رسالة من المبعدين الفلسطينيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة يشرحون فيها مأساة إبعادهم، مرج الزهور (لبنان)، 29/12/1992
النص الكامل: 

حضرة السكرتير العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي المحترم،

تحية طيبة، وبعد:

نحن الفلسطينيين الذين أبعدتهم السلطات الإسرائيلية يوم الخميس 17/12/1992، وعددنا 413، نخاطبكم والرأي العام الدولي والضمير العالمي وكل المؤسسات الإنسانية، واضعين مأساتنا في ما يلي من السطور: 

1ـ ملخص ظروفنا:

            أ ـ نحن المبعدين، من فئات عمرية (نسبة إلى العمر) وصحية متنوعة، منا من جاوز الخمسين وعددهم 12، ومنا من هم دون العشرين وعددهم 23، البعض يعاني من أمراض مزمنة كالسكري والضغط والكلى وعددهم 52، ولدينا مصابان بالرصاص الإسرائيلي قبل الإبعاد، وبعد إبعادنا ولدى محاولتنا العودة إلى وطننا في مسيرة سلمية صامتة يوم الاثنين 21/12/1992 أصيب 6 برصاص الجيش الإسرائيلي. ولصعوبة الأحوال الجوية وشدة البرودة وقلة المواد الغذائية تفاقمت الحالات المرضية، وأضيفت عشرات الحالات يومياً، وزاد الأمر سوءاً إخراج مرضانا من مستشفاهم في لبنان.

            ب ـ نفد ماء الشرب وتقلصت المواد الغذائية والطبية وانعدمت وسائل التدفئة لانقطاع الكاز، ولمنع حكومتي إسرائيل ولبنان دخول المعونات إلينا.

            ج ـ المنطقة التي نعيش فيها بين سلطتي الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي منطقة غير آمنة باعتبارها معرضة للعمليات العسكرية وتكثر فيها الألغام. 

2ـ المجتمع الدولي وقرار الإبعاد:

            أ ـ قرار الإبعاد بلا محاكمة، ومن غير تهم، مخالف للقانون الدولي ومرفوض إنسانياً.

            ب ـ نثمن قرار مجلس الأمن 799، الذي أدان إسرائيل. لكنه لم يشتمل على إجراءات تضمن تنفيذه، مما دعا إلى أسفنا.

            ج ـ إسرائيل تحدت المجتمع الدولي ورفضت الانصياع لقرار مجلس الأمن 799، وهذا سبب استياء ليس في أوساطنا فقط بل في العالم العربي وسائر الدول المتحضرة.

            د ـ أعلنت السلطات الإسرائيلية عن خطأ في أسماء المبعدين، وأن بعضهم أُبعد ولم يكن في القائمة، مما يجعل القرار باطلاً من أساسه.

            هـ ـ بدعوى قتل جندي إسرائيلي كانت مسألة الإبعاد الجماعي العقوبة التي شملتنا، وأهلنا قرابة 3000 فرد صغير وكبير، والعقوبات الجماعية مرفوضة دولياً وقانونياً وإنسانياً.

            و ـ لدينا من الأطباء 12، والمهندسين 14، وأساتذة الجامعات 17، والعلماء 100، والصحافيين 4، وحملة الدبلوم 71، والتجار 36، والممرضين 5، والمحامين 1، فهل يتصور أن هؤلاء جميعاً وراء قتل الجندي الإسرائيلي.

            إننا من وسط معاناتنا ومرضانا وجرحانا، وباسم أسرانا وشعبنا، نطالبكم بالتالي:

            1ـ العمل الفوري على إعادتنا إلى أرضنا وأطفالنا ونسائنا تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 799، وحفاظاً على هيبة القرار ومؤسسته.

            2ـ إطلاع السادة أعضاء مجلس الأمن على رسالتنا هذه.

            3ـ إنقاذنا من مأساة المرض والموت في هذا الموقع.

ولكم الشكر والتقدير.

 

المصدر: "السفير" (بيروت)، 30/12/1992.

* الأمين العام للأمم المتحدة: بطرس غالي.