حديث صحافي لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات السلام بشأن اجتماعه الأخير إلى وزير الخارجية الأميركي، غزة، 25/2/1993
النص الكامل: 

س ـ إلى أي مدى أثّر اجتماعك مع وزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر على موقفك من عدم المشاركة في مفاوضات السلام المقبلة قبل عودة جميع المبعدين الفلسطينيين؟

ج ـ لا أزال على موقفي من هذه القضية.

س ـ هل تعتبر أن موضوع المبعدين أهم من تسوية القضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات؟

ج ـ نحن نعطي أهمية للأمرين. وموضع الإبعاد مرتبط فعلاً بالمشكلة وبالموقف الإسرائيلي بمجمله. قرار الإبعاد ذاته، من وجهة نظري، هو امتداد للموقف الإسرائيلي غير المعني بمرجعية السلام أي القرار 242. ولهذا فإن التزام إسرائيل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 799 له صلة وثيقة بعملية السلام ككل. نحن نريد وضع حد لعمل إسرائيلي أدانه المجتمع الدولي ووصفه بأنه انتهاك لحقوق الإنسان. وإذا تم تنفيذ القرار 799 فوراً أو جدولة تنفيذه خلال مدة قصيرة ومعقولة، فحين ذلك نعيد النظر في إمكان القبول بالعودة إلى طاولة التفاوض. ولا أخفي أن هناك أشياء أُخرى يجب أن نعرف الموقف الإسرائيلي منها وهي تتصل بتنفيذ القرار 242.

س ـ بكلام واضح، إذا تمت جدولة عملية إعادة المبعدين خلال فترة زمنية قصيرة، هل ستراجع موقفك؟

ج ـ إذا تمت الجدولة على أساس ضمان عودتهم جميعاً قبل شهر حزيران (يونيو) المقبل وتعهدت إسرائيل بوقف الاستيطان فإن موقفي سيتغير.

س ـ ما الذي أبلغكم إياه وارن كريستوفر بخصوص قضية المبعدين واتصالاته مع المسؤولين الإسرائيليين بهذا الشأن؟

ج ـ قال لنا إنه ليس هناك سوى اتفاق يتضمن استعداد إسرائيل لإعادة مئة من المبعدين على أن تجدول عودة الباقين منهم خلال عام من تاريخ إبعادهم. وما يزعجنا في هذا الموضوع هو أن إسرائيل قد تقوم بعملية إبعاد مشابهة في المستقبل على رغم أن القرار رقم 799 كان واضحاً وطالب بالتزام إسرائيل بعدم العودة إلى الإبعاد وإعادة المبعدين فوراً. إن ما نطالب به إسرائيل هو الالتزام بالقرار الدولي أو جدولة عملية إعادة كل المبعدين خلال فترة لا تتجاوز شهر حزيران (يونيو) المقبل.

س ـ ما هي الخطوات التي توقع كريستوفر أن تلجأ الحكومة الإسرائيلية لاتخاذها بخصوص المبعدين؟

ج ـ لم يحدد بدقة هذا الأمر، بل قال إن إسرائيل لا تمانع في الإعلان أنها لن تعود إلى أسلوب الإبعاد، وإن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن أمر الإبعاد كان استثنائياً ولن يتم اللجوء إليه إلا في ظروف استثنائية. إن مثل هذا الموقف الإسرائيلي لا يشجعنا، لأن تبريرات إسرائيل كثيرة وقد تصف أية عملية إبعاد مقبلة بأنها تمت بشكل استثنائي.

س ـ خلال اللقاءات التي شاركت فيها مع وزير الخارجية الأميركية في القدس، هل لمست تميزاً في طرحه، وما هي المواضيع التي أُثيرت خلال الجلستين اللتين حضرهما عدد من أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض ومساعدو كريستوفر؟

ج ـ أكد لنا الوزير الأميركي أن استئناف عملية السلام والتفاوض بين العرب والإسرائيليين مهم، وإذا لم يتم استئناف العملية في وقت قريب، فإن هذه العملية ستموت ويعود الوضع إلى ما كان عليه في السابق. وأضاف أن هناك أزمات كثيرة في العالم "ولا تعتقدوا أن قضية فلسطين وقضية الشرق الأوسط هي الأزمة الوحيدة التي نعالجها". وأكد كريستوفر أنه جاء إلى المنطقة ليظهر اهتمام بلاده بحل الأزمة، وقال: "نعمل كشريك كامل في عملية التفاوض". بالنسبة إلينا كفلسطينيين لم نحصل على وعود محددة تشجعنا على العودة إلى طاولة التفاوض هذه المرة.

س ـ هل تحدث الوزير الأميركي عن رسالة الضمانات التي سلمتها الولايات المتحدة للفلسطينيين قبل بدء عملية التفاوض في مدريد؟

ج ـ نعم، أكد تمسك بلاده بها، وقال إن موقف بلاده هو احترام وتنفيذ القرارين 242 و338 كمرجعية لعملية السلام وهو الموقف الأميركي السابق نفسه، وعندما طرحنا على الوزير الأميركي شيئاً محدداً كإلزام إسرائيل بوقف عملية الاستيطان كلياً، لم يجب على ذلك.

س ـ ماذا كان تعليقه على الرسالة التي سلمت له من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وماذا كان رده حين طالبتموه بإعادة الحوار مع منظمة التحرير؟

ج ـ قال إن الولايات المتحدة غير مستعدة لاستئناف الحوار مع المنظمة في الوقت الحاضر، للأسباب التي ذكرتها الولايات المتحدة سابقاً، وأضاف "هناك عناصر في المنظمة تقوم بأعمال غير مقبولة لدينا، ولذلك لا زلنا نتبنى الموقف الذي تبنته الإدارة الأميركية السابقة".

س ـ هل سمى "الأعمال غير المقبولة" التي تقوم بها المنظمة؟

ج ـ تناول موضوع رفض المنظمة طرد أبو العباس من المنظمة بعد أن قام تنظيمه بعملية إنزال بحري بالقرب من تل أبيب، ورفض المنظمة إدانة هذه العملية. وتطرق إلى زيارة الرئيس عرفات الأخيرة إلى بغداد، وقال إن عرفات لا يزال يتعاطف مع صدام حسين وينسجم مع مواقفه.

 

المصدر: "الوسط" (لندن)، العدد 58، 8/3/1993، ص 4 ـ 5. أجرى الحديث زكي شهاب. وكان وزير الخارجية الأميركي، وارن كريستوفر، قد اجتمع مرتين إلى وفد فلسطيني خلال الزيارة التي قام بها لإسرائيل.

*رئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات السلام: حيدر عبد الشافي.