وكان السؤال الأول موجهاً إلى الرئيس مبارك وهو:
- يرى المواطنون العرب في كل لقاء بين القاهرة ودمشق بارقة أمل ونقطة ضوء في الواقع العربي الحالي غير المريح فهل تتفضلون بإلقاء الضوء على نتائج محادثاتكم مع السيد الرئيس حافظ الأسد وانعكاساتها على مستقل العملية السلمية التي تشغل الناس هذه الأيام.
- وقد أجاب الرئيس مبارك قائلاً:
أرحب بأخي الرئيس حافظ الأسد ولو أنه الآن في بلده إننا نلتقي باستمرار ونتبادل الآراء في قضية الشرق الأوسط وفي سائر القضايا العربية والقضايا الدولية المحيطة بنا والتي تؤثر على أمتنا العربية وتؤثر علينا كدول وقد تبادلت الآراء مع الأخ الرئيس حافظ الأسد بالنسبة لعملية السلام ونحن نتمنى أن تبدأ المحادثات في ميعادها ولكن هناك بعض العوائق وأنا والرئيس حافظ الأسد نبذل كل الجهود من أجل أن تستمر الأطراف المعنية في محادثات السلام وفي الميعاد المقترح.
- وسئل السيد الرئيس حافظ الأسد عن تعريف سوريا للسلام الذي تريده في ضوء عدم إعلان إسرائيل عن حجم انسحابها من الجولان بانتظار معرفة نوعية وماهية السلام الذي تريده سوريا.
- وقد أجاب السيد الرئيس على هذا السؤال قائلاً:
لقد أجاب الجانب السوري على هذا السؤال. إن إسرائيل من طرحها هذا تريد عرقلة مسيرة السلام بالدرجة الأولى.
إن الجولان أرض سورية وغير مرتبط بما يحاولون أن يركزوا عليه ويسمونه ماهية السلام. وقد قال وزير الخارجية السوري في وقت سابق ما قاله الوفد السوري المفاوض أيضاً من أننا نريد السلام العادل وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وبما يؤمن الاستقرار في هذه المنطقة التي نعيش جميعاً فيها.
لقد قال وزير الخارجية إننا نريد سلاماً كاملاً وعلى الإسرائيليين أن يقولوا إنهم يريدون انسحاباً كاملاً لأننا نحن نريد انسحاباً كاملاً.
السلام هو السلام ولا توجد تفسيرات كثيرة له والأرض الوطنية هي الأرض الوطنية.
[.......]
- وأجاب السيد الرئيس على سؤال حول مستقبل إعلان دمشق فقال:
خلال لقائي السابق مع الرئيس مبارك في دمشق قال كلانا ما معناه أن إعلان دمشق فيه مصلحة عربية ولكن إنْ كان هناك من لا يرحب بذلك فلا مانع لدينا.
إننا نسمع كلاماً من الجميع من سوريا ومصر ودول الخليج، الجميع يقولون إن الإعلان حاجة للجميع وما دام الأمر كذلك فيجب أن نتبناه جميعاً.
- وردّ السيد الرئيس على سؤال حول استعداد سوريا للمشاركة في محادثات السلام بغض النظر عن مشاركة الفلسطينيين فقال سيادته:
لقد انطلقنا منذ البداية من اتجاه تحقيق سلام شامل وهذا المنطلق لا لبس فيه ولا غموض وهو مؤكد عليه في الوثائق التي جرى الاتفاق بشأنها مع كل الأطراف وبشكل خاص مع الجانب الأميركي باعتباره كان صاحب المبادرة صاحب المشروع الأميركي.
السلام الذي نحن نريده ونسعى إليه هو السلام الشامل ونؤكد الآن كما أكدنا في الماضي أن أي سلام في المنطقة ما لم يكن شاملاً فهو ليس سلاماً ولا أحد يستطيع أن يحافظ على استمراريته لأننا نحن العرب أمة واحدة ومهما يكن بيننا من وجهات نظر فنحن في النهاية لا بد أن نكون مع من يُعتدى عليه من العرب.
فإذا أردنا السلام ولمصلحة الجميع العرب وغير العرب يجب أن يكون السلام شاملاً وإلا فإن أي سلام غير شامل مصيره الفشل وعلى كل حال أريد أن أقول إن كل ما سمعناه من كل الآخرين هو أنهم يؤيدون وجهة النظر وهي بطبيعة الحال وجهة النظر العربية القائلة بضرورة أن يكون السلام سلاماً شاملاً.
[.......]
المصدر: "البعث" (دمشق)، 28/3/1993. وكان الرئيس الأسد قد زار القاهرة لبضع ساعات بتاريخ 27/3/1993.