حديث للرئيس حافظ الأسد أمام وفد من الجولان المحتل يؤكد فيه رغبته في السلام المشرف من دون تفريط بحبة رمل من الجولان، دمشق، 8/9/1992
النص الكامل: 

قال السيد الرئيس:

إننا نعيش معكم مثلما تعيشون معنا ومحاولات إسرائيل لتثبيط عزائمكم مصيرها الفشل.

إن شعبنا يعيش حالة وطنية متقدمة وسلاحه الأقوى هو الوحدة الوطنية.

وتحدث السيد الرئيس عن قرار إسرائيل ضم الجولان فقال إن هذا القرار لم يزد من قلقنا فالاحتلال هو الاحتلال وإسرائيل ليست أول محتل يحاول ضم أرض الغير بعمل سياسي وبقوانينه هو. إن فرنسا قالت مدة مئة وثلاثين عاماً إن الجزائر فرنسية إلا إنها خرجت في النهاية والجولان السوري لن يكون إلا سورياً عربياً أما قرارات الضم فلا تبدل شيئاً.

وقال السيد الرئيس:

إننا متفائلون بالمستقبل والظروف المحيطة بنا لا تثبط من عزيمتنا فتمسكنا بحقنا واعتزازنا بماضينا وحرصنا على كرامتنا وثقتنا بشعبنا تعطينا القوة والأمل والتفاؤل.

ونحن أمة كبيرة وأراضينا كبيرة واسعة وشعبنا أبي مجيد وإمكاناتنا في الوطن العربي كبيرة وضخمة وقدراتنا في جميع الميادين في تقدم ولا شيء يبعث على اليأس.

وقال السيد الرئيس:

إن سوريا لن تفرط أبداً بإرادتها الوطنية ولن تتنازل عن أرضها وحقوقها إننا نحارب بشرف ونهادن بشرف ونسالم بشرف ولا شيء يمكن أن يتم على حساب كرامتنا وأرضنا وشعبنا.

وأضاف السيد الرئيس قائلاً:

كنا دائماً نقول إننا نريد السلام وكنا صادقين في طرحنا واليوم نحن نريد سلاماً مشرفاً تقبل به شعوبنا سلاماً لا تفريط فيه بحبة رمل من أرض الوطن ولا تنازل فيه عن حق من الحقوق الوطنية والقومية ولا تهاون فيه بكرامة الأمة.

نحن نريد سلام الشجعان. سلام الفرسان. السلام الحقيقي.

السلام الذي يعيش ويستمر ويضمن مصالح الجميع وإذا وافق الآخرون على هذا السلام فيمكن أن يتحقق السلام.

أما إذا كانت هناك ألعاب ومطبات وكمائن فإن أحداً لن يستطيع إخراج سوريا من مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية والاستسلام ليس وارداً في قاموسها.

وقال السيد الرئيس للإخوة القادمين من الجولان:

نأمل أن نلتقي قريباً في مجدل شمس والقنيطرة في ظل السلام الذي نعمل من أجله عبر نضالنا السياسي وعبر نضالكم ورفضكم للاحتلال.

 

المصدر: "البعث" (دمشق)، 9/9/1992.