في الوقت الذي تتفاعل فيه قضية المبعدين على السطح السياسي وتفرض نفسها على الخيارات السياسية الدولية نجد أنفسنا نحن المقتلعين ندخل في إشكاليات لا تخدم وحدة موقفنا الذي حرصنا عليه منذ الأيام الأولى... ولا تنبع من جوهر إسلامنا. فإسلامنا يرفض الهيمنة ومصادرة الآراء ويرفض سياسة الإرهاب النازي التي باتت سياسة واضحة تجاهنا، نحن المبعدين من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فبالأمس لم نشارك في المسيرة الرمزية نحو معبر زمريا مع موافقتنا المبدئية عليها بسبب أن الإخوة الموجودين معنا وعلى رأسهم الرنتيسي لا يريدون لصوتنا أن يظهر ولا يرغبون لموقفنا المتميز أن يكون واضحاً فآثروا أن يمنعونا من الحديث ويحرموننا حقنا في التعبير والذي قدمنا في سبيله شهداء وجرحى ومسجونين حتى أصبح متميزاً ومسموعاً في الشارع الفلسطيني ونحن هنا لن نسمح لأحد مهما امتلك من الأدوات أن يصادر رأينا أو يحاول احتواءنا وسنعبر عنه بالقوة والوضوح في الوقت والزمان المناسبين.
ومن ناحية أُخرى، فإننا نحذّر الوفد الفلسطيني الذاهب إلى واشنطن من اللعب بقضية المقتلعين أو المساومة عليها أو اتخاذها كخيار ابتزازي، وإذا ما أراد هذا الوفد أن يخدم قضية المقتلعين فعليه التركيز على ما هو مبدئي وثابت من هذه القضية مع التركيز على إلغاء قرار الاقتلاع، ونرى من واجبنا ما دمنا نعيش الإسلام وقضية الإسلام أن نقف بجانب من وقف مع قضيتنا وخرج في مظاهرات حاشدة في مصر ضد إسرائيل وسياستها المجرمة. فمن هذا الجانب فإننا ندين سياسة القتل القمعية التي يقوم بها النظام المصري ضد الشعب المصري وإننا لنعجب أشد العجب.. كيف يسعى هذا النظام إلى إقامة سلام مع إسرائيل ولا يقيم السلام مع الشعب المصري ذاته ومع قضية المقتلعين.
المصدر: "الديار" (بيروت)، 27/3/1993.
* الناطق باسم المبعدين من "الجهاد الإسلامي": الشيخ عبد الله الشامي.