إنني أرحب بالوزير وارن كريستوفر والوفد المرافق. إن هذه الزيارة، أفسحت المجال للبحث في الأوضاع الإقليمية والدولية في جوانبها كافة، ولا سيما منها عملية السلام، التي شهدت في الآونة الأخيرة مرحلة من الترقب والانتظار.
إن لبنان، الذي استعاد وحدته وأحرز تقدماً أساسياً في إرساء الأمن وإعادة بناء المؤسسات وتثبيت العيش المشترك بين عائلاته الروحية كافة، يطمح إلى استكمال بسط سيادته الوطنية وسلطة دولته على كامل أراضيه عبر تطبيق القرار 425، وإعادة الجنوب والبقاع الغربي إلى كنف الشرعية اللبنانية.
إننا نعتبر أن تطبيق قرارات الشرعية الدولية، هو الكفيل بإنشاء السلام العادل والشامل والدائم في هذه المنطقة، التي عانت طويلاً من الصراعات الدولية والإقليمية. ولقد حان الوقت لأن يتحمل الجميع مسؤولية بناء استقرار يقوم على أسس العدل والحقوق المشروعة.
لقد أثبت لبنان اليوم، أنه ضرورة للاستقرار والتوازن، في هذه المنطقة من العالم، حيث عاد إلى لعب دوره، بعد سنوات المحنة الطويلة، وهو إذ يبذل كل جهد في تيسير عملية السلام، بالمشاركة مع أشقائه العرب، لا يسعه إلا أن يشدد على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما القرار 799، ذلك أن تطبيقه كاملاً، هو الكفيل بتذخير عملية السلام ودفع أعمال المفاوضات بجدية وصدقية.
إن لبنان العازم على البدء بورشة الإنماء والإعمار، ينتظر من الأشقاء والأصدقاء أن يبادلوه الدعم لإنجاز هذا الرهان، لأن الاستقرار الحقيقي لا يقتصر على إجراءات الأمن وحدها، بل يقوم على أسس سياسية واقتصادية واجتماعية متينة توفر لأبناء هذا الوطن، أن ينهضوا لأداء دورهم المميز إقليمياً ودولياً. وإن الولايات المتحدة الأميركية تستطيع كقوة عظمى الكثير عبر لعب دورها الطبيعي كرائد للعدل والسلام.
المصدر: "السفير" (بيروت)، 23/2/1993. وقد زار كريستوفر بيروت لبضع ساعات، بتاريخ 22/2/1993، ضمن جولته الأولى في الشرق الأوسط.
* وزير الخارجية الأميركي: وارن كريستوفر.