نبذة مختصرة:
وصل النظام السياسي العربي في بدايات العقد الثاني من هذا القرن إلى قمة الإفلاس الأخلاقي والسياسي، وأصبح في وضع تتحكم فيه في البلاد نخب فاسدة وفاقدة للشرعية، ولاء الأغلبية العظمى فيها هو لمراكز القوى الاقتصادية العالمية ولمصالح خارجية. أضف إلى ذلك تراجع الخدمات، وضعف الدولة ومؤسساتها، وتعاظم الهوة بين الأقلية الفاحشة الغنى وبين سواد الفقراء، وتفاقم الأوضاع المعيشية للأغلبية العظمى. ولعل أهم إنجازات الثورات هي أنها بينت بما لا يقبل الشك أن العالم العربي، شأنه شأن غيره، يمكن أن يكون في قلب الحداثة والتاريخ، وأن الشعوب العربية، مثل شعوب العالم أجمع، تحلم هي الأُخرى بقيم العدالة والحرية والديمقراطية ويمكن لها أن تثور من أجلها سلمياً وتنتصرعلى أعتى الدكتاتوريات عندما تتوفرالشروط التاريخية واللحظة المواتية.