تصريح صحافي لناطق رسمي فلسطيني في شأن مسألة توطين الفلسطينيين في لبنان، تونس، 23/9/1992
النص الكامل: 

كثرت في الآونة الأخيرة، التصريحات والمقابلات الصحافية التي تتحدث عن توطين الفلسطينيين في لبنان وغيره. والملفت أن غالبية هذه التصريحات من الإِخوة اللبنانيين الذين كانوا يرفضون، في السابق، مشروع التوطين، فلماذا يصرحون، الآن، بما كانوا يعتبرونه من المحرمات؟ خاصة وهم يعرفون أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت ولا زالت ترفض باستمرار هذه العروض، لأنها تعتبر التوطين إجهاضاً للثورة وإنهاء لقضية فلسطين، وانتصاراً لسياسة "إسرائيل" وحلفائها، التي قامت على الاغتصاب والتهجير والتوطين وإضفاء الشرعية على كيانها من خلال موافقة عربية على ما اغتصبته، بما في ذلك تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بشتى المؤامرات والجرائم بما فيها التوطين الذي نرفض شكلاً وموضوعاً وحديثاً.

إن منظمة التحرير الفلسطينية، ومن خلال رؤيتها الواضحة لمستقبل المنطقة، ترفض جميع هذه المشاريع المشبوهة وتصر على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مذكرة أن وفدنا للجنة اللاجئين في مفاوضات متعددة الأطراف استطاع انتزاع وتثبيت القرار 194 وهو الأساس الشرعي والسياسي لإِيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

إن منظمة التحرير الفلسطينية التي تناضل بكل الوسائل والسبل لإِيجاد تسوية عادلة، تدعو مختلف الأطراف العربية أن يتعاونوا معها في معالجتهم لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين ضيوفاً عندهم، وأن يستمروا في حرصهم عليهم، حتى تجد المشكلة طريقها إلى الحل المشرف أو القبول عربياً ودولياً وعلى أرضهم الحرة المستقلة.

"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".

صدق الله العظيم.

 

المصدر: "فلسطين الثورة" (نيقوسيا)، العدد 908، 4/10/1992، ص 7.