نبذة مختصرة:
سيتذكر العرب طويلاً هذه السنة. إنها، حقاً، من "أيام العرب"، وهذه الأخيرة، كما نعرف، سجل حافل بالوقائع والغارات التي دارت بين القبائل العربية في "العصر الجاهلي"، أو بين بعض القبائل العربية والفرس، واكتسبت على لسان الرواة والإخباريين طابع الملحمة، وربما الأسطورة، وتناقلها عرب لاحقون، رواية وشعراً، جيلاً بعد جيل. لكن الفارق أن أيام العرب في سنة 2011 لم تكن بين قبائل تتصارع على الزعامة والمجال الحيوي، وإنما بين شعوب مُهانة وحاكمين جائرين من بني جلدتهم أدخلوهم عن طريق السجون والاستخبارات والتجويع، إلى حظائر الصمت والطاعة في "الدولة الوطنية". سيتذكر العرب طويلاً هذه السنة، ففيها راحت الانتفاضات، درامية الطابع، تكرُّ من بلد إلى آخر باذلة الغالي والنفيس في سبيل نسمة من الحرية ودرهم من الكرامة.