدوجة الاستخدام يجب أن يتم ضمان عدم استخدامها لصناعة السلاح.

 9) القسم التاسع - مواصفات (معايير) غزة

- ستنفذ دولة إسرائيل التزاماتها وفق الاتفاق الإسرائيلي - الفلسطيني فقط، إذا:

- السلطة الفلسطينية، أو جسم آخر مقبول لإسرائيل، هو المسيطر على الوضع في القطاع.

- نزع سلاح "حماس" والجهاد وجميع الميليشيات والمجموعات الإرهابية الأُخرى.

- غزة منطقة منزوعة السلاح كلياً.

- يجب إعادة الأسرى الإسرائيليين والجثامين (الرفات) عند توقيع الاتفاق.

نلاحظ هنا أن المطلوب من الجانب الفلسطيني يتم فوراً عند التوقيع، أمّا الجانب الآخر فيملك الوقت كله الذي يريده لتقرير ما إذا كان سينفذ أي التزامات مترتبة عليه وفقاً لمعاييره الخاصة التي هي بالمناسبة كلها صيغ فضفاضة غير محددة وغير مؤكدة ومرتبطة باشتراطات دائمة.

تضع الرؤية شروطاً لقبول مشاركة "حماس" في حكومة فلسطينية، وهي معروفة وتشمل:

- الالتزام بالمسار السلمي مع دولة إسرائيل بتبنّي مبادىء الرباعية الدولية.

- بعد تطبيق هذه المواصفات (المعايير) سيتم تنفيذ الرؤية الاقتصادية في غزة عبر مراحل.

 10) القسم العاشر - منطقة التجارة الحرة

تتحدث الرؤية فقط عن منطقة تجارة حرة بين دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية...

 11) القسم الحادي عشر - اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة

- ستواصل الولايات المتحدة منح الإعفاءات الجمركية [....] الحالية، وستتفاوض مع دولة فلسطين على اتفاق تجاري.

 12) القسم الثاني عشر - الميناء والتسهيلات

- على الرغم من أن دولة فلسطين ستشمل غزة، فإن التحديات الأمنية تجعل بناء ميناء في غزة أمراً إشكالياً في المدى الزمني المنظور.

- دولة إسرائيل ستمنح دولة فلسطين تسهيلات بحرية في ميناءي حيفا وأسدود، من دون أن يؤثر ذلك في السيادة الإسرائيلية.

- تتحدث الرؤية عن ميناء العقبة في الأردن بالطريقة نفسها.

  • احتمالات ميناء غزة ومطار بغزة

تتحدث الرؤية عن أنه: بعد خمسة أعوام من توقيع اتفاق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني، وبافتراض الرضى الكامل عن مواصفات غزة [....] يمكن إقامة جزيرة اصطناعية في مقابل ساحل غزة لتطوير ميناء غزة [....] كذلك مطار للطائرات الصغيرة.

 13) القسم الثالث عشر - المنطقة السياحية عند البحر الميت

- ستسمح دولة إسرائيل لدولة فلسطين بتطوير منطقة سياحية شمالي البحر الميت من دون الإجحاف بسيادة إسرائيل.

- تدّعي الرؤية أن: هذا لن يغير ترتيبات توزيع الثروات الطبيعية للبحر الميت بين الأردن وإسرائيل. وهنا لا بد لنا من التذكير بأن مشروع تطوير البحر الميت كان يتحدث عن شراكة ثلاثية بين كل من الأردن وفلسطين وإسرائيل.

 14) القسم الرابع عشر:المياه والمياه العادمة

- تعترف الأطراف بالحقوق المائية المتبادلة، وتوافق على التشارك في المصادر العابرة للحدود، والعمل على توفير مصادر جديدة. ولا بدّ من القول هنا إن المياه الفلسطينية اختفت أو (راحت).

- توافق الأطراف على تركيز الاستثمار على مشاريع معالجة المياه العادمة.

 15) القسم الخامس عشر - الأسرى

- الاتفاق الإسرائيلي - الفلسطيني سيوفر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين الإداريين في السجون الإسرائيلية، باستثناء أولئك المدانين بالقتل أو الشروع في القتل. أولئك المدانين بالتآمر لقتل المواطنين الإسرائيليين.

- جميع الذين سيُفرج عنهم سيصبحون مواطنين في دولة فلسطين. لتجنّب الشك.

