عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية اجتماعاً قيادياً صباح اليوم (3/11/1992) بحثت فيه النتائج الخطيرة التي أسفرت عنها المرحلة الأولى من الجولة السابعة لمفاوضات واشنطن.
وأكد المجتمعون أن الاتفاق الأردني ـ الإسرائيلي الذي أعلن عنه في ختام هذه المرحلة ليس اتفاقاً على جدول الأعمال، بل هو اتفاق جوهري يحدد مضمون المفاوضات بين الطرفين، كما اعترف بذلك رئيس الوفد الأردني ومساعد وزير الخارجية الأميركي. إن هذا الاتفاق ينطوي على التنصل من مطلب الانسحاب الإسرائيلي الكامل ويعترف بحدود الانتداب البريطاني حدوداً دولية بين الأردن وإسرائيل، كما ينطوي على تجزئة قضية اللاجئين والنازحين وتحويلها إلى مشكلة ثنائية بين الدول العربية وإسرائيل، خلافاً لقرارات الشرعية الدولية، ويفتح الباب لمخططات التوطين والوطن البديل. كما يتضمن الاتفاق قبولاً ضمنياً لمفهوم التقاسم الوظيفي لتحديد مصدر السلطات للحكم الإداري الذاتي، وهو يحدد فحوى المفاوضات الأردنية ـ الإسرائيلية في إطار التطبيع الكامل للعلاقات بين الطرفين في كافة المجالات، بمعزل عن حل القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها، الأمر الذي يهدد بحل منفرد يتناقض مع دور الشعب الأردني الشقيق في النضال المشترك ضد الاحتلال والتوسع الصهيوني.
[.......]
ولاحظ المجتمعون أن إعلان هذا الاتفاق يأتي في الوقت الذي يواصل فيه فريق مدريد الفلسطيني المشاركة في المفاوضات ضمن وفد مشترك مع الأردن. وقد وافق هذا الفريق، بتعليمات من القيادة المتنفذة في تونس، على تشكيل لجان عمل لبحث تفاصيل مشروع الحكم الإداري الذاتي بمعزل عن أي التزام إسرائيلي بالانسحاب من الأرض المحتلة، كما تمت الموافقة على العرض الأميركي المشبوه بشأن تدريب طواقم فلسطينية في واشنطن لإدارة الحكم الذاتي. وتوقف المجتمعون أمام إعلان الحكومة التونسية استعدادها لاستضافة اجتماع لجنة اللاجئين للمفاوضات المتعددة، بطلب من القيادة المتنفذة في م. ت. ف. أو بموافقة منها، وما ينطوي عليه من دلالات خطيرة ومؤشرات على البدء العملي لمسيرة التطبيع العربي مع إسرائيل. كما لاحظ [المجتمعون] أنه، خلافاً للتصريحات الخادعة والمضللة، فقد وافقت القيادة المتنفذة للمنظمة في تونس على شروط رابين الثلاثة المعلنة لمشاركة فلسطينيي الشتات في المفاوضات المتعددة. ورضوخاً لهذه الشروط، فقد تم بصمت تغيير رئيس الوفد الفلسطيني في لجنة التنمية الاقتصادية التي اجتمعت مؤخراً في باريس لكونه عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.[.......]
المصدر: "الحرية" (بيروت)، العدد 477، 8/11/1992، ص 5. والفصائل الأربعة هي: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وجبهة النضال الفلسطيني، وجبهة التحرير الفلسطينية.