ليس في صفقة ترامب – نتنياهو ما هو جديد. كل ما فيها معروف وممجوج. هي ليست سوى ترسيم منظم ومفصل للأمر الواقع منذ أن استلم نتنياهو الحكم أول مرة في سنة 1996 وتجميده مسار أوسلو، ثم "بروتوكول إعادة الانتشار في الخليل" في سنة 1997، والذي فرض حصاراً على المدينة من داخلها، وصولاً إلى فشل قمة كامب ديفيد بين كلينتون وباراك وعرفات في سنة 2000، مروراً بفصل شارون لغزة عن الضفة في سنة 2005، ومسار تصفية جغرافيا اللجوء في دول الجوار وفي العراق.
جل ما جاءت به صفقة القرن من جديد، هو التظهير "الفاجر" لتحالف الصهيونية الإنجيلية واليمين الديني الصهيوني، وتبنّي صفقة القرن لأفكار هذا اليمين المتدين بشأن مستقبل الفلسطينيين، والذي لا يمكن وضع وصف له سوى "التلاشي".. إنها باختصار: صفقة لاغتيال ما تبقّى من فلسطين.
ملف العدد 122 يقدم في هذا السياق، تشريحاً وتحليلاً للصفقة في ست مقالات، يساهم فيها كل من: هنيدة غانم؛ ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني وممثل فلسطين في الأمم المتحدة السابق؛ أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني الأسير في سجون الاحتلال؛ جورج جقمان؛ أنيس محسن؛ ليث أبو صبيح.