- المرحلة الأولى مباشرة بعد الاتفاق ستشمل القُصّر والنساء والذين هم أكثر من 50 عاماً، والذين قضوا أكثر من ثلثَي محكوميتهم.

- ستتفق الأطراف على موعد المرحلة الثانية للذين قضوا أكثر من نصف محكوميتهم.

- أي إفراج إضافي سيكون على أساس الموافقة الإسرائيلية.

- كل أسير سيوقّع تعهداً...

- لن يتم الإفراج عن أي أحد وفقاً لهذا الجزء إذا لم يتم إعادة جميع المحجوزين والجثامين الإسرائيلية إلى دولة إسرائيل.

معنى هذا كلّه أنه لن يتم الإفراج عن أي أسير، كما أن الأسرى من القدس ومن حملة الجنسية الإسرائيلية سيُبعدون عن بيوتهم وقراهم مدنهم، ومنهم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير كريم يونس.

القس السادس عشر - اللاجئون

- الصراع العربي - الإسرائيلي أوجد مشكلة لاجئين فلسطينيين ولاجئين يهود.

- الاقتراحات التي تطالب دولة إسرائيل بقبول اللاجئين الفلسطينيين، أو التي تَعِد بعشرات مليارات الدولارات كتعويضات للاجئين، لم تكن واقعية قط، أو ذات صدقية.

- الولايات المتحدة ساهمت بــ 6,15 مليار دولار للأونروا منذ سنة 1950 حتى سنة 2017.

- لا بد من إيجاد حل عادل، منصف وواقعي للاجئين الفلسطينيين كي نحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

- موضوع اللاجئين اليهود، بما في ذلك التعويض عن الأملاك المفقودة يجب أن يتم تناوله، علاوة على أن دولة إسرائيل تستحق التعويض عن تكلفة استيعاب اللاجئين اليهود من باقي الدول. إن الحل العادل والمنصف والواقعي للأمور المتعلقة باللاجئين اليهود، يجب أن ينفَّذ عبر آلية دولية ملائمة بشكل منفصل عن الاتفاق الإسرائيلي - الفلسطيني.

هذا الأمر يعني مطالبة مصر واليمن والعراق وغيرها من الدول العربية بدفع التعويضات إلى اليهود الذين تركوها، والتكاليف إلى إسرائيل في مقابل استيعابهم!!!

- وتطرح الرؤية أنه يجب حل مسألة اللاجئين وفقاً للخطوط التالية:

  • إطار عام

- الاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي يجب أن يوفر نهاية كاملة للمتطلبات كلها المتعلقة باللاجئين، أو بوضع المهاجرين. لن يكون هناك حق عودة، أو استيعاب لأي لاجىء فلسطيني في دولة إسرائيل.

- مقاربة الأونروا وتعريفها المتعدد الأجيال للاجئين فاقم مشكلة اللاجئين.

- أخذاً في الاعتبار الظروف كلها، فإن الأشخاص الذين استقروا في أماكن دائمة لن يكونوا مؤهلين للاستقرار في مكان جديد، ويمكنهم الحصول على تعويضات مثلما هو وارد أدناه.

- الرؤية تحدد ثلاثة خيارات لأولئك الذين يريدون مكاناً دائماً للإقامة: "الاستيعاب في دولة فلسطين (وفقاً للمحددات الواردة)، الاستيعاب المحلي في البلد المضيف، وقبول 5000 لاجىء كل عام لعشرة أعوام في الدول الإسلامية.

  • التعويضات

- الخطة الاقتصادية ستنعكس إيجابياً على اللاجئين الموجودين في دولة فلسطين أو الذين سيحضرون اليها.

- مع ذلك سنحاول الحصول على تمويل لتعويض اللاجئين يوضع فيpalst. ref. trust ، وسيديره مديران اثنان (2 Trustees).

- حق اللاجئين الفلسطينيين في الهجرة إلى دولة فلسطين سيكون محدداً وفقاً لاتفاقات أمنية يُتفق عليها. سيتم تشكيل لجنة للنظر في دخول اللاجئين من دول عانت الحروب مثل سورية.

- سرعة دخول اللاجئين من خارج الضفة الغربية وغزة سيتم الاتفاق عليها بين الأطراف.

