
March 7, 2011 Arabic

الثورات العربية كيف تغير وجه المنطقة؟ وما هو تأثيرها على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي وأفق التسوية وموقع العالم العربي في ميزان القوى العالمي؟ أسئلة يجيب عنها الصحافي المصري المرموق وعضو مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية جميل مطر في حديث خاص لموقع المؤسسة الإلكتروني خلال زيارته الحالية إلى بيروت لحضور اجتماعات مجلس الأمناء :
1- شرارة الثورات العربية انطلقت من تونس، لكن ثورة مصر عدت هي التي ستغير وجه المنطقة، هل ذلك صحيح؟ ولماذا؟
فالفكرة لكي تنتشر عربيا يجب أن تعيد مصر بثها . وأسباب ذلك تبدو منطقية. فمصر هي الأكبر حجما والأقوى إعلاميا وسياسيا. لذلك تستطيع مصر بسلبية سياستها الخارجية أن تخفت صوت العالم العربي وبالعكس حين تنشط يصبح العالم العربي أشد قدرة على إسماع صوته والتأثير في مسار الأحداث العالمية والإقليمية.
الثورة التونسية كانت الأسرع. والثورتان التونسية والمصرية فجرتا الثورات العربية الأخرى ولكن لن نعرف النتيجة النهائية إلا بعد أن تحدد الثورة السورية مصيرها. لم يتحقق في التاريخ العربي الحديث إنجاز في العمل السياسي العربي إلا بتوافق مصري- سوري. مصر الآ ن فى انتظار سورية .
2- هل هذه الثورات هي وليدة لحظتها؟ أم هناك عوامل كامنة انفجرت؟
نخطئ إذا تصورنا أن الثورات العربية نشبت بجهد عربي خالص. الأساس طبعا هو الإرادة العربية الثورية التي أطلقتها ولكن لا يمكن ولا يجوز إنكار دور قامت به عناصر أخرى مثل ثورات الزهور في أوروبا الشرقية وحرب حزب الله ضد اسرائيل في 2006 وغزو اسرائيل لغزة ومواقف أميركا ضد مصالح الشعوب العربية ودعمها للحكومات المستبدة.
وهكذا فإن الثورات العربية لم تكن وليدة صدفة وليست مسألة تعاقب بأن كل ثورة هي التي مهدت للأخرى.
3- هل جرى تضخيم دور الفايسبوك في هذا المجال؟
4- معظم الثورات لا تملك أجندات عمل، فهل برأيك هذه نقيصة؟ أم أن الأمور ستستقيم في النهاية؟
5- أثبتت هذه الثورات أن أصوات الحرية والرغيف تعلو فوق صوت المدفع، إلى أي حد يمكن اعتبار أن عالماً عربياً جديداً يولد؟
6- هل هذه الثورات ستفتح أفق التسوية أم ستؤدي إلى صرف النظر عن فلسطين كقضية أولى للعرب؟
نبيل العربي، وزير الخارجية المصري، قال إن إسرائيل لم تنفذ إلتزاماتها في اتفاقية كامب ديفيد وبالتالي من حق مصر أن تعيد مناقشة بعض بنود هذه الاتفاقية. كان العربي يعبر عن اتجاه عام في الشارع، وقال ما لم يقله أحد منذ 30 عاماً. حين كان يقال هذا الكلام في عهد مبارك وأبو الغيط، كان مبارك يسأل مهدداً: هل تريدون الحرب؟
بالتأكيد إن هذه الثورات افتتحت مرحلة جديدة من الصراع العربي الإسرائيلي أشبه بمرحلة حرب باردة حدد مرتكزاتها وزير الخارجية المصري الجديد، والذي كان عضو لجنة الحكماء أثناء الثورة، وهي: أن تعود مصر لتلعب دورها الرشيد في المنطقة، وأن تتم مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، وإقامة علاقات ندية مع الولايات المتحدة، ورفض الإهانة والمهانة المترتبة على غزة.
أجرى الحوار
جاد يتيم
12 أيار/مايو 2011