عقدت قيادة الفصائل الفلسطينية العشرة اجتماعاً استثنائياً، وقفت فيه أمام التطورات السياسية المتعلقة بقضية شعبنا الوطنية ومجمل المخاطر التي تتهددها، من جراء استمرار القيادة المتنفذة في منظمة التحرير وفريق مدريد ـ واشنطن في تقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات الثنائية ومتعددة الأطراف، ومعها الإيغال في الاستجابة لكافة الاشتراطات الأميركية ـ الإسرائيلية، وفي مقدمتها المحاولات الحثيثة لتطبيع العلاقات، ووقف المقاطعة مع العدو، هذا المطلب الذي تبنته إدارة كلنتون الجديدة، والذي يلقى اليوم نوعاً من الاستجابة الأوروبية فضلاً عن التلبية العربية التي تجلت بدعوتي تونس والمغرب للجنتي اللاجئين والبيئة، وما كان ذلك ليتم لولا سياسة التنازل المستمرة التي يوغل فيها فريق مدريد ـ واشنطن، من وراء ظهر شعبنا وانتفاضته الباسلة، ورغم الرفض الوطني والشعبي الواسع داخل الأرض المحتلة، وخارجها لمؤامرة الحكم الإداري الذاتي بكافة أشكاله، وتمسك شعبنا بوحدته، وأرضه، وحقوقه الشاملة التي لا تتجزأ. وعليه فإن الفصائل الفلسطينية العشرة:
أولاً: تدعو إلى اليقظة والحذر من محاولات التضليل التي تمارسها القيادة المتنفذة في م. ت. ف. لذر الرماد في العيون، والتي تسعى لخلط الأوراق والتعويم بهدف خلق حالة من الاسترخاء في صفوف شعبنا، وانتفاضته وقواه الوطنية والإسلامية، لامتصاص المعارضة الوطنية والشعبية وتفكيكها، ليتسنى لفريق مدريد ـ واشنطن استئناف رحلته التدميرية التي تهدد شعبنا ومصيره الوطني.
ثانياً: تطالب بانسحاب فريق مدريد ـ واشنطن من هذه المفاوضات المدمرة، والمذلة، ومن ضمنها إعلان المقاطعة للجولة الثامنة من المفاوضات وبدون لبس استجابة للرفض الوطني، والشعبي الفلسطيني الواسع، والانصياع لإرادة شعبنا صاحب الكلمة الفصل في حقوقه وقضيته ومصيره الوطني.
ثالثاً: تؤكد مجدداً على دعوتها لإجراء الاستفتاء الشعبي الشامل في داخل الوطن وخارجه، بعد عام على هذا المسار المدمر والبائس.
رابعاً: تعتبر أن الاتفاق الأردني ـ الإسرائيلي يمثّل خرقاً خطيراً في جدار الجبهة العربية، والجبهة الفلسطينية في القلب منها، وهي إذ تستنكر هذه الخطوة النوعية الخطيرة فإنها تحمل فريق مدريد ـ واشنطن المسؤوليات العظام في السكوت والتواطؤ والتغطية على هذا الاتفاق الذي لم يتم بمعزل عنها، وعليه تدعو الفصائل العشرة جماهير شعبنا الفلسطيني للتصدي لهذا التطبيع الجديد الذي يفتح للتنازلات في المسارات التفاوضية المختلفة. كما تدعو جماهير الشعب الأردني الشقيق، وقواه الوطنية، والإسلامية للتصدي لهذه المخاطر الجدية التي تهدد حقوقنا الفلسطينية والعربية، وتهدد حاضر ومستقبل أمتنا العربية.
[.......]
المصدر: "الهدف" (دمشق)، العدد 1127، 29/11/1992، ص 13.