- عند توقيع الاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي، فإن المركز القانوني للاجئي فلسطين سينتهي، وسيتم إنهاء الأونروا.

- إزالة المخيمات وإقامة مساكن دائمة.

 17) القسم السابع عشر - أساس الدولة الفلسطينية

- الانتقال إلى الدولة أمر معقد ومليء بالصعوبات. نتساءل هنا لماذا فقط في حالة الدولة الفلسطينية؟

- المواصفات (المعايير) التالية لا بد منها لإقامة دولة فلسطينية:

  • نظام حوكمة، أحكام حقوق الإنسان، حماية حرية الأديان.
  • الأنظمة البنكية.
  • إنهاء برامج التحريض كلها، بما في ذلك في المدارس.
  • تحقق السيطرة الكاملة على جميع الأرض الفلسطينية ونزع السلاح فيها كلها. المقصود هنا غزة.
  • الانصياع إلى الشروط الأُخرى كافة.

- عندما يتم تحقيق هذه الإجراءات كلها، فإن الولايات المتحدة ستشجع الدول الأُخرى على الترحيب بدولة فلسطين. دولة فلسطين لن تتمكن من الالتحاق بأي منظمة دولية إذا كانت تلك العضوية تعارض التزامها بنزع السلاح، أو كانت جزءاً من الحرب السياسية والقانونية على إسرائيل.

 18) القسم الثامن عشر - التعليم وثقافة السلام

تتحدث الرؤية عن ثقافة السلام - إنهاء التحريض - لجنة مشتركة.

ونلاحظ هنا عودة إلى القصة القديمة العقيمة.

19) القسم التاسع عشر: العلاقة الإسرائيلية - العربية

  • الشراكة الإقليمية الاقتصادية

- هدف هذه الرؤية هو أن تقوم الدول العربية بالتعاون الكامل مع دولة إسرائيل لما فيه مصلحة الدول في المنطقة كافة.

- الولايات المتحدة ستشجع بقوة الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع دولة إسرائيل والتعاون لعقد اتفاقات سلام دائمة.

- العلاقات الاقتصادية يجب توسيعها بين...

- الدول العربية، بما في ذلك دولة فلسطين، يجب أن تتوقف عن دعم أي مبادرات معادية لإسرائيل في الأمم المتحدة والهيئات المتعددة الأطراف.

- إنهاء المقاطعة ومعارضة BDS.

- فرص جديدة لمبادرات أمنية إقليمية.

- دولة فلسطين ودولة إسرائيل ستعملان معاً ضد حزب الله وإيران، و"حماس" إذا لم تتقيد بالشروط والمعايير المطلوبة، وضد تنظيم الدولة الإسلامية، والمجموعات الإرهابية الأُخرى كافة.

- دولة إسرائيل لا تشكل تهديداً للمنطقة على الإطلاق.

- المصالح المشتركة في مواجهة المنظمات الإرهابية وإيران.

- إنشاء منظمة للأمن والتعاون في الشرق الأوسط تشمل: إسرائيل، دولة فلسطين، مصر، الأردن، دول مجلس التعاون الخليجي، ومَن يرغب.

 20) القسم العشرون - الاعتراف المتبادل بين الدول

- الاتفاق الإسرائيلي - الفلسطيني سيوفر أمناً لجميع الأطراف، وسيعترف بدولة فلسطين كدولة للشعب الفلسطيني، ودولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي.

- الاتفاق سينهي الصراع والمطالبات كلها، وسيُطرح في مجلس الأمن والجمعية العامة.

 21) القسم الحادي والعشرون - نهاية المطالبات

- اتفاق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني سينهي الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وينهي جميع المطالبات بين الأطراف. سيتم اقتراح ذلك في قرار لمجلس الأمن وقرار جديد للجمعية العامة.

 22) القسم الثاني والعشرون - السلوك خلال المفاوضات

خلال مفاوضات السلام يتوقع من الأطراف أن تقوم بما يلي:

 "دولة إسرائيل

- لن تقوم:

في الأراضي التي لن تكون جزءاً من دولة إسرائيل ببناء مستعمرات جديدة. توسيع القائمة.

- بتوسيع الجيوب.

- بهدم أي مبانٍ، ولا يشمل هذا المباني غير القانونية التي تهدد السلامة مثلما تقدرها دولة إسرائيل، أو العقاب بعد أعمال إرهابية.

