حديث صحافي لرئيس الحكومة اللبنانية: مسألة المبعدين الفلسطينيين سياسية، بيروت، 4/1/1993
النص الكامل: 

"لا يمكنني أن أتحمل مسؤولية كل واحد على الأرض (...) إنني أتمنى وأصلي ألا يموتوا هناك، لكنها ليست مسؤوليتي". وأكد "إن رفضنا نهائي. نحن نأسف جداً لما قد يحل بأي من المبعدين، لكنها ليست مسألة إنسانية، إنها مسألة سياسية". وأضاف أن على إسرائيل أن تدفع ثمن الإبعاد وأنه كان أسهل للدولة العبرية أن تعيد المبعدين من أن يسمح لهم لبنان بالدخول و"على العالم أن يدرك أن ليس في إمكانه الضغط على لبنان في هذه المسألة لأن إسرائيل لم تستجب للمطالب بالرجوع عن قرارها". وأصر على أن المنطقة التي يقيم فيها المبعدون ليست منطقة عازلة بل هي أرض لبنانية تحتلها إسرائيل.

وشدد الحريري على أن بيروت لن تقبل الضغط من الخارج: "إن موقفنا نهائي ولن نقبل أبداً أي ضغوط من أي كان لنغيره (...) لا يمكننا تحمل مجيء هؤلاء الناس إلى دولتنا. وأنا جدي جداً جداً في هذا الشأن (...) لقد خرجنا لتونا من حرب أهلية دمرت دولتنا وبنيتنا التحتية ووحدتنا وشعبنا. لذلك لا يمكننا القبول بإضافة مشكلة جديدة إلى مشاكلنا. لا يمكننا أن نتحمل ذلك (...) والشعب كله توحد خلف الحكومة على هذا الموقف (...) لكن في المقابل إن موقف إسرائيل مختلف. فأولاً إن حكومة (يتسحاق) رابين منقسمة والشعب الإسرائيلي منقسم. والعالم كله يعارض ما فعل. لذلك فأن يغير هو موقفه أسهل من أن أغيره أنا". ولاحظ أن رابين لم يفكر في النتائج عندما قرر أن يرسل المبعدين إلى لبنان.

[.......]

 

المصدر: "النهار" (بيروت)، 5/1/1993. وقد أدلى الرئيس الحريري بهذا الحديث إلى وكالة "رويتر".

* رئيس الحكومة اللبنانية: رفيق الحريري.