نبذة مختصرة:
شعر المصريون، في عهدَي السادات ومبارك، بأنهم أبعد ما يكونون عن المثل العليا التي يتضمنها اسم ميدان التحرير، وأنهم مهانون ومضطهدون ومحاصرون في وطنهم. لقد وضعت ثورة 25 يناير حداً لهذه الحالة التعيسة. إن هذه الثورة هي عكس واضح لتوجه تاريخي صاغ تاريخ مصر على امتداد أعوام عديدة من القرن العشرين. ومهما تكن المكاسب الاقتصادية التي حققها المصريون خلال الأعوام الستين الأخيرة (وهي لم تكن عظيمة)، ومهما تكن الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية في مجال السياسة الخارجية (ومرة أُخرى، كانت قليلة وحدثت على فترات متباعدة)، فإن ذلك تم بتكلفة مريعة. فخلال عشرات السنين، انتُهكت الحقوق الإنسانية لأغلبية المصريين، وأُلغيت حرياتهم، وأُخرست ألسنتهم، وعُذِّبت أجسادهم.