تحدث السيد بيكر في بداية المؤتمر الصحفي فقال: اختتمنا محادثاتنا الليلة قبل الماضية مع السيد الرئيس حافظ الأسد والسيد فاروق الشرع وزير الخارجية بعد أربع ساعات ونصف حيث كانت المحادثات جيدة وسأدع السيد الشرع يتحدث بالتفصيل عن موقف سوريا وأعتقد بأن هناك شعوراً عاماً بوجود فرص فعلية جديدة ومثمرة يجب استكشافها في أقرب فرصة ممكنة وقال.. لقد تحدثنا عن عملية السلام في ضوء تغير الحكومة الإسرائيلية وعن الوضع في لبنان والعلاقات الثنائية.
[.......]
بعد ذلك تحدث السيد فاروق الشرع وزير الخارجية فأعرب عن شكره للسيد بيكر على الجهود المتواصلة التي يبذلها بشأن عملية السلام وقال إن الرئيس جورج بوش والسيد بيكر بذلا جهوداً حثيثة لجعل عملية السلام ممكنة في المنطقة.
وأضاف السيد الشرع لقد بدأنا محادثات عملية السلام في مدريد وواصلنا في واشنطن ثم توقفنا لبعض الوقت ونأمل في أن تساعد التطورات الجديدة وبخاصة مع وجود حكومة جديدة في إسرائيل كل الأطراف المعنية بعملية السلام على استئناف المحادثات الثنائية بأسرع ما يمكن.
وقال السيد فاروق الشرع.. إن محادثات السيد الرئيس حافظ الأسد والسيد بيكر كانت إيجابية وصريحة ونأمل أن تكون مثمرة وأن تخدم عملية السلام في المنطقة.
ورداً على سؤال بشأن التغييرات الجديدة في إسرائيل والتصريحات المتعلقة بالمستوطنات والإجراءات الموازية التي يمكن أن تتخذها سوريا والعرب من أجل بناء الثقة قال السيد الشرع لا تنسوا بأن الجانب العربي قد بذل كل ما في وسعه لجعل عملية السلام ممكنة وأنه بدون المرونة التي أظهرها الجانب العربي وبخاصة عندما قبلنا نحن في سوريا مقترحات الرئيس بوش لما كان هناك مؤتمر مدريد للسلام.
وأضاف السيد الشرع يقول إن العقبات التي اعترضت عملية السلام خلال الأشهر العشرة الماضية كانت بسبب أن حكومة شمير لم تكن تريد السلام لذلك يجب عدم الطلب من الجانب العربي أن يبدي المزيد من المرونة.
وأكد أن الدور الآن هو دور الحكومة الإسرائيلية الجديدة من أجل القيام بتغييرات جديدة وجذرية في الموقف الإسرائيلي لمجاراة الموقف العربي.
وعقب السيد بيكر قائلاً لقد لمست لدى اجتماعي مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة والممثلين الفلسطينيين ولقائي مع المسؤولين العرب في العواصم العربية التي زرتها أن مجمل الإشارات إيجابية كما أشار إليها السيد الشرع في مقدمة حديثه.
وأعرب بيكر عن اعتقاده بأنه ستكون هناك بعض الفرص الجديدة ويمكن القول أنه خلال محادثاتنا الليلة قبل الماضية تم الاتفاق بشكل عام على استئناف العملية السلمية في أقرب فرصة ممكنة.
[.......]
وقال السيد بيكر كما قلت في مصر أمس إنني متفائل وعلى الأطراف أن تستأنف المفاوضات مع وجود التغييرات في إسرائيل وفي ضوء المؤشرات الإيجابية.
ورداً على سؤال حول موقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة من المستوطنات في الجولان السوري المحتل قال السيد الشرع إن أي نوع من المستوطنات أمنية كانت أم سياسية هي غير شرعية وهي عقبة رئيسية أمام السلام في المنطقة الآن وفي المستقبل وهذا هو الموقف الثابت لسوريا وللجانب العربي.
وأضاف السيد الشرع قائلاً.. إن التصريحات التي قرأناها حول موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية رابين لا تساعد أبداً لأن أي قبول لأي نوع من المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة سيعني اعترافاً بالاحتلال ولذلك فإننا نقدر الموقف الأميركي الذي عبّر عنه السيد بيكر خلال جولته.
وأضاف السيد الشرع إذا كان علينا أن نكون متفائلين حول التغير الجديد في إسرائيل فإن ذلك مرده إلى أن السيد بيكر قدم لنا تقريراً إيجابياً.
[.......]
ورداً على سؤال حول التغيير الذي لمسه السيد بيكر من الحكومة الإسرائيلية الجديدة بخصوص مبدأ الأرض مقابل السلام والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في ضوء اجتماعه مع رابين قال الوزير بيكر سوف أدع الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعبّر عن موقفها بنفسها على طاولة المفاوضات.
ورداً على سؤال عما إذا كان قد لمس الوزير بيكر تغييراً في سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية عن الحكومة السابقة قال نعم لقد لمست رغبة في التغيير وإعادة ترتيب الأولويات لديها وأعتقد أننا سنرى تخفيضاً هاماً ورئيسياً في نشاط المستوطنات ولقد قلت ذلك في مصر ولديّ اعتقاد قوي بذلك.
[.......]
ورداً على سؤال حول ضمانات القروض مقابل تقليص نشاطات الاستيطان قال السيد الشرع إن كلمة تقليص مضللة لأننا نتحدث عن وقف وتجميد كامل لبناء المستوطنات لذلك عندما نقول تقليصاً فإن ذلك يعني أن عملية بناء المستوطنات مستمرة ونحن ضد بناء المستوطنات بصورة تامة..
وأضاف السيد الشرع إن موقف سوريا من مسألة ضمانات القروض الأميركية لإسرائيل مرتبط بالشروط المتعلقة بمنح هذه الضمانات لذلك لا نستطيع أن نحكم مسبقاً لأن السيد بيكر بحث هذه النقطة مع السيد الرئيس حافظ الأسد أمس الأول بالتفصيل ولدي شعور وانطباع بأن موضوع المستوطنات والشروط المرتبطة به مثل اللوغاريتمات التي من الصعب فهمها والتكهن بها لذلك يجب ترك الحكم عليها في ضوء القرار الذي سيتخذ بشأنها.
[.......]
المصدر: "البعث" (دمشق)، 24/7/1992. وقد زار الوزير بيكر دمشق يومي 21 و 22/7/1992 في إطار جولته الجديدة في الشرق الأوسط، وغادر دمشق في 22/7 متوجهاً إلى القاهرة، ثم عاد إلى سوريا في اليوم نفسه والتقى الرئيس الأسد في القرداحة. وفي 23/7 غادر سوريا إلى لبنان، المحطة ما قبل الأخيرة في جولته الشرق الأوسطية.
* وزير الخارجية الأميركي: جيمس بيكر.
وزير الخارجية السوري: فاروق الشرع.