حديث متلفز لرئيس الوفد السوري إلى المفاوضات الثنائية مع إسرائيل، دمشق، 2/11/1992
النص الكامل: 

أكد الدكتور موفق العلاف رئيس الوفد العربي السوري إلى محادثات السلام في واشنطن أنه لم يحدث تقدم كبير في الأمور الأساسية والجوهرية خلال الجولة السابعة من محادثات السلام بسبب محاولة إسرائيل المسّ بالأسس التي تقوم عليها عملية السلام وهي قرارا مجلس الأمن رقم /242/ و /338/ ومبدأ إعادة الأراضي العربية مقابل السلام.

[.......]

وأوضح الدكتور العلاف أن هذه الأسس تقوم إذاً على حتمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة وأن تشمل التسوية السلمية العادلة والشاملة جميع أطراف الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

وأشار إلى أن التعديلات الإسرائيلية على الورقة السورية تحاول المسّ بهذه الأسس والمبادىء الثابتة فهي لا تقر بعد بالانسحاب الكامل ولا تقر بالشمولية وبأنه يجب أن يطبق على جميع أطراف الصراع.

ورداً على سؤال حول ما احتوته ما سمي بالورقة الإسرائيلية قال الدكتور العلاف إن الوفد الإسرائيلي حاول من خلال الورقة التي قدمها تشويه الهدف الحقيقي من عملية السلام فالورقة الإسرائيلية احتوت أفكاراً إسرائيلية قديمة تتحدث عن الانسحاب بشكل غامض وتربطه باعتبارات وذرائع أمنية مرفوضة ليس فقط من الجانب العربي بل من قبل المجتمع الدولي.

وأضاف أن الورقة الإسرائيلية تحاول أيضاً تشويه نص وروح القرار /242/ الذي يتكلم عن معادلة أحد جزأيها هو الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية التي احتلت خلال حرب 1967 والطرف الآخر هو أن الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة على جميع جبهات الصراع يجب أن يؤدي إلى إنهاء حالة الحرب وإلى إقامة سلام [....].

[.......]

وأكد الدكتور العلاف أنه رغم مرور عام كامل على عملية السلام التي بدأت في مدريد إلا إننا لم نتقدم كثيراً ونستطيع القول بأن الأطراف الوحيدة التي أثبتت الإيجابية والجدية في عملية السلام خلال هذا العام كانت الأطراف العربية بينما كانت الحكومة الإسرائيلية دائماً سواء في عهد حكومة شمير أو بعدها إما تخلق العقبات الشكلية والإجرائية وإما تناقش في أمور بديهية مثل حق الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه بنفسه وإما أيضاً تحاول أن تعارض في أمور بديهية في عملية السلام مثل القرارين /242/ و /338/.

وقال ومع ذلك يمكن القول بأن هذا العام أفاد أيضاً في إطلاع الرأي العام الدولي والعالمي على عدالة قضية الأطراف العربية قضية الشعب العربي في كل بلدانه عدالة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحتمية الإقرار بها وحتمية انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية.

[.......]

 

المصدر: "البعث" (دمشق)، 3/11/1992. وقد أدلى رئيس الوفد بهذا الحديث إلى التلفزة السورية.

* رئيس الوفد السوري إلى المفاوضات الثنائية مع إسرائيل: موفق العلاف.