تصريح صحافي للسفير سهيل شماس يرد فيه على الانتقاد الإسرائيلي للبنان على تمسكه بالقرار 425، واشنطن، 28/4/1992
النص الكامل: 

إن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم العرف الذي يقضي بعدم نقل ما يجري داخل قاعة المفاوضات إلى خارجها، خصوصاً أنه "يتضمن الكثير من التناقضات وأنصاف الحقائق"، وشدد على أن الجانب اللبناني "يفضل عدم التفاوض عبر الأثير". وأبدى ثلاث ملاحظات:

            1ـ إن التصريح أُعد وقبل بدء المحادثات صباح أمس.

            2ـ تضمن التصريح بعض المواضيع التي طرحها الجانب الإسرائيلي لكنها في معظمها لا تتفق والأسئلة التي طرحها رئيس الوفد الإسرائيلي أوري لوبراني.

            3ـ في خطوة نادرة في المحادثات قرأ لوبراني في الجلسة أمس ورقة مكتوبة على عكس عادته.

وقال شماس رداً على ما تضمنه التصريح الإسرائيلي في شأن اهتمامه باستقرار الوضع في الجنوب: "من الطبيعي أن يكون رئيس الوفد اللبناني معنياً بالموقف في الجنوب، إذ نعتبر الجنوب في رأس سلم أولوياتنا وتحريره هو الأول في سلم هذه الأولويات ونحن هنا لتنفيذ القرار 425". وأضاف أن الموقف الإسرائيلي من القرار يعكس انزعاجه من الموقف اللبناني المصر على ضرورة تنفيذه.

وأوضح أن لوبراني أثار في الجلسة موضوع "حزب الله" والفلسطينيين وموضوع "الإرهاب"، فرد عليه بأن "ما تصفه بأعمال إرهابية هو مقاومة وطنية (...) وحق لكل لبناني في مقاومة احتلالكم ما استمر هذا الاحتلال". وبالنسبة إلى الفلسطينيين، أبلغ شماس إلى الإسرائيليين أنه "إذا كنتم تقترحون علينا أن نحول المخيمات مراكز اعتقال وسجوناً للشعب الفلسطيني، فلن تصلوا معنا إلى هذه الغاية". وأكد أن الجيش اللبناني يفرض سلطته في ضوء المصلحة اللبنانية العليا، وطلب من لوبراني "ألا تحاولوا معنا إثارة نقاط تعرفون سلفاً ما هو موقفنا منها".

وكرر شماس "أن الوفد اللبناني ملتزم موقفاً واضحاً ذا شقين: الأول العمل لتنفيذ القرار 425 والتوصل إلى تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. والآخر توفير المناخ للبنان القادر الفاعل لإكمال مساهمته في عملية السلام ولبناء السلام على الأسس التي ارتكز عليها مؤتمر السلام في مدريد (...) لا يمكن تصور موقف إسرائيلي جدي ما لم تقبل إسرائيل بالقرار 425".

 

المصدر: "النهار" (بيروت)، 29/4/1992. وقد عُقدت الجولة الخامسة من المفاوضات الثنائية العربية ـ الإسرائيلية في واشنطن خلال الفترة 27-ـ 30/4/1992.

* سهيل شماس: رئيس الوفد اللبناني إلى المفاوضات الثنائية مع إسرائيل.