[.......]
لقد أيدتُ الرئيس عندما اعتقدت أنه على حق ـ وسأفعل ذلك مجدداً. لكنني أختلف معه عندما أرى أن من الصواب الانتقاد. وانتقادي الرئيسي هو أن جورج بوش استحضر نظاماً عالمياً جديداً من دون إعلان أي هدف أميركي جديد. لا أحد يشكّك في خبرته الطويلة بالشؤون الدبلوماسية، أو في روابطه الشخصية بالزعماء الأجانب. وقد كانت معالجته للتحالف الدولي ضد العراق بمثابة عرض ماهر في إدارة الأزمة. لكن مع كل خبرته وبراعته واحترافيته الحذرة، فإنه فشل في بلورة أهداف واضحة للسياسة الخارجية الأميركية.
إن فقدان الرؤيا الإيجابية أدى إلى حسابات مغلوط فيها وإلى فرص ضائعة. إن الرئيس بوش ووزير الخارجية بيكر يستحقان الثقة لدفعهما مفاوضات [السلام] في الشرق الأوسط. لكنهما اختارا العبوس في وجه إسرائيل، البلد الديمقراطي الوحيد في المنطقة، وتعزيز الروابط بالنظام الاستبدادي في سوريا. وبهجومها العلني المتكرر على إسرائيل، عطّلت هذه الإدارة قدرتها على القيام بدور الوسيط النزيه، وشجّعت العرب على تبني مواقف متصلبة، وعلى الاعتقاد غير الصائب أن واشنطن قادرة على ـ أو أنه ينبغي لها ـ الحصول على تنازلات من إسرائيل من دون الحصول في المقابل على تنازلات عربية. وبعملها هذا، ألحقت الإدارة الأذى بعلاقتنا الاستراتيجية بإسرائيل، وقوّضت عملية السلام نفسها.
في الخليج الفارسي، بذلت إدارة بوش، أولاً، جهوداً مضلّلة لشراء ودّ صدام حسين عن طريق مساعدات أميركية سخية. ثمّ، بعد الانتصار الأميركي الساحق على العراق، ترك بوش لصدام حسين قوة عسكرية كافية ليبقى في السلطة وليقمع بوحشية انتفاضتي الشيعة والأكراد ـ الذين ثاروا بعد أن حضّهم الرئيس على القيام بذلك.
[.......]
المصدر: Bill Clinton for President Committee.