بينما كنت منشغلاً بجمع المعلومات والبحث عن المعطيات المتصلة بتاريخ الاستيطان اليهودي بمدينة القدس على مدى الثمانية عشر قرناً التي سبقت صدور وعد بلفور في سنة 1917، والتي استهلت بالمرسوم الذي أصدره الإمبراطور الروماني هدريانوس عام 135 وحظر فيه على اليهود سكن القدس أو زيارتها أو ممارسة طقوس العبادة فيها، استوقفني أحد العناوين الداخلية التي وضعها مؤلف كتاب: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، وسماه "واقعة كنيسة اليهود". وقد ذكّرني هذا العنوان الذي وضعه القاضي مجير الدين العليمي، بملاحظة وضعها المستشرق الألماني الكبير كارل بروكلمان، عندما ذكر أحد المصنفات المنسوبة لقاضي قضاة الشافعية بدمشق الشيخ تقي الدين السبكي تحت عنوان: "كشف الدسائس بترميم الكنائس"، فأضاف معلّقاً أن هذا الكتاب قد ألّفه بمناسبة هدم الكنيس اليهودي بالقدس سنة 879هـ/1474م، الذي تولّى هدمه أبو العَزم الحِلاّوي. ويرد عنوان الكتاب نفسه في قائمة المصنّفات التي نسبها العلامة التركي حاجي خليفة لتاج الدين السبكي (ج5 ص 206)، وهو ما أشار إليه كذلك المستشرق Steinschneider. ووجدت مخطوطة الكتاب بمكتبة آيا صوفيا (1162، 116) باستنبول، ولكنها تنسب الكتاب إلى مؤلف آخر هو القاضي شهاب الدين ابن عبيّة (وصحفت الكنية في المخطوط فوردت "ابن عينا").