س ـ تغيب الوفد الإسرائيلي عن حضور جلسة افتتاح المؤتمر، احتجاجاً على ترؤسك للوفد الفلسطيني باعتبارك عضواً في المجلس الوطني، ثم تراجع الوفد الإسرائيلي في اليوم التالي ودخل قاعة الاجتماعات دون إجراء أي تعديل على صيغة المشاركة الفلسطينية، كيف تم ذلك؟
ج ـ في البداية، حاول الإسرائيليون توظيف مشاركتي في المؤتمر لإثارة مشكلة، بحجة مشاركتي في اجتماعات سابقة للمجلس الوطني الفلسطيني، واعتبروا ذلك بمثابة حضور مباشر وأصيل لمنظمة التحرير في مؤتمر يعتبر من أهم وأخطر مؤتمرات لجان العمل المتعددة بالنسبة لجوهر القضية الفلسطينية وهي قضية اللاجئين، مع العلم، أن الإسرائيليين، يدركون أكثر من غيرهم من الأطراف المشاركة أنهم يتفاوضون بالفعل مع منظمة التحرير سواء في المفاوضات الثنائية أو المتعددة، وسواء اعترفوا بهذه الحقيقة أم ظلوا يحاولون تغطية الشمس بالغربال.
نحن أكدنا على موقفنا في رفض إجراء أي تغيير في تركيبة الوفد وأمام هذا الإصرار تدخلت بعض الدول من بينها الولايات المتحدة وحاولت تطويق الأزمة عبر إيجاد مخرج دبلوماسي يحافظ على تركيبة الوفد الفلسطيني من جهة، ويعطي إسرائيل مسوغاً لحضور المؤتمر من جهة ثانية. وبالفعل تم التوصل إلى حل من خلال تأكيد أميركي لإسرائيل بأنني حضرت في الماضي جلسات المجلس الوطني الفلسطيني، وأن عضويتي الآن قد انتهت؟
س ـ وهل اقتنع الإسرائيليون فعلاً بهذه التخريجة الأميركية؟
ج ـ قبلوها بأنهم دخلوا قاعة المفاوضات في اليوم الثاني مع أن التخريجة شملت تصريحاً مني يفيد أنه ليس هناك ما يمنعني من حضور أي اجتماع يعقده المجلس الوطني مستقبلاً، ولدي شعور بأن الإسرائيليين كانوا يبحثون عن مسوغ للمشاركة لأنه ليس من مصلحتهم مقاطعة المؤتمر نظراً لخطورة وأهمية المواضيع المطروحة على جدول الأعمال وارتباطها المباشر بجوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
[.......]
س ـ ما هي أبرز قرارات المؤتمر؟
ج ـ في الحقيقة لم يخرج المؤتمر بمقررات عملية خاصة على صعيد لمّ شمل العائلات الفلسطينية، إلا إن الإسرائيليين لم يستطيعوا استبعاد هذا الموضوع من جدول أعمال المؤتمر القادم، كما حاول الإسرائيليون التدخل في صياغة محضر الاجتماع، وشطب كل المناقشات التي دارت خلاله بشأن موضوع النازحين ولمّ شمل العائلات، غير أن هذه المحاولات فشلت أيضاً، وتم تثبيت كل النقاشات والمداخلات التي جرت حول هذا الموضوع، وتم التأكيد على الأبعاد السياسية والثقافية والاقتصادية والإنسانية لهذه المسألة وعلاقتها المباشرة بحقوق الإنسان. وفي اعتقادي أن الوفد الفلسطيني حقق عدداً من الإنجازات الهامة خلال هذا المؤتمر كان من أبرزها تثبيت تمثيل الوفد الفلسطيني وإرغام إسرائيل على الإذعان لشروط هذا التمثيل، بالإضافة إلى إثارة قضية تشريد العائلة الفلسطينية وتحويلها إلى قضية نقاش سياسي يتصدر أعمال المؤتمر، وسيمتد هذا النقاش إلى المؤتمر القادم المنتظر أن يعقد في النرويج في مطلع العام القادم.
المصدر: الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات السلام. وقد أجرى المقابلة مركز إعلام الوفد.
* رئيس لجنة اللاجئين: محمد الحلاج.