لم يتجاوز الأربعين إلاّ قليلاً حينما استشهد في البحر. وخلال هذه الأعوام القليلة برز حنا ميخائيل (أبو عمر) كأحد المناضلين النادرين في سبيل حرية شعبه، وقدم طرازاً قلما تكرر ليساريين تطلعوا إلى تغيير العالم بالثورة المسلحة، وأبدعوا في خضم ذلك التطلع اللاهب سيرة بديعة، ومسلكاً رفيعاً، وطموحاً متألقاً وأثراً لا يُنسى. وهذا الأستاذ الجامعي المرموق اختار أن يترك موقعه الأكاديمي في جامعة هارفرد، ومستقبله العلمي المضمون في الولايات المتحدة الأميركية، ويلتحق بقواعد الفدائيين في قفار الأردن. ولد حنا ميخائيل في مدينة رام الله المتمددة على التلال، واستشهد في مكان مجهول بعدما اختطف بين أمواج البحر الأبيض المتوسط. لم يعرف أحد هل تعمد جسده بأملاح البحر، أم تلاشى بين تراب الأرض. ومهما يكن أمر غيابه، فإن اسم حنا ميخائيل الموشوم بالنار المقدسة لا يزال يحتل صفحة وضّاءة في التاريخ القريب للنضال الفلسطيني، وفي ذاكرة الذين شاهدوا أبهى حقبة من تاريخ العرب الحديث، وشهدوا لها في الوقت نفسه، وها نحن، هنا الآن، نميط اللثام عن هذه الصفحة، ونشهد لها.
حنا ميخائيل: سيرة مناضل في سياق مسيرة شعب
القسم الرقمي:
كلمات مفتاحية:
حنا ميخائيل
المقاومة الفلسطينية
الشهداء
الفدائيون
مناضلون في سبيل الحرية