هذا يعني عملياً استمرار عمليات الهدم تماماً بحسب ما تم ويتم باستمرار، وفقاً لما تقرره سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

 الفلسطينيون

على م. ت. ف. (منظمة التحرير الفلسطينية) والسلطة الفلسطينية:

- الامتناع من الالتحاق بأي منظمة من دون موافقة دولة إسرائيل.

- عدم القيام بأي عمل مع الجنائية الدولية.

- عدم اتخاذ أي إجراء ضد أي مواطن أميركي أو إسرائيلي أمام الإنتربول، أو أي نظام قانوني آخر، عدا الإسرائيلي والأميركي.

- إنهاء رواتب الإرهابيين في سجون إسرائيل وعائلات الإرهابيين الذين قضوا (الدفعات إلى الأسرى والشهداء).

 الولايات المتحدة

تتحدث الرؤية عن العودة عن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية مؤخراً ضد الفلسطينيين.

 II - الجزء الثاني: الإطار الاقتصادي

المقدم في الرؤية في هذا الجانب هو ما قُدّم إلى مؤتمر البحرين، وهو يتحدث عن 50 مليار دولار لا أحد يعلم بدقة من أين ستأتي، ويمكن معظمها من العرب. هناك أهداف نظرية بشأن إيجاد فرص عمل، وتخفيض البطالة، وتخفيض نسب الفقر.

(هنا لا بد من القول: بعد التجربة الفلسطينية كيف يمكن حدوث هذا من حيث المبدأ وأنت تخضع للجانب الإسرائيلي؟)

ثم تتحدث الرؤية عن:

- إطلاق الإمكانات الاقتصادية.

- انفتاح الضفة الغربية وغزة. أتساءل هنا: كيف في ظل الإطار السياسي؟

- بناء الميناء. لكن ما هو الثمن اللازم وشروطه؟

- تنمية القطاع الخاص.

- تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي والاندماج.

***

ملاحظات بالنسبة إلى الخريطة المفاهيمية:

- المستعمرات: 15 مستعمرة داخل الأرض التي من المفترض أن تصبح دولة فلسطين.

- الرابطة بين الضفة والقطاع، لا شيء. توجد على الخريطة خطوط متقطعة بينهما، ولا يوجد في متن نص الرؤية ما يشير إلى ما نُشر مسبقاً عن نفق يربط الضفة بقطاع غزة.

- شكل دولة فلسطين المقترحة في الرؤية سخيف ومضحك.

خطة إيغال آلون هي التي ستطبَّق في الضفة الغربية التي ستفقد 30% أو أكثر من مساحتها (تؤخذ القدس والغور والمستعمرات)، هذه ليست حدود الجدار حتى - هذه كذبة أُخرى.

هذا فضلاً عن "البعجتين" جنوبي غزة في النقب، واللتين تم اقتراحهما نتيجة رفض مصر القاطع لتوسيع القطاع في سيناء.

هناك نقطة جديرة بالاهتمام والانتباه في الخريطة المفاهيمية، وهي أن خريطة إسرائيل حُددت بحدود واضحة متصلة فيما يتعلق بالحدود مع الأردن ومع مصر، ومع سورية بعد قضم هضبة الجولان السورية المحتلة، أمّا عند الحدود اللبنانية فتم رسم الخط متقطعاً، الأمر الذي يشير إلى أن إسرائيل قد تغير ما تراه ملائماً لها (إن استطاعت) في حدودها مع لبنان.

 فيما يتعلق بالملاحق:

أعتبرها مجرد كلام فارغ (طق حنك)

 ما هي الاستنتاجات؟

- هذه ليست صفقة قرن، وليست صفقة صغيرة، وليست خطة سلام، وليست مبادرة لإنهاء الصراع، وقطعاً ليست حل الدولتين. هذه مجموعة مواقف لليمين الإسرائيلي المتطرف بما في ذلك المستعمرون والمتطرفون الإنجيليون، تنسجم وتكمل المواقف السابقة للإدارة الأميركية وفقاً لسياستها الشرق الأوسطية.

