تكشف هذه الدراسة تفاصيل أزمة حدثت في فلسطين خلال العهد الأخير من الحكم العثماني، حيث حصلت عملية تعبئة شملت البلد بأكمله، وقادها الأعيان، وقد أشعل فتيلها الكشف عن عمليات تنقيب آثري سرية كانت تجري تحت قبة الصخرة المشرفة مباشرة، ويقوم بها فريق استكشاف بريطاني بالاشتراك مع بعض المسؤولين العثمانيين. لقد تفاعل مع الحادث، الذي نُظر إليه كانتهاك للحرم الشريف، كافة طبقات المجتمع، متعلمين وأمّيين، مسيحيين ومسلمين، وهذه حقيقة يرى فيها الكاتب إشارة ودليل على ظهور هوية فلسطينية مميَّزة، مقابل الهوية العربية والهوية العثمانية. إلى جانب تبيان أهمية القدس والحرم الشريف للفلسطينيين من كافة الأديان، فإن الحادث يبرز أيضاً عناصر معينة ليست غائبة عن الوضع في الزمن الحاضر: الشعور العميق بعدم الثقة بالغرب لدى الأهالي، ومخاوفهم من التواطؤ الصهيوني الغربي، والتهديدات للكرامة الدينية. إن للحرم الشريف، المجمَّع المعماري الذي يضم قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى، والذي يعتبر ثالث أقدس المواقع الإسلامية، تاريخٌ طويلٌ كنقطة اشتعال بين الأهالي المحليين من الفلسطينيين العرب، وبين الدول الحاكمة المتعاقبة: العثمانيون، البريطانيون، الأردنيون، وحالياً الإسرائيليون.