"هذه الورقة إذا تخط حلقات من حياة امرأة عادية يندر أن تدخل كتب التراجم أو حكايات التاريخ التي تتمحور عادة حول النخب والقيادات. وحكاية جدتي فيها ما يكفي من المواد والأحداث لرواية أدبية يندر وجودها في الأدب العربي الحديث. لكنها أيضا تضيء جوانب ما زالت في الظل من التاريخ الاجتماعي لغالبية سكان فلسطين من الفلاحين وغيرهم من الفئات الشعبية. كما أن المصادر التي تعتمد عليها حكاية جدتي مميزة في خاصيتها وتمفصلها وإكمال بعضها البعض. فالسجل الذي خطه "أبو جميل" يشكل إضافة نوعية للرواية الشفوية يوثقها ويؤطرها ويكمل بعض تفاصيلها الدقيقة. حكاية جدتي التي توردها هذه الورقة تفتح إذا نافذة جديدة على تاريخ فلسطين الاجتماعي خاصة فترة ما قبل النكبة نرجو أن يفتح آخرون أمثالها للتعرف بشكل أعمق وأشمل على حياة المجتمع الفلسطيني التي لم تصورها كاميرا ولم يوثقها مؤرخ ولا أرشيف. هذه الورقة إذا هي نموذج لتاريخ يكتب من القاعدة الشعبية وهي أيضا تاريخ محلي دقيق المعالم (Micro history) بعكس التاريخ الشامل العام الذي تزخر به المكتبة العربية" – ص 68.