- النص هراء كتبه حاخامون متطرفون ومستعمرون أصحاب رؤية أيديولوجية مجنونة (أو على الأقل أثّروا فيه بشكل ملموس). وتوقيت طرحه لا علاقة له بإقامة السلام في الشرق الأوسط، وإنما لاعتبارات أُخرى تخص الجانبين الأميركي والإسرائيلي.

- المعنى الحقيقي لهذه الرؤية هو الانطلاق من أن كل فلسطين الانتدابية هي لإسرائيل (إسرائيل الكبرى)، ومن إنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، لكن مع محاولة إيجاد حل للسكان الفلسطينيين ضمن (داخل) إسرائيل في كيان ممزق غير سيادي يمكن للفلسطينيين أن يسموه دولة. وطبعاً، فإن نقطة الانطلاق تعني أيضاً أنه لا يوجد احتلال، وأنه يجب شرعنة جميع الانتهاكات التي قامت بها إسرائيل في القدس وفي مجال بناء المستعمرات.

أخشى أن مثل هذه الرؤية إذا تم التعامل معها، سيقود على الأرجح - بغضّ النظر عن نيات الجانب الأميركي - إلى سياسات طاردة للفلسطينيين قد تصل إلى حد محاولة التهجير القسري (الترانسفير)

- جوهر ما يسمى الرؤية ينتهك أحكام القانون الدولي وأسس النظام الدولي المتعدد الأطراف، وينتهك التوافق الدولي على أسس التسوية، ويخالف السياسات الأميركية المعتمدة بشأن الشرق الأوسط والاتفاقات المعقودة في إطار عملية السلام. هذه الرؤية بشكلها هذا، تشجع مزيداً من الانتهاكات الجسيمة، وتدفع في اتجاه الابتعاد عن السلام.

- الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لا يستطيعان قبول الرؤية أو التفاوض على أساسها أو التعامل معها، ويأملان من جميع الأطراف الداعمة للقضية الفلسطينية، والحريصة على تحقيق السلام والعدالة، وعلى القانون الدولي وأسس النظام العالمي، بأن تتخذ الموقف نفسه، وأن تطرح بدائل من هذه الرؤية، وآليات تساعد على تحقيق التسوية.

 ماذا يتوجب علينا كشعب فلسطيني عمله؟

- موقف القيادة الفلسطينية واضح للغاية بشأن رفض هذه الرؤية وهذا أمر مهم وإيجابي.

- يحتاج الأمر إلى استراتيجيا عمل وإجراءات محددة، وربما إلى طواقم جديدة لمواجهة الوضع بشكل جدي. ونكرر في هذا المجال الاقتراحات التالية:

  • العمل الجاد لاستعادة الوحدة السياسية والجغرافية.
  • إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى سلطة خدماتية فقط، وليس تغيير الدور الوظيفي، بل بما يشمل تحديداً إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتغيير عقيدتها وتغيير قدراتها ومهماتها.
  • إعلان أن أي خطوة إسرائيلية لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيعني إعلاناً رسمياً إسرائيلياً بإنهاء التسوية التفاوضية.
  • تأكيد هدفنا الوطني المركزي باعتباره تحقيق الاستقلال الوطني في دولة فلسطين القائمة على حدود سنة 1967 وعاصمتها القدس، والنضال من أجل تحقيق ذلك من دون تسوية تفاوضية على ضوء الموقف الإسرائيلي، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم ذلك واتخاذ خطوات محددة من أجل تحقيقه.
  • نحن الشعب الفلسطيني قادرون على إنهاء الرؤية وآثارها السلبية، وقادرون على الاستمرار في النضال حتى تحقيق الاستقلال الوطني في دولة فلسطينية على حدود سنة 1967 وعاصمتها القدس.

 

* قدمت هذه القراءة خلال ندوة سياسية في متحف ياسر عرفات في 3 / 2 / 2020. وللتمييز بين ما ورد في الرؤية وبين الملاحظات، وُضعت المقتطفات أو النصوص من رؤية ترامب بخط مشدد، بينما وردت الملاحظات والاستنتاجات بخط عادي. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن الترجمة ليست رسمية، لأن النص الأصلي باللغة الإنجليزية كُتب بطريقة تحتمل أكثر من تفسير، أو بصيغ غير محددة وقاطعة في بعض الأحيان.

Author biography: 

ناصر القدوة: عضو اللجنة المركزية لحركة ''فتح''، ووزير خارجية فلسطيني